إيتمـار أيخنـر- مراسل سياسي "يديعوت أحرونوت"، 22/7/2012 / إسرائيل
تواجه موجة "إرهاب" عالمية]
·
تشير
آخر التقديرات لدى المؤسسة الأمنية في إسرائيل إلى أن إيران وحزب الله قاما مؤخراً
بتقاسم خريطة دول العالم فيما بينهما في كل ما يتعلق بتنفيذ عمليات مسلحة ضد أهداف
إسرائيلية.
·
وقالت
مصادر رفيعة المستوى في هذه المؤسسة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إسرائيل
تواجه في الوقت الحالي موجة "إرهاب" عالمية، وتقوم ببذل جهود كبيرة من
أجل منع وقوع أي عمليات مسلحة مثل العملية التي وقعت الأسبوع الفائت في منتجع
بورغاس السياحي في بلغاريا واستهدفت حافلة ركاب للسياح الإسرائيليين.
·
وأشارت
هذه المصادر إلى أنه خلال العام الفائت وحده تم إحباط نحو 20 محاولة لتنفيذ عمليات
مسلحة ضد أهداف إسرائيلية في أنحاء متعددة من العالم.
·
وفي
هذه الأثناء علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن السلطات البلغارية قررت أن
تعزز الإجراءات الأمنية في مطار بورغاس، وأن تخصص زاوية خاصة فيه للسياح القادمين
من إسرائيل. في الوقت نفسه توجهت إسرائيل إلى عدة دول في منطقة حوض البحر الأبيض
المتوسط وطلبت منها أن تعزز الإجراءات الأمنية في المطارات والمنتجعات التي
يرتادها السياح الإسرائيليون.
·
وعلى
الرغم من أن أي جهة لم تعلن حتى الآن مسؤوليتها عن العملية المسلحة في بورغاس،
إلاّ إن إسرائيل ما زالت مصرة على أن اتهام حزب الله بارتكابها من خلال حصوله على
دعم إيراني.
عاموس هرئيل - محلل سياسي/"هآرتس"،
22/7/2012/ ماذا وراء الكلام الإسرائيلي على السلاح الكيماوي السوري؟
- على الرغم من
الجدل الذي لا يتوقف بشأن الهجوم على إيران، فإن الاهتمام الإسرائيلي موجه في
هذه الأيام إلى ما يجري على الجبهة الشمالية، والدليل على ذلك الزيارات
المتتالية التي يقوم بها كبار المسؤولين في القيادة العسكرية العليا إلى الفرق
العسكرية في قيادة الشمال. فقد قام رئيس الأركان بني غانتس بزيارة الفرقة 91
على الحدود مع لبنان أمس، في حين زار وزير الدفاع إيهود باراك يوم الخميس
الفائت الفرقة 36 في هضبة الجولان.
- لقد أبدت
إسرائيل قلقها إزاء مصير مخزون السلاح الكيماوي والصاروخي الذي يملكه الجيش
السوري في حال انهار نظام بشار الأسد. وكان هناك اتفاق في الرأي خلال المشاورات
التي أجراها غانتس وباراك في الأيام الأخيرة، على أن نهاية النظام السوري
باتت وشيكة، إلاّ إن توقيتها لا يزال غير واضح. وثمة سبب آخر للقلق
الإسرائيلي يتعلق بحزب الله وبإمكان تنفيذه هجوماً جديداً ضد أهداف إسرائيلية
في الخارج بعد الهجوم الانتحاري الذي نفذه على باص يقل سياحاً إسرائيليين في
بلغاريا الأسبوع الماضي. فنجاح حزب الله في هجومه الأخير، أو الرغبة في ردعه
عن القيام بهجوم جديد، قد يدفعا إسرائيل إلى القيام بعملية ضد أهداف للحزب في
لبنان.
- خلال الأسبوع
الماضي تعرض رئيس الحكومة للانتقاد لتسرعه في توجيه الاتهامات إلى إيران في
هجوم بلغاريا، ثم مسارعته إلى تغيير اتجاه الاتهام نحو حزب الله. وليست هذه أول
مرة يحمّل فيها نتنياهو إيران المسؤولية عن هكذا هجمات. في الواقع، فإن ما
يحدث ليس بحاجة إلى اتهامات رئيس الحكومة، إذ يبدو واضحاً أن كل العمليات
الإرهابية في الخارج يمكن ربطها بتنظيمين يعملان معاً كما لو أنهما تنظيم
واحد. فالمعروف أن هناك تنسيقاً كبيراً بين سرايا "القدس" التابعة
للحرس الثوري الإيراني، وبين جهاز العمليات الخارجية في حزب الله.
- يثير سيل
تصريحات القيادة الإسرائيلية بشأن الأحداث في سورية وهجوم بلغاريا عدداً من
التساؤلات. فهل معنى ذلك أن القيادة الإسرائيلية تنوي القيام بعمل ما ضد
أعدائها وترغب في ردعهم عن تنفيذ مخططاتهم، أم أن هذه التصريحات لا تعدو أن
تكون مجرد كلام؟
مما لا شك فيه أن إسرائيل تواجه وضعاً معقداً ينطوي على مخاطر تفوق كثيراً
تلك التي واجهتها في الماضي. والسؤال هو ما إذا كانت هذه السلسلة من التصريحات
العلنية هي من أجل خدمة هدف ما، أم أن هدفها الرئيسي مواصلة إذكاء القلق الأمني؟
يوارم شفايتسر - باحث في معهد دراسات الأمن
القومي /مباط عال، العدد 356، 22 تموز/يوليو 2012
ما هي أهداف الحرب الارهابية التي يشنها حزب الله وإيران في الخارج؟
- يمكن القول
أن الاعتداء الدموي الذي وقع في بوغارس وأدى إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين
ومواطن بلغاري هو جزء من هجوم واسع مشترك ومخطط له يجري على الساحة الدولية
خلال هذا العام ويقوم به كل من حزب الله وإيران ضد أهداف إسرائيلية ويهودية.
قد يكون السبب المباشر للاعتداء الأخير هو الرغبة في الانتقام وخلق توازن رعب
مع إسرائيل، لكن على الرغم من ذلك، ثمة سؤال أساسي يطرح نفسه هو: هل وراء
الاستفزاز المقصود استراتيجيا هدفها خدمة مصلحة إيرانية أوسع؟
- لقد بدأ حزب
الله حربه الإرهابية الدولية ضد إسرائيل بعد وقت قصير من الاغتيال الذي وقع
في دمشق في شباط/فبراير 2008 واستهدف
عماد مغنية، أهم قائد عسكري لحزب الله، والشخص الذي تولى لأكثر من عقدين
قيادة الحرب الارهابية التي قام بها الحزب بمساعدة إيران في لبنان وفي أنحاء
العالم. وقد اتهم كلٌ من حزب الله وإيران إسرائيل باغتيال مغنية وصرح الأمين
العام للحزب حسن نصر الله بأن الحزب سوف يدّفع إسرائيل الثمن غالياً. وقد
حاول الحزب تنفيذ تهديداته، وقام
بعدة محاولات فاشلة في عدد من الدول مثل أذربيجان ومصر وتركيا وتايلندا وقبرص
قبل حدوث هجوم بلغاريا.
- برز التورط
المباشر لإيران في عمليات حزب الله في الاعتراف العلني لزعماء الحزب اللبناني
بأن خامنئي، الزعيم الأعلى في إيران، هو المرجع الفقهي الذي يجيز القيام بمثل
هذه العمليات، فيما يشرف قادة في الحرس الثوري في لبنان وفي إيران على إعداد
وتنسيق الجانب التنفيذي لهذه العمليات.
- إلى جانب
نشاط جهاز العمليات الخارجية التابع لحزب الله، تقوم إيران باستخدام جهازها
الارهابي ضد إسرائيل بصورة مباشرة، وذلك عبر عملائها وممثليها في عدد من
الدول المختلفة. وقد شهد هذا العام محاولات اعتداء من جانب إيران في أذربيجان
وتركيا والهند وتايلندا وكينا. وباستثناء الهجوم الذي وقع في نيودلهي وأدى
إلى جرح زوجة ديبلوماسي إسرائيلي، فإن جميع هذه الهجمات فشلت. وربما هذا هو
السبب الذي دفع بالإيراينيين إلى الاشراف الدقيق على تنفيذ الهجوم الأخير في
بلغاريا لضمان نجاحه، وكي يرمموا صورة حزب الله، ويبعثوا برسالة قوية إلى
الزعامات الإسرائيلية وإلى زعماء دول الائتلاف الدولي الذي يقوم بفرض
العقوبات على إيران فحواها أن إيران قادرة على العودة مجدداً إلى استخدام
سلاح الارهاب الدولي مثلما فعلت قبل عقد ونصف العقد لدى وصول نظام آيات الله
إلى السلطة.
- من الصعب
حاليا أن يتم بدقة تحديد الاستراتيجيا الإيرانية الكامنة وراء استفزاز حزب
الله المقصود لإسرائيل. لكن يمكننا التقدير بأن الوضع الصعب الذي تجد فيه
إيران نفسها، لا سيما في ظل مقتل علمائها النوويين داخل أراضيها، ومهاجمة
صناعتها النووية بالوسائل الالكترونية، والتهديدات بشن عملية عسكرية في وقت
قريب، وحركة السفن الحربية الأميركية في منطقة الخليج التي تشكل تهديداً
لنفوذها في المنقطة، واشتداد الحصار الاقتصادي عليها كجزء من نظام العقوبات
الدولية، هذا الوضع من المحتمل أن يكون قد سرّع في اتخاذ قادتها قرار شن حملة
ارهاب دولية. إذ تستطيع إيران بهذه الطريقة نقل رسائل تهديد مع المحافظة على
قدرة تكذيب (Plausible deniability). كما من المحتمل أن إيران قررت التحرك لوضع حد للهدوء الذي
يسود الحدود الإسرائيلية – اللبنانية المستمر منذ ستة أعوام، أي منذ انتهاء
حرب لبنان الثانية.
- إن التحدي
المطروح اليوم أمام مسوؤلي الأجهزة الاستخبارتية في إسرائيل هو معرفة ما إذا
كانت الرسالة الموجهه إلى إسرائيل من جانب جهاز الارهاب المشترك بين حزب الله
وإيران هي أن إيران لن تقبل المزيد من الهجمات الإسرائيلية ضدها، وأن الهجمات
الارهابية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج لن تتوقف إلا عندما تتوقف إسرائيل عن
عملياتها ضد إيران وحزب الله، أم أن هناك اعتبارات إيرانية أخرى وأكثر شمولاً
تهدف إلى جر إسرائيل إلى رد قاس ضد حزب الله في لبنان رداً على الهجمات في
الخارج. ومثل هذا الرد مرغوب من جانب الإيرانيين لأنه قد يؤدي إلى جر إسرائيل
نحو حرب شاملة ضد لبنان، تدفع فيها إسرائيل ثمناً باهظاً وتشغلها عن
الاستعداد لمهاجمة إيران، كما تصرف الانتباه عما يجري في سورية.
- من المنتظر
أن يؤدي التحقيق الجاري في ليماسول حالياً مع عنصر ينتمي إلى خلية تابعة لحزب
الله قيل أنه كان يحضر لهجوم على أهداف إسرائيلية، إلى القاء الضوء على
النوايا الحقيقية لإيران. وبالاستناد إلى ما نشرته وسائل الاعلام بعد القاء
القبض على المتهم فإنه كان يملك معلومات استخباراتية تتعلق بسياح إسرائيليين
وبطائرة إسرائيلية كانت ستحط في الجزيرة. وفي حال اتضح وجود خطة للاعتداء على
طائرة إسرائيلية، فإن هذا الأمر كان من شأنه أن يتسبب بمقتل عدد كبير من
الإسرائيليين، وأن يشكل"ذريعة للحرب" ويضطر إسرائيل إلى الرد بصورة
قاسية جداً ضد حزب الله في لبنان وضد إيران.
- إن تصريحات
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فور وقوع الهجوم التي اتهم فيها إيران
بالمسؤولية عن الارهاب الدولي الموجه ضد المدنيين الإسرائيليين، والتي قال
فيها إن إسرائيل سترد على الهجوم، هي تصريحات مبررة وصحيحة وتدخل ضمن الجهد
الإسرائيلي لوقف النهج الإيراني غير المسؤول في مجالي الارهاب والسلاح النووي.
لكن على الرغم من ذلك، فإن الاضطرابات التي تحدث في الدول المحيطة بإسرائيل،
وحال عدم الاستقرار للأنظمة السائدة هناك يضع إسرائيل في مواجهة تحديات أمنية
معقدة، ويتطلب من قادتها التفكير بصورة واضحة وواقعية في كيفية الرد الى
الاستفزازت الموجهة ضدها من جانب التنظيمات الارهابية التي تعمل في خدمة
المصالح الأجنبية، والتي تريد توريط إسرائيل في قتال مع جيرانها.
لذا يتعين على إسرائيل انتهاج سياسة متزنة وأن ترد بصورة مركزة وسرية ضد
منفذي العمليات الارهابية ومن يقف وراءهم. كما يتعين عليها ألا تنجر إلى دوامة
دموية وحرب من شأنها مساعدة الأطراف التي تقف اليوم في الجانب الخاسر من التاريخ
والتي تريد أن تحول الغضب ضدها في اتجاه إسرائيل، وهذه الأطراف هي إيران وحزب الله
وسورية.
شمعون شيفر- محلل سياسي "يديعوت
أحرونوت"، 31/7/2012
[واشنطن مصرة على منع إسرائيل من شن أي هجوم عسكري على إيران]
- من المتوقع
أن يقوم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، الذي سيبدأ اليوم (الثلاثاء)
زيارة رسمية لإسرائيل، بعرض خطة عملانية تعكف وزارة الدفاع الأميركية على
بلورتها وتهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني وشلّ نظام آيات الله في
طهران، على كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك،
وكبار قادة المؤسسة الأمنية. والغاية من وراء ذلك هي تمرير رسالة واضحة
فحواها أن واشنطن مصرة على منع إسرائيل من الإقدام على شن أي هجوم عسكري من
جانب واحد على المنشآت النووية الإيرانية، وأن إقدامها على خطوة كهذه سيعني
تجاوزاً لخط أحمر لا يمكن للولايات المتحدة أن تتحمله.
- ولا شك في
أن جواً من عدم الثقة يسود بين رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس الأميركي باراك
أوباما، وقد تعزز أكثر فأكثر هذا الأسبوع في إثر زيارة المرشح الجمهوري ميت
رومني لإسرائيل. وعلى ما يبدو فإن لجوء بانيتا إلى وضع مسؤولين إسرائيليين
آخرين عدا رئيس الحكومة في صورة الخطة التي تعدها واشنطن لكبح إيران يهدف إلى
إقناع الجانب الإسرائيلي بضرورة عدم شن أي هجوم عسكري على إيران، وذلك من
خلال الالتفاف على رئيس الحكومة.
- على صعيد
آخر، يشدد المسؤولون الأميركيون على أمرين: أولاً، أن إسرائيل لا تملك
الوسائل المطلوبة لكبح البرنامج النووي الإيراني، وذلك خلافاً للولايات
المتحدة التي تملك وسائل كهذه؛ ثانياً، أن الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي
لم يقرر بعد موعد البدء بتنفيذ المرحلة العملانية من إنتاج القنبلة النووية،
وأن ذلك لن يتم قبل عام ونصف العام على الأقل.
- كما يحذر
المسؤولون الأميركيون من مغبة الإقدام على أي خطوة إسرائيلية من جانب واحد
قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ويؤكدون أن
الإقدام على خطوة كهذه سيتسبب باندلاع حرب إقليمية ستلحق أضراراً كبيرة
بإسرائيل. وفي الوقت نفسه تبدي إدارة أوباما استعدادها لتزويد إسرائيل بجميع
الوسائل القتالية التي ترغب فيها.
- ولا بد من
الإشارة أيضاً إلى أن الإدارة الأميركية تقوم بهذا كله من دون أن تتغاضى عن
حقيقة أن قادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل يعارضون شن أي هجوم عسكري على
إيران من دون الحصول على دعم أميركي. ويدرك المسؤولون في هذه الإدارة أن كلاً
من رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بني غانتس، وقائد سلاح الجو اللواء أمير
إيشل، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] اللواء أفيف كوخافي، ورئيس
جهاز الموساد تامير باردو، ورئيس جهاز الأمن العام [شاباك] يورام كوهين،
يعارضون إقدام إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية من دون دعم
الولايات المتحدة. كما أن هؤلاء المسؤولين يدركون أن كبار القادة السابقين
للمؤسسة الأمنية، وفي مقدمهم رئيس الموساد السابق مئير داغان، ورئيس هيئة
الأركان العامة السابق غابي أشكنازي، ورئيس جهاز شاباك السابق يوفال ديسكين،
يتبنون هذا الموقف.
عوديد عيران - باحث في معهد دراسات الأمن القومي
"مباط عال"، العدد 358، 30/7/2012 /[ انعكاسات تدهور الأوضاع في
سورية على الأردن]
- بعد مرور
عام ونصف العام على الثورات في العالم العربي، يجد الأردن نفسه في مواجهة الآثار
الاقتصادية والسياسية لهذه الأحداث، ولا سيما الأحداث السورية.
- حتى الآن لم
تنجح جهود الملك الأردني عبد الله الثاني في الحصول على موافقة واسعة على الإصلاحات
السياسية التي يقترحها، ولا سيما تلك التي تتناول قانون الانتخابات، إذ يصر الملك
عبد الله على إجراء الانتخابات في نهاية 2012، وقد أعلن وزير الإعلام الأردني
قرب توزيع بطاقات الاقتراع للناخبين. ل عارضة، وعلى رأسها الإخوان المسلمون،
تصر على أن اقتراحات الحكومة لا تلبي مطالبها، وأنها ستقاطع الانتخابات. أمّا
نقطة الخلاف بين الطرفين فتتعلق بعدد النواب الذين سينتخبون في قوائم قطرية
وأولئك الذين سينتخبون في قوائم محلية.
- ففي بداية
تموز/يوليو تبنت الحكومة الأردنية اقتراحاً بزيادة عدد النواب الذي ينتخبون
على الصعيد القطري من 17 إلى 27 نائباً، لكن حركات المعارضة اعتبرت أن هذا
الاقتراح لا يلبي مطالبها، ولا سيما أن الحكومة زادت عدد النواب من 140 إلى
150 نائباً، الأمر الذي يعني أنها احتفظت بسيطرتها على المجلس (القانون
الحالي للانتخابات يسمح للحكومة بإعطاء وزن أكبر للمناطق التي لا تمتاز
بكثافة سكانية فلسطينية). وقد هددت هذه الحركات بمقاطعة الانتخابات.
- على صعيد
آخر، يلقي الصراع الدموي الدائر في سورية بين نظام الأسد والمعارضة السورية بظله
على الأردن، الأمر الذي يؤدي إلى بروز مشكلات مباشرة وأخرى بعيدة المدى في
هذا البلد. فهناك مخاوف أردنية من احتمال وقوع السلاح الكيماوي في أيدي بعض
الجهات السورية التي قد تلجأ إلى استخدامه، وأيضاً من هوية النظام الجديد
الذي سينشأ في سورية بعد سقوط النظام الحالي، كذلك من احتمال حدوث انقسام ديموغرافي
يهدد وحدة سورية وينعكس على الدول المجاورة لها ومن ضمنها الأردن.
- حتى الآن
هناك 150,000 سوري فروا من سورية ولجأوا إلى شمال الأردن، حيث لديهم صلات
قرابة عائلية وعشائرية. ويحاول الأردن حالياً مواجهة تدفق اللاجئين السوريين
إلى أراضيه، ومعالجة الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ذلك. هذا فضلاً عن المخاوف
الأردنية من أن تضم موجة النازحين السوريين إلى الأردن خلايا إرهابية تابعة
للقاعدة.
- لقد نجح ملك
الأردن في إقناع أطراف أساسية في المجتمع الدولي بخطورة الأزمة التي يعانيها بلده،
واستطاع الحصول على مساعدات مالية من مصادر أساسية. فقد وافق صندوق النقد
الدولي على منح الأردن قرضاً بنحو ملياري دولار لمدة ثلاثة أعوام، وقرر صندوق
الخليج الذي وضعته كل من السعودية واتحاد الإمارات العربية وقطر والكويت، منحه
قرضاً بقيمة خمسة مليارات لمدة خمسة أعوام من أجل تنفيذ مشاريع إنمائية. ومما
لا شك فيه أن السبب الأساسي لهذه المساعدات هو تقديم الدعم لنظام ملكي عربي
يتعرض لضغوط سياسية داخلية وخارجية في آن معاً.
إيتان هابـر- كاتب سياسي والمدير العام لديوان رئيس الحكومة الأسبق
يتسحاق رابين "يديعوت
أحرونوت"، 2/8/2012
[إسرائيل لا يمكنها أن تتحدى الولايات المتحدة في كل ما يتعلق
بإيران]
- أعتقد أنه في حال قال كبار المسؤولين
في الولايات المتحدة أن على زعماء إسرائيل عدم الإقدام مطلقاً على شن أي هجوم
عسكري على إيران، فإن هؤلاء الزعماء وفي مقدمهم رئيس الحكومة بنيامين
نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، لن يقدموا على شن هجوم كهذا، وذلك على
الرغم من لجوء كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع في الآونة الأخيرة إلى تكرار
تصريحات فحواها أن إسرائيل تملك صلاحية اتخاذ قرار شن هجوم عسكري على المنشآت
النووية الإيرانية، وأن المؤسسة السياسية هي صاحبة القرار والمؤسسة العسكرية
هي التي تنفذ.
- وبرأيي فإن نتنياهو وباراك يملكان من
الحكمة والتجربة السياسية ما يكفي كي يدركا أن إسرائيل لا يمكنها أن تتحدى
الولايات المتحدة، وأنه في حال تحديها فإن المواطنين في إسرائيل سيعودون إلى
أيام الشقاء التي كانت سائدة في الأعوام الأولى من قيام الدولة.
- وأعتقد أن الولايات المتحدة قالت
بصريح العبارة أن على زعماء إسرائيل عدم الإقدام مطلقاً على شن أي هجوم عسكري
على إيران، وإن كان ذلك بلغة دبلوماسية ناعمة مثل القول إن
إقدامهم على خطوة كهذه سيعني تجاوزاً لخط أحمر لا يمكن للولايات المتحدة أن
تتحمله، وإذا كان كل من نتنياهو وباراك لا يفهمان ذلك فالمشكلة فيهما لا في
واشنطن.
في موازاة ذلك علينا أن نتعامل بمنتهى الجدية والثقة مع تعهد الولايات
المتحدة بعدم تمكين إيران من امتلاك أسلحة نووية إلى الأبد، وأن نكون مطمئنين
تماماً من نتائج الاختباء تحت المظلة الأميركية الكبيرة. كما أنه يتعين علينا أن
نأخذ في الاعتبار حقيقة أن جميع قادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل يعارضون شن أي
هجوم عسكري على إيران من دون دعم الولايات المتحدة، في حال كون هذه المعارضة
صحيحة، ذلك بأن هؤلاء القادة هم الذين سيكونون مسؤولين عن تنفيذ هذا الهجوم إذا ما
اتخذ قرار بشنّه.
حلمي موسى: لا شيء يثير السجال في إسرائيل
اليوم، وخلافاً لأي وقت مضى، أكثر من مهمات الجيش الإسرائيلي في المستقبل القريب
وربما البعيد أيضاً. فالمنطقة العربية، وهي العدو الذي بنت إسرائيل لنفسها جيشاً
هائلاً لمواجهته، مشغولة بحالها، وربما لسنوات طويلة. ولا يقلّ أهمية عن ذلك أن
العدو الجديد المقترح منذ سنوات، والذي تم تصنيفه على أنه العدو الاستراتيجي رقم
واحد، إيران، لا يملك حدوداً مع إسرائيل، وبالتالي فإن أغلب عوامل القوة
الإسرائيلية لا تجد نفعاً معه. ويثير هذا النقاش العملياتي من ناحية والفلسفي من
ناحية أخرى تساؤلات حول معاني القوة وطبيعة الحروب المقبلة.
وقبل أيام، وبشكل معزول عن التطورات
الأخيرة في سوريا ألقى عدد من الساسة والباحثين في إسرائيل محاضرات حول الفوارق
بين حربي لبنان الأولى والثانية. وكان التأكيد واضحاً ليس فقط على الفارق بين
الحربين وإنما أيضاً على السمات الجديدة للحروب في المنطقة. فالحرب لم تعد تلك
الوسيلة لحسم الأزمات وربما حتى ليس لتحقيق فوائد. صارت أقرب إلى تقليص الضرر ليس
إلا. ومؤخراً كثر في إسرائيل توصيف الحرب مع إيران بأنها خيار بين الكوليرا
والطاعون. ويبدو أن هذه ليست فقط سمة الحرب مع إيران وإنما حتى مع من هم أقل قوة
منها.-
والواقع أن التغييرات كانت تحدث في الواقع
وفي المفاهيم العسكرية والاستراتيجية ببطء شديد كلما عدنا إلى الوراء. إذ كانت مصر
العدو المركزي لإسرائيل إلى أن أبرمت معها معاهدة كامب ديفيد في نهاية السبعينيات.
واحتلت سوريا مكانة العدو المركزي لإسرائيل منذ تلك اللحظة وحتى حرب الخليج
الثانية التي انتهت بإخراج العراق من دائرة الصراع وبروز إيران كقوة إقليمية
مركزية. ومع مرور الوقت احتلت إيران في تقديرات الموقف الاستراتيجي الإسرائيلي
مكانة العدو المركزي.
ومن الجائز أن التشديد على سوريا كعدو
مركزي بدلاً من مصر قاد إسرائيل للتركيز على القوات الجوية والبحرية وعلى القوات
المحمولة جواً والتخفيف من التركيز على المدرعات. فالمدرعات تحتاج إلى صحارى وسهول
للمناورة وإثبات قدرتها، لكنها تغدو أقرب إلى المصيدة القاتلة لجنودها عندما تضطر
للحركة في طرق اضطرارية كهضبة الجولان أو الجنوب اللبناني. ومع الانتقال إلى جعل
إيران عدواً مركزياً صار التركيز الإسرائيلي منصباً على الغواصات وعلى الطائرات
القاذفة البعيدة المدى وحتى على الصواريخ.
وفي عالم الرد السوري والإيراني والعراقي
في حينه على التفوق الإسرائيلي بالتركيز على القدرات الصاروخية سواء منها المضاد
للدروع أو القادر على نقل المعركة إلى أرض العدو، تنامت أهمية قيادة الجبهة
الداخلية الإسرائيلية. وقد سبق انتقال الاهتمام إلى هذه القيادة انتقال التركيز من
قيادة الجبهة الجنوبية التي كانت صاحبة الريادة وقتما كانت مصر العدو المركزي إلى
قيادة الجبهة الشمالية حينما غدت سوريا العدو المركزي وتبنت استراتيجية التوازن
الاستراتيجي.
وفي هذا السياق أيضاً تغيرت وتقلبت
توازنات وتحالفات إقليمية هامة. فمقابل محور عربي في الشرق والشمال أنشأت إسرائيل
تحالفا عسكريا وثيقا، منذ العام 1958 على الأقل، مع إيران وتركيا. ومن المعلوم أن
إسرائيل خسرت حليفها الإيراني بسقوط الشاه وخسرت حليفها التركي بتراجع دور العسكر
في الحكم هناك. وتعتمد إسرائيل حاليا وبشكل أساسي على التحالف مع الولايات المتحدة
وعلى الدور الأميركي في تنسيق تحالفات مباشرة وغير مباشرة في المنطقة.
ولكن كل ذلك يتغير ليس فقط لأسباب
جيوسياسية وإنما أيضا لأسباب تقنية. فقد باتت الصواريخ، كما هو الحال في الجنوب
اللبناني وقطاع غزة، عنصر إزعاج يزداد خطورة. وغدت الصواريخ ليس فقط أبعد مدى
وإنما أيضا أشد دقة. وباختصار باتت الجبهة الداخلية هي الجبهة الرئيسية مما خلق
نوعا من التماهي بين نظريتي القتال في الجانبين العربي والإسرائيلي: نقل المعركة
إلى أرض العدو. ولكن الجديد الهام على هذا الصعيد هو أن القطاع الذي كانت تمارس
فيه هذه النظرية صار يتسع.
في البدء كان لبنان، القطاع الساخن للمواجهة
الصاروخية مع إسرائيل، أولا بشكل بدائي، ثم بشكل متطور وخطير. وبعدها جاء قطاع غزة
وغدت سيناء بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك قطاعاً يزداد سخونة. ورغم اتساع نطاق
قطاع سيناء إلا أن إسرائيل لا تنظر إليه كموضع خطر حقيقي إلا من الناحية السياسية
الاستراتيجية. فهذا القطاع قد يقود إلى توتير العلاقات مع الحكم المركزي في
القاهرة لكنه على الصعيد العملياتي محدود التأثير بسبب قلة السكن الإسرائيلي
قبالته. ولكن هذا ليس حال قطاع غزة ولا جنوب لبنان وبالتأكيد ليس هضبة الجولان.
وهذا ما يحاول القادة الإسرائيليون قوله
في كل ما يتعلق بقلقهم مما يجري في سوريا. وهناك شبه إجماع على أنه وبصرف النظر عن
النتائج التي ستنجم عن الصراع في سوريا فإن الحدود الهادئة ستسخن. وهذه الحدود
ستؤثر على غيرها، خصوصا على الجبهة الأردنية وعلى الوضع في الأردن، وهو ما تخشاه
إسرائيل بشدة أيضاً. ليس هناك من يتجرأ في إسرائيل على وصف «الربيع العربي» بأنه
«صندوق باندورا»، ولكن القناعة في إسرائيل هي أن ما يجري يغير، وبشدة، من مفاهيم
الحرب والسلام من ناحية ومن النظرة إلى المستقبل عموماً من ناحية أخرى. كل ذلك من
دون أن ندخل في النقاش حول ما إذا كانت إسرائيل فعلاً تخطط لضرب إيران وعواقب ذلك
أم لا.
السفير، بيروت، 23/7/2012
0 comments: