Saturday, March 10, 2012

شؤون دولية
التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية

هلّ موسم اعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة مما يعني تقلص المادة ذات الزخم والاهتمام، على الرغم من تعدد القضايا الساخنة على الصعيد الدولي.
ملخص مراكز الابحاث
استضاف مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations المرموق كبير مستشاري الرئيس اوباما لشؤون الشرق الاوسط سابقا، دينيس روس، للتحدث بالشأن السوري على خلفية تصاعد موجات القتل والارهاب مؤخرا، معربا عن اعتقاده بان "انهيار النظام السوري امر لا مفر منه تقريبا." ولخص روس وجهة نظره قائلا "حين يعتمد نظام على اسلوب الاكراه بشكل تام ولا يحقق النجاح، يدرك المرء ان هكذا نظام لن يستمر طويلا." ولم يخف روس تبجحه المعهود مطالبا ان "الحل الامثل" يقتضي الاقرار بوجود حركة معارضة يقودها المجلس الوطني السوري، مؤكدا انه تجمُّع شامل للقوى وغير طائفي.
اما معهد بروكينغز Brookings Institution فقد جاء اهتمامه بالحصيلة الاجمالية في الذكرى السنوية الاولى للثورات والمتمردين على السواء في الساحات العربية. وزعم ان احد الدروس المستفادة من التحرك هو "ان حالة عدم الاستقرار تنطوي في حد ذاتها على انعكاسات بناءة. ففي المدى المنظور على الاقل، نجد مقايضة بين التحول الى الديموقراطية واستتباب "الاستقرار." فالمصالح والمُثُل ليسا صنوين ولا يلتقيان دوما. وينبغي على الولايات المتحدة والقوى الغربية الاخرى، التوجه نحو التوصل الى قدر اكبر من التسامح لتحقيق الاستقرار، خاصة وان الربيع العربي على اعتاب الدخول بمرحلة وسطية طويلة وغير مستقرة. فبدل اطلاق مشاعر الهواجس والتخوف او تجنبها بالكامل، ينبغي على الولايات المتحدة التسليم بعدم الاستقرار كامر لا محالة وصياغة سياسات ابداعية تأخذ بعين الاعتبار توقعات حدوث تطورات مشابهة وادارتها وسبل تطويقها."
اما العراق، فجاء من ضمن اهتمامات مركز دراسة الحرب Institute for the Study of War معربا عن اعتقاده بأن انسحاب القوات الاميركية من هناك لم يؤدي الى تحقيق السلام السياسي المنشود، بالنظر الى التوترات التي برزت للعلن بين رئيس وزراء العراق ونائب رئيس الجمهورية. وقال "يتضح يوما بعد يوم ان الانسحاب الاميركي الشامل كان سابق لاوانه. فالسياسة والجدل العراقيين لم يشهدا نضجا باتجاه تحقيق قدر من الاستقرار من شانه تعزيز الثقة في النظام السياسي. فالانسحاب الاميركي ازاح عنصرا ردعيا حاسما من المعادلة السياسية العراقية والذي اسهم في ارساء الاستقرار للخطاب السياسي والتوقعات المختلفة بين الفئات المتناحرة. وما نراه اليوم، من مستوى وطبيعة الخطاب السياسي وتبادل الاتهامات الطويلة ولجوء حكومة المالكي الى اتخاذ اجراءات لتقويض خصومها السياسيين، تدل على تبلور عصر غير مسبوق من العداء السياسي لم يشهده العراق منذ اندلاع الحرب الطائفية."
واستهل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS وفاة الرئيس الكوري للنظر بالخيارات المتاحة والتصورات المستقبلية لكورية الشمالية. وقال "على المدى الطويل، يبدو ان هناك بعض الامل المعقود، صادر بشكل رئيسي عن بيجينغ مفاده ان كيم يونغ اون، ان احسن الاصغاء لولي العرش سونغ تيك، سيأخذ كوريا الشمالية في مسار الاصلاحات على الطراز الصيني. وكما كان متوقعا، انهالت بيجينغ بمديح ذكرى كيم يونغ ايل واعربت عن دعمها غير المشروط لزعامة نجله كيم يونغ اون، انطلاقا من دوافع قلق داخلية بعض الشيء على استقرار شبه الجزيرة الكورية، ولكن يبدو ايضا انها بدافع الاعتقاد بأن جانغ (وصي العرش) سيكون او قد يمثل نمطا "اصلاحيا." ومن يدري، قد يكون ذلكقابل للتحقيق. وقد ينظر اليه كعامل يخفف معاناة الشعب الكوري على المدى المنظور، بيد انه سيلعب دورا هامشيا لترويج نظرية التخلص من الاسلحة النووية. الامر الذي سيبقى يشكل تحديا على المدى الابعد وسيتخذ مرتبة متدنية من الاولويات لكل من بيجينغ وبيونغ يانغ، حتى مع استمرار (الصين) التأثير على رسم سياسات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية."
اما التحولات الاستراتيجية في كل من افغانستان والباكستان فجاءت من ضمن اهتمامات مؤسسة هاريتاج Heritage Foundation ، اذ قالت "مع الاخذ بعين الاعتبار ان المصلحة الاميركية تقتضي دعم سبل الاستقرار في باكستان، وهي الدولة النووية ويقطنها نحو 170 مليون شخص، فالامر حيوي ايضا للأمن القومي الاميركي بان يتم استئصال الارهابيين الدوليين من كل من افغانستان وباكستان. وينبغي على الولايات المتحدة التوضيح بأن مسار المصالحة السياسية في افغانستان هو امر مرغوب لديها – شريطة مساهمته في التوصل الى الهدف النهائي لضمان عدم عودة افغانستان لتكون يوما ما ملاذا للارهابيين الدوليين. ودون تلمس تحولات في سياسات الباكستان لدعم حقيقيلمسار المصالحة داخل افغانستان، ينبغي على الولايات المتحدة التحضير لتطبيق استراتيجية من شأنها العمل الوثيق مع جيران افغانستان الاخرين."
ولفت معهد كارنيغي Carnegie Endowment الانتباه الى ان النظم الملكية العربية بقيت خارج دائرة تأثير أحداث الربيع العربي، والزعم بأن تلك النظم تحظى بشرعية اكبر من مثيلاتها الاخرى لدى مواطنيها. وحث المعهد على ضرورة اقدام النظم الملكية ادخال اصلاحات في سياساتها تؤدي بتوسيع هامش الحريات لدى مواطنيها، وقال "اقدم الملوك على اتخاذ بعض الخطوات لاسترضاء رعاياهم، بيد انهم اما وفروا لهم مكاسب مادية لتهدئة حدة مطالبهم المعلنة او الاقدام على ادخال اصلاحات ضئيلة تؤدي الى مشاركة محدودة للشعوب في نظم الحكم. وتراوحت التدابير السياسية المتخذة بين اجراء اصلاحات بينة لكنها محدودة في واقع الامر كما جرى في المغرب، وبين خطوات مترددة وغير حاسمة في الاردن، الى تدابير ليس لها وجود في دول الخليج. وفي بعض الحالات الاستثنائية، لا يسير الملوك العرب نحو تطبيق نظام حكم افضل تمثيلا الذي يطالب به المحتجون. وباستثناء البحرين، البلد الوحيد الذي يطالب المحتجون بارساء نظام ملكي دستوري له، لا تزال الفرصة سانحة امام الملوك العرب لتغيير المسار. فالتحرك في الوقت الراهن ينطوي على مخاطر اقل حدة مما لو راوحت الانظمة مكانها وانتظرت تعاظم المطالبة بالاصلاحات مما قد يدفع بها الى مسار للتغيير يصعب التحكم به. فمشروعيتهم على المحك، ومن المرجح مواجهتهم لتحديات اكثر خطورة ان لم يقدموا على اتخاذ المبادرة قريبا."
تناول موضوع التحليل الدوري للمركز الاسبوع الماضي مخاطر الهجمات الالكترونية في الفضاء الافتراضي. وقام هذا الاسبوع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS بنشر بيانات مفصلة للهجمات المؤثرة منذ عام 2006 والتي استهدفت حكومات بعينها او شركات للتقنية المتطورة او ارتكاب جرائم قتصادية نجم عنها خسارة اقتصادية تقدر بملايين الدولارات.
وتناول معهد ابحاث السياسة الخارجية Foreign Policy Research Institute مسألتي القيم والاخلاق من ناحية في شن الحروب غير النظامية، ملفتا النظر الى ان الجندي في الميدان ليس باستطاعته ضمان عدم تعرض السكان المدنيين للخطر في مسارح الحرب. وقال "الجنود في مواجهة اعدائهم ملزمون باتخاذ بعض المغامرة بغية التقليل من الضرر على الافراد غير المحاربين، مع العلم ان تلك المغامرات تخضع لمتطلبات المحافظة على النفس وانجاز المهمة على اتم وجه. وهذا الالتزام بقبول المغامرة ينطبق ايضا على النزاعات غير التقليدية. ومع ذلك، فقواعد الاشتباك مع خصوم غير نظامية، تبقي خيارات الجنود محدودة لناحية تقليص حجم المخاطر الناجمة عن المغامرة ونقلها الى طرف الغير محاربين استنادا الى متطلبات الحفاظ على الأمن. ولا يجوز تفسير هذا الكلام بان الجنود ملزمون للقيام بعمليات انتحارية، بل يعني انه في حالة الاضطرار للخيار بين الاقلاع عن الحاق الضرر بالمدنيين او القيام بعمل ما، ينبغي على الجنود التنازل عن القيام بذلك العمل. وهذا لا يعني ان عليهم التنازل عن تحقيق الهدف؛ بل البحث عن وسائل اخرى لتحقيقه. فجهاز الشرطة، على سبيل المثال، يسمح لمجرم بل مجرم خطير للفرار قبل البدء في اطلاق النار على تجمهر المدنيين. ومع ذلك، لن يوقف مطاردته لذلك المجرم او وقف جهوده لدرء حدوث اعمال اجرامية مستقبلية."
مركز الدراسات الأميركية والعربية
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: