[نتنياهو: خبرات إسرائيل
السيبرانية تضاعف قدرتها على حماية نفسها] "معاريف"،
30/5/2012
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن
الخبرات السيبرانية التي تملكها إسرائيل وتعمل على تطويرها بصورة دائمة تضاعف
قدرتها على حماية نفسها من أخطار كثيرة.
وأضاف نتنياهو، في سياق خطاب ألقاه أمام المؤتمر السنوي
لمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب الذي عقد أمس (الثلاثاء)، أن إسرائيل
تخصص جهوداً بشرية ومالية هائلة في مجال تطوير القدرات السيبرانية، مشيراً إلى أنه
حدد لنفسه هدفاً يقضي بأن تصبح إسرائيل في عداد الدول الخمس العظمى التي تتصدر
المجال السيبراني في العالم كافة.
وجاءت أقوال رئيس الحكومة هذه بالتزامن مع إعلان
شركتين متخصصتين بأمن الانترنت في كل من روسيا والولايات المتحدة اكتشاف فيروس
جديد شديد التعقيد استهدف شبكات إلكترونية في إيران ودول أخرى في الشرق الأوسط، ومع
صدور تصريحات عن عدة مسؤولين كبار في إيران تتهم إسرائيل بالوقوف وراء ذلك [اقرأ
تصريحات الوزير موشيه يعالون أدناه].
على صعيد آخر تطرق رئيس الحكومة إلى التحديات
الماثلة أمام إسرائيل في الوقت الحالي، ومنها مسألة المتسللين غير الشرعيين، وقد
أكد أن هؤلاء المتسللين يشكلون خطراً على الأمن القومي الإسرائيلي، وأن حكومته
ستباشر بطردهم.
وأضاف نتنياهو: "إن سياستي لمواجهة خطر هؤلاء
المتسللين تتضمن استكمال عملية إنشاء الجدار على طول منطقة الحدود مع مصر والذي
يهدف إلى منع تسلل مزيد منهم إلى إسرائيل، والعمل على طرد من نجح في التسلل من
البلد، وسنبدأ بطرد السودانيين وبعد ذلك سنطرد متسللين من دول أخرى."
وذكرت صحيفة "هآرتس" (30/5/2012) أن جهاز
الأمن العام [شاباك] ضاعف في الآونة الأخيرة عملية حراسة منظومات الحوسبة في جميع
المصارف الإسرائيلية، وذلك خشية أن تتعرض لهجمات سيبرانية في المستقبل.
وأضافت الصحيفة أن جهاز شاباك
طلب من الحكومة أن تتخذ قراراً يقضي بإدراج المصارف في قائمة الشركات التي تعتبر
بنى تحتية استراتيجية حيوية، وفي حال قبول طلبه من المتوقع أن يقوم بتشديد عملية
الحراسة المفروضة على هذه المصارف.
[يعالون يلمح إلى ضلوع إسرائيل في استهداف فيروس
"فليم" شبكات إلكترونية إيرانية]
"يديعوت
أحرونوت"، 30/5/2012
لمّح
نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون أمس
(الثلاثاء) إلى ضلوع إسرائيل في استهداف فيروس "فليم" (Flame) شبكات إلكترونية
إيرانية في إطار محاولات كبح البرنامج النووي الإيراني.
وقال
يعالون في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ولدى الحديث عن هذا
الفيروس الشديد التعقيد، إن "مَن يرى أن التهديد النووي الإيراني شديد
الخطورة، من المنطقي أن يتخذ إجراءات متعددة من أجل إلحاق أضرار به."
وأضاف
يعالون: "معروف أن إسرائيل هي دولة تملك خبرة كبيرة في مجال التكنولوجيا
الرفيعة المستوى، وهذه الخبرة التي نتميز بها تفتح أمامنا إمكانات كثيرة."
تجدر الإشارة إلى أن شركتي أمن الإنترنت الروسية
"كاسبريسكي" والأميركية "سيمانتك" أعلنتا أول أمس (الاثنين)
اكتشاف فيروس شديد التطور والتعقيد استهدف مؤخراً شبكة الحواسيب في كل من إيران
والسلطة الفلسطينية ولبنان وسورية وغيرها من دول الشرق الأوسط، ويُعتقد أنه جزء من
عملية تجسس إلكترونية منسقة جيداً وتديرها جهة حكومية.
وأوضحت الشركتان أن هذا الفيروس هو عبارة عن برمجة خبيثة (Malware) تشكل "أداة" للتجسس، ومنذ عامين
على الأقل تستهدف شبكات الحواسيب في عدة دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأطلقت الشركتان على هذه البرمجة اسم "فليم" نسبة إلى أحد
مكوناتها، وأشارتا إلى أنها من حيث الحجم تتجاوز فيروس "ستوكسنت" الذي
سبق أن استهدف البرنامج النووي الإيراني في سنتي 2009 و2010، إلاّ إن لديها
أهدافاً وتركيبة مختلفة عن الفيروس المذكور، ويبدو أن مبرمجين آخرين قاموا
بإعدادها.
وجرى وصف برمجة "فليم" على أنها "أحد أكثر التهديدات
تعقيداً التي تم اكتشافها حتى الآن"، وأشير إلى أنها تعمل منذ آذار / مارس
2010 من دون أن تتمكن أي من شركات أمن الإنترنت من اكتشافها.
وشددت شركة "كاسبريسكي" على أن مدى تعقيد هذه البرمجة
الخبيثة، والمدى الجغرافي لأهدافها، يعززان الاعتقاد أن دولة تقف وراءها لا قراصنة
إنترنت عاديين، الأمر الذي يجعلها أداة أخرى في ترسانة الأسلحة الإلكترونية
الحديثة.
[اللجنة الوزارية لشؤون سن القوانين تصادق على "قانون مكافحة البرنامج
النووي الإيراني"]
"يديعوت أحرونوت"، 30/5/2012
صادقت اللجنة الوزارية لشؤون سنّ القوانين أمس (الثلاثاء) على
"قانون مكافحة البرنامج النووي الإيراني" الذي بادر إليه جهاز الموساد
وأجهزة أمنية واقتصادية أخرى.
وجرى صوغ بنود هذا القانون في وزارة العدل ومجلس الأمن القومي. وهي
تشمل في ما تشمل إمكان تقليص الاستثمارات الإسرائيلية في الشركات التي تقيم علاقات
اقتصادية مع إيران، وإمكان فرض عقوبات على هذه الشركات.
وجاء في مقدمة القانون أن "إيران التي تتطلع إلى امتلاك أسلحة
نووية، وتؤيد شبكة كبيرة من المنظمات الإرهابية، تشكل خطراً على الأمن والسلام في
العالم كله، ولا يجوز التسليم بواقع كهذا ولا بد من مكافحته."
[شعبة "أمان": نظام الأسد قد
يصمد عدة أعوام]"معاريف"، 30/5/2012
علمت صحيفة "معاريف" أن شعبة
الاستخبارات العسكرية ["أمان"] وجهات أخرى في الجيش الإسرائيلي تبنت
مؤخراً التقديرات السائدة لدى شعبة الاستخبارات في وزارة الخارجية والتي تشير إلى
أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يصمد عدة أعوام أخرى، وأن سقوطه لن يكون
سريعاً كما صرّح عدد من كبار المسؤولين في إسرائيل، وفي مقدمهم وزير الدفاع إيهود
باراك.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة أمس
(الثلاثاء) إنه حتى في حال صمود نظام الأسد عدة أعوام أخرى فإن سقوطه في نهاية
المطاف هو أمر حتمي.
كما أكد مصدر مسؤول في شعبة
الاستخبارات في وزارة الخارجية أن التقديرات السائدة لدى هذه الشعبة في الوقت
الحالي تشير إلى أن أوضاع الأسد تتدهور من يوم إلى آخر، وإلى أنه فقد شرعيته وأن
عملية سقوطه آخذة في الاقتراب.
[مسؤول كبير في المعارضة السورية لصحيفة "هآرتس":أعددنا
خطة للسيطرة على الأسلحة الكيماوية فور سقوط نظام الأسد]"هآرتس"،
29/5/2012
قال مسؤول كبير في المعارضة السورية لصحيفة "هآرتس" إن مسألة
السيطرة على الأسلحة الكيماوية الموجودة في حيازة سورية بعد سقوط نظام الرئيس بشار
الأسد تقف في رأس سلم أولويات هذه المعارضة، مؤكداً أنه تم وضع خطة لتحقيق ذلك.
وشدد على أنه لا توجد لديه أي مشكلة في التحادث مع إسرائيليين.
وأضاف هذا المعارض، وهو ضابط كبير سابق في الجيش السوري وافق على
الإدلاء بحديث خاص إلى صحيفة إسرائيلية بشرط عدم ذكر اسمه، أنه "في أول يوم، بل
في الساعات الأولى بعد سقوط نظام الأسد، ستتم السيطرة سريعاً على كل مخزون الأسلحة
الكيماوية كي لا تسقط في يد منظمات إرهابية."
وأوضح أنه "فضلاً عن المعارك التي تخوضها المعارضة السورية في
الوقت الحالي، فإن مجموعة منها تُعدّ خطة لمواجهة حالة الفوضى التي ستحدث في اليوم
الذي سيسقط فيه النظام، ولديها لجان خاصة تعمل على صوغ دستور جديد، والتحضير لانتخابات
عامة، وبسط القانون والنظام، وإعادة الأمن."
وأشار إلى أن اللجنة الخاصة بشؤون الأمن قسّمت فترة ما بعد سقوط نظام
الأسد إلى 4 مراحل، وفي كل مرحلة ستكون هناك مهمات عينية يجب تنفيذها.
وقال "إننا نعلم موقع القاعدة العسكرية للأسلحة الكيماوية. مع
ذلك لا يمكنني أن أتعهد بألا ينجح أحد في نقل جزء من الأسلحة، لكن ليس من السهل
تحريك هذه الأسلحة من مكان إلى آخر."
من ناحية أخرى أشار هذا الضابط المعارض إلى أن إيران وحزب الله
ومقاتلين موالين للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر يساندون النظام السوري، وإلى أن
"قوات القدس الإيرانية أرسلت مساعدات تكنولوجية بما في ذلك طائرات صغيرة من دون
طيار إلى سورية، وتقوم بتزويد قوات الأسد بمعلومات استخباراتية."
وأضاف أن "الإيرانيين فتحوا حساباً مالياً خاصاً من أجل مساعدة
الأسد في شراء سلاح من روسيا، وبينما كان الاتحاد السوفياتي السابق يبيع سورية
أسلحة يتم تسديد ثمنها بعد فترة طويلة، فإن السلطة الروسية تطلب الآن أن يتم الدفع
سلفاً في مقابل أي صفقة سلاح، والمال كله يأتي من طهران." وبرأيه فإن
"إيران تدرك أنه في حال سقوط نظام الأسد فإن كل منظومات سيطرتها الخارجية، بما
في ذلك منظومة سيطرتها على حزب الله في لبنان، ستصبح عرضة للانهيار"، لكنه في
الوقت نفسه أكد أن "المساعدات التي يمكن أن تقدمها إيران إلى سورية تظل
محدودة، ومن غير المتوقع مثلاً أن ترسل وحدات عسكرية من أجل إنقاذ الأسد كونها تدرك
أن إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين وستضطر إلى التدخل."
عملاء استخبارات
متخصصين بالحرب النفسية وسورية
تتحدث
المعلومات من جديد وبقوّة هذه المرّة، عن قيام القوات الخاصة الفرنسية
والبريطانية، بتدريب متمردي ما يسمّى "بالجيش السوري الحر" في إحدى
القواعد التركية، وتحديداً في قاعدة أزمير الجويّة، والتي صارت بعد إعادة هيكلتها
قاعدة تستقبل قوّات بريّة منزلة جواً لحلف الناتو، كما تؤكد بعض المعلومات أن
قواعد التدريب تنتشر في أماكن أخرى في ليبيا وشمالي لبنان، قد أشرنا إلى ذلك في
أكثر من تحليل سياسي - استخباري سابق عن الحالي.
هذا
وقد آشارت تقارير استخبارية تم رصدها سياسيّاً، عن قيام عملاء ميدانيين من
المخابرات الخارجية البريطانية، والقوات الخاصة البريطانية بتدريب المتمردين على
حرب المدن بالإضافة إلى مدهم بالسلاح والعتاد، في حين أنّ عملاء السي آي إيه
والقوات الخاصة الأمريكية، ومن تحالف معها من بعض العرب – بني قومي، فقد قامت
بتوفير الاتصالات لحركة التمرد. في المرحلة الحالية نجد أن نمط الأحداث الجاري
يعكس تماما الحالة الليبية، حيث قامت القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية وبعض
العربية، بالتحرك على الأرض قبل بدء الناتو بعمليات القصف الجوي، لكن السؤال هنا:
ما هي فرص الخيار العسكري إزاء الحدث السوري، سواءً كان داخل الأمم المتحدة، أو
خارج إطار الأمم المتحدة؟ وفي ظلّ تماسك الموقف الروسي أولاً والصيني ثانيّاً في
رفض الخيار العسكري في سورية، حفاظاً على الأمن والسلم الأهلي السوري والإقليمي
والدولي، والسعي الروسي الحثيث إلى عقد مؤتمر دولي، يشارك فيه الطرفين في الحدث
الاحتجاجي السوري والطرف الثالث الخارجي أيّاً كان.
في
جانب آخر سألني أحدهم وهو من قوم آخرين من الجنّ: كيف ترى خطوط علاقات روبرت فورد
وفرق الموت في سورية؟ وكيف ترى صناعة الكذبة في الحدث السوري الكترونيّاً، وعبر
وسائل الميديا العالمية المتحالفة مع منظومات استخبارات محور واشنطن – تل أبيب –
أوروبا – بعض العرب؟
فقلت
بإسهاب: يشغل روبرت فورد منصب السفير الأمريكي في سوريا منذ 2010، وكان قبل ذلك
المستشار السياسي في السفارة الأمريكية في بغداد من 2004 وحتى 2006 وعمل بإمرة جون
نغروبونتي المسؤول عن تشكيل فرق الإعدام والموت. قبل مغادرته المؤقتة لسوريا في
تشرين الأول 2011 بسبب ما قيل أنها مخاوف على سلامته، بعد قيام السوريين بضربه
بالبيض واتهام الإعلام السوري له بالإشراف على تشكيل فرق الموت في سوريا، وهنا
وبعد نجاح فورد في مهمة تأسيس فرق الموت هناك في سوريا، من المتوقع أن يعود إلى
العراق المحتل كسفير لأمريكا لاحقاً.
والمثير
للاهتمام هو انطلاق "الثورة" السورية كان من مدينة صغيرة نسبيا على
الحدود الأردنية، درعا، بدلا من أن تنطلق من مدينة كبيرة كدمشق أو حتى حمص، ومنذ
البداية قامت وسائل الإعلام العالمية، بعمليات تضليل وتلفيق ممنهجة لإظهار حجم
المظاهرات المعارضة، بشكل يفوق بكثير حجمها الحقيقي، كما اعتمدت على تقارير منحازة
لا تتمتع بالصدقية من ناحية عدد القتلى والإصابات.
على
سبيل المثال، كافة التقارير تقريبا عند بداية الأزمة في درعا في آذار ادعت قيام
الشرطة بمهاجمة المظاهرات المعارضة، لكن من الذي قام في هذه المظاهرات التي يدعي
الجميع أنها سلمية أطلق النار وقتل 7 عناصر شرطة؟ وما الذي كان من المتوقع أن تقوم
به الحكومة السورية حيال عمليات القتل تلك؟
بعد
مشاهدة تعامل الشرطة الأمريكية مع المظاهرات السلمية فعلا، كمظاهرات احتلوا وول
ستريت، يمكننا أن نتخيل ما ستقوم به الحكومة الأمريكية في حال تعرض عناصر الشرطة
في أمريكا لإطلاق النار من قبل المحتجين.
بحسب
ديبورا آموس من الإذاعة الوطنية: "ذكر الإعلام السوري وقوع معارك شديدة في
جسر الشغور قرب الحدود التركية، حيث قامت جماعات مسلحة بإطلاق النار على قوى الأمن
باستخدام الأسلحة الرشاشة، وأضرمت النار في المباني الحكومية، وفي بث حي ذلك
المساء اتصل أحد سكان تلك المنطقة وناشد الدولة إنقاذ البلدة من تلك
العصابات."
من
الملاحظ أن التقارير التي تتحدث عن أشد المواجهات تأتي من مناطق حدودية، وهذا بحد
ذاته مؤشر قيام الجماعات المسلحة بشن هجماتها عبر تلك الحدود، تركيا من الشمال،
الأردن من الجنوب، وبالطبع العراق تحت الاحتلال الأمريكي من الشرق. كما أن
"مناطق التوتر" هي درعا على الحدود الأردنية، تلكلخ، حمص، تلبيسة
والرستن قرب الحدود اللبنانية، وجسر الشغور قرب الحدود التركية، وكما ذكر موقع
البوابة الدولي في حينه، أنّ أكثر من ستمائة مقاتل انتقلوا فعلا من ليبيا إلى
سوريا بهدف دعم "الجيش السوري الحر" تحت إمرة بلحاج ومساعده مهدي
الحرّاتي.
وفي
23 كانون الأول وقعت هجمتان انتحاريتان قرب مراكز أمنية في دمشق وقتل 44 شخصا
معظمهم من المدنيين، من الواضح أن الهجوم استهدف مقارا حكومية، لكن ما نوع الثورة
الشعبية التي تستهدف المدنيين وتقتلهم بدون تمييز؟؟!!
هذا
النوع من التفجيرات الانتحارية كانت (ولا زالت) من خصائص محاولات القوى الأمريكية،
في ترويع السكان لتبرير التدخل الأجنبي والاحتلال. تم تحقيق الغاية المرجوة في
العراق، فهل هي قابلة للتحقق في سوريا؟
تم
إرسال بعثة المراقبين العرب إلى سورية وأعضاء البعثة من دول عربية مختلفة، وقامت
البعثة بتقديم تقريرها عن الأوضاع في سوريا، بالطبع لم يسمع الكثيرين بمحتوى
التقرير، لأن دمى أمريكا وإسرائيل في العالم العربي ووسائل الإعلام الغربي، قامت
بالتعتيم على محتويات التقرير بهدف خدمة المخطط الغربي.
نتائج
التقرير كانت مثيرة للدهشة، لمن يتابع وسائل الإعلام الكبرى لأنها تناقض كل ما
تنشره عن سوريا، ولهذا السبب بالضبط تم التعتيم على التقرير.
من
الواضح أن ما يسمّى"بالجيش السوري الحر" ومجموعات "المعارضة"
لا تقاتل من أجل مصلحة الشعب السوري، بل من أجل مصلحة من يتعالى صوتهم ويدفعون
أكثر من أجل إسقاط النظام ونسقه السياسي.
وخلال
أسابيع على انطلاق ثورة الآخر الغربي وبعض العربي المتصهين في سوريا، قامت الحكومة
السورية بإخراج معظم الصحفيين الأجانب، وراقبت بشكل مكثف تحركات من بقي منهم،
وقيام الحكومة بذلك أمر مبرر تماما نظرا لطبيعة الإعلام الغربي، فهو الذراع
الدعائية لبناة الإمبراطوريات، لكن لسوء الحظ، اتضح أن الحكومة السورية لم تكن
تدرك تماما مدى تغلغل السي آي إيه في سوريا.
ومع
صعوبة أو قلة الوصول إلى المعلومات من داخل سوريا، بنت وسائل الإعلام الغربي
تقاريرها تحت تسمية "ناشط معارض"، وهذه التسمية بكل صراحة قد تكون لأي
شخص، إضافة إلى ما يسمى "اتحاد تنسيقيات سوريا" الذي يدعي جمع المعلومات
من التنسيقيات المحلية كغطاء إعلامي، الغريب في الأمر أن مواقع تلك التنسيقيات هي
في ألمانيا وصاحب تلك المواقع اسمه أندرياس بيرتش.
وبشكل
مختصر، الحصول على معلومات حقيقية عن ما يجري فعلا في سوريا أمر صعب للغاية، ونظرا
لأننا نتعامل مع عملية سرية مدعومة من السي آي إيه تهدف إلى إسقاط النظام ونسقه
السياسي، يحق لنا بكل تأكيد أن نشكك بالتقارير التي تدعي قيام قوى الأمن والشرطة
السورية بقتل المدنيين بلا تمييز، وعلينا أن نتذكر المزاعم الكاذبة التي تؤجج
المشاعر، عن موت الأطفال في الحاضنات في العراق والتي أدت من ضمن غيرها إلى غزو
العراق الأول، وأكاذيب أسلحة الدمار الشامل التي أدت إلى غزو العراق مرة أخرى، كما
يجب أن لا ننسى الشهادات الكاذبة عن قيام القذافي بقصف الشعب الليبي.
وبمناسبة
الحديث عن اختلاق القصص، نحن نتعامل هنا مع أسلوب يسمى في المصطلحات العسكرية باسم
"الحرب النفسية"، وهي نوع من الحروب يهدف إلى التأثير على منظومات
الجمهور المستهدف، منظومة القيم، الإيمان، المشاعر، الدوافع، المنطق، أو السلوك،
يتم ذلك عادة عبر اختلاق الأكاذيب وتسويقها على أنها الحقيقة، وتأخذ هذه العمليات
أشكالا عدة، وفي عصر الانترنت العصري الحالي تدرك أجهزة المخابرات والاستخبارات
العسكرية بمختلف أشكالها، الحاجة تلو الحاجة إلى نشر إشاعاتها عبر الفضاء
الافتراضي.
وأحد
أهم الأمثلة عن الحرب النفسية عبر الفضاء الافتراضي هو مثال من سوريا يتلخص:-
بحالة "أمينة عارف" والتي ادّعت أنها مدونة سورية سحاقية تعيش في دمشق،
وسطع نجمها في النصف الأول من العام الماضي بسبب آرائها الصريحة حول ميولها
الجنسية، وتدني الحريات في سوريا وانتقادها العلني للرئيس الأسد ونسقه السياسي،
وفي أوائل حزيران 2011، قام من ادّعى أنه ابنة عمها بنشر خبر على مدونتها لإعلام
معجبيها بقيام أشخاص مسلحين باختطاف أمينة، انضم آلاف المناصرين لقضيتها إلى
مجموعات احتجاج حول العالم بعد قيام وسائل الإعلام بالتقاط الخبر ونشره على نطاق
واسع.
ولكن
خلال بضعة أيام، وبعد متابعة عنوان المخدم الذي تستخدمه، تبين أن السحاقية السورية
المدونة والمعارضة كانت في الحقيقة رجل أمريكي ملتحي اسمه توم ماك ماستر يكتب من
منزله في ادنبره، ما سبب قيامه بذلك؟
برر
توم عمله بحب الشهرة قائلا: أنه لم يكن يتخيل يوما أن يحظى بمثل هذا المستوى من
الاهتمام، لكنّ هذا لا يفسر قيامه بخداع سيدة كندية وإيهامها طيلة 6 شهور بأنها على
علاقة طويلة الأمد مع "أمينة السورية"، أو إنشاؤه لعشرات الحسابات على
مواقع التواصل الاجتماعي باسم أمينة منذ عام 2006، أو إجراءه لمقابلة عبر البريد
الالكتروني مع قناة سي إن إن الأمريكية. بل إن صورة أمينة المفترضة هي صورة لفتاة
كرواتية مهاجرة تعيش في المملكة المتحدة.
اللافت
للنظر، أنه أثناء فترة تفاعل "أمينة" عبر موقعها الالكتروني، قامت بنشر
صورة لوحة طرقية في دمشق تحمل صورة الرئيس الأسد، تم أخذ الصورة من صفحة
"بريتا فرويلشر" على الفيس بوك وتحمل تاريخ 2006 وهو العام الذي بدأت
فيه الولايات المتحدة سرا بتمويل المعارضة السورية.
في
مقابلة مع الواشنطن بوست، تبين أن توم تجاوز الأربعين، أمريكي متزوج من بريتا
فروليشر، وأظهرت بيانات السجل العقاري المحلية أنه يمتلك منزلا في جورجيا منذ عام
2000، وأن زوجته عاشت هناك حتى تاريخ مغادرتهما إلى اسكتلندا عام 2010، وكلاهما
يدرسان في جامعة أدنبرة لنيل الدكتوراه في مجال تنمية الاقتصاد السوري! ونال توم
منحة كاملة من جامعة إيموري جورجيا وتخصص بالدراسات العربية، سافر لاحقا إلى
الأردن وسوريا لتحسين لغته العربية كما قال شقيقه سام.
قام
موقع الانتفاضة بالاتصال مع توم، لكن توم رد بالقول أنه ليس المدونة التي يبحثون
عنها، ولا علاقة له أو لزوجته بالمدونة المذكورة، لكن خلال بضعة أيام اضطر
للاعتراف وفر فورا إلى تركيا، وليس أي بلد آخر، فهل هما مجرد زوجين غبيين أم عميلي
استخبارات متخصصين بالحرب النفسية؟ والأكثر غرابة أن أول من نشر الخبر الكاذب عن
اعتقال المدونة "أمينة" على يد قوى الأمن السورية كانت لجنة التنسيقيات
السورية.
وكما
هو معلوم للعامة قبل الخاصة، في المجتمعات العربية والغربية والإسلامية، وكما جرى
في العراق المحتل وأفغانستان المحتلة وليبيا المحتلة، أنّ أول بند في خطة
المخابرات المركزية الأمريكية، لمحاولة إسقاط أي نظام هو تشكيل حكومة في المنفي،
حكومة وليدة من المتعصبين اليمينيين و/أو مجرمين محكومين.
ففي
أوائل العام الماضي تم إنشاء ما يسمّى"بالمجلس الوطني السوري"، وهو حمل
حرام في مقر السي آي إيه في تركيا، ولنعرف ماهية تلك الحكومة علينا أن نقرأ
تعليقات الحاج برهان غليون ( قدّس الله سره) رئيس مجلس الزنا الجماعي السياسي:
"قطع العلاقات العسكرية مع إيران وقطع تزويد السلاح عن حزب الله وحماس وإقامة
علاقات مع إسرائيل" وما إلى ذلك وعلى لسان هذا الغليون برهان مأفون.
هذه
الحقيقة بحد ذاتها تشير إلى دعم ودفع إسرائيلي لإسقاط الأسد، فبوجود حكومة مؤيدة
لأمريكا وإسرائيل في سوريا، سيتم قطع خط السلاح لحزب الله وحماس مما يفسح المجال
أمام إسرائيل للتعامل بحرية مع "المشكلة العربية".
ومتمردوا
ليبيا تمكنوا من استدعاء تدخل الناتو، عبر همجيتهم وعمليات القتل الوحشي والتعذيب
للناس أينما حلوا، تقوم المجموعات المسلحة الآن بإعادة تلك القصة الرهيبة مرة
أخرى، ولكن روسيا والصين استخدمتا حق النقض ضد قرار أمريكي بريطاني يطالب بحرب
للناتو على المدنيين السوريين، بينما قالت كلينتون أنها تشعر بالاشمئزاز من الفيتو
المزدوج... كلينتون قادرة على الاشمئزاز؟ لأنها مسبقا غارقة في دماء السوريين حتى
الرقبة، ولهذا السبب دعت أمريكا لخلق تحالف أصدقاء سوريا لدعم المعارضة، وهو
بالضبط ما قامت به أمريكا في العراق بعد فشلها في الحصول على تفويض من الأمم
المتحدة بغزو العراق، والنتيجة 1.5 مليون قتيل عراقي عدا المهجرين والمعاقين
والمشوهين.
وعندّ
التعمق في كل ما سبق، نجد أن صناع القرار الفعليين في الغرب يخرجون من الباب
ليعودوا من النافذة بغض النظر عن الإدارات المتعاقبة، والمؤكد الوحيد في عالم يجهل
في الأغلبية حقيقة الأوضاع والأمور، أن المتعطشين للسلطة والدماء سيحاولون
المستحيل للوصول إلى هدفهم، بغض النظر عن كم الأكاذيب التي سيقومون بنشرها أو
الأرواح التي سيقومون بإزهاقها.
مصير
سوريا مرتبط بقوة بمصير إيران، مصير الصين وروسيا بدوره مرتبط بقوة بمصير إيران،
والعالم في حالة من الفوضى لكن الثوابت لازالت كما هي، الأحداث العسكرية والسياسية
التي وقعت في الأعوام الأخيرة الماضية، بما فيها إراقة دماء السوريين وتهديد
إيران، هي في واقع الحال تمويه على خطر أكبر يتهدد البشرية، انّه خطر المتعطشين
للسلطة والدماء.
رأي الدستور
تكشف تصريحات وزير دفاع العدو الاسرائيلي ايهود باراك عن
نية ومخططات العدو المبيتة، والتي يعتزم تنفيذها مستغلاً جمود العملية السلمية،
والاوضاع الفلسطينية والعربية البائسة، والدعم الاميركي، والنفاق الاوروبي، وغياب
الرأي العام الدولي.
باراك أعلن في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الامن القومي،
بأن على اسرائيل ان تقوم بالانسحاب الاحادي من الضفة الغربية على غرار انسحابها من
غزة، ما لم يتم الاتفاق الى حل دائم مع الفلسطينيين، معللاً ذلك بأن اسرائيل لن
تستطيع ان تبقى مكتوفة الايدي فيما التسوية معطلة، وان الظروف الحالية مهيأة
للقيام بهذه الخطوة، خاصة وان حكومة الائتلاف الوطني تمتلك «94» مقعداً في الكنيست
من اصل 120 مقعدا.
هذه التصريحات لم تأت من فراغ، وليست وليدة الصدفة، بل
هي رسالة موجهة الى القيادة الفلسطينية تأخذ طابع الابتزاز والتهديد لجرها الى
المفاوضات المباشرة بدون شروط، وتنفيذ املاءات العدو بدون مناقشة، والتي كشف عنها
الارهابي نتنياهو في كلمته الاخيرة بالكنيست في الذكرى الاليمة لسقوط القدس بيد
الاحتلال «الحوض المقدس ملك لاسرائيل ولن تتنازل عنه».. والحوض في العرف
الاسرائيلي، هو الحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة.
ومن ناحية اخرى، نعتقد ان خطة الانسحاب الاحادي الجانب
من الضفة ليست بالجديدة، بل هي خطة شارون قبل ان يدخل عالم الموت، حيث قام
بالانسحاب الاحادي من غزة، وكان مصمماً على تنفيذها في الضفة الغربية، في حال رفض
القيادة الفلسطينية للاطروحات الصهيونية، ومن هنا لن نفاجأ اذا قام العدو بتنفيذ
خطة شارون - باراك بالانسحاب من الضفة الغربية، بعدما استولى على اكثر من 50% من
اراضيها، وانجز تهويد القدس واقام الجدار العنصري، وبعدما ضمن تفوق المستوطنين
وسيطرتهم المطلقة على كامل الضفة، وقد بلغ عددهم اكثر من نصف مليون مستوطن، مدججين
بأحدث الاسلحة، ويحتلون المواقع الاستراتيجية التي من شأنها تحويل الضفة الى
كانتونات وجزر معزولة يستحيل معها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها
القدس الشريف.
مجمل القول : تصريحات وزير دفاع العدو الصهيوني ايهود
باراك، تؤكد ان العدو ليس نائماً، بل هو يعمل ليلا ونهاراً لتنفيذ خططه ومخططاته
التوسعية، وبالتالي فهذه التصريحات وان كانت رسالة موجهة للقيادة الفلسطينية، الا
ان العدو في تقديرنا سيقوم - كما قام شارون - بتنفيذها في القريب العاجل مستغلاً
الاوضاع العربية المزرية، وحالات التشرذم التي تعصف بالأمة وبالشعب الفلسطيني لفرض
الامر الواقع، والذي يعني في النهاية حكماً ذاتياً للفلسطينيين مع بقاء المستوطنات
وتهويد القدس والاقصى، وهذا ما يفرض تحركاً فلسطينياً وعربياً سريعاً وجاداً، للجم
هذا المشروع، والذي ينذر بتصفية القضية الفلسطينية، وتحويل الشعب الفلسطيني الى اقلية
في دولة الاحتلال.. ويشكل خطراً ماحقاً على الأمة كلها.
الدستور، عمان، 2/6/2012
0 comments: