موقع تيك دبكا"
" في يوم الجمعة 28/10، إستيقظ مواطنو إسرائيل على نبأ مثير، يقول أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، إنعزلا داخل غرفة صغيرة، وقررا وجها لوجه شن هجوم على إيران. هذا الهجوم كما يقول النبأ سيُنفذ قبل حلول الشتاء. وبما أن الشتاء أصبح هنا بالفعل، فإن الأمر يتعلق بهجوم وشيك.
وبعيدا عن الإعتبارات الشخصية والتجارية الضيقة، لم يحمل هذا النبأ ولو حتى حقيقة واحدة صحيحة. فإسرائيل لن تشن هجوم على إيران إطلاقا بدون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت الحالي، الرئيس باراك أوباما يحفظ لنفسه ولبلاده الحق في هذه الخطوة، وينبغي القول أيضا أن هناك مسألة القدرات على مهاجمة إيران. ولكن بالفعل حدث نقاش موسع في نهاية الأسبوع على متن (سفينة الحمقى الإسرائيلية) فيما يتعلق بمهاجمة إيران.
سلاح الجو الإسرائيلي هاجم قاعدة الجهاد الإسلامي قرب رفح، فقتل خمسة من عناصر وحدة الهندسة المكلفة بمخزون الصواريخ التابعة للمنظمة. وقال الجيش أن الخماسي شارك في إطلاق صواريخ الجراد على أهداف إستراتيجية في إسرائيل يوم الأربعاء 26/10، وأنه كان يعتزم القيام بجولة أخرى من إطلاق الصواريخ.
بعد ذلك شن الجهاد الإسلامي هجوما صاروخيا على جنوب ووسط إسرائيل، إستمر 15 ساعة، بدءا من الساعة الرابعة بعد ظهر السبت، وحتى يوم الأحد الساعة السابعة صباحا. والنتيجة هي مقتل إسرائيل وإصابة ثمانية على الأقل، فيما أصيب قرابة 40 شخصا بحالة من الهلع. ووقعت أضرار كبيرة في الممتلكات في 8 مستوطنة وبلدة إسرائيلية.
قيادة الجبهة الداخلية أمرت مليون إسرائيلي بالبقاء على مقربة من الملاجئ والغرف المحصنة، وربع مليون إسرائيلي شاب لم يتوجهوا يوم الأحد للدراسة في المدارس، رياض الأطفال، والجامعات. وعدا الهجومين الجويين على خليتي إطلاق الصواريخ التابعتين للجهاد الإسلامي، وهي الهجمات التي أدت إلى مقتل أربعة مخربين، لم يعمل الجيش ضد إطلاق الصواريخ المتواصل من قبل الجهاد.
لدرجة أن الجيش مكن الجهاد الإسلامي من إخراج ونصب منظومة السلاح الجديدة التي وصلته من ليبيا بدون إزعاج، وهي منظومة تحتوي على فوهات قصف متعددة لصواريخ الجراد، والتي يمكنها إطلاق بضعة صورايخ بالتزامن بإتجاه الهدف. لم توجد أي طائرة بدون طيار أو مقاتلة أو صاروخ أو مروحية تابعة لالجيش شنت هجوم ضد هذه الأسلحة ولم تدمرها.
وبدلا من ذلك، حين تم توجيه أوامر من رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع باراك بعدم الرد، إخترع الجيش عدد من المصطلحات الجديدة المهمة التي أضيفت إلى قاموس السلبية الخاصة بالجيش والمستوى السياسي.
وإليكم بعض الأمثلة: "الجيش يعمل على وقف إطلاق الصواريخ". و"الجيش يعمل طبقا لتدرج الرد الذي حدده رئيس هيئة الأركان العامة". ولو عمل الجيش حقا ضد إطلاق الصواريخ، كيف حدث أن الإطلاق إستمر بدون عائق؟، ولو كان هناك تدرج في الرد، لماذا وجد مليون إسرائيلي كانوا تحت التهديد صعوبة في تمييز المرحلة الأولى التي كانت ظاهرية؟.
نفس الكلام ينطبق على منظومة القبة الحديدية. فحتى منتصف ليل السبت، سمعنا عدد لا نهائي من المرات أن المنظومة نُصبت في نقطتين في أسدود وفي بئر سبع، وكان هناك شئ غريب في هذا الإعلان، والذي أوضح للجهاد الإسلامي أي مكان تم نصب المنظومة فيه. ولو نُصبت المنظومة حقا، كيف حدث أنه من بين 27 صاروخا أطلقت على إسرائيل، لم يتم إعتراض سوى 3 صواريخ فقط؟. وأين إختفت نسبة الـ 90% نجاح التي تحدثت الصحافة الإسرائيلية والدولية الأكثر المهنية عنها؟. والأسوأ من ذلك كان رد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك.
وفي حديث هاتفي مع رؤساء البلدات والمجالس البلدية في الجنوب، والذي أجري ليلة السبت، قال لهم نتنياهو: "لو كانت هناك حاجة فإن الجيش الإسرائيلي سيزيد من قوة رده على الهجوم". أي أن الهجوم الصاروخي المكثف والذي حصد حياة إسرائيلي لم يكن قد تجاوز بعد الدرجة الأولى من الرد – طبقا لرئيس الحكومة. ويبدو أن نتنياهو لم يبلغ من تحدث معهم كيف سلم التعامل مع وقف هجمات الجهاد الإسلامي للمجلس العسكري المصري، وفي قناة أخرى، يطالب واشنطن بأن تمارس ضغوطا على المصريين للعمل السريع.
وتقول مصادرنا العسكرية والإستخباراتية أنه في هذا الوضع، أمر نتنياهو وباراك الجيش بمحاولة كسب الوقت، حتى تنضج الخطوات الأمريكية والمصرية. كما يوجد أمر واحد نسي نتنياهو أن يخبرهم به. ففي يوم السبت، حين إنفجرت صواريخ الجهاد في وسط وجنوب إسرائيل، سمح المجلس العسكري المصري لوفد الإخوان المسلمين المصريين برئاسة نائب المرشد العام للجماعة جمعة أمين، بزيارة أولى لدى قادة حماس في غزة. وبذلك أصبح أمامنا يوم السبت الوضع السريالي التالي:
"بينما يزور الإخوان المسلمون المصريون شمال غزة، يقصف الجهاد الإسلامي إسرائيل من جنوب غزة، وحكومة إسرائيل تجلس في القدس وتنتظر أن يحاول المجلس العسكري المصري التنسيق والربط بين الحراك السياسي وبين العمليات العسكرية في القطاع" – بمعنى آخر.. كجزء من الدين الذي تدفعه إسرائيل مقابل صفقة جلعاد شاليط، سلمت حكومة نتنياهو – باراك للمجلس العسكري المصري ليس فقط مسئولية ما يحدث على إمتداد الحدود الإسرائيلية – المصرية، هناك حيث ندخل في الشهر الثالث من غلق شرايين المواصلات المركزية في الطرف الإسرائيلي الجنوبي بسبب مجموعة إرهابية تابعة للجهاد الإسلامي، ولكنها سلمته أيضا مسئولية ما يحدث في قطاع غزة.
ومازال هناك أشخاص على متن (سفينة الحمقى الإسرائيلية) يريدون إقناعنا بأن من لا يتجرأ على شن هجوم على الجهاد الإسلامي في غزة بدون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، سيقرر في غرفة صغيرة أن يشن هجوم على إيران".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" في يوم الجمعة 28/10، إستيقظ مواطنو إسرائيل على نبأ مثير، يقول أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، إنعزلا داخل غرفة صغيرة، وقررا وجها لوجه شن هجوم على إيران. هذا الهجوم كما يقول النبأ سيُنفذ قبل حلول الشتاء. وبما أن الشتاء أصبح هنا بالفعل، فإن الأمر يتعلق بهجوم وشيك.
وبعيدا عن الإعتبارات الشخصية والتجارية الضيقة، لم يحمل هذا النبأ ولو حتى حقيقة واحدة صحيحة. فإسرائيل لن تشن هجوم على إيران إطلاقا بدون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت الحالي، الرئيس باراك أوباما يحفظ لنفسه ولبلاده الحق في هذه الخطوة، وينبغي القول أيضا أن هناك مسألة القدرات على مهاجمة إيران. ولكن بالفعل حدث نقاش موسع في نهاية الأسبوع على متن (سفينة الحمقى الإسرائيلية) فيما يتعلق بمهاجمة إيران.
سلاح الجو الإسرائيلي هاجم قاعدة الجهاد الإسلامي قرب رفح، فقتل خمسة من عناصر وحدة الهندسة المكلفة بمخزون الصواريخ التابعة للمنظمة. وقال الجيش أن الخماسي شارك في إطلاق صواريخ الجراد على أهداف إستراتيجية في إسرائيل يوم الأربعاء 26/10، وأنه كان يعتزم القيام بجولة أخرى من إطلاق الصواريخ.
بعد ذلك شن الجهاد الإسلامي هجوما صاروخيا على جنوب ووسط إسرائيل، إستمر 15 ساعة، بدءا من الساعة الرابعة بعد ظهر السبت، وحتى يوم الأحد الساعة السابعة صباحا. والنتيجة هي مقتل إسرائيل وإصابة ثمانية على الأقل، فيما أصيب قرابة 40 شخصا بحالة من الهلع. ووقعت أضرار كبيرة في الممتلكات في 8 مستوطنة وبلدة إسرائيلية.
قيادة الجبهة الداخلية أمرت مليون إسرائيلي بالبقاء على مقربة من الملاجئ والغرف المحصنة، وربع مليون إسرائيلي شاب لم يتوجهوا يوم الأحد للدراسة في المدارس، رياض الأطفال، والجامعات. وعدا الهجومين الجويين على خليتي إطلاق الصواريخ التابعتين للجهاد الإسلامي، وهي الهجمات التي أدت إلى مقتل أربعة مخربين، لم يعمل الجيش ضد إطلاق الصواريخ المتواصل من قبل الجهاد.
لدرجة أن الجيش مكن الجهاد الإسلامي من إخراج ونصب منظومة السلاح الجديدة التي وصلته من ليبيا بدون إزعاج، وهي منظومة تحتوي على فوهات قصف متعددة لصواريخ الجراد، والتي يمكنها إطلاق بضعة صورايخ بالتزامن بإتجاه الهدف. لم توجد أي طائرة بدون طيار أو مقاتلة أو صاروخ أو مروحية تابعة لالجيش شنت هجوم ضد هذه الأسلحة ولم تدمرها.
وبدلا من ذلك، حين تم توجيه أوامر من رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع باراك بعدم الرد، إخترع الجيش عدد من المصطلحات الجديدة المهمة التي أضيفت إلى قاموس السلبية الخاصة بالجيش والمستوى السياسي.
وإليكم بعض الأمثلة: "الجيش يعمل على وقف إطلاق الصواريخ". و"الجيش يعمل طبقا لتدرج الرد الذي حدده رئيس هيئة الأركان العامة". ولو عمل الجيش حقا ضد إطلاق الصواريخ، كيف حدث أن الإطلاق إستمر بدون عائق؟، ولو كان هناك تدرج في الرد، لماذا وجد مليون إسرائيلي كانوا تحت التهديد صعوبة في تمييز المرحلة الأولى التي كانت ظاهرية؟.
نفس الكلام ينطبق على منظومة القبة الحديدية. فحتى منتصف ليل السبت، سمعنا عدد لا نهائي من المرات أن المنظومة نُصبت في نقطتين في أسدود وفي بئر سبع، وكان هناك شئ غريب في هذا الإعلان، والذي أوضح للجهاد الإسلامي أي مكان تم نصب المنظومة فيه. ولو نُصبت المنظومة حقا، كيف حدث أنه من بين 27 صاروخا أطلقت على إسرائيل، لم يتم إعتراض سوى 3 صواريخ فقط؟. وأين إختفت نسبة الـ 90% نجاح التي تحدثت الصحافة الإسرائيلية والدولية الأكثر المهنية عنها؟. والأسوأ من ذلك كان رد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك.
وفي حديث هاتفي مع رؤساء البلدات والمجالس البلدية في الجنوب، والذي أجري ليلة السبت، قال لهم نتنياهو: "لو كانت هناك حاجة فإن الجيش الإسرائيلي سيزيد من قوة رده على الهجوم". أي أن الهجوم الصاروخي المكثف والذي حصد حياة إسرائيلي لم يكن قد تجاوز بعد الدرجة الأولى من الرد – طبقا لرئيس الحكومة. ويبدو أن نتنياهو لم يبلغ من تحدث معهم كيف سلم التعامل مع وقف هجمات الجهاد الإسلامي للمجلس العسكري المصري، وفي قناة أخرى، يطالب واشنطن بأن تمارس ضغوطا على المصريين للعمل السريع.
وتقول مصادرنا العسكرية والإستخباراتية أنه في هذا الوضع، أمر نتنياهو وباراك الجيش بمحاولة كسب الوقت، حتى تنضج الخطوات الأمريكية والمصرية. كما يوجد أمر واحد نسي نتنياهو أن يخبرهم به. ففي يوم السبت، حين إنفجرت صواريخ الجهاد في وسط وجنوب إسرائيل، سمح المجلس العسكري المصري لوفد الإخوان المسلمين المصريين برئاسة نائب المرشد العام للجماعة جمعة أمين، بزيارة أولى لدى قادة حماس في غزة. وبذلك أصبح أمامنا يوم السبت الوضع السريالي التالي:
"بينما يزور الإخوان المسلمون المصريون شمال غزة، يقصف الجهاد الإسلامي إسرائيل من جنوب غزة، وحكومة إسرائيل تجلس في القدس وتنتظر أن يحاول المجلس العسكري المصري التنسيق والربط بين الحراك السياسي وبين العمليات العسكرية في القطاع" – بمعنى آخر.. كجزء من الدين الذي تدفعه إسرائيل مقابل صفقة جلعاد شاليط، سلمت حكومة نتنياهو – باراك للمجلس العسكري المصري ليس فقط مسئولية ما يحدث على إمتداد الحدود الإسرائيلية – المصرية، هناك حيث ندخل في الشهر الثالث من غلق شرايين المواصلات المركزية في الطرف الإسرائيلي الجنوبي بسبب مجموعة إرهابية تابعة للجهاد الإسلامي، ولكنها سلمته أيضا مسئولية ما يحدث في قطاع غزة.
ومازال هناك أشخاص على متن (سفينة الحمقى الإسرائيلية) يريدون إقناعنا بأن من لا يتجرأ على شن هجوم على الجهاد الإسلامي في غزة بدون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، سيقرر في غرفة صغيرة أن يشن هجوم على إيران".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
0 comments: