Sunday, September 2, 2012


الجيش السوري يعتبر من اقوى جيوش منطقة الشرق الاوسط؟ ماذا يملك من اسلحة ؟واين نقاط القوة لديه؟
Tuesday, August 21, 2012 -



سعت سوريا بعد هزيمة حزيران 1967 وخسارتها هضبة الجولان الى تحقيق توازن عسكري مع اسرائيل، وذلك بإعادة بناء قدراتها العسكرية، وتدعيم الجبهة الشرقية مع مصر، قبل أن تخرج الأخيرة من الصراع العربي الإسرائيلي، بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد. فاستدارت دمشق شرقاً لتحسين علاقتها مع بغداد، إلا أن وصول صدام حسين الى قمة السلطة، أجهض المسعى السوري حينذاك.

أدى سقوط بغداد في 9 نيسان 2003، الى فقدان سوريا العمق العراقي. وأصبحت القوات الأميركية على حدودها الشرقية. وأتى خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005 ليفقده مجالاً حيوياً لانتشار قواته.

أدركت سوريا المخاطر المقبلة، باعتمادها سياسة حسن الجوار مع تركيا، إثر توقيع اتفاق أضنة في تشرين الأول 1998، بعد عقود من العلاقة المتوترة، الناجمة من ضم تركيا لواء إسكندرون السوري، ومشاكل المياه، والتعاون العسكري مع تل أبيب، واتهام سوريا بمساعدة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

على الرغم من كل العوامل الجيوسياسية غير المؤاتية، بقي الصراع ضد إسرائيل من أولويات السياسة الدفاعية السورية التي تأثرت بشدة بانتهاء الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفياتي، حيث أدت تلك التحولات الى حرمان سوريا الحليف الاستراتيجي الرئيسي الذي تحصل منه على احتياجاتها التسليحية. واستمرت العلاقة مع روسيا الاتحادية، إلا أنها باتت أشبه بعلاقة شريكين تجاريين، بعدما كانت بين حليفين. فاعتمدت موسكو سياسة السداد النقدي مقابل صفقات السلاح، مع المطالبة بالديون العسكرية المستحقة عن الحقبة السوفياتية.

كل هذه العوامل مجتمعة، وعزوف العديد من الدول العربية عن تبنّي الصراع مع إسرائيل بعد حرب الخليج الثانية، دفعت بسوريا الى التخلّي عن «التوازن الاستراتيجي» الذي سعى إليه الرئيس الراحل حافظ الأسد، منتصف الثمانينيات، ومالت الى فكرة الحرب «غير المتماثلة» لتجعلها لبّ استراتيجيتها الدفاعية الجديدة المرتكزة على أربعة عناصر أساسية:

أدى نجاح المقاومة اللبنانية، عبر استخدام القصف عن بعد بواسطة صواريخ أرض ــ أرض التكتيكية، وشلّ مناطق شمال فلسطين طوال الحرب، إلى تشجيع السوريين الذين يملكون مخزوناً صاروخياً يضاهي أضعاف أضعاف ما تملكه المقاومة، كمّاً ونوعاً.

نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» خبراً عن قيام السوريين بإجراء تجربة إطلاق صاروخ «سكاد دي» (400 كلم) ناجحة. ونقلت الصحيفة نفسها عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، «ان تعديلات أُدخلت على الصاروخ جعلته أكثر دقة وفتكاً، وأشد صعوبة على الإسقاط». وتزامن الخبر مع إعلان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إفراييم سنيه، نجاح تجربة إطلاق الصاروخ الإسرائيلي «حتس» (السهم) المضاد للصواريخ.

ونشرت الصحف العبرية خبراً بأن دمشق تحاول إقناع موسكو ببيعها صواريخ أرض ــ أرض متطورة من طراز «إسكندر ــ إيه» الذي يبلغ مداه 280 كلم، ويمكن تزويده رؤوساً متفجرةً من أنواع مختلفة، ويمتاز بالدقة العالية، إذ لا يتجاوز هامش الخطأ فيه خمسين متراً. وهذا الصاروخ البالستي قادر على التملص من المنظومات المضادة للصواريخ.

أثار التركيز السوري على تعزيز وحدات السلاح المضاد للدبّابات، قلقاً لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية، ولا سيما بعد الخسائر التي تكبّدها سلاح المدرعات الإسرائيلي خلال حرب تمّوز. وكان الخبير العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين قد علّق على صراع الصاروخ مع الدبابة بالقول: «ان حزب الله قد دمّر على أقل تقدير فرقة مدرعة من مجموع الفرق السبع التي يضمها الجيش الإسرائيلي»، بينما اعترف الإسرائيليون بإصابة وتدمير ما يقارب لواءً مدرعاً.

كتب المحلل العسكري الإسرائيلي «أليكس فيشمان» في صحيفة يديعوت أحرونوت أن مفاوضات تدور بين روسيا وسوريا حول صفقة صواريخ مضادة للدروع متطورة من طراز «كريزنتما» وهو خليفة صاروخ كورنت الذي أبلى بلاءً حسناً، يصل مداه ستة كيلومترات، ويتلقى الأمر بشكل مزدوج، من خلال جهاز رادار متطور جداً، لا يملكه أي صاروخ مضاد للدروع في العالم، ومن جهاز الليزر القادر على تشويش أجهزة التصدي للصواريخ. وصاروخ كريزنتما قادر على اختراق تدريع كل أنواع الدبابات. وينقل فيشمان عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية: «أن الجيش السوري يتزوّد الآن مجموعةً كبيرةً من الصواريخ المضادة للدبابات، في إطار التطوير الذي يجتازه، استناداً الى الدروس التي استخلصها من حرب لبنان»



وأشار جنرال إسرائيلي الى «أن سوريا تستثمر منذ سنوات في ميدان يمكن أن تتفوق فيه على إسرائيل مثل المدفعية المضادة للطيران والصواريخ والملاجئ المحصنة. وأثبتت حرب لبنان الصيف الماضي أنها أحسنت فعلاً بذلك»

في مجمل الأحوال، فإن كل المؤشرات تدل على أن القيادة السورية قد استوعبت دروس حرب تموز. وتعمل على بناء «جيش مختلف» حسب تعبير المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت «أليكس فيشمان» «سنرى جيشاً برياً سورياً مختلفاً عما عرفناه اليوم»

جيش مختلف، من حيث تركيب هيكل القوات، ونظام التسلّح، وأساليب القتال، والأهم جيش يعتمد استراتيجية دفاعية من نوع «مختلف».

ــ يدرك السوريون أن أية مجابهة عسكرية مع القوات الإسرائيلية، تفترض وجود منظومة دفاع جوي متطورة لتصحيح الخلل الناجم من فقدان التوازن الجوي. إذ على الرغم من النتائج الباهرة التي حققتها المقاومة في المواجهات البرية، إلا أن عدم توافر الوسائط الفعالة المضادة للطائرات، سمحت لسلاح الجو الإسرائيلي بممارسة قدرته الردعية، وانتقائه أهدافاً على الخريطة اللبنانية سواء أكانت مدنية أم عسكرية. هذه المعضلة يدركها السوريون ويسعون لحلها.3 ــ منذ أواخر التسعينيات، بدأ الجيش السوري يعزز أفواج القوات الخاصة التي تماثل بأسلوب قتالها أسلوب حرب العصابات. وتعتمد نظام تسلّح مناسب، يسهل إخفاؤه وتحريكه، لتشكل الأسلحة «المضادة» من أنظمة صواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ مضادة للدروع عموده الفقري. وتركّز القوات الخاصة على تنفيذ الإغارات، وتنظيم الكمائن المخصصة للدروع والأفراد، والقتال الليلي، وإقامة العقد الدفاعية. وتضم في تشكيلاتها فصائل متخصصة في صواريخ أرض ــ أرض ذات المدى القصير والمتوسط. ويبدو أن نجاح الأساليب القتالية ــ حرب العصابات ــ التي اعتمدتها المقاومة في حرب تموز، عزز هذا الخيار لدى الجيش السوري.

 ــ تعتمد سوريا على سلاح المدرعات، ولو بنسبة أقل. إذ يمتلك جيشها البري ما يزيد على خمسة آلاف دبابة وعربة قتالية من الأنواع المختلفة. ويفترض نشرها في المناطق المحتمل تقدم الإسرائيليين منها في حال المواجهة العسكرية، للاستفادة من قدراتها النارية، أكثر من حركتها. ولا بدّ من خندقتها وتمويهها كي يصعب على الطائرات الإسرائيلية كشفها.

 ــ اقتناء الصواريخ البالستية المتوسطة والبعيدة المدى، بهدف بناء ذراع هجومية طويلة، تمنح سوريا قدرة معينة على تهديد العمق الإسرائيلي. وأخيراً، نشر الخبير الإسرائيلي زئيف شيف تقريراً في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تناول فيه سعي الجيش السوري الى تعزيز قدراته، وتطوير ترسانته الصاروخية. ويعتبر شيف «ان التركيز السوري على الصواريخ والقاذفات الصاروخية، لتعويض الضعف البارز لسلاح الجو السوري، وبدل ضرب إسرائيل من الجو، يبني السوريون قوة نار هائلة بواسطة الصواريخ، ليستطيعوا قصف المدن الإسرائيلية عن بعد على نحو خطير، وتكون إصابة المواقع العسكرية داخل إسرائيل في منتهى الدقة».
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: