|
تحديات عمل الاستخبارات الصهيونية في المرحلة المقبلة |
|
|
|
|
تواجه المؤسسة الاستخبارية الصهيونية، مؤخراً، ما يوصف بـ"وضع تدهور وعدم يقين" في علاقتها بحليفاتها وشريكاتها الاستراتيجيات، مع سلسلة من الأحداث الإقليمية والدولية، الدالة على ضرورة ردم الهوة بين الأهمية المتزايدة للمعلومات الاستخبارية، والزعم بأنها تواجه تحديات ومعضلات في جوانب تجميعها، أهمها: 1- مفاجأة مبارك، ومهاجمة السفارة في القاهرة، ومستقبل العلاقات مع مصر. 2- انهيار العلاقات الاستراتيجية مع تركيا، وصدور تصريحات حماسية عنها معادية لـ(الكيان). 3- الزعزعة الحاصلة في الشرق الأوسط، والخشية على استقرار الأردن، ومستقبل العلاقات معه. 4- ضعف العلاقة بالولايات المتحدة، وخطر اضمحلال الحلف الاستراتيجي معها في أمد أبعد. كما يعد التجسس واستعمال أجهزة الاستخبارات على الحلفاء والشركاء ظاهرة رائجة في العالم الاستخباري، ويمكن أن يكون تعاون أدائي أو استخباري بين حلفاء في مجال ما كمكافحة الإرهاب مثلاً، وفي نفس الوقت يجمع الحلفاء معلومات عن بعضهم البعض، ويرى بعضهم بعضاً هدفاً استخباريا، وقد يكون هؤلاء دولاً أو جهات أو منظمات، وليس بالضرورة المقصود هنا معلومات استخبارية سياسية دبلوماسية تُجمع بصورة دورية عن دول مختلفة، بل معلومات استخبارية عن دول حليفة ذات أهمية استراتيجية وأمنية لـ(الكيان). مع العلم أن الأجهزة الأمنية الصهيونية المختلفة: "الشاباك والموساد وأمان"، حصرت عنايتها في العقود الثلاثة الأولى لوجود (الكيان) في دول المواجهة، وخطر الحرب التقليدية، وفي العشرين سنة الأخيرة أصبحت إيران وسوريا وحزب الله وحماس في مقدمة اهتماماتها، وما يزال لها موقع متقدم في صوغ التقدير الاستخباري القومي العام، لأنها تقسم عملها جغرافياً إلى جبهات ودول، وبحسب كل فرع يشتغل بدولة. كما يوجد تقسيم داخلي لمجالات البحث السياسي والعسكري، مع وجود فروق في التأكيدات البحثية؛ إزاء دول ليست عدوة كمصر والأردن، ولهذا فليس غريباً نشوء ما وصفه بـ"الوضع الإشكالي الشاذ" في (الكيان)، حيث يترك فيه للاستخبارات العسكرية المسؤولية عن البحث السياسي والاستراتيجي. تقديرات أمنية يمكن أن نقدم نماذج مقترحة لعلاقات استخبارية للكيان في الفترة القادمة على النحو التالي: 1- مصر: بعد تنحية مبارك، تبين إهمال "أمان" الاستخباري للميدان المصري، وعدم استعداد الجيش لإنفاق موارد وصرف انتباه استخباري له، وهو ما يوجب تخصيص جهد استخباري تجميعي وبحثي نحو قوى ومسارات اجتماعية وسياسية تشذ عن الاشتغال التقليدي بالجيش ونظام الحكم، وصعوبة التنبؤ بتغير النظام وتغير السياسة في أعقابه قد تفضي لتوجه فحواه أنه توجد حاجة لتعزيز البحث العسكري، وحصر العناية في القدرات. 2- تركيا: على إثر قافلة "مرمرة" البحرية، سمعت في المحافل الأمنية انتقادات عن الفشل الاستخباري في جمع المعلومات وتقدير الخطر، لأن تركيا لم تُشمل في جمع المعلومات الاستخبارية، ولم تستطع جمع معلومات عنها، فهي ذات موارد محدودة، وتركيا عدت حليفة مركزية لليكان في الشرق الأوسط، وقويت العلاقات معها، بحيث لم تعد تهديدا أو هدفا استخباريا، لكن تغير سياستها، وتهاوى الحلف الاستراتيجي معها. 3- الأردن: الذي كان دولة عدوة وهدفا للاستخبارات الصهيونية، لكن في الوقت نفسه كان له علاقات سرية مع دولة الكيان، ويمكن اعتباره شريكا استراتيجيا منذ سنة 1970 على الأقل، وأدار الموساد هذه العلاقة، وبعد اتفاق السلام سنة 1994 جرى تثبيت التعاون الأمني رسميا، لكن الكيان اليوم قلقة في الأساس من تهديد استقرار نظام الحكم في الأردن. 4- الولايات المتحدة: حليفة الكيان الرئيسة، ولذلك هناك أهمية كبيرة للمعلومات عن سياستها ونواياها: هل تهاجم إيران؟ وماذا سيكون ردها على مهاجمة دولة الكيان لإيران؟ وهل ستخرج بمبادرة سلام جديدة؟ ورغم وجود نظام صلات وثيق في جميع المستويات كمتخذي القرارات والعسكريين والاستخبارات، وحوار استراتيجي دوري، لكن توجد قضايا قد تخفي فيها الولايات المتحدة معلومات عن الكيان الصهيوني, أو تكون لها تقديرات لا تُعرض على متخذي القرارات فيها. 5- السلطة الفلسطينية: منذ اتفاقات أوسلو في 1993 نشأ إطار تعاون أمني معها، وعدت شريكة، واعتمد "الشاباك" على تعاون معها، وضيق نشاطه الاستخباري المستقل، وبعد انتفاضة الأقصى عُرفت السلطة بأنها هدف في مكافحة "الإرهاب"، وتوقف التعاون الأمني معها، وعاد "الشاباك"، وثبّت حضورا استخباريا كثيفا في الضفة الغربية، وفي سنة 2005 تم تجديد التعاون مع قوات الأمن الفلسطينية، وحظيت بالمديح لعملها على مجابهة حماس. د. عدنان أبو عامر |
Tags:
0 comments: