Wednesday, October 5, 2011

تحقيقات

الانترنت ظاهرة اجتماعية وحاجة ماسة يومية في حياتنا الحديثة في عالم الاعمال والدراسة وكذلك التواصل على حد سواء, الا أنه كما أي وسيلة تمارسها لديها ما يكفيها من الحسنات والسيئات. حسنات نتوخى منها ربحا ثقافيا ومعنويا وماديا, وسيئات لم ندرك حجم مخاطرها عند الافراط في استخدامها بطريقة عشوائية غير مدروسة, أي بلا هدف صائب يؤدي الى ما تحمد عقباه.
لذلك كان لنا حديثا مع الدكتورة المتخصصة في علم الاجتماع وروائز الاختبارات الايجابي والسلبي "خديجة طحيني" لتسليط الضوء على أهم النتائج الاجتماعية النفسية التي يتعرض لها الافراد نتيجة لعملية الشات أو النت بافراط ودون منفعة لدى الفئات العمرية كافة.
ما هي الاسباب التي قد تدفع الاطفال والمراهقين والشباب الى الشات المفرط؟
الاطفال:
شبه غياب الاندية والجمعيات والانشطة الهادفة التي تراعي حاجات وميول الطفل وابداعاته الباطنية.
كلفة النشاطات الباهظة التي تثقل كاهل الاهل في وضعنا الاقتصادي الرديء هذا, الامر الذي يدفع بالاتجاه نحو النت باتخاذه نوعا من الترفيه والتسلية لاولادهم, وهم بدورهم يستخدمونه حد الادمان.
المراهق:
حب الاكتشاف والاطلاع.
الميل للجنس الاخر نظرا لسهولة التعارف الغير مباشرة هذه.
الهروب من الواقع.
غياب الحوار ما بين المراهق و بين أهله, لذلك يتخذ من النت وسيلة للحوار مع الأخرين ومشاركتهم مشاكله وهمومه.
الشباب:
العازبون منهم يستخدمون النت في عملهم, وهذا قد يجرهم الى فتح بريدهم الالكتروني(الايميل), فيقومون بمهامهم من جهة ويتحدثون والاخرين من جهة ثانية.
الهروب من الواقع.
الاوضاع المعيشة الصعبة التي تدفعم الى توفير أموالهم بدلا من تضيعها في امور ترفيهية يحتاج اليها الفرد, لذاك يتجه نحو النت.
الرغبة في ايجاد الشخص المتفهم.
أما المتزوجون لتمضية أوقات الفراغ.
التناقض بين الواقع والطموح, اذ لا يوجد اتصال عاطفي بين الشريكين, مما أصبح يدفع أحد الشريكين باللجوء الى النت والشات.

ما هي النتائج الاجتماعية والنفسية المترتبة على كل هذه الفئات العمرية؟
الاطفال:
تغيير عادات النوم التي تؤثر على المهام العقلية والجسدية والتراجع الدراسي لعدم حصوله على القسط الكافي من النوم.
ابتعاد الاطفال عن أهلهم وذويهم وخصوصا الأم وهذا خطر لأنها العنصر الأساسي في تبلور شخصيته في هذه المرحلة.
زيادة العدوانية عند لما يشاهده من صور العاب النت التي تروج للعنف التي تستحوذ على تفكيره كمتلقي.
ضعف شخصية الطفل لتقوقعه وانعزاله المستمر البعيد عن التواصل الشفوي مع محيطه.
غياب الهوية لديه لتعرضه للكثير من العادات والتقاليد والثقافات ما بين التربية في اسرته تارة والنت تارة أخرى.
متاعب صحية أكدتها دراسات بريطانية من الام المفاصل, العظام, العنف, الفقرات, النظر, توتر الأطراف.
المراهقين:
فقدان التواصل اللفظي المباشر الذي يؤدي الى الانطواء والخجل.
الشعور بعاطفة وهمية غير عاطفية بين الطرفين.
تقليد الغرب دون وعي من خلال اعلانات الفايس بوك المشفرة واللغومة التي تدعو الى مشاهدة الصور الاباحية.
ابتعاد الشباب عن النشاطات الاجتماعية والسياسية الهامة التي ترقي المجتمع بهمتهم.
انتشار ظاهرة الكذب نتيجة للادعاء بالكثير من الاشياء الخاصة بهم بحيث تصبح هذه السمة جزءا من شخصيتهم.
التحرر من العفة والرقابة الذاتية للاخلاقيات, اذ يبدأ بالمغازلة وتنتهي بما لا تحمد عقباه.
اصابته بالسمنة لجلوسه الطويل أمام النت وباستبدال الطعام بماكل مسلية غير صحية.
الشباب:
انغماسه في أفكار ايديووجية وجماعات باطلة تتسلل النت لاصطياد هؤلاء الشباب بشعارات ملغمة.
انتشار أخبار ومعلومات داخلية تؤدي الى اثارة الفتن التي تسبب العبث بأمن المجتمع.
تعلم الاتكالية بالاعتماد االكامل على معلومات النت التي تحتوي الكثير من المصادر المويفة التي بالتالي يعيش حالة التناقض والتضارب بين هذه المعلومات.
التعرف الى أصدقاء السوء.
صعوبة الخيار عند الزواج نظرا للفرص الكثيرة المتاحة من النماذج المختلفة من الشخصيات.
اقامة العلاقات الغير شرعية التي تحصل عبر الكاميرات, أو بعد فقدان الخجل بين الطرفين والتعارف المباشر الذي يفتقد أحيانا الى الرقابة الذاتية والضوابط الدينة والاخلاقية.
المتزوجين:
الانفصال العاطفي بين الشريكين.
فقدان المهارات الاجتماعية المشتركة, اذ يصبح الوقت ملكا للنت في بعض الأحيان.
الوهم العاطفي مع الطرف الاخر الذي ليس هو الشريك وبالتالي قد ئؤدي أحيانا الى الخيانة.
اهمال الواجبات الأسرية.
التناقض بين الواق والطموح, بحيث من الممكن تحصل عملية المقارنة بين الشريك للمحدث غلى الشات ومن شانها تفاقم المشكلة وازديادها سوء.

ما التسمية التي تطق على هذه الظاهرة؟
تسمى هذه الظاهرة بظاهرة الادمان, اذ تبدأ بالوقت اليسير البسيط وتنتهي بالساعات على اثر زيادة الجرعة يوما تلو الاخر لاشباع الرغبات تماما كما المخدرات. والحرمان من هذا النوع من المخدر عوارض حادة على الشخص, اذ تنعكس حالات من التوتر والاضطراب في حالته النفسية.

ما هي الارشادات والحلول الكفيلة بتجنب هذه النتائج على الافراد والمجتمع؟
توجيه الاولاد الى مواقع عربية.
الادراك والتعقل بتوقيت الجلوي باستخدامه المعتدل.
تفعيل دور الاسرة برقابة الام واهتمامها والعمل على اغلاق المواقع الاباحية بالاتفاق مع الشخص المشتركين عنده.
تفعيل دور المدارس والاستعانة بالمرشدين الاجتماعيين الذي يتعاملون مع عائلاتهم في حل مشاكلهم وحمايتهم بقدر المستطاع.
اقامة ورش عمل لتوعية الناس لاستخدام النت بالطريقة الامثل.
توعية الشباب ميدانيا بعيدا عن النظريات حول اهمية اوقت بوضع جدول زمني لتحديد الاولويات والمهام التي تؤثر على شخصية الفرد ومستقبله.

كلمة أخيرة؟



 اتوجه الى الشباب وادعوهم الى تنمية الفكر النقدي الذي يميز بين الصواب وبضرورة معرفة الذات. وكذلك أتوجه الى الجمعيات والاندية بتخفيف الكلفة الباهظة وبوضع أنشطة هادفة بعيدا عن الرتابة والملل, ميدانية تتلائم وطموحات واهتمامات الشباب والمراهقين وحتى الاطفال منهم.

تحقيق غنى جرجوعي
 حسين قعيق



.
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: