Monday, August 13, 2012


***معارضة إسرائيليّة لمهاجمة إيران تحسّباً لـ تكرار تجربة حرب تموز***

أغسطس 10, 2012  

كشفت صحيفة إسرائيلية، اليوم، عن وجود معارضة واسعة في الحكومة الإسرائيلية ومعارضة مطلقة في صفوف قادة الأجهزة الأمنية لهجوم عسكري إسرائيلي ضد إيران يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك إلى شنه في الخريف المقبل.

وأفاد كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، والمحلل السياسي في الصحيفة، شمعون شيفر، في مقال طويل مشترك بأن «العِبر من عام 2006 تخيم على القيادة في عام 2012»، مشيرين إلى أن «المستوى المهني كله يعارض العملية العسكرية (ضد إيران) من رئيس أركان الجيش بيني غانتس، مروراً بقائد سلاح الجو أمير إيشل ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي وباقي ضباط هيئة الأركان العامة، ورئيس الموساد تمير باردو ورئيس الشاباك يورام كوهين، إضافة إلى الأغلبية في طاقم الوزراء الثمانية»، الذي يقرر في القضايا الاستراتيجية.

وأضاف المحللان أن «باراك يعزو هذه المعارضة إلى الصدمة الباقية من حرب لبنان الثانية، فجميع الشركاء في القرار حينذاك أيّدوا شن الحرب، من الوزراء حتى قادة المستوى المهني، وبعد ذلك عندما تعقدت الحرب شعروا بأنهم ساروا مثل قطيع خلف رغبة رئيس الحكومة (في حينه إيهود أولمرت) وندموا، والعِبر من عام 2006 تخيّم على القيادة في عام 2012».

وكتب برنياع وشيفر أنه لو كان القرار منوطاً بنتنياهو وباراك لهاجمت إسرائيل المنشآت النووية في إيران في الخريف المقبل وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، مضيفين أن الأخير عقد اجتماعاً لقادة الجيش، وتم خلاله إجراء بحث شامل وعميق بشأن مهاجمة إيران، ولكن معارضة قيادة الجيش لعملية كهذه كانت «شديدة وغير مساومة»، بعد ذلك حاول إجراء مداولات منفتحة أكثر وفي أجواء مريحة أكثر في فيلا تابعة للموساد بشمال تل أبيب، لكن النتيجة كانت مشابهة والجيش والموساد عارضا هجوماً كهذا.

وأشار الكاتبان إلى أن باراك استنتج من مواقف القيادة الأمنية أن ما سيسبّبه الهجوم الإسرائيلي ضد إيران هو أمر ثانوي بالنسبة للقيادة الأمنية، وأن السؤالين اللذين يقلقانهم هما شن الهجوم من دون موافقة الولايات المتحدة والسؤال الثاني والأساسي هو ماذا سيحدث لإسرائيل بعد هجوم كهذا.

ويرى قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنه لا مجال للشك في أن إيران سترد على هجوم إسرائيلي ضدها، وهذا الرد سيكون مباشراً وبواسطة حزب الله أيضاً، وقد يقود إلى حرب إقليمية، والجبهة الداخلية الإسرائيلية ستتعرض «لوجبة يومية من الهجمات الصاروخية، وسيقتل أناس وستدمر البيوت والاقتصاد سيتضرر وسيكلف كل يوم في هذه الحرب 1.5 مليار شيكل (حوالى 375 مليون دولار)».

وعقب باراك على ذلك بالقول إن مهاجمة إيران «لن تكون نزهة لكن إسرائيل تتدمر… والعملية العسكرية ضد إيران لن تحولها إلى دولة مجذومة في العالم».

إلى ذلك أشار المحللان إلى إصرار نتنياهو وباراك على وجوب مهاجمة إيران، ناقلين عن باراك قوله إن «الطريق مفتوحة أمام كل واحد من القادة الأمنيين المعارضين للهجوم لتقديم استقالته، وأن المسؤولية على كاهله وكاهل رئيس الحكومة»، مضيفاً أن «إيران نووية خطيرة أكثر من الأثمان التي ستجبيها عملية عسكرية ضدها، وحتى لو أدى الهجوم إلى عرقلة البرنامج النووي قليلاً فقط فإن المخاطرة تستحق ذلك، ولا يمكن معرفة ما سيفعله الزمن، إذ ربما يتغيّر النظام وربما إيران ستتراجع

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: