صحيفة
"النهار" تدشن أول يوم بعد تشييع مؤسسها بانحطاط مهني ومعرفي يبلغ ذروة
غير مسبوقة
موقع الحقيقة السوري
(معارض)
…" النهار" نشرت في صدر صفحة عددها الصادر
الأربعاء الخبر التالي في سياق تغطيتها الحدث السوري:
"بلغ العنف في سوريا امس مستويات جديدة من التصعيد من حيث
اتساع رقعة الاشتباكات او من حيث ارتفاع عدد الضحايا، اذ قدره ناشطون بـ 106 قتلى
من مدنيين وعسكريين ومنشقين، فضلاً عن استخدام النظام المروحيات لقصف الرستن
وتلبيسة في حمص وبلدة الحفة في اللاذقية، بينما تمكن جنود منشقون من الاستيلاء على
قاعدة صواريخ في حمص بعض الوقت وهددوا بإطلاق صواريخ أرض - جو على قصر الرئيس بشار
الاسد، لكنهم اجبروا على الانسحاب بعد هجوم مضاد للجيش، وابدت واشنطن قلقها
من احتمال ان يكون النظام في طريقه الى ارتكاب مجزرة جديدة في الحفة"!!
في تقديرنا ، وحسب علمنا، لم تقدم أي صحيفة في العالم على اقتراف
فضيحة مهنية تقارب هذه الفضيحة. وهي إن نمت عن شيء ، فإنما تنم عن شيء واحد هو أن
محرر الصفحة الأولى في الجريدة، الذي حرر الخبر، ليس سوى شخص أخرق غارق في الغباء
والجهل من رأسه حتى أخمص قدميه. ولا يبرر له غباءه وانحطاطه المهني أنه ينقل خبرا
عن مشعوذ يقدم نفسه على أنه النقيب عبد الله بحبوح. فقد كان على المحرر أن يكتب في
تقريره أن كلام النقيب عبارة عن شعوذة ولا أساس له ، كي لا يضلل قراءه . هذا إذا
افترضنا فيه حسن النية وحسن المعرفة ، وهو ليس له من هذا شيء!
الشريط الذي يشير إليه محرر "النهار"( يمكن
مشاهدته هنا) يظهر لنا مجموعة مسلحين داخل كتيبة "الغنطو" في
الدفاع الجوي ، التي حاول الزعران الاستيلاء عليها وتفجير "كابين القيادة"
فيها ( راجع
تقرير "الحقيقة" هنا عن فضيحة "العربية"). وفي بداية
الشريط نسمع صوتا للمصور يقول "يللا حجي" ، موجها كلامه لمن يقدم نفسه
على أنه النقيب عبد الله بحبوح، كي يبدأ الحديث الخرافي الذي نطق به. والواقع إنه
بالفعل"حجي" ولا يمكن أن يكون ضابطا ، حتى في القوى البرية . ولكن
لماذا؟
يقول الضابط المزعوم مهددا "هذا هو رادار الكتيبة ، وهذه
كتيبة الصواريخ ، ونحن ننذر بشار الأسد بالتخلي عن الكرسي فورا وإلا فإننا سنطلق
هذه الصواريخ على قصره"!
من المؤكد، قطعيا ودون أي نقاش، أن هذا الرجل مجنون نهائيا ، ولا
يمكن أن يكون تخرج في أي كلية عسكرية على الإطلاق. لأن أغبى وأصغر ضابط في الجيش
يعرف أن المدى الأقصى لصواريخ " فولغا" ( سام 2) هو 45 كم ، بينما
الكتيبة تقع على بعد ما لا يقل عن 150 كم ( كخط نظر / خط نار) عن دمشق . هذا
بافتراض أن صواريخ الكتيبة يمكن إطلاقها على هدف بري أصلا ، وهو غير ممكن بالطبع ،
كما يعرف أي عسكري بسيط خدم في وحدات الدفاع الجوي! أما
والحال كذلك ، فإننا لا يمكن القول سوى أننا أمام فصل جديد من مهازل نزلاء
العصفورية الكبرى التي تمثلها المعارضة السورية المسلحة ( ودع عنك أشقاءها في
النزل نفسه من معارضة جناحها اليميني ـ الإسلامي)!
إلا أن شعوذة هذا "الحجي" عبد الله بحبوح تفتح بابا على
قضية من يظهرون في أشرطة "يوتيوب" على أنهم "ضباط منشقون"،
وقد كشفنا ، وكشف غيرنا، المئات من حالات النصب والاحتيال التي تجري في هذاالسياق.
فبالعودة إي أرشيف "يوتيوب"، نكتشف أن هذا "الحجي" قدم نفسه في 25 آب / أغسطس من
العام الماضي على أنه " نقيب من الفرقة التاسعة" إلى جانب
الرائد عبد الرحمن الشيخ!
لمعلومات القارى ، نشير هنا إلى أن ضباط الجيش السوري ، حتى وإن
كانوا من ذوي اختصاصات لا علاقة لها بالدفاع الجوي، يتلقون دروسا في الكليات
العسكرية وفي الدورات اللاحقة التي يتبعونها ( دورة قائد سرية ، دورة قائد كتيبة
.. إلخ) عن أسلحة الدفاع الجوي. وعليه ، من المستحيل أن يكون هذا المعتوه الذي
يتحدث في الشريط ضابطا ، وإلا لكان أدرك أن ما يقوله عبارة عن شعوذة لا ينطق بها
سوى " أجدب" حقيقي!
أما جريدة "النهار" ، التي تروج لهكذا تفاهات مبتذلة،
فيكفيها أنها تحولت إلى مجرد نشرة سخيفة لسمير جعجع!
ليرحم الله جبران التويني وغسان التويني ، ومن قبلهما ، ميشال أبو
جودة ، أيا كان خلافنا معهم.
0 comments: