تعيين قائد جديد لتشكيل الدفاع الجوي وشعبة
الاستخبارات العسكرية
معاريف ـ أحيكام موشيه دافيد
أُقرت مؤخرا سلسلة تعيينات قيادية في الجيش الإسرائيلي وعلى رأسها تعيينات في منصبي ضابط الإستخبارات الرئيسي وقائد تشكيل الدفاع الجوي.
وتحوّل تشكيل الدفاع الجوي في سلاح الجو منذ إطلاق منظومة القبة الحديدية إلى تشكيل هام, وخاصة بعد عمليات الإعتراض الأولى للمنظومة والنجاحات الكثيرة التي حققتها حتى الآن تحت قيادة العميد "دورون غبيش".
في هذا الوقت, تقرر بأن بديل غبيش سيكون العقيد "شاحر شوحط", الذي يشغل منصب رئيس إدارة " عت هأسيف-زمن الحصاد" خطة التفعيل العسكرية, وهو شغل في السابق منصب رئيس تشكيل الدفاع الجوي الفعـّال في سلاح الجو. وسيرقّى العقيد "شوحط" لرتبة عميد.
وأُقرت مؤخرًا سلسلة أخرى من التعيينات في شعبة الإستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي. العقيد "أ" الذي يشغل اليوم منصب ملحق الجيش الإسرائيلي في واشنطن وشغل سابقا منصب ضابط إستخبارات القيادة الجنوبية, سيعود إلى البلاد ليعين في المنصب الأهم كضابط الإستخبارات الرئيسي, حيث سيرقى إلى رتبة عميد ويخلف ضابط الإستخبارات الرئيسي الحالي, العميد "أريال كارو".
رئيس جبهة العمق في "أمان" العقيد "أ" سيعيين في أعقاب جولة التعيينات بمنصب نائب رئيس قسم الأبحاث في "أمان" وسيخلف في منصبه الجديد العقيد "ش".
أُقرت مؤخرا سلسلة تعيينات قيادية في الجيش الإسرائيلي وعلى رأسها تعيينات في منصبي ضابط الإستخبارات الرئيسي وقائد تشكيل الدفاع الجوي.
وتحوّل تشكيل الدفاع الجوي في سلاح الجو منذ إطلاق منظومة القبة الحديدية إلى تشكيل هام, وخاصة بعد عمليات الإعتراض الأولى للمنظومة والنجاحات الكثيرة التي حققتها حتى الآن تحت قيادة العميد "دورون غبيش".
في هذا الوقت, تقرر بأن بديل غبيش سيكون العقيد "شاحر شوحط", الذي يشغل منصب رئيس إدارة " عت هأسيف-زمن الحصاد" خطة التفعيل العسكرية, وهو شغل في السابق منصب رئيس تشكيل الدفاع الجوي الفعـّال في سلاح الجو. وسيرقّى العقيد "شوحط" لرتبة عميد.
وأُقرت مؤخرًا سلسلة أخرى من التعيينات في شعبة الإستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي. العقيد "أ" الذي يشغل اليوم منصب ملحق الجيش الإسرائيلي في واشنطن وشغل سابقا منصب ضابط إستخبارات القيادة الجنوبية, سيعود إلى البلاد ليعين في المنصب الأهم كضابط الإستخبارات الرئيسي, حيث سيرقى إلى رتبة عميد ويخلف ضابط الإستخبارات الرئيسي الحالي, العميد "أريال كارو".
رئيس جبهة العمق في "أمان" العقيد "أ" سيعيين في أعقاب جولة التعيينات بمنصب نائب رئيس قسم الأبحاث في "أمان" وسيخلف في منصبه الجديد العقيد "ش".
مدير الموساد السابق: احتياطي النفط موجود في الدولة
الشيعية..للأسف
موقع walla الإخباري
ـ نير ياهف
قال هذا الصباح رئيس الموساد السابق/ مائير داغان، في المؤتمر الذي عُقد في تل أبيب: "خيار مهاجمة إيران ينبغي أن يكون دائماً مطروحاً على الطاولة، لكن ينبغي إيجاد خيار أفضل دوماً. قررت إيران إحراز قدرة نووية لعدة أسباب، من بينها إحراز بوليصة تأمين. لن أتنبأ بما سيحصل في المستقبل لكنني أعتقد أنه في حال كان ثمة مَن يتبنى سياسة تشكّل ضغطاً من جهة وتهديداً مباشراً على النظام من جهة أخرى، فإن إيران ستعيد التفكير في مرحلة ما ببرنامجها النووي. لا فكرة لدي كم سيستغرق ذلك". وأشار رئيس الموساد السابق إلى أن معظم العالم العربي والإسلامي يدير ظهره لإيران مؤخراً، رغم أنها "ترغب بأن تصبح زعيمة العالم الإسلامي الشيعي". كما تطرّق دغان في خطابه إلى الوضع السياسي في المنطقة وقدّر أن تأثير طهران على سياسة المنطقة يخف.
وبحسب كلامه، "فقط في لبنان نجحت إيران بتشكيل منظمة شيعية، حزب الله. إيران ترى نفسها كقوة إقليمية وللأسف الشديد معظم احتياطي النفط موجود هناك"، لكن رغم ذلك أشار إلى أن "وضع النظام الإيراني آخذ بالتراجع وذلك بفضل عدة عوامل، من بينها الإدارة السيئة، انهيار الاقتصاد العالمي والعقوبات الاقتصادية".
وقال دغان في كلامه: "لم أتكلم عن مسائل عسكرية ولم أفشِ أسراراً مطلقاً. ناقشت قضايا أعتبرها قضايا عامة ومن الممكن أن ينقذ أساس طرحها الحياة بعض الشيء. أوافقُ رئيس الحكومة أحياناً أن الأسلوب مع إيران ليّن جداً. حتى حرب لبنان كانت موضع نقاش عام. إسرائيل قوية كفاية كي لا يضعفها نقاش من هذا النوع".
قال دغان هذا الكلام في مؤتمر "غندل" حول الشرق الأوسط في نطاق جلسة مجلس الأمناء الدوليين في جامعة تل أبيب. كما ذكرنا، اكتفى دغان العام الماضي ببعض العبارات عن إيران، تضمنت انتقاداً لاذعاً لرئيس الحكومة ووزير الدفاع، وأعرب عن رفضه الشديد للهجوم.
وقال دغان في مؤتمر في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب إن الهجمة العسكرية لن توقف المشروع النووي الإيراني. "لا أعتقد أنه ينبغي إزالة الخيار العسكري عن الطاولة، وأعتقد أن خياراً كهذا يجب التفكير به جدياً. لكنني أشعر، أن ما يلوّحون به أو يستخدمونه كوسيلة ضغط ـ لن يردع الإيرانيين. بل العكس. من نواحٍ معينة قد يخدم ذلك التطلعات الإيرانية".
قال هذا الصباح رئيس الموساد السابق/ مائير داغان، في المؤتمر الذي عُقد في تل أبيب: "خيار مهاجمة إيران ينبغي أن يكون دائماً مطروحاً على الطاولة، لكن ينبغي إيجاد خيار أفضل دوماً. قررت إيران إحراز قدرة نووية لعدة أسباب، من بينها إحراز بوليصة تأمين. لن أتنبأ بما سيحصل في المستقبل لكنني أعتقد أنه في حال كان ثمة مَن يتبنى سياسة تشكّل ضغطاً من جهة وتهديداً مباشراً على النظام من جهة أخرى، فإن إيران ستعيد التفكير في مرحلة ما ببرنامجها النووي. لا فكرة لدي كم سيستغرق ذلك". وأشار رئيس الموساد السابق إلى أن معظم العالم العربي والإسلامي يدير ظهره لإيران مؤخراً، رغم أنها "ترغب بأن تصبح زعيمة العالم الإسلامي الشيعي". كما تطرّق دغان في خطابه إلى الوضع السياسي في المنطقة وقدّر أن تأثير طهران على سياسة المنطقة يخف.
وبحسب كلامه، "فقط في لبنان نجحت إيران بتشكيل منظمة شيعية، حزب الله. إيران ترى نفسها كقوة إقليمية وللأسف الشديد معظم احتياطي النفط موجود هناك"، لكن رغم ذلك أشار إلى أن "وضع النظام الإيراني آخذ بالتراجع وذلك بفضل عدة عوامل، من بينها الإدارة السيئة، انهيار الاقتصاد العالمي والعقوبات الاقتصادية".
وقال دغان في كلامه: "لم أتكلم عن مسائل عسكرية ولم أفشِ أسراراً مطلقاً. ناقشت قضايا أعتبرها قضايا عامة ومن الممكن أن ينقذ أساس طرحها الحياة بعض الشيء. أوافقُ رئيس الحكومة أحياناً أن الأسلوب مع إيران ليّن جداً. حتى حرب لبنان كانت موضع نقاش عام. إسرائيل قوية كفاية كي لا يضعفها نقاش من هذا النوع".
قال دغان هذا الكلام في مؤتمر "غندل" حول الشرق الأوسط في نطاق جلسة مجلس الأمناء الدوليين في جامعة تل أبيب. كما ذكرنا، اكتفى دغان العام الماضي ببعض العبارات عن إيران، تضمنت انتقاداً لاذعاً لرئيس الحكومة ووزير الدفاع، وأعرب عن رفضه الشديد للهجوم.
وقال دغان في مؤتمر في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب إن الهجمة العسكرية لن توقف المشروع النووي الإيراني. "لا أعتقد أنه ينبغي إزالة الخيار العسكري عن الطاولة، وأعتقد أن خياراً كهذا يجب التفكير به جدياً. لكنني أشعر، أن ما يلوّحون به أو يستخدمونه كوسيلة ضغط ـ لن يردع الإيرانيين. بل العكس. من نواحٍ معينة قد يخدم ذلك التطلعات الإيرانية".
موسكو قد تبيع سوريا تقنية تخفي آثار الصواريخ
الباليستية
اسرائيل ديفينس ـ أريه أغوزي
تفيد معلومات من مصادر أجنبية أن روسيا ستزوّد عما قريب القواذف المتحركة لصواريخها البالستية بمنظومة تخفي الآثار التي تتركها بقايا القاذف على الأرض. لأنّ هذه الآثار تساعد أجهزة تحسس استخباراتية، مثل أقمار صناعية تجسسية، على كشف مكان مخبأ الصواريخ، ما يؤدي الى إصابتها سريعا.
ستكون قاعدة الصواريخ الروسية "تايكوبو" في منطقة "إيفانوفو" في روسيا أول قاعدة تتزوّد بهذه المنظومة الجديدة. ففي هذه القاعدة، يوجد صواريخ عابرة للقارات من نوع SS-27 (توفول) و RS-24. أمّا قواعد الصواريخ الروسية الأخرى فستتزوّد بمنظومة إخفاء الآثار خلال الأشهر القريبة.
لم يدلِ الروس بتفاصيل دقيقة حول كيفية إخفاء آثار دواليب القواذف، لكن يبدو انّهم سيستخدمونها على صواريخ أخرى مثل صواريخ السكود المتوافرة، من جملة الأمور، في أيدي الجيش السوري.
ومن المرجّح أن تباع هذه المنظومة أيضا لإيران، التي بدورها ستركّبها على سلسلة قواذف متحركة لصواريخ في حيز استخدامها. وهذه القواذف مخصّصة، من جملة الأمور، لصواريخ مثل "شهاب 3" القادر على بلوغ اسرائيل.
إن منظومة إخفاء آثار القواذف هذه، كما ذكرنا آنفا، من شأنها تصعيب عملية كشف مكان مخبأ الصواريخ وكذلك توجيه ضربة وقائية ضد العدو.
تفيد معلومات من مصادر أجنبية أن روسيا ستزوّد عما قريب القواذف المتحركة لصواريخها البالستية بمنظومة تخفي الآثار التي تتركها بقايا القاذف على الأرض. لأنّ هذه الآثار تساعد أجهزة تحسس استخباراتية، مثل أقمار صناعية تجسسية، على كشف مكان مخبأ الصواريخ، ما يؤدي الى إصابتها سريعا.
ستكون قاعدة الصواريخ الروسية "تايكوبو" في منطقة "إيفانوفو" في روسيا أول قاعدة تتزوّد بهذه المنظومة الجديدة. ففي هذه القاعدة، يوجد صواريخ عابرة للقارات من نوع SS-27 (توفول) و RS-24. أمّا قواعد الصواريخ الروسية الأخرى فستتزوّد بمنظومة إخفاء الآثار خلال الأشهر القريبة.
لم يدلِ الروس بتفاصيل دقيقة حول كيفية إخفاء آثار دواليب القواذف، لكن يبدو انّهم سيستخدمونها على صواريخ أخرى مثل صواريخ السكود المتوافرة، من جملة الأمور، في أيدي الجيش السوري.
ومن المرجّح أن تباع هذه المنظومة أيضا لإيران، التي بدورها ستركّبها على سلسلة قواذف متحركة لصواريخ في حيز استخدامها. وهذه القواذف مخصّصة، من جملة الأمور، لصواريخ مثل "شهاب 3" القادر على بلوغ اسرائيل.
إن منظومة إخفاء آثار القواذف هذه، كما ذكرنا آنفا، من شأنها تصعيب عملية كشف مكان مخبأ الصواريخ وكذلك توجيه ضربة وقائية ضد العدو.
الاستخبارات الاسرائيلية تواجه صعوبات في تقدير
“الربيع العربي”
موقع NFC الاخباري
ـ رفائل بوخنيك
شغلت التحولات في العالم العربي أجهزة الاستخبارات في إسرائيل والغرب بشكل مفاجئ. هذه حقيقة يصعب التسليم بها، خصوصاً حيال فرضية العمل بأن سهولة وصول الاستخبارات الإسرائيلية وفهم الواقع في الساحة العربية سيضعان علامات تدل على حدوث تغير مرحلي أو جذري. هذا البعد ليس مسألة ماذا يعني ذلك، على ضوء الدلالات الاستراتيجية المنبثقة عن "اليقظة العربية"، التي تتجسد حتى الآن في التطرّف الإسلامي وشدة العداوة لإسرائيل.
منذ أكثر من عام، ما زالت تواجه جهات التقدير تحديات كبيرة، وبالأخص لدى التطرق إلى الإجراءات الثورية التي لم تُستكمل بعد، مثل الأحداث في سوريا و/أو الصراع المتواصل لتشكيل أوجه النظام في مصر.
بطبيعة الحال، يتوقّع القادة الحصول على تقدير استخباراتي قوي يشكّل بنى تحتية لاتخاذ قرارات، لكن يبدو أنه عند التطرق إلى أحداث الثورات العربية، يتزايد مجال الشك حيال قيمة المعطيات القوية. لذلك، ثمة شك إن كان لدى أجهزة الاستخبارات مكانة أرفع من أجهزة التقدير الأكاديمية و/أو من المحللين في الوسائل الإعلامية.
عموماً، اتضح مجدداً أن المعلومات المتوفرة، وفي طليعتها الصحافة والانترنت، تحمل في طياتها رزمة زاخرة من الدلائل التحذيرية، بدرجة هامة وبشكل يعتّم على مصادر الاستخبارات السرية، التي يُفترض أن تشكل إمكانية وصول شخصية من طبقة متخذي القرارات. يبدو في هذه الحالة أن عدم التنبؤ بالأحداث في العالم العربي ينبغي أن يشكلّ إشارة تحذير حيث إن هدف أجهزة الاستخبارات ـ منح قيمة كبيرة وتشديد أكبر على تعقب مصادر المعلومات المعروفة، مع كل ما يعنيه ذلك.
يبدو أن أجهزة الاستخبارات الغربية لم تفهم كلياً بعد التحول الذي لا ينضب الذي تولّد في عصر الانترنت والشبكات الاجتماعية وتأثيره على الواقع العربي والإسلامي، وتراجع مكانة جمع المعلومات، في حين أن بصمة "الصحف الخاضعة لرقابة النظام" لا تُمحى من الذهن، بينما تعتبر المصادر "الحرة" بأنها تخدم مصالح وميول جهات متنوعة، ولذلك موثوقيتها مثيرة للريبة.
المعضلة الاستخباراتية حول التنبؤ بمصير نظام بشار الأسد في سوريا لفتت الأنظار مؤخراً وشكّلت مادة لحزمة من الانتقادات من قبل المحللين المختلفين لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ليس صدفة أنه سُحب مجدداً من غياهب القاموس مصطلح "تصوّر في محاولة للوقوف على جوهر عدم تحقق التنبؤات حيال السقوط المحتم للنظام في دمشق. عملياً يبدو أن هذه ليست صدفة محضة فيها اعتبار لكلمة تصوّر، أكثر مما لفكرة "غربية"، تأخذ في الحسبان ربطا منطقيا لعوامل مؤثرة ستؤدي حتماً إلى نهاية نظام الأسد. كما يتضح أن علامة الاستفهام الاستخبارية لم تعد إن كان الأسد سيصمد أمام الثورات في بلاده إنما إلى متى. إن مهاجمة الأجهزة الاستخباراتية واتهامها بـ "فشل" إضافي، مخالف للواقع ويعكس أسلوباً "غير مهني" وغير مسؤول، بمثابة "شماتة" وقراءة سطحية للخريطة.
الأسد اليوم ليس رئيساً شرعياً للدولة إنما وحش مليء بالغضب والكره، حتى إن صمد لعدة أشهر إضافية فإن مصيره محتوم، سواء الإعدام من دوم محاكمة مثل القذافي أو لجوء شخصي برعاية النظام الإيراني. احتواء الثورات في سوريا لم يعد خياراً منطقياً بالنسبة للأسد، لأن أبعاد الأحداث تخطت نقطة اللاعودة.
النموذج الآخر الذي يضع جهات التقدير الاستخباراتية أمام مشكلة صعبة هو الوضع الداخلي في مصر إثر سقوط النظام السابق. من جهة، تقود معظم المؤشرات إلى نتيجة أن صورة أوجه النظام الجديد في القاهرة ستأخذ طابعاً إسلامياً، حيث سيبقى سواء البرلمان أو الرئاسة على موجة واحدة. من جهة أخرى، نظراً لحقيقة أن التقدير الآنف الذكر يستند إلى انعكاسات المعطيات لا سيما من العاصمة القاهرة ومحيطها، هناك "منطقة وسطية" لا يمكن تجاهلها، تطال بالفعل معظم السكان المصريين في المناطق القروية والمدن الأساسية. لعل ذلك بإمكانه أن يكون عنصر مفاجأة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية؟
على أية حال، يبدو أن ذلك لن يكون مسؤولاً عن الالتزام بتقدير استخباراتي حاسم، رغم أنه من الواضح أن الأمر لن يكون كما عهدناه في العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية. السؤال المفتوح سيركز على عمق الضرر في جوهر اتفاقية السلام أو حتى على احتمال بقائها، على ضوء الاتجاهات الداخلية في مصر إثر سقوط نظام مبارك. المحللون في الوسائل الإعلامية حددوا مصير مصر للإخوان المسلمين، في الوقت الذي تميل فيه جهات التقدير الإسرائيلية إلى التقدير أن اتفاقية السلام مع إسرائيل هي مصلحة مصرية ولذا ستبقى رغم التغيير السياسي في القاهرة. من المنطقي الافتراض أن مجال الشك كبير جداً حيال التوصل سريعاً إلى نتائج تقديرية عملانية.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسات البحوث الأكاديمية في الولايات المتحدة وإسرائيل تنبأت في البداية "بمخيلتها" بتشكّل إجراءات ديمقراطية موالية للغرب في مصر مع سيل الإجراءات الثورية في هذ الدولة. هذا النهج الساذج كان لديه تأثير كما يبدو على قرار الرئيس أوباما في تنحية مبارك، حتى انطلاقاً من الوهم بأن حركة "الإخوان المسلمين" المصرية هي جهة لديها ميول معتدلة.
مؤخراً فقط عشنا مشكلة تقديرية من نوع آخر، قبيل جولة المحادثات النووية بين الدول العظمى الست وإيران (بغداد 23-24 أيار). تصدّرت الوسائل الإعلامية في إسرائيل والخارج عناوين بشّرت ببلورة اتفاق وشيك لتسوية قضية النووي الإيراني. إن تصريحات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمانو، عززت هذا الانطباع. هذه العناوين كانت كافية لتستخدم بمثابة "وسيلة" من جانب المحللين والمؤثرين على الرأي العام، ومختلف السياسيين، الذين سارعوا إلى مدح فعالية سلسلة العقوبات لردع إيران، وبنفس الروحية إلى الشماتة برئيس الحكومة الذي لم يتوقف عن التحذير من تلاعب إيراني بالشأن النووي. الواقع كما هو معروف، شكّل صفعة للأخيرين. العبرة المستمدة من ذلك هي أنه في واقع الشرق الأوسط من الواجب الحفاظ على مزاج متفائل دوماً، وعلى أية حال ليس مطلوباً التوصل إلى نتائج تقديرية متهورة على قاعدة "التفكير الرغبي. (wishful thinking)".
التقديرات الاستخباراتية في ظروف الشك هي على أية حال وصفة مجربة للخطأ، وأحياناً مناقضة. في ظروف كهذه ينصح خبراء الاستخبارات باتباع نمط حذر ومسؤول، وبعدم الارتداع عن الإعراب عن الشك أو التأكيد أنه لا يمكن الإشارة إلى وجهة حاسمة ستتحقق كمصير محتوم. من الأفضل أن يعرض المقدِّر أمام القائد الوجهات الممكنة ويدرجها وفق المعيار المنطقي لتحققها. رغم ذلك، التجربة المتراكمة في الشرق الأوسط تؤدي حتماً إلى تحديد السيناريو الأسوأ".
شغلت التحولات في العالم العربي أجهزة الاستخبارات في إسرائيل والغرب بشكل مفاجئ. هذه حقيقة يصعب التسليم بها، خصوصاً حيال فرضية العمل بأن سهولة وصول الاستخبارات الإسرائيلية وفهم الواقع في الساحة العربية سيضعان علامات تدل على حدوث تغير مرحلي أو جذري. هذا البعد ليس مسألة ماذا يعني ذلك، على ضوء الدلالات الاستراتيجية المنبثقة عن "اليقظة العربية"، التي تتجسد حتى الآن في التطرّف الإسلامي وشدة العداوة لإسرائيل.
منذ أكثر من عام، ما زالت تواجه جهات التقدير تحديات كبيرة، وبالأخص لدى التطرق إلى الإجراءات الثورية التي لم تُستكمل بعد، مثل الأحداث في سوريا و/أو الصراع المتواصل لتشكيل أوجه النظام في مصر.
بطبيعة الحال، يتوقّع القادة الحصول على تقدير استخباراتي قوي يشكّل بنى تحتية لاتخاذ قرارات، لكن يبدو أنه عند التطرق إلى أحداث الثورات العربية، يتزايد مجال الشك حيال قيمة المعطيات القوية. لذلك، ثمة شك إن كان لدى أجهزة الاستخبارات مكانة أرفع من أجهزة التقدير الأكاديمية و/أو من المحللين في الوسائل الإعلامية.
عموماً، اتضح مجدداً أن المعلومات المتوفرة، وفي طليعتها الصحافة والانترنت، تحمل في طياتها رزمة زاخرة من الدلائل التحذيرية، بدرجة هامة وبشكل يعتّم على مصادر الاستخبارات السرية، التي يُفترض أن تشكل إمكانية وصول شخصية من طبقة متخذي القرارات. يبدو في هذه الحالة أن عدم التنبؤ بالأحداث في العالم العربي ينبغي أن يشكلّ إشارة تحذير حيث إن هدف أجهزة الاستخبارات ـ منح قيمة كبيرة وتشديد أكبر على تعقب مصادر المعلومات المعروفة، مع كل ما يعنيه ذلك.
يبدو أن أجهزة الاستخبارات الغربية لم تفهم كلياً بعد التحول الذي لا ينضب الذي تولّد في عصر الانترنت والشبكات الاجتماعية وتأثيره على الواقع العربي والإسلامي، وتراجع مكانة جمع المعلومات، في حين أن بصمة "الصحف الخاضعة لرقابة النظام" لا تُمحى من الذهن، بينما تعتبر المصادر "الحرة" بأنها تخدم مصالح وميول جهات متنوعة، ولذلك موثوقيتها مثيرة للريبة.
المعضلة الاستخباراتية حول التنبؤ بمصير نظام بشار الأسد في سوريا لفتت الأنظار مؤخراً وشكّلت مادة لحزمة من الانتقادات من قبل المحللين المختلفين لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ليس صدفة أنه سُحب مجدداً من غياهب القاموس مصطلح "تصوّر في محاولة للوقوف على جوهر عدم تحقق التنبؤات حيال السقوط المحتم للنظام في دمشق. عملياً يبدو أن هذه ليست صدفة محضة فيها اعتبار لكلمة تصوّر، أكثر مما لفكرة "غربية"، تأخذ في الحسبان ربطا منطقيا لعوامل مؤثرة ستؤدي حتماً إلى نهاية نظام الأسد. كما يتضح أن علامة الاستفهام الاستخبارية لم تعد إن كان الأسد سيصمد أمام الثورات في بلاده إنما إلى متى. إن مهاجمة الأجهزة الاستخباراتية واتهامها بـ "فشل" إضافي، مخالف للواقع ويعكس أسلوباً "غير مهني" وغير مسؤول، بمثابة "شماتة" وقراءة سطحية للخريطة.
الأسد اليوم ليس رئيساً شرعياً للدولة إنما وحش مليء بالغضب والكره، حتى إن صمد لعدة أشهر إضافية فإن مصيره محتوم، سواء الإعدام من دوم محاكمة مثل القذافي أو لجوء شخصي برعاية النظام الإيراني. احتواء الثورات في سوريا لم يعد خياراً منطقياً بالنسبة للأسد، لأن أبعاد الأحداث تخطت نقطة اللاعودة.
النموذج الآخر الذي يضع جهات التقدير الاستخباراتية أمام مشكلة صعبة هو الوضع الداخلي في مصر إثر سقوط النظام السابق. من جهة، تقود معظم المؤشرات إلى نتيجة أن صورة أوجه النظام الجديد في القاهرة ستأخذ طابعاً إسلامياً، حيث سيبقى سواء البرلمان أو الرئاسة على موجة واحدة. من جهة أخرى، نظراً لحقيقة أن التقدير الآنف الذكر يستند إلى انعكاسات المعطيات لا سيما من العاصمة القاهرة ومحيطها، هناك "منطقة وسطية" لا يمكن تجاهلها، تطال بالفعل معظم السكان المصريين في المناطق القروية والمدن الأساسية. لعل ذلك بإمكانه أن يكون عنصر مفاجأة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية؟
على أية حال، يبدو أن ذلك لن يكون مسؤولاً عن الالتزام بتقدير استخباراتي حاسم، رغم أنه من الواضح أن الأمر لن يكون كما عهدناه في العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية. السؤال المفتوح سيركز على عمق الضرر في جوهر اتفاقية السلام أو حتى على احتمال بقائها، على ضوء الاتجاهات الداخلية في مصر إثر سقوط نظام مبارك. المحللون في الوسائل الإعلامية حددوا مصير مصر للإخوان المسلمين، في الوقت الذي تميل فيه جهات التقدير الإسرائيلية إلى التقدير أن اتفاقية السلام مع إسرائيل هي مصلحة مصرية ولذا ستبقى رغم التغيير السياسي في القاهرة. من المنطقي الافتراض أن مجال الشك كبير جداً حيال التوصل سريعاً إلى نتائج تقديرية عملانية.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسات البحوث الأكاديمية في الولايات المتحدة وإسرائيل تنبأت في البداية "بمخيلتها" بتشكّل إجراءات ديمقراطية موالية للغرب في مصر مع سيل الإجراءات الثورية في هذ الدولة. هذا النهج الساذج كان لديه تأثير كما يبدو على قرار الرئيس أوباما في تنحية مبارك، حتى انطلاقاً من الوهم بأن حركة "الإخوان المسلمين" المصرية هي جهة لديها ميول معتدلة.
مؤخراً فقط عشنا مشكلة تقديرية من نوع آخر، قبيل جولة المحادثات النووية بين الدول العظمى الست وإيران (بغداد 23-24 أيار). تصدّرت الوسائل الإعلامية في إسرائيل والخارج عناوين بشّرت ببلورة اتفاق وشيك لتسوية قضية النووي الإيراني. إن تصريحات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمانو، عززت هذا الانطباع. هذه العناوين كانت كافية لتستخدم بمثابة "وسيلة" من جانب المحللين والمؤثرين على الرأي العام، ومختلف السياسيين، الذين سارعوا إلى مدح فعالية سلسلة العقوبات لردع إيران، وبنفس الروحية إلى الشماتة برئيس الحكومة الذي لم يتوقف عن التحذير من تلاعب إيراني بالشأن النووي. الواقع كما هو معروف، شكّل صفعة للأخيرين. العبرة المستمدة من ذلك هي أنه في واقع الشرق الأوسط من الواجب الحفاظ على مزاج متفائل دوماً، وعلى أية حال ليس مطلوباً التوصل إلى نتائج تقديرية متهورة على قاعدة "التفكير الرغبي. (wishful thinking)".
التقديرات الاستخباراتية في ظروف الشك هي على أية حال وصفة مجربة للخطأ، وأحياناً مناقضة. في ظروف كهذه ينصح خبراء الاستخبارات باتباع نمط حذر ومسؤول، وبعدم الارتداع عن الإعراب عن الشك أو التأكيد أنه لا يمكن الإشارة إلى وجهة حاسمة ستتحقق كمصير محتوم. من الأفضل أن يعرض المقدِّر أمام القائد الوجهات الممكنة ويدرجها وفق المعيار المنطقي لتحققها. رغم ذلك، التجربة المتراكمة في الشرق الأوسط تؤدي حتماً إلى تحديد السيناريو الأسوأ".
0 comments: