جنود كتيبة " حيريڨ " (السيف) أنهوا اليوم تدريباً في هضبة الجولان: "نتمرن لكي نحافظ على الوطن"
أنهت الكتيبة الدرزية تدريباً ناجحاً في هضبة الجولان, شمل هذا التدريب استخداماً للنيران الحية واحتلال أهداف في القطاع الشمالي. قائد الفرقة 91, العميد هيرتسي هاليڨي: " تنبع خبرة هذه الكتيبة من معرفتها للمنطقة
تاريخ: 27/11/2011, 07:55 م الكاتب: روتيم باسو, موقع جيش الدفاع الاسرائيلي
قام جنود كتيبة " حيريڨ " (السيف) خلال الاسبوع المنصرم بتدريب في هضبة الجولان, خلال هذا التدريب قام المقاتلون بمحاكاة احتلال أهداف وأجروا تدريبات شملت اطلاق نار بالذخيرة الحية. قاد هذا التدريب قائد المنطقة الشمالية الجنرال يئير جولان, وقائد فرقة 91, العميد هيرتسي هاليڨي, قائد لواء 300 العقيد رافي ميلو, وقائد الكتيبة, المقدم شادي أبو فارس.
جنود كتيبة " حيريڨ " (السيف), الذين يتحركون بواسطة الدبابات والهامر, شقوا طريقهم خلال التربة البازلتية الطينية والاعشاب الخضراء لهضبة الجولان. جنود الكتيبة, التي تتكون بمعظمها من ابناء الطائفة الدرزية, تلقوا الاوامر باللغة العبرية لكنهم أجروا معظم محادثاتهم بين بعضهم البعض باللغة العربية. لغة التواصل تجبرنا على التفكير مرتين – هذه هي الكتيبة الوحيدة في جيش الدفاع الاسرائيلي التي تعطي فرصة الاستخدام للغة الرسمية الثانية في دولة اسرائيل بصورة يومية ودورية. بعد كل شيء, فإن لغة الام هي دائماً طريقة الاتصال الأسهل.
" كتيبة ذات خبرة في الجبهة الشمالية "
يبدأ جنود الكتيبة بالمسير, حاملين سلاحهم الشخصي. في الخلفية ترتفع جبال هضبة الجولان, في لحظة انتظار الجنود لاعطاء شارة البدء بالتمرين. وفقاً لتعليمات قادة السرايا, يتم ارسال الجنود الدروز لاحتلال الهدف الأول. قسم الاخلاء, التزويد والخطف في الكتيبة يساعد على إطلاق القنابل اليدوية, وينتظر تعليمات لإطلاق النار من قبل قائد الكتيبة, المقدم أبو فارس. عند إعطاء اوامر بإطلاق النار, تنطلق صليات من الرصاص نحو الهدف – في التلة المقابلة. أصوات الانفجارات التي يتم سماعها جراء الرشقات النارية تترافق مع سروب من الطيور تحاول الهرب من الفوضى.
" جميل جداً, انتم تصوبون بشكلٍ جيد", قال قائد القسم للإخلاء, التزويد والخطف في الكتيبة المساندة, الملازم سلمان سعد, وهو يشيد ويحفز جنوده. بعد الانتهاء من اطلاق النار تأتي عدة صليات من إطلاق النار, كحفلٍ موسيقي في الهواء. " اعزفوا, اعزفوا وارسلوا الطلقات النارية", يأمر المقدم سعد جنوده. بعد الانتهاء من إطلاق النار, تظهر خلية من الجنود في الافق, يقودها جندي يرفع علم باللون الاحمر. فقد وصولوا الى التلة وأعلنوا عن احتلالها.
تقوم خلية اخرى بالتغطية على الجنود الذي احتلوا التلة, وفي نظرة مركزة اخرى يمكن معرفة من يقوم بقيادة هذه الخلية. قائد الخلية هو المقدم ابو فارس, والى جانبه سبعة من الضباط. في تمرين الكتيبة " حيريڨ" فإن قائد الكتيبة يعتبر كأي جندي عادي, مع خوذة والطلاء على الوجه. الشيء الوحيد الذي يميزه عن باقي الجنود هو النجمتين المتواجدتين على كتفه.
بعد الانتهاء من التمرين, لا يقوم العميد هاليڨي بانزال منظاره, بينما يقوم العقيد ميلو بالاشتراك بهذا التمرين. يبدو العميد هاليڨي راضياً عن التمرين. ومن أقواله يتضح ان نتائج هذا التمرين كانت كافية. " نحن نتحسن من تمرين لآخر", قال بتبسم. " تقوم كتيبة حيريڨ بتنفيذ واجبها القتالي بصورة مهنية. أيضاً في الماضي, خلال حرب لبنان الثانية, كان للكتيبة دوراً مركزياً في القتال", يقول العميد هاليڨي ويضيف, " تعتبر هذه الكتيبة ذات خبرة على الجبهة الشمالية, ويوجد لديها دور ثابت في الدفاع عن المنطقة الشمالية". تنبع خبرة هذه الكتيبة من خلال معرفتها للمنطقة ويتضح هذا الشيء من خلال التدريبات وطريقة العمل" .
يذكر العميد هاليڨي الاهمية الكبيرة لخدمة الجنود الدروز في مناطق يعرفونها جيداً. كما انه يتطرق الى أهمية تخصصه في الجبهة الشمالية. " ستكون هذه الكتيبة مشاركة في جميع النشاطات في المنطقة الشمالية, لذلك يجب علينا المحافظة على الجاهزية والاستعداد", قال العميد هاليڨي. يلتزم جنود كتيبة "هاحيريڨ" بالمهمة. الى جانب التفاني في الدفاع عن الدولة, فإنهم يقومون أيضاً بحماية بيوتهم.
يركض الجنود الدروز من نقطة الى اخرى, الى جانب محاور السير التي اخلتها الدبابات. سرية المسار تتقدم نحو الهدف القادم, مدعومة من قبل سرية القمة للكتيبة. في هذه الأثناء يقوم المقدم ابو فارس والعقيد ميلو بتبادل أطراف الحديث, بينما تقوم الغيوم بتغطية السماء وكانها تعلن عن الخطوة التالية – أمر البدء باطلاق النار والسيطرة على الهدف التالي. بعد عدة صليات من اطلاق النار والتقدم مرة اخرى, يتم الاعلان عن وقف اطلاق النار. فجأة يتم سماع دوي انفجار لقذيفة محمولة جواً. يتضح ان أصوات الانفجار ورائحة الاشتعال تأتي من عالمٍ آخر, لكن يتضح ان الانفجار يبعد مسافة 400 متر من السريتين, في مرج مجاور.
" نحافظ على البيت, على الأرض "
في استمرارية للتمرين, تقوم كتيبة المسار والكتيبة المساندة بالقفز من تلة الى أخرى. تنتشر الخلايا على طول البطارية وتتقدم ببطء. بعد ذلك يقوم جنود الكتيبة بالتمرن على معالجة المصابين, حيث يقومون بالتأكد من الوعي, فتح منافذ التنفس وسحب المصابين بواسطة حمالات. إضافةً الى ذلك يقومون بالتمرن على إطلاق نار ثنائي. حتى الآن تبدو نتائج التمرين مطمئنة, خالية من الأخطاء.
الملازم علي قبلان, ضابط العمليات الخاصة في الكتيبة, يتحدث عن التسلسل الزمني لهذا التدريب. " قمنا باحتلال العديد من الأهداف, ونحن نقوم الآن بتوفير الغطاء لسرايا المسار. نحن نستعد لاحتلال الهدف القادم, هذه هي مهمة شعبتي", قال بصرامة. بينما يقوم جنود كتيبة " حيريڨ " بالاستعداد للمرحلة القادمة, يقوم الملازم قبلان بالتحدث عن ميزة هذه الكتيبة وعن التعاون المشترك الذي لن تجدونه في أي مكان آخر. " ماذا تعني كتيبي حيريڨ لي؟ صداقة, وعائلية. أنا اعرف معظم الأشخاص هنا. أنا من قرية بيت جن, وقد قمت بالماضي بقيادة خالي. هل تتخيل هذا؟" يصف الميزة الخاصة في هذه الكتيبة.
تأسست كتيبة حيريڨ في العام 1974, عندما تقرر توحيد وحدات الأقليات في جيش الدفاع الاسرائيلي في كتيبة واحدة. بعد مكوثها فترة طويلة في قطاع غزة, انتقلت هذه الكتيبة الى القطاع الشمالي في العام 2001, حيث يشعر الجنود الدروز بقربهم الى منازلهم. خلال حرب لبنان الثانية, كان لجنود الكتيبة دوراً هاماً في القتال, كانوا كأقلام الرصاص المبرية أكثر من غيرها في جيش الدفاع الاسرائيلي. معرفتهم للمنطقة, قادت هؤلاء الجنود للتميز في القتال, والقرابة العائلية بين جميع جنود هذه الكتيبة جعلتهم كإطار واحد متساند".
على الرغم من هذا, فإن بعض أصحاب المناصب في هذه الكتيبة هم من اليهود. التقدير السائد هو ان الدافع لدى الجنود الدروز ينبع من كونهم يقاتلون على مقربة من منازلهم, حيث يصبح الدفاع ملموساً بشكلٍ أكثر.
لكن الملازم قبلان, يشدد على الولاء للدولة وعلى الدفاع عن أراضيها وعن سيادتها. " أنا لا أقوم بالدفاع عن البيت فقط. أنا أشعر أني أتواجد في كتيبة مثلها مثل باقي الكتائب في الجيش. نحن جزء من الجسم الذي يطلق عليه اسم " جيش الدفاع الاسرائيلي". الكتيبة أيضاً هي جزء منه. يقوم الجندي بالدفاع عن دولته, عن أرضه. قبل أن يقوم بالدفاع عن العائلة, هو يقوم بالدفاع عن الأرض", يقول بثقة, وهو يعرف لماذا يقاتل.
اضافة الى ذلك, يتطرق الملازم قبلان لتخصص الكتيبة المميز في الدفاع عن القطاع الشمالي. " تختص كتيبتنا في القتال بمناطق مأهولة ومعقدة. لأنه لعدونا لا توجد مناطق مفتوحة. أغلب المناطق هي مناطق مأهولة أو معقدة, حيث يقاتلون في مناطق كهذه. أغلب الوقت تتمرن الكتيبة على القتال في مناطق مأهولة أو معقدة", يقول. " تعتبر المنطقة الشمالية بمثابة المنطقة الأكثر سخونة بالنسبة لنا, هذا الامر معروف.
جميع الاحداث الجدية تحدث هناك, الخط الشمالي هو الخط الأكثر سخونة. الى جانب كل هذا فإن كتيبة حيريڨ تتواجد دائماً في المقدمة", يشدد الملازم قبلان.
يمر الوقت بسرعة ويشارف التمرين على الانتهاء. تم احتلال جميع الأهداف بنجاح. حر الشمس يشير الى منتصف الظهيرة, الجنود يلهثون لكنهم راضون. بعد الانتهاء من هذا التدريب تقام مراسم الانتهاء بحضور قائد الكتيبة المقدم ابو فارس, قائد اللواء 300, العقيد ميلو, وقائد الفرقة 91, العميد هيرتسي هاليڨي. خلال خطاب قائد الكتيبة, يقوم بكيل المديح لروح القتال العالية لدى كتيبة " حيريڨ", هذه الروح التي لم تذهب حتى خلال التمرين.
حالياً, تعتبر الحدود الشمالية هادئة نسبياً. في الوقت ذاته التي تستمر فيه الاضطرابات في سوريا ويواصل حزب الله التعاظم في لبنان, حيث تعتبر كتيبة " حيريڨ " رأس الحربة في الدفاع عن الحدود الشمالية. دائماً جاهز, دائماً مستعد والأكثر خبرة في المناطق الشمالية. ولاء الدروز الاسرائيليين, الذين تربطهم علاقة قربى بالدروز في لبنان, في سوريا وفي دولٍ اخرى هي فقط للدولة. هذه احدى العادات القليلة المعروفة عن الطائفة الدرزية – ولائهم دائماً للحكم السائد في المنطقة التي يقطنون فيها. لجنود كتيبة " حيريڨ " لا يوجد أدنى شك من هو العدو ومن هو الصديق. هم اسرائيليون في جميع الامور, جنود بكل ما تعنيه الكلمة وأخوة في السلاح, بالمعنى الحرفي للكلمة.
0 comments: