رؤوفين فدهتسور -
محلل سياسي "هآرتس"، 16/7/2012
[القيادة
السياسية الإسرائيلية تتحمس لتوجيه ضربة عسكرية إلى السلاح الكيماوي السوري في حين تبدي قيادة
الجيش تحفظها]
- كان رئيس الأركان الإسرائيلي بني غانتس واضحاً في موقفه عندما قال
أمام لجنة الخارجية والدفاع إن الهجوم على مخازن السلاح الكيماوي في سورية من
شأنه أن يتسبب باندلاع حرب، لذا ينبغي التصرف بحذر وضبط للنفس قبل الطلب من
الجيش الإسرائيلي أن يتحرك.
- يعكس كلام رئيس الأركان الظاهرة المرضية التي تطبع عملية تحديد
السياسة الأمنية القومية في حكومة بنيامين نتنياهو، إذ تبدو القيادة السياسية
متحمسة للمضي نحو الحرب، في حين تحاول القيادة العسكرية التخفيف من هذه
الحماسة وتهدئتها.
- إن أول حل يقترحه بنيامين نتنياهو وإيهود باراك لأي مشكلة يواجهانها
هو استخدام القوة العسكرية، حتى عندما يكون واضحاً أن استخدام الجيش لن يحل
المشكلة وإنما سيزيدها حدة. فهذا ما فعلاه مثلاً في معالجتهما مشكلة السفينة
التركية "مافي مرمرة" [التي كانت تحمل مساعدات إلى غزة]، وهكذا
يتصرفان فيما يتعلق بشبكة العلاقات مع حركة "حماس" في غزة (ولقد
تفوق إيهود باراك على نتنياهو لأنه هو مَن بادر إلى شن عملية "الرصاص
المسبوك" على غزة في عهد حكومة إيهود أولمرت)، وبالطريقة نفسها ينظران
إلى ما يحدث في سورية وإلى المشكلة النووية الإيرانية. ويعتقد الاثنان أن
السبيل الوحيد لمنع تحول إيران إلى دولة نووية هو مهاجمة منشآتها النووية.
- يبدو أن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ولا سيما
الذين تقاعدوا منها، لم يفلحوا في إقناع رئيس الحكومة ووزير الدفاع بأن
الهجوم على إيران سيؤدي إلى كارثة. وقد عبّر مئير داغان وأفرايم هليفي [من رؤساء
الموساد السابقين] ويوفال ديكسين [الرئيس السابق للشاباك] علناً عن معارضتهم
الهجوم على إيران، كذلك فعل عدد من كبار الضباط المسؤولين الذين ما زالوا
يعملون اليوم في القيادة الأمنية.
- ثمة قناعة لدى نتنياهو وباراك بأن الهجوم الإسرائيلي على إيران لن
يساهم في حل مشكلة القنبلة النووية الإيرانية فحسب، بل سيثبت للعالم أن القوة
العسكرية التي تملكها إسرائيل تمنحها القدرة على حل جميع مشكلاتها بالقوة.
ويبدو أن لا حدود لهذه القوة في اعتقاد نتنياهو وباراك، الأمر الذي يعكس
حقيقة عدم وجود عملية منظمة لاتخاذ القرارات في مجال الأمن القومي، وأن قرار
الهجوم على إيران، في حال اتُخذ، سيكون من صنع هذين الرجلين فقط. وعلى الأرجح
أن نتنياهو وباراك سيعرضان القرار على الحكومة للحصول على موافقتها بعد
اتخاذه. ومن الواضح أن في استطاعتهما الحصول على أكثرية كبيرة لأي اقتراح
يتقدمان به أمام وزراء الحكومة، لأن هؤلاء الوزراء على الرغم من أن الموضوع
الإيراني مدرج في جدول الأعمال منذ زمن طويل، لا يتدخلون في عملية وضع
السياسات، وليسوا ضالعين في تحليل المعطيات والوقائع والخطط العسكرية.
- تحاول الحكومة الاستمرار في التخويف من خطر نشوب الحرب لأن هذا من
شأنه أن يشكل أفضل وسيلة لصرف انتباه الناس عن المشكلات الحقيقية التي
يعانيها المجتمع والدولة. فمَن سيهتم بمشكلة تجنيد تلامذة المدارس الدينية،
وبزيادة الضرائب، وبتوسيع المستوطنات، في الوقت الذي قد نواجه فيه، مثلاً،
خطر السلاح الكيماوي السوري؟
[باراك: مواجهة إيران بعد تحولها إلى دولة
نووية ستكون أخطر كثيراً من كبح برنامجها النووي]
"هآرتس"، 26/7/2012
قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك
إن إسرائيل مطالبة بأن تتخذ قرارات صعبة ومصيرية في كل ما يتعلق بالبرنامج النووي
الإيراني، وأكد أن هذه القرارات تتعلق في الوقت نفسه بأمن إسرائيل القومي، وبضمان
مستقبلها.
وأضاف باراك، في سياق الكلمة التي ألقاها
في مراسم تخريج طلاب "كلية الأمن القومي" التي أقيمت أمس (الأربعاء) في
غليلوت [بالقرب من تل أبيب]، أنه يدرك جيداً أن كبح البرنامج النووي الإيراني
سيكون مقترناً بصعوبات كثيرة ومعقدة، غير أن مواجهة إيران بعد تحولها إلى دولة
نووية ستكون أخطر كثيراً من كبح برنامجها النووي.
وأكد وزير الدفاع أن أحداث "الربيع
العربي" الذي تحول بالتدريج إلى صيف إسلامي أثبتت أن إسرائيل لا تستطيع في
الأوقات الحرجة إلاّ أن تعتمد على نفسها من أجل ضمان مستقبلها. وأضاف أن إسرائيل
لا يمكنها أن تقبل بأي حال من الأحوال أي عمليات نقل منظومات أسلحة متطورة من
سورية إلى حزب الله في لبنان.
وتطرق باراك إلى آخر الأحداث في سورية
فأكد أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته، وأن كل يوم يمر يقرب نهاية
نظامه.
وتكلم في المراسم نفسها رئيس الحكومة
الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فقال إن التغيرات التي تشهدها سورية يمكن أن تؤثر في
الميزانية الأمنية الإسرائيلية.
وأضاف رئيس الحكومة أن الدول المحيطة
بإسرائيل تشهد تغيرات كبيرة، وأن كميات كبيرة من الأسلحة تتراكم في منطقة الشرق
الأوسط وهي موجودة في حيازة عناصر معينة في الوقت الحالي ويمكن أن تصبح في أيدي
عناصر أخرى في المستقبل، الأمر الذي يلزم إسرائيل تغيير بنية قوتها العسكرية، وربما يلزمها تغيير
ميزانيتها الأمنية.
[نتنياهو: المؤسسة السياسية هي صاحبة أي قرار
يتعلق بإيران]"معاريف"، 1/8/2012
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين
نتنياهو إنه يملك صلاحية اتخاذ قرار شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية،
لكنه لم يقرر بعد شن هجوم كهذا.وأضاف نتنياهو، في سياق مقابلات خاصة أدلى بها أمس
(الثلاثاء) إلى كل من قنوات التلفزة الإسرائيلية الأولى والثانية والعاشرة، أنه في
جميع الأنظمة الديمقراطية تكون المؤسسة السياسية هي صاحبة القرار والمؤسسة
العسكرية هي التي تنفذه، وهذا الأمر كان سائداً في إسرائيل وسيبقى كذلك.
ورفض نتنياهو أن يتطرق إلى مواقف قادة
المؤسسة الأمنية في إسرائيل إزاء شن هجوم عسكري على إيران، لكنه في الوقت نفسه أكد
أنه ينسق معهم في هذا الشأن طوال الوقت، وأنه يستمع إلى آرائهم داخل الغرف
المغلقة، وشدد على أن وسائل الإعلام لا تعتبر المنبر الصحيح للإدلاء بهذه
الآراء.وأشار رئيس الحكومة إلى أنه في سنة 1981 اتخذ رئيس الحكومة الأسبق مناحيم
بيغن قراراً يقضي بشن هجوم عسكري على العراق لتدمير مفاعل تموز النووي، وذلك على
الرغم من أن مسؤولين كباراً في المؤسسة الأمنية عارضوا هذا الهجوم في ذلك الوقت.
كما أشار إلى أن جميع العقوبات التي تم
فرضها على إيران لم تؤد إلى تراجع برنامجها النووي ميليمتراً واحداً، وأكد أنه لا
ينوي أن يدع المسؤولية عن مصير إسرائيل في يد الأسرة الدولية، ولا حتى في يد أفضل
أصدقائها، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، والمرشح الجمهوري ميت
رومني، يشددان في جميع المناسبات على أن إسرائيل تملك الحق الكامل في الدفاع عن
نفسها بنفسها أمام أي خطر يهددها.
وجاءت تصريحات نتنياهو هذه بالتزامن مع
وصول وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس (الثلاثاء) إلى إسرائيل. وقد عقد فور
وصوله اجتماعاً مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، ومن المتوقع أن يعقد اليوم
(الأربعاء) لقاء مع رئيس الحكومة. ومعروف أن أحد أهداف زيارة بانيتا هو ممارسة
مزيد من الضغوط على إسرائيل كي لا تشن هجوماً من جانب واحد على إيران قبل انتخابات
الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
كما أن تصريحات رئيس الحكومة جاءت عقب
قيام الرئيس الأميركي أوباما بإصدار أوامر تقضي بتشديد وطأة العقوبات المفروضة على
إيران، بما في ذلك العقوبات المفروضة على صناعة النفط الإيرانية، وعلى المصارف
التي ما زالت تتعامل مع المصارف الإيرانية مثل مصارف الصين والعراق.
وقال تقرير صادر عن مركز الأبحاث العالمي ISIS
إن العقوبات المفروضة على إيران ألحقت أضراراً فادحة بعملية تطوير الصواريخ
البالستية طويلة المدى، وخصوصاً الصواريخ العابرة للقارات.
عاموس هرئيل - معلق سياسي "هآرتس"،
1/8/2012
[نتنياهو وباراك سينقلان رسالة إلى الولايات المتحدة
مفادها أن إسرائيل وحدها تقرر ما إذا كانت
ستهاجم إيران]
- وصل وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى
إسرائيل أمس في زيارة خاطفة يلتقي خلالها رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزير
الدفاع ورئيس الأركان العامة للجيش ومسؤولين آخرين. وستتركز المحادثات على
الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مهاجمة المنشآت النووية
الإيرانية، والمساعي المشتركة التي تبذلها الدولتان لمنع انتقال السلاح
الكيماوي من سورية إلى لبنان. وسيقول نتنياهو وباراك لبانيتا، إن إسرائيل
تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها، وهي وحدها ستقرر ما إذا كان عليها مهاجمة
إيران. وقد ذكر مصدر حكومي كبير للصحيفة أن من واجب إسرائيل أن تكون المسؤولة
الوحيدة عن أمنها، وأعرب عن تقديره لعدم تخلي الولايات المتحدة عن إسرائيل،
حتى لو قررت هذه الأخيرة مهاجمة إيران، على الرغم من المعارضة الأميركية
لذلك.
- وتأتي زيارة بانيتا لإسرائيل في ظل الموجة
الجديدة من التسريبات التي تحدثت عن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة ضد
المنشآت النووية الإيرانية. وكان رئيس الحكومة قال أمس في سياق سلسلة من
المقابلات أجراها مع عدد من محطات التلفزة إن "إيران تريد تدميرنا، ولن
أسمح بحدوث ذلك." وأوضح أن القيادة السياسية وحدها التي ستتخذ قراراً
بالهجوم، وذلك رداً على التقارير التي تحدثت عن أن الطاقم العسكري الرفيع
المستوى في الجيش - رئيس الأركان بني غانتس ورئيس الموساد تامير فوردو وسائر
كبار المعنيين بالموضوع- يرفض شن هجوم إسرائيلي على إيران في الوقت الحالي، وخصوصاً
قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
- وعلى الرغم من أن القرار بالحرب على إيران
لم يتخذ بعد، تدور في إسرائيل معركة معقدة بشأن المسألة الإيرانية، وذلك على
ثلاثة مستويات: بين الإدارة الأميركية والقيادة الإسرائيلية؛ بين الرئيس
باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني؛ بين الطبقة السياسية في إسرائيل
والطبقة العسكرية. وتستخدم هذه الأطراف وسائل الإعلام أداة في معركتها هذه.
- يتمحور الجدل الإسرائيلي- الأميركي حول
مسألة الهجوم، وبصورة خاصة حول توقيته. ولقد تطرق بانيتا مرتين إلى هذا
الموضوع خلال الساعات الـ 48 الأخيرة، في المحطتين اللتين توقف فيهما: تونس
ومصر. واعترف بأن العقوبات على إيران لم تدفع الزعامة الإيرانية إلى التخلي
عن طموحاتها النووية، لكنه ادعى أن هذه العقوبات كان لها تأثير كبيرفي
الاقتصاد الإيراني، ورأى أنه من الضروري مواصلة الضغط الدولي، معتبراً أن
إعلان إيران استعدادها البحث في حل سياسي للأزمة دليل على تأثير العقوبات
فيها.
- وقال وزير الدفاع الأميركي إن الولايات
المتحدة وإسرائيل لن تبحثا في خطط عسكرية تفصيلية ضد إيران، وإنما
"سنواصل العمل على بضعة خيارات... وعلى تبادل المعلومات الاستخباراتية
بشأن طبيعة الخطر." وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في
واشنطن أنه قرر فرض جولة جديدة من العقوبات على إيران.
- في مقابل التصريحات العلنية، شهدت الأيام
الماضية تسريبات كبيرة لم يسبق لها مثيل تتعلق بالموضوع الإيراني. فقد نشرت
صحيفة "هآرتس" تقريراً عن خطة هجوم أميركية عرضت على نتنياهو
(والرسالة التي أراد الأميركيون تمريرها هي أنهم قادرون على التحرك بصورة أفضل
من الإسرائيليين)، أمّا صحيفة "يديعوت أحرونوت" فقد تحدثت عن نية
أميركية لمهاجمة إيران بعد عام ونصف العام وليس قبل ذلك. والمغزى من هذا كله
هو أن الولايات المتحدة تعتزم القيام بهجوم ضد إيران لكن ليس في الوقت
الحالي، وهي تحاول عرقلة أي هجوم إسرائيلي يمكن أن يحدث قبل تشرين
الثاني/نوفمبر المقبل، كما تسعى لتقييد إسرائيل بهدف التشديد على الالتزمات
المشتركة بين الدولتين.
0 comments: