اسرائيل مشتاقة الى مبارك: كان شديدا في سيناء
هآرتس ـ ميخال ليبرتوف
أثرت العاصفة في مصر في أعقاب عقوبة السجن التي حُكم بها على رئيس مصر السابق حسني مبارك، أثرت في اسرائيل ايضا. فقد أثارت هنا في الأساس شوقا الى شدته في معاملة بدو سيناء والحركات الاسلامية. وامكان ان قمع هذه المجموعات زاد في مشاعر الغربة وأسهم في التطرف ليس جزءا مركزيا من الخطاب الاسرائيلي. ويعوزه ايضا فهم ان تلك اليد الخانقة هي التي منعت نشوء قاعدة ديمقراطية تجعل التطرف معتدلا. ان اجلال استبداد الزعماء الذين تراهم اسرائيل اصدقاء يتلاشى حينما نأتي لنؤكد تفوق الجيش الاسرائيلي الاخلاقي قياسا بقواتهم الامنية.
ذكّرنا بالنفاق الاسرائيلي مؤخرا وزير الداخلية ايلي يشاي الذي تحدث في مقابلات صحفية في خلال حملة التحريض على المهاجرين من طالبي اللجوء، كيف خرج رسولا لرئيس الوزراء اهود اولمرت ليحث مبارك على ان يجري "مطاردة ساخنة" للسودانيين والاريتريين الذين يحاولون الوصول الى اسرائيل. ويتذكر يشاي ان مبارك ضحك. "أنتم تمنحونهم عملا فلماذا لا يأتون؟"، اقتبس الوزير الدرس الذي تعلمه من الزعيم العظيم.
في الوقت الذي يشتاقون فيه عندنا الى الزعيم المُدان يجري حولنا نقاش يقظ في الاضرار التي سببتها نظم الحكم الفاشلة. ففي مطلع أيار نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالة عن مكانة النساء في العالم العربي تحت عنوان "لماذا يكرهوننا" تسخر من الاستعمال السائد لضمير "نحن" الذي يمثل الرجال البيض، وتشير ايضا الى سؤال هز الغرب بعد أحداث الحادي عشر من ايلول. وقد فحصت الكاتبة منى التهاوي عن الاسباب التي تجعل الدول العربية في أدنى سلم فروق الجنوسة بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
ان التهاوي هي مسلمة أميركية ولدت في مصر ونشأت في بريطانيا وفي السعودية وتنقلت باعتبارها صحفية وباحثة بين مصر واسرائيل والولايات المتحدة. وعرضت في مقالتها سلسلة أمثلة من مجالات المؤسسة والقانون والدين والمجتمع والعائلة تشهد على كراهية النساء. وطلبت الى العالم غير العربي ان يكف عن قبول دعاوى عن نسبية ثقافية تكون تسويغا لسحق النساء في العالم العربي. وطلبت الى العالم العربي ان يُسقط "مبارك الموجود في نفوسنا وفي غرف نومنا ايضا"، كما قالت.
أثمرت المقالة ردودا كثيرة ايجابية وسلبية. فقد تم اتهام التهاوي بأنها أعطت كارهي العرب أدوات للتنديد بهم ـ وهذا تسويغ سلب الشرعية الذي يحبه اليمين الاسرائيلي ايضا. وزُعم أنها عرضت حالات متطرفة فقط منها منع النساء من القيادة في السعودية، وزواج الصغيرات في اليمن والمغرب وخفض النساء (الختان) في مصر. وردت بأن هذه الامثلة ليست ضئيلة الشأن وأن تطرفها يؤكد شدة الوضع فقط. وتم التنديد بها لأنها تتهم الاسلام بأنه مصدر الالهام الوحيد لهذه العيوب، وهذا زعم داحض لأن التهاوي منتقدة للمؤسسات العلمانية في مقالتها بقدر لا يقل عن ذلك.
لكن لم يخالف أي رد من الردود كما أعلم عن النظر الى مبارك باعتباره رمز الاستبداد. وقد كانت التهاوي من بين الاصوات البارزة التي خرجت من ميدان التحرير بل اعتقلها رجال الشرطة بسبب ذلك وكسروا يديها وهاجموها جنسيا. وهاجمها متظاهر زميل جنسيا في الميدان ايضا. وهي مع كل ذلك تدعو الى العدل لا الى الانتقام ولا الى الموت. وتكتب ان الديمقراطية ستُحرز فقط حينما يُعزل مع المباركين الساسة اولئك الرموز الذين يحكمون النفس والبيت والشارع.
وهذا فهم يحسن بنا ان نستورده. يمكن البدء بصورة طفيفة بعزل مبارك مثلا – الرمزي والحقيقي – عن قائمة الاشخاص الذين يحسن ان نمدحهم أو نتبنى طرق حكمهم وتوصياتهم لمعاملة اللاجئين ايضا".
أثرت العاصفة في مصر في أعقاب عقوبة السجن التي حُكم بها على رئيس مصر السابق حسني مبارك، أثرت في اسرائيل ايضا. فقد أثارت هنا في الأساس شوقا الى شدته في معاملة بدو سيناء والحركات الاسلامية. وامكان ان قمع هذه المجموعات زاد في مشاعر الغربة وأسهم في التطرف ليس جزءا مركزيا من الخطاب الاسرائيلي. ويعوزه ايضا فهم ان تلك اليد الخانقة هي التي منعت نشوء قاعدة ديمقراطية تجعل التطرف معتدلا. ان اجلال استبداد الزعماء الذين تراهم اسرائيل اصدقاء يتلاشى حينما نأتي لنؤكد تفوق الجيش الاسرائيلي الاخلاقي قياسا بقواتهم الامنية.
ذكّرنا بالنفاق الاسرائيلي مؤخرا وزير الداخلية ايلي يشاي الذي تحدث في مقابلات صحفية في خلال حملة التحريض على المهاجرين من طالبي اللجوء، كيف خرج رسولا لرئيس الوزراء اهود اولمرت ليحث مبارك على ان يجري "مطاردة ساخنة" للسودانيين والاريتريين الذين يحاولون الوصول الى اسرائيل. ويتذكر يشاي ان مبارك ضحك. "أنتم تمنحونهم عملا فلماذا لا يأتون؟"، اقتبس الوزير الدرس الذي تعلمه من الزعيم العظيم.
في الوقت الذي يشتاقون فيه عندنا الى الزعيم المُدان يجري حولنا نقاش يقظ في الاضرار التي سببتها نظم الحكم الفاشلة. ففي مطلع أيار نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالة عن مكانة النساء في العالم العربي تحت عنوان "لماذا يكرهوننا" تسخر من الاستعمال السائد لضمير "نحن" الذي يمثل الرجال البيض، وتشير ايضا الى سؤال هز الغرب بعد أحداث الحادي عشر من ايلول. وقد فحصت الكاتبة منى التهاوي عن الاسباب التي تجعل الدول العربية في أدنى سلم فروق الجنوسة بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
ان التهاوي هي مسلمة أميركية ولدت في مصر ونشأت في بريطانيا وفي السعودية وتنقلت باعتبارها صحفية وباحثة بين مصر واسرائيل والولايات المتحدة. وعرضت في مقالتها سلسلة أمثلة من مجالات المؤسسة والقانون والدين والمجتمع والعائلة تشهد على كراهية النساء. وطلبت الى العالم غير العربي ان يكف عن قبول دعاوى عن نسبية ثقافية تكون تسويغا لسحق النساء في العالم العربي. وطلبت الى العالم العربي ان يُسقط "مبارك الموجود في نفوسنا وفي غرف نومنا ايضا"، كما قالت.
أثمرت المقالة ردودا كثيرة ايجابية وسلبية. فقد تم اتهام التهاوي بأنها أعطت كارهي العرب أدوات للتنديد بهم ـ وهذا تسويغ سلب الشرعية الذي يحبه اليمين الاسرائيلي ايضا. وزُعم أنها عرضت حالات متطرفة فقط منها منع النساء من القيادة في السعودية، وزواج الصغيرات في اليمن والمغرب وخفض النساء (الختان) في مصر. وردت بأن هذه الامثلة ليست ضئيلة الشأن وأن تطرفها يؤكد شدة الوضع فقط. وتم التنديد بها لأنها تتهم الاسلام بأنه مصدر الالهام الوحيد لهذه العيوب، وهذا زعم داحض لأن التهاوي منتقدة للمؤسسات العلمانية في مقالتها بقدر لا يقل عن ذلك.
لكن لم يخالف أي رد من الردود كما أعلم عن النظر الى مبارك باعتباره رمز الاستبداد. وقد كانت التهاوي من بين الاصوات البارزة التي خرجت من ميدان التحرير بل اعتقلها رجال الشرطة بسبب ذلك وكسروا يديها وهاجموها جنسيا. وهاجمها متظاهر زميل جنسيا في الميدان ايضا. وهي مع كل ذلك تدعو الى العدل لا الى الانتقام ولا الى الموت. وتكتب ان الديمقراطية ستُحرز فقط حينما يُعزل مع المباركين الساسة اولئك الرموز الذين يحكمون النفس والبيت والشارع.
وهذا فهم يحسن بنا ان نستورده. يمكن البدء بصورة طفيفة بعزل مبارك مثلا – الرمزي والحقيقي – عن قائمة الاشخاص الذين يحسن ان نمدحهم أو نتبنى طرق حكمهم وتوصياتهم لمعاملة اللاجئين ايضا".
0 comments: