الديار تنشر اخطر المعلومات حول عمل فرع المعلومات والايقاع بسماحة التحقيق ركز على الرئيس الاسد والمملوك والتركيبة الامنية للنظام السوري
أغسطس 12, 2012
كما ذكرت الديار قبل ثلاثة ايام، وقبل انكشاف التحقيق، ان ميشال سماحة ذهب ضحية لعبة لعبها جهاز المعلومات مع جهاز امني خارجي. وهكذا بدأت تتوضح الخيوط وتتأكد اخبار «الديار» اكثر واكثر. وعندما نشرنا الخبر في اليوم الاول وكيف حصلت الامور، قام الجميع بالتشكيك. ونحن، في اليوم الرابع، نقول ان نصف الطريق نحو الحقيقة او اكثر قد اجتزناها، ولكن الاخطر هل يحق لضباط في قوى الامن الداخلي التحقيق عن رئيس دولة عربية هو الدكتور بشار الاسد من خلال مستشاره ميشال سماحة.
وفي اخطر سابقة تاريخية تحصل على مستوى الدول العربية، ان يقوم جهاز امني بالتحقيق عن رئيس جمهورية عربية خاصة بحجم سوريا، ويحاول افشاء كل معلومات الرئيس الاسد من خلال مستشاره ميشال سماحة تحت عنوان نقل قنابل وهمية.
واخطر ما في التحقيق الذي اجراه فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي مع الوزير السابق ميشال سماحة ليس القنابل الوهمية ولا خطة الايقاع، بل الاسئلة التي تركزت على الرئيس بشارالاسد وعلى اللواء علي مملوك وعلى جهاز المخابرات السورية.
والاسئلة كانت:
ما هي علاقاتك بالرئيس بشار الاسد؟1-
كيف يتصرف الرئيس بشارالاسد؟2-
من هو فريق عمل الرئيس الاسد؟ 3-
كيف يأخذ الرئيس بشار الاسد قراره؟ 4-
5- ماذا خططت وقدمت من اقتراحات للرئيس بشار الاسد في تاريخ عملك؟
والخطورة في الامر ان التحقيق لم يقتصر على رئيس دولة هو الرئيس بشارالاسد بل عن جهاز المخابرات السوري ودور اللواء مملوك، وما هي علاقة ميشال سماحة باللواء علي مملوك؟ وكيف هي تقسيمات جهاز الامن السوري الذي يرأسه اللواء مملوك.
اما قصة فرع المعلومات فسأبدأ بها من اولها.
لقد اصطدمت شخصياً انا شارل أيوب مع الوزير محمد الصفدي حول نشر اخبار عن صفقات حصلت، فتدخل الوزير ميشال سماحة مع مسؤول حزبي كبير صديق لي وللوزير سماحة وقام بالمجيء بمستشار يعرّف عن نفسه انه المستشار الامني والسياسي للوزير محمد الصفدي، وعرف عن نفسه بان اسمه امجد سرور. فاصطدمت معه، وقال انا استطيع ان افتح لك يا شارل ايوب اكبر ملفات خطيرة عنك. فأجبته بوجود المسؤول الحزبي الهام«اذا كنت رجلاً وكررتها عليه اكثر من مرة، اتحداك ان تفتح ملفاً واحداً، وللرجال ركاب، افتح الملف اذا كنت رجلاً وشجاعاً». وسكت وتدخل المسؤول في الجهة الحزبية مخففاً من حدة الاشكال ونشأت بيني وبين امجد سرور علاقة سطحية، ولكنه كان دائماً يتحدث عن معلومات امنية مصدرها السوريون وما يجري في دمشق وما يجري في جهات حزبية لبنانية خطيرة.
الشخص الذي اسمه امجد سرور اقام قبل فترة مأدبة عشاء في منزله في المتن، ضمت الوزيرين محمد الصفدي وميشال سماحة وعائلتيهما.
ميشال سماحة كان يعرف ان الاسم الحقيقي لامجد سرور هو ميلاد كفوري لكنه كان يقدم نفسه باسم ثالث وهذا الاسم الثالث كان معروفا لجهات حزبية ويقدم نفسه لدى القيادة السورية بهذا الاسم الثالث وهو زهير نحاس وهو المسؤول الامني والسياسي لدى الوزير محمد الصفدي كما كان يقدم نفسه، مع العلم ان زهير نحاس او ميلاد كفوري او امجد سرور، اي الاسم الثلاثي قام مع الوزير محمد الصفدي بالسفر بطائرة خاصة من بيروت الى عمان ومن عمان بطائرة خاصة الى قبرص ومن قبرص بطائرة خاصة الى دمشق وكان برفقته ميلاد كفوري المسؤول لدى الصفدي، وجرت العملية بطريقة مخابراتية، فقد سافرت الطائرة لعدم الاشتباه بها الى عمان ومن عمان الى قبرص ومن قبرص الى دمشق والذي عمل على الزيارة ميلاد كفوري مع مسؤولين سوريين.
وعند التحقيق وجمع المعلومات، تبين ان اسم ميلاد كفوري وهو الاسم الحقيقي فيما اسما امجد سرور وزهير نحاس كان يستخدمهما كاسمين وهميين كي لا يعرف احد من خلالهما الطائفة التي ينتمي اليها.
كان ميلاد كفوري، وهو اسمه الحقيقي، من اقرب الاصدقاء الى ميشال سماحة ومرتاحاً مادياً، ومن اقرب الناس للوزير الصفدي، واخبرني انه زار مع الصفدي دمشق كي يأتي الصفدي رئيسا للحكومة بديلا عن ميقاتي، لكن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ايد الفكرة انما القيادة السورية ايدت مجيء ميقاتي.
ميشال سماحة لم يرد في ذهنه طوال السنوات التي عرف فيها ميلاد كفوري انه يقدم نفسه باسماء اخرى الا لعدم الظهور.
ميلاد كفوري حاول اقناع الوزير ميشال سماحة بالعمل ضد السلفيين في الشمال وطلب المساعدة المالية والمتفجرات، ولكن الاسئلة: هل لا توجد متفجرات الا في سوريا؟ الا توجد متفجرات في بيروت والمناطق اللبنانية كافة؟ فرفض سماحة الامر مؤكدا انه لا حاجة لنقل قنابل في سيارته من دمشق الى بيروت، واذا كان السوريون يريدون ذلك فالقنابل موجودة بكثرة في لبنان، وكان الحديث عن قنبلة بوزن كيلوغرام.
بعد اصرار من كفوري على سماحة وطلب الاجتماع باللواء علي المملوك تحدث كفوري مع جهاز الامن السوري عن ارسال القنابل، وبأن لديه جهازاً لتفجيرها ويريد 170 الف دولار مع عشرين قنبلة وان تصل الى بيروت.
في هذا الوقت، كان ميلاد كفوري على علاقة بوسام الحسن وتم تزويده بافلام تصوير وتسجيل، فقال سماحة لكفوري انا لا اعرف القنابل وزرعها وتفجيرها وليس لدي الا سائق وسكرتيرة فاجابه كفوري: ان كل ما نطلبه ايصال القنابل الى بيروت والى مرآب بنايتك وقبض مبلغ 170 الف دولار والباقي عليّ لان لديّ شباب قادرون على تفجير هذه القنابل,
التركيبات التي حصلت في زمن الفترة السورية ينفذها وسام الحسن مع ميلاد كفوري وكان يشجعه دائما على الاحاطة بميشال سماحة وخرق محمد الصفدي والفاعليات مع تشجيعه على اقامة افضل العلاقات مع المسؤولين السوريين. وكان عندما يسهر عندي انا شارل أيوب الثلاثي ميلاد كفوري وامجد سرور وزهير نحاس كان يخبرني معلومات خطيرة في اطار حديث سياسي عما يجري في دمشق، وهذا يكشف ايضا انه كان يخترق جهاز الامن السوري لمصلحة فرع المعلومات، والاهم هل يقف الامر عند فرع المعلومات ام ان الثلاثي كفوري نحاس، سرور يعمل لجهاز ابعد من فرع المعلومات؟
بعد اصرار وتركيز من ميلاد كفوري على ميشال سماحة ان ينقل القنابل ويدفع له 170 الف دولار في المرآب ولكن السؤال: هل يمكن لميشال سماحة ان يقوم بهذا العمل، اذ قال يا ميلاد ماذا ستفعل بهذه القنابل؟ فقال له: لا تخف انا ساتولى الامر وسينقلها الشباب من هناك الى مكان آمن والشباب سيفجرونها.
والواقع ان القنابل تم نقلها بعلم فرع المعلومات الى مكان تخبئة كي يكون دليلاً عند التحقيق.
ودع ميشال سماحة كفوري قائلاً : «لا اعرف بالقنابل وهذا المال هو لك». فانطلق كفوري مع سيارتين رباعيتين من المرآب بعدما استعمل آلات التصوير والتسجيل التي اعطاها اياه وسام الحسن الى ميلاد كفوري. وعاد بها كفوري الى وسام الحسن ليؤكد ان لديه بالجرم المشهود نقل القنابل ودفع الاموال. اما ميشال سماحة فصعد الى شقته في الاشرفية مع مرافقه ولم يكن له اي دور.
والسؤال : هل فعلاً تم نقل القنابل وهل حصل التصوير والتسجيل الصوتي في صورة حقيقية ام تم تركيب اجهزة تصوير وتسجيل صور القنابل والاصوات في مكان آخر وتم تركيبها على مرآب بناية سماحة.
الخطر في الامر ان الرئيس ميشال سليمان استقبل اللواء اشرف ريفي والعميد وسام الحسن وهنأهما، مع العلم انهم حققوا حول مسائل شخصية وسياسية تتعلق بالرئيس بشار الاسد وبجهاز الامن السوري وباللواء علي المملوك ثم لم يتم فهم قيام مسؤولين امنيين مثل اشرف ريفي واللواء الحسن بزيارة النائب وليد جنبلاط في المختارة دون ان تكون له اي صفة وزارية او امنية.
قاضي التحقيق سامي صادر بعد الاطلاع على التحقيقات وافلام التصوير من الافلام والتنصت، ادعى على ميشال سماحة واللواء علي المملوك والعقيد عدنان في مكتب اللواء علي المملوك وجرى تداول كان على علم به الرئيس ميقاتي بالادعاء على رئيس الجمهورية العربية السورية الرئيس بشار الاسد في هذا الموضوع، لكن الاتصالات السياسية اوقفت الامر عند هذا الحد.
ما قامت به بعض الاجهزة في زمن الوصاية السورية ومع جهاز امني في بيروت ووصل الامر الى الاقتراب على مستوى الرئيس بشار الاسد للعلاقات الدولية اللبنانية – السورية والى جهاز الامن الذي يرأسه اللواء علي مملوك.
نفذ ميلاد كفوري اهداف ثلاثة بخطة مع فرع المعلومات وجهاز دولي وهي الآتية :
1- تركيزه على نقل القنابل كما يدعون في سيارة ميشال سماحة والتي لا حاجة لها الا لاثبات ان سوريا تزعزع الاستقرارفي لبنان وترسل متفجرات.
2- توقيف ميشال سماحة لدى فرع المعلومات ليأخذ منه اهم تحقيق جرى حتى الان بشأن الرئيس الدكتور بشار الاسد، وكل ما يتعلق برئاسة الجمهورية العربية السورية.
3- كشف ميلاد كفوري علاقة اللواء علي مملوك باجهزة حزبية لبنانية من خلال تحقيق فرع المعلومات مع ميشال سماحة.
4- وقع ميشال سماحة ضحية ميلاد كفوري واعتبره انه كان اقرب الاصدقاء له وبواسطة هذه الصداقة اوقع سماحة، مع العلم انه اثناء القصف سنة 2006 نقلت المقاومة صواريخ من سوريا الى لبنان في أوج الحرب. ولو اراد ميلاد كفوري الحصول على القنابل من دون معرفة ميشال سماحة والاموال السورية لاستطاع الحصول عليها من بيروت وبسهولة بالغة دون تصوير سماحة، سواء من المخيمات الفلسطينية او من جهات اخرى.
القضاء سيدعي على كفوري للمشاركة في قضية القنابل
بعدما تبين ان ميلاد كفوري هو الذي كان الدافع والمحرك لقضية القنابل، اصبح مشاركاً في الجرم وسيكون على القضاء اللبناني ابتداء من الاثنين الادعاء على ميلاد كفوري وتوقيفه بجرم المشاركة في قضية القنابل. وستكون فضيحة كبرى اذا لم يحضر كفوري للتحقيق ويتم الادعاء عليه كونه مشاركاً في العملية.
هل علم سليمان؟
وكفوري لن يظهر للتحقيق
تقول معلومات انه لو علم رئيس الجمهورية ميشال سليمان بان التحقيقات تركزت حول الرئيس الاسد وشخصيته واعماله لما كان قد اشاد باللواء اشرف ريفي وبالعميد وسام الحسن.
اما على صعيد آخر، فان ميلاد كفوري متوارٍ عن الانظار وتقول المعلومات انه بحماية فرع المعلومات. لكن آخر المعلومات التي وصلت ان «فرع المعلومات»اخرج ميلاد كفوري مع عائلته من لبنان قبل توقيف ميشال سماحة باربع ساعات.
لذلك لن يمثل كفوري امام قاضي التحقيق اذا طلبه يوم الاثنين كما تقول التحقيقات الجزائية والجنائية.
الحسن حاول زرع كفوري ولكن ايوب اسقط المحاولة
قطع شارل ايوب علاقته منذ سنة ونصف بميلاد كفوري بعدما اختبر من اقواله انه يتلاعب وغير نظيف. وعبثا حاول ميلاد كفوري واجرى عشرات الاتصالات الهاتفية، الا ان شارل ايوب كان يرفض التكلم معه حتى على الهاتف.
وفي الاستذكار الآن، يتبين ان وسام الحسن حاول زرع ميلاد كفوري، ولكن محاولته فشلت.
تمني جهة حزبية اوقف نشر معلوماتي
بناء لتمني جهات حزبية طلبت مني شخصياً ان لا اكتب معلومات عن الموضوع، اتوقف عند نشر ما ذكرته على ان يتبع لاحقاً بقية المعلومات، نظرا لخطورة الامر ليس عليّ شخصياً، بل لان الجهات الحزبية لا تريد كشف ما عندي من معلومات الآن.
شارل أيوب
اعترافات ميشال سماحة تصل قبله إلى القضاء – الروايـة الأمنيـة الكاملـة
أغسطس 11, 2012
في ظل مصدر رسمي أوحد للمعلومات، ولو بشكل غير رسمي، غمرت البلاد أخبار وتسريبات وحكايات وشائعات، لأكثرها الطابع البوليسي المثير، حول عملية إلقاء عناصر «فرع المعلومات» في قوى الأمن الداخلي، القبض على ميشال سماحة متلبساً بمحاولة اغتيال السلامة الوطنية الهشة، بمجموعة من العبوات الناسفة المستوردة من الشام.
بعد ساعتين من الاعتقال الأشبه بالخطف، كانت الإذاعات والشاشات ووسائل التواصل الحديث (انترنت، «فايسبوك»، و«تويتر») ووكالات الأنباء الدولية تتناقل تفاصيل التفاصيل عن عملية إلقاء القبض، على الوزير والنائب السابق، نائماً، واصطحابه إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في الأشرفية، حيث اعترف بالجريمة أو الجرائم التي كان سيشرف على تنفيذها في أنحاء عدة من لبنان، عبر عمليات اغتيال جماعية تكفي لتفجير أكثر من حرب أهلية.
وعلى امتداد اليومين الماضيين، تداول الناس، ما يتم تعميمه من تفاصيل، بمزيج من الاستغراب والدهشة واستهوال أن يصدقوا ما لا يملكون دليلاً على دحضه… فلم يُعرف عن ميشال سماحة عنفه الدموي، وإن كان اشتهر كمساجل متفوق في لجوئه إلى بحر من المعلومات السرية أو المكتومة، ذات الطابع المخابراتي التي تربك خصومه ومحاوريه.
ثم ان ميشال سماحة الذي كان يجاهر، بل ويفاخر بصداقته الممتدة منذ ثلث قرن أو يزيد، مع القيادة السورية، والتي جعلته في موقع المستشار السياسي، وأحد أقرب المقربين إلى الرئيس السوري بشار الأسد، ظل حريصاً على صورته كسياسي، مبرراً موقفه بوصفه خياراً سياسياً ثابتاً، إن لجهة العلاقة مع دمشق، أو لجهة القرب من خيار المقاومة في لبنان، إلى حد تبنيه كاملاً.
ربما لهذا كله صُدم الناس، بالمعلومات المعممة عن اعترافات ميشال سماحة ـ وخلال ساعتين ـ بكل ما نسبه إليه من اعتقله حول تورطه في نقل عبوات ناسفة، وعن استعانته بعميل مستأجر، ثبت من بعد أن «فرع المعلومات» دسه عليه، وعن دفعه مبالغ طائلة (170 ألف دولار) لتنفيذ عمليات الاغتيال الجماعي في أكثر من منطقة من لبنان.
إن هذه «الاعترافات»، على فرض صحتها بالمطلق، تدل على أن ميشال سماحة المحاور المتمكن والقارئ الممتاز لتقارير أجهزة مخابرات دولية، عبر صلاته الواسعة، هو مجرد هاو تحت التمرين في شؤون التفجيرات والاغتيالات، فردية كانت أو جماعية.
ربما لهذا تلقى أصدقاء ميشال سماحة، والقوى السياسية التي كانت تراه مصدراً ممتازاً للمعلومات السرية، لا سيما ما يتصل بالعدو الإسرائيلي، ما جرى تعميمه من «الاعترافات» بدهشة بالغة واستغراب، جعلهم يحجمون عن التعليق عليها، قبولاً أو رفضاً، في انتظار ان تتأكد أو تثبت التحقيقات عدم دقتها أو خطلها.
على أن الجهاز الأمني الذي اعتقل ميشال سماحة واصل تعميم «اعترافاته»، متجاوزاً المسؤولين والمعنيين بدلالاتها، إلى أجهزة الإعلام المحلية والعربية والدولية، بالتفاصيل المملة، وفيها أسماء قادة أجهزة أمنية في سوريا، في سابقة نادرة في تاريخ العلاقات اللبنانية ـ السورية.
رواية «فرع المعلومات»
تقول «الرواية» المعممة من قبل «فرع المعلومات» ان(م. ك.) حضر قبل نحو ثلاثة اسابيع إلى «فرع المعلومات»، وأبلغ رئيسه العميد وسام الحسن بأن سماحة طلب منه «تأمين مجموعة من الشباب الموثوقين لنقل عبوات ناسفة إلى منطقة الشمال وتفجيرها هناك، لقاء مبلغ مالي».
تضيف «الرواية» ان الحسن استغرب ما قاله (م.ك.)، لكن في ضوء إلحاح الأخير وطلبه ضمانات أمنية، بادر الحسن إلى مراجعة مدعي عام التمييز السابق القاضي سعيد ميرزا (لم يكن قد تقاعد بعد)، وأبلغه بإفادة (م.ك.)، عندها طلب ميرزا تقديم طلب إلى النيابة العامة التمييزية، حتى يحظى المخبر بالحماية القانونية، على ان يحظى بحماية امنية من «المعلومات»، وعندما تم ابلاغ (م.ك) بالموافقة، ابلغ الامنيين الآتي: «اذا فشلت المهمة، عليكم ان تؤمنوا سفري أنا وعائلتي إلى الخارج»، وتلقى وعداً بذلك. ثم تم تزويده بقلم صغير يوضع في جيب القميص مجهز بكاميرا.
بعد فترة قصيرة، حصل اتصال بين سماحة و(م.ك.)، واتفقا على لقاء في مكتب سماحة في الأشرفية، قام خلاله (م.ك.) بتسجيل وتصوير كل الوقائع وسلمها في اليوم التالي إلى الحسن (كلام عن العبوات ونقلها إلى الشمال، وتفجيرها في أي تجمع كبير في عكار، واستهداف أي شخصية هامة ،(أعطى مثالاً النائب خالد الضاهر)، وأي (شخصية سورية معارضة)، وتوالت اللقاءات بين سماحة و(م.ك.) وزود ميرزا بتفاصيلها.
وبعد فترة قصيرة، ابلغ (م.ك.) «فرع المعلومات» ان سماحة طلب لقاءه الثلاثاء الماضي، أي قبل يومين من التوقيف، وذلك في موقف السيارات الكائن تحت مبنى مكتبه في الاشرفية، لتسليمه العبوات مع المبلغ المالي (170 الف دولار اميركي) وطلب منه ان يسجل وقائع اللقاء بدقة بالقلم ـ الكاميرا.
وبحسب «الرواية» ذاتها، ابلغ (م.ك.) مساء اليوم نفسه،«فرع المعلومات» أن سماحة سلمه العبوات الناسفة، وقد صور سماحة وهو ينقل العبوات شخصياً إلى صندوق سيارته. فطـُلب اليه ان يحضر بسيارته فوراً إلى «فرع المعلومات» مع العبوات، وتم فوراً إبلاغ مدعي عام التمييز بالوكالة القاضي سمير حمود، الذي أمر بمصادرتها جميعاً، كما طلب تحضير الملف ومراجعته فيه.
وتبين ان عدد العبوات 24 عبوة ناسفة، اربع منها كبيرة الحجم، زنة الواحدة حوالي 15 كيلوغراماً من المواد المتفجرة المدموجة بكرات معدنية صغيرة، وهي كناية عن اربع قوارير غاز متوسطة الحجم، احداها لونها فستقي، واثنتان رماديتان والرابعة لونها فاتح، مفتوح عنقها ومعاد تلحيمه ومزودة بفتيل متفجر وصاعق، وجهاز تحكم عن بعد، وأما العبوات الـ20 المتبقية فهي صغيرة الحجم زنة الواحدة منها حوالي 1500غرام دائرية الشكل، قاتمة اللون.
وتضيف «الرواية» أنه بالتنسيق مع القاضيين ميرزا وحمود، قرر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي والعميد الحسن، فجر أمس الأول، تحديد «ساعة الصفر»، فتوجهت قوة من «فرع المعلومات»الى بلدة الجوار، وطوّقت منزل سماحة بدءاً من السادسة صباحاً، في انتظار تلقي الأمر ببدء المداهمة التي بدأت فعلا في الثامنة والدقيقة الخامسة تحديداً، وتم توقيف سماحة من دون أية مقاومة. فيما باشرت العناصر الأمنية إجراء تفتيش شامل ودقيق في المنزل، كما تمت مداهمة الشقة التي يسكنها ومكتبه في الاشرفية.
وخلال المداهمة، تضيف «الرواية»، اتصل ريفي بوزير الداخلية مروان شربل وأطلعه على مجريات القضية، وبعد دقائق كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان «في الجو»، فيما اتصل ريفي برئيس الحكومة نجيب ميقاتي فلم يكن على السمع، فعاد واتصل ميقاتي بعد وقت قصير بكل من ريفي والحسن وتبلغ منهما تفاصيل العملية. كذلك حصل تواصل مع «حزب الله» عبر قناة التواصل المعتادة، فكان أن استنكر الحزب في البداية ما وصفه بـ«التعرض والفبركة ضد سماحة»، والأمر نفسه بالنسبة للرئيس نبيه بري، الذي وضع في الصورة ايضاً عبر احد الضباط في «المعلومات».
وبحسب «الرواية»، تمت مواجهة سماحة في مقر التوقيف بالوقائع والأدلة، وبالأفلام المصورة عن العبوات الناسفة، ومبلغ الـ170 الف دولار، وكيف نقل العبوات شخصياً بسيارته، فطلب بعد مضي نحو نصف ساعة لقاء العميد الحسن، الذي حضر فوراً وأبلغه أن «الملف مبكل وموثق»، فقال سماحة: «سأكون واضحاً معك، أعترف أنني ارتكبت غلطة كبيرة، وأشكر ربي أنكم كشفتم القضية قبل ان تحصل التفجيرات لكي لا أحمل وزر الدم والضحايا التي ستسقط، اعود وأقول شكراً جزيلا انكم كشفتم العملية قبل اتمامها.على الأقل انا الآن لا احمل وزر دم ابرياء كان يمكن ان يسقطوا».
تضيف «الرواية» نفسها: «ادلى سماحة بالاعترافات ذاتها امام القاضي حمود الذي التقاه لنصف ساعة، واستفسر من سماحة عما اذا كان تعرض للضغوط فأجاب بالنفي، كما استفسر عن وضعه الصحي فقال إن طبيبين أجريا فحوصات عليه وهو بصحة جيدة. كما اعترف سماحة انه ذهب إلى سوريا قبل ايام قليلة، وتوجه مباشرة بسيارته التي كان يقودها بنفسه إلى المبنى الامني، حيث يقع مكتب اللواء علي المملوك، وهناك اخذت منه سيارته، وتم وضع العبوات الناسفة في صندوقها الخلفي، ومن هناك قادها سماحة من دمشق إلى بيروت».
0 comments: