في التحليل – البعد الجيوسياسي: لماذا الذي يحصل.. يحصل في سورية
بقلم عبدالله قمح 27-8-2012
بقلم عبدالله قمح 27-8-2012
لاً: من يحكم قبة العالم، يتحكم برياحها الأربعة (سرجون الأكدي حكم الدولة الاكدية التي كانت تضم العراق وسوريا حالياً من 2334 الى 2279 ق.م )
قبة العالم (المشرق العربي او الهلال الخصيب اسمها ما شئت، رياح العالم الاربعة ( خريطة العالم القديم وإتجاهاتها ) اي بمعنى اصح : الذي يحكم المشرق وتحديدا سوريا والعراق يحكم العالم…!!.
ثانياً: الولايات المتحدة بحاجة لحدث كبير وعظيم كحدث بيل هاربر لتفرض سيطرتها على العالم. ( بول ولفوفيتس) احد صقور المحافظين الجدد جملة القاها ضمن خطاب على أحدى المدمرات الامريكية قبل أحداث 11 سبتمبر بشهور.
لمن لا يعرف بيل هاربر هو الحدث الذي ادخل الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية بعد تدمير المدمرة أريزونا على يد طائرات يابانية في ميناء بيل هاربر العسكري، للعلم الاستخبارات الامريكية كانت تعلم بالهجوم..
لم نذكر المعلومات انافاً من سبيل الصدفة، بل من سبيل إدراك حقيقة ما يحدث على ارض وطننا، ولمعرفة كيف يفكر العالم، كيف يحللّ، كيف يدقّق،.. وكيف يبني الخطط ويسعى لتنفيذها. بهذا المبدأ آمنت الولايات المتحدة الامريكية وعليه سارت وفتحت الحروب وغزت.. كل ذلك من اجل الوصول للغاية الاسمى، حكم العالم، الذي لا يمر إلى عبر المشرق.
سعت الولايات المتحدة لحكم العالم، فآمنت بالنظريات البابلية والاشورية والكلدانية والفرعونية، ونظرت إلى العهود بين مصر وسوريا كما لم ننظر نحن لها، دخلت الحرب الكونية الثانية عندما رأت انها هي من ستحدد المنتصر، وبالفعل دخلت وإنتصرت.. المد السوفياتي منعها من تحقيق اهدافها لعقود، فسعت لتدميره ونجحت، وبعدها اطلقت يدها في العالم، ونجحت ايضاً، فبركت 11 ايلول على المبدأ اعلاه، ونجحت، فبركت وضربت، ونحجت ايضاً مختلة للعراق، العراق لم يعطي الامريكي الامان ليكمل خططه، خرج منه مهزوماً، لكنه رابح ايضاً، طوقت سوريا، وها هي اليوم تنقل المعركة إليها، لماذا؟؟ كي تصبح طريق حكم العالم سالكة.
لماذا الذي يحصل.. يحصل في سورية؟؟
لانه بكل بساطة سورية هي قلب العالم، لانها إمتداد جعرافي للعراق وتقع بنقطة إستراتيجية عالمية للتبادلات عبر التاريخ، وفي الحاضر، فمن يتحكم بطرق التبادلات التجارية يتحجم بالعالم، فهناك اشياء لا يستطيع التطور تخطيها مهما تطور، وخصوصاً الاسس الجعرافيا. تتمتع هذه السورية بعلاقات عسكرية – إقتصادية مميزة مع روسيا الصاعدة اليوم، حيث تنعم روسيا بالدفىء في المياه الدافئة، التي حلمت دوماً بالوصول إليها، ومن خلال موقعها ومواقفها السياسية، اي سورية، تتمتع بولاء الشعوب المحيطة بها والتي تعتبر جزء من شعبها.
في وجهة النظر الامريكية تعتبر سورية دولة معادية، نظراً لمواقفها، وتعتبر بعلاقتها مع روسيا تشكل خطراً على المصالح الامريكية في المنطقة، حيث تعتبر الولايات المتحدة ان وجود روسيا في سورية، يمنعها من تحقيق اهدافها الجيوسياسية فيها، وبالتالي منعها من تحقيق هوسها التاريخي بالسيطرة على العالم، كما ان الولايات المتحدة تريد وضع حد للسيطرة الروسية على اوروبا من خلال إبتزاز الاخيرة بالغاز الروسي، ما يشكل عائق لتابعية اوروبا الكاملة للولايات المتحدة، وبقاء جزء منها موالي لروسيا، بسبب المصالح او الارتباط العرقي – الجغرافي.
سعت الولايات المتحدة منذ اليوم الاول للازمة السورية، إلى تحويلها لصراع ونزاع عسكري بين القوى الشرعية النظامية، والميليشيات، حيث تجلت هذه الحالة منذ اليوم الاول عبر إستخدام السلاح من قبل المعارضة، وسعت ايضاً إلى خلق بزور الفتنة المذهبية في البلاد، كي تعم الفوضى الخلاقة التي تنتهجها الولايات المتحدة سبيلاً لاخضاع الدول، فمن وجهة النظر الامريكية، ان طريق تفتيت سورية وتمزيقها يمر عبر النفخ ببوق المذهبية، وإنشاء ودعم حركات تكفيرية تقوم بالقتل والارهاب على الاسس الدينية، وبالفعل نجحت الولايات المتحدة عبر حلفائها بالوصول لهذا الهدف، وتسليط يد التكفيريين في سوريا حيث ينتشرون في جميع المحافظات ويقومون بالقتل الجماعي، والتهجير على الاسس اعلاه، وتسعى من هذا الباب إلى:
1 – خلق حالة طائفية في سورية تتحول إلى صراع مسلح بين الطوائف والفئات السورية
2 – تفتيت سورية بحجت ان الطوائف لا تستطيع العيش مع بعضها وبالتالي تحويل سوريا لدول طائفية
3 – خلق حروب مع الدول المزعومة، وخلق محاور بينها.
4 – تسليط يد “إسرائيل” بتلك الدلة وإعطاء حجة لقيام إسرائيل كدولة يهودية
5 – قطع اليد الروسية في سورية، وإبطال مفعول “الغاز” لديها.. كيف !؟
الفقرة الخامسة هي احدى اهم الاهداف، فبحسب مراكز دراسات امريكية، تم الاتفاق بين قطر والولايات المتحدة، عبر “QatarGaz”، شركة الغاز القطرية التي تديرها بالسر الولايات المتحدة، من اجل تمرير خطوط الغاز القطرية عبر السعودية، الاردن، سورية، تركيا وتحديداً في ميناء جيهان النفطي التركي على البحر المتوسط، حيث تقوم هناك المحولات بتحويله إلى كل الدول الاوروبية، وبالتالي تصبح “صنبورة” الغاز بيد الولايات المتحدة، ولا يعد لروسيا هنا اي دور بالاستفادة من تجارة الغاز، وإبتزاز الاوروبيين به لتحقيق المكاسب، وتقطع الطريق على النفوذ الروسي في اوروبا. وايضاً، فتح الطريق من اجل تسويق وتصدير الغاز “الاسرائيلي” المزمع إستخراجه من حقول البحر المتوسط.
الهدف إذن قطع اليد الروسية كما قلنا، وتطويق روسيا وضربها بموضوع الغاز، وموضوع وجودها في مياه المتوسط وإنتشارها بأسقاع الارض من بوابته، واخذ منها نفوذها بأوروبا بهذه الطريقة، وايضاً والاهم، تفتيت سورية وتمزيقها كي يتسنى إقامة “الدولة اليهودية”، بحجة وجود دول دينية، وفتح الطريق لسيطرتها على المنطقة ككل.. هذا المخطط يمر كما يعلم الجميع بمصاعب كبيرة، والتمادي بتنفيذه كي يشعل حرباً دولية، لان سورية ليست بالبلد الضعيف كما ان روسيا لن تسمع بالاستفراد بسورية لانها تعتبرها “موقع إستراتيجي لها” وتعتبر ان ضرب سورية هو ضرب لروسيا ايضاً.
ما يجري اليوم وما يحصل في سورية يأتي بإطار مخطط شامل لضرب هذا البلد، بسبب موقعه، ومواقفه السياسية، ويتهم هذا الامر عبر التكفيريين الذين يريدون نشر بذور التفرقة خدمة للاجنبي الطامع بالثروات، فما قلناه في اول المقال، هو حقيقة علمية راسخة، حقيقة ان هذا الارض بموقعها المميز، تفتح شهية العالم اجمع للسيطرة عليها، كمقدمة للسيطرة على العالم كله عبرها، وان مواجهتنا لهذا المشروع الكبير، عبر فهمنا لحقيقة ما يجري، وتصدينا عبر الجيش السوري الذي يمثل القوة السعكرية/ تبقى الامل بخلاصنا وإنتصارنا على هذا المخطط.
0 comments: