Tuesday, December 20, 2011


 

شؤون دولية

التقرير الأسبوعي لمراكز الدراسات الأميركية 4

شحت تغطية مراكز الفكر والأبحاث الأميركية لهذا الأسبوع بسبب العطلة الرسمية لقدامى المحاربين، ولم يأت على ذكر التطورات الهامة في المنطقة على صعيد التزام وتبني الجامعة العربية الاملاءات الاميركية بشأن سورية الا مجلس العلاقات الخارجية. وسيستمر التحليل المتضمن في القاء الضوء على تداعيات البرنامج النووي الايراني، الى جانب الاهتمام بعض الشيء بالمستقبل الامني لافغانستان.


 


ملخص مراكز الابحاث


استعان مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations بمخزونه الثقافي المعادي لسورية في معالجة قرار الجامعة العربية الاخير بتعليق عضويتها كعضو مؤسس في الجامعة. وجاء على لسان احد خبراء المجلس في شؤون الشرق الاوسط، جوشوا لانديس، ان "الازمة السورية تترتب عليها آثار هامة لحسابات القوة في الاقليم، اذ ان سورية تعد محورا لعدم الاستقرار في منطقة قد يؤدي انهيار نظام الاسد او اندلاع حرب اهلية فيها الى اشعال السنة لهب الثورة، او الى تقويض انظمة الخليج التي تعد فائقة الأهمية" بالنسبة للولايات المتحدة. واردف قائلا ان "الامر يبدو بالغ الاغراء للولايات المتحدة للقيام بدعم السعي لتغيير النظام في حالة قيام ثورة."


واصل معهد كارنيغي Carnegie Endowment اهتمامه في البرنامج النووي الايراني معربا عن اعتقاده بان حتمية توجيه اسرائيل ضربة عسكرية تبدو ضئيلة في الوقت الراهن، بخلاف اقرانه من مراكز الابحاث الاخرى. وقال "تاريخيا، ظهر على الدوام ارتباط عكسي بين الصخب الاسرائيلي من ناحية والعمل العسكري الاسرائيلي من ناحية اخرى. اذ ان الهجمات الاسرائيلية على المفاعل النووي العراقي عام1981 وكذلك الهجوم على المفاعل النووي السوري عام 2007 لاذت بصمت اجهزة الراديو. وعليه، تبدو امكانية القيام بشن هجوم على المفاعلات الايرانية بعيدة، لكن بالنظر الى التداعيات المثيرة التي ستنتج عن هكذا فعل ليس بوسعنا الاستهتار بذلك."


اما مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS فقد تناول مستقبل كل من الباكستان وافغانستان عند بدء الانسحاب الاميركي من المنطقة. وقال "ان الامر الاكثر ترجيحا لفترة ما بعد عام 2014 في افغانستان، في هذا الظرف الزمني، لن يكون تحولا ناجحا نحو حكومة ديموقراطية افغانية تبسط سيطرتها على كافة انحاء البلاد. كما وانه من المستبعد ان تقدم (حركة) طالبان على استعادة سيطرتها على قطاعات واسعة من اراضي البلاد. بل ان الارجح هو رؤية منطقة وسطية تتيح للمتمردين السيطرة والتحرك في بعض المناطق، بينما تسيطر مجموعات متعددة من الباشتون على المناطق الاخرى. ومن المرجح ان يبرز تشكيلة معينة للتحالف الشمالي، بينما يتم تحديد سيطرة الحكومة المركزية في كابول على المناطق المتبقية، او الانخراط في اتون الحرب الاهلية. الامر الذي لا يرغب في رؤيته بعض صناع القرار السياسي الاميركي ويطلقون عليه الخيار "الافغاني المرغوب" بل سيؤدي الى خيار "تحريك المياه الراكدة." اما ماهية هذا الخيار وحجم العنف والانقسامات فالتنبؤ به يعد ضربا من المستحيل. لكنه الخيار الاكثر ترجيحا في هذه اللحظة وينبغي على الولايات المتحدة الشروع فورا في البحث عن خيارات بديلة لمستقبل افغانستان بعد عام 2014 من شأنها ان تفضي الى درجة اكبر من عدم الاستقرار وتنطوي على قدر من الاكتفاء الذاتي اكبر مما تتيح لها التوقعات الراهنة، والعمل ايضا على بلورة خطوات حقيقية فيما يخص الباكستان التي يصعب على حكومتها ومؤسستها العسكرية النهوض يالبلد واحتواء تصاعد موجة العنف الداخلية. وكما سبق الحال في العراق، فالفشل الاستراتيجي في الحرب الافغانية / الباكستانية لا ينبغي ان يؤدي الى خروج شامل للولايات المتحدة. بل يتعين عليها المحافظة على جهوزيتها للتعامل مع التداعيات الناجمة في المديين القصير والطويل الاجل."

اما المعهد الاميركي للتنمية المشتركة في اوروبا، جيرمان مارشال فند German Marshall Fund، فقد تناول مسألة الأمن الافغاني في المستقبل بالنظر الى حظوظ نجاح اللقاء المقرر انعقاده في بون الشهر المقبل. وقال "يعرب عدد من الافغانيين عن شكوكهم ان باستطاعة اللقاء استنباط مزيد من الدعم الاقليمي او ربما "الصادق" والالتزامات كذلك من الدول المجاورة. بينما حالف النجاح مؤتمر بون المعقود عام 2001 الذي اسفر عن ظهور تحالف واسع وضع نصب عينيه خطة عملية لتحقيق السلام والاستقرار في افغانستان، واحدى الاخطاء المرتكبة كانت في تجاهل دور الدول الاقليمية وعدم تقليص تدخلاتها في افغانستان، مما اتاح لباكستان (وعناصر خارجية اخرى) العمل سرا بحرية في دعم وايجاد ملاذ آمن للمجموعات التخريبية، بما فيها (حركة) طالبان وشبكة حقاني في افغانستان، مما اسفر عن مصرع العديد من الجنود الافغان والاميركيين وحلف الناتو. ويمثل لقاء بون الشهر المقبل فرصة جيدة للتأييد وضمان استمرار مثل تلك التعهدات والالتزامات الاقليمية باستخدام سياسة العصا والجزرة."


وادلى معهد دراسة الحرب Institute for the Study of War بدلوه في الحرب الافغانية بحجة ان الاهتمام ينبغي ان ينصب عليها في هذه الفترة. وقال ان مجموعة "الحقانيين لم تعد مجموعة متمردة افغانية مركز تحركها الشريط الجنوبي الشرقي من البلاد. بل اضحت مجموعة ارهابية متمردة ذات اهتمام اقليمي وتحافظ على علاقاتها مع (تنظيم) القاعدة. وتطورت (مجموعة الحقانيين) الى واحدة من اقوى القوى المتمردة في افغانستان، وان قُدر (للملا) عمر الموت، سيكون بوسعها انتزاع القيادة العامة لقوات التمرد من مجلس شورى كويتا التابع لطالبان. ان اي خلل قد يصيب هذا الفهم من شأنه ان يؤدي بافغانستان الولوج الى احضان شبكة ارهابية وهي في اوج قوتها."

وكانت ليبيا من ضمن اهتمامات مركز هدسون Hudson Institute في دائرة تحديد وجهتها المستقبلية عبر التجاذبات التي تعصف بكافة القوى المحلية هناك، باذلا عناية خاصة للاهتمام بمنطقة الجنوب التي يقطنها الطوارق. وقال "ان منطقة الجنوب الليبي لا تبدو مرشحة من بين المناطق المختلفة لترسيخ الديموقراطية، واحدى المؤشرات على ذلك هي قضية المرأة. اذ تشهد شوارع سبها او اوباري حضورا ضئيلا للمرأة، حتى ان حضور المنظمات الخيرية المعنية بشؤون المرأة والتي تنتشر في الشطر الشمالي من البلاد تبدو غائبة عن المسرح هنا. ويضم المجلس المدني لمدينة اوباري، المعروف باسم تامينك (الوحدة باللغة الامازيغية) نحو 22 امرأة من مجموع 60 عضوا. وقالت سونيا خامينا، 20 عاما، ان المرأة "لا تتمتع بأي حقوق" في تراث الطوارق."


 

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: