محلل: عملية عسكرية على غزة عنوانها سلاح الجو
قضية وتحليل | 2012-10-21
المجد - خاص
أكد الكاتب والباحث في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر أن التصعيد الصهيوني المتكرر مؤخراً على قطاع غزة يهدف لمحاولة استدراج فصائل المقاومة لإيجاد ذريعة قوية لتنفيذ عملية عسكرية ضد القطاع لكنها مسقوفة ومحدودة.
وأوضح أبو عامر خلال لقاء نظمه المكتب الإعلامي الحكومي الأحد حول "تداعيات التصعيد الصهيوني المتكرر" أن غزة تُعد الجبهة الأضعف والأرجح لتلقي ضربة عسكرية صهيونية خلال الـ100 يوم القادمة وهي المتبقية للانتخابات الصهيونية.
بانتظار ضوء الأخضر
وقال إن "دولة الكيان عسكرياً قد جهزت كافة الخطط والمعدات في أدراجها ومواقعها من أجل تنفيذ عملية عسكرية ضد القطاع، وليست سوى بانتظار قرار وإذن القيادة السياسية بذلك".
وأضاف "ضرب غزة ليس ببعيد وهو له صلة كبيرة بالانتخابات الصهيونية المبكرة التي ستجرى في يناير من العام المقبل، والتي تجعلنا أمام سوق انتخابي السلعة الأكثر رواجاً فيه هي الدم الفلسطيني، وهذا يعني أن المرشح المفضل للشارع الصهيوني الذي ينزاح يمينياً منذ فترة هو من يوغل في هذا الدم ويحقق أمناً أكثر لهم خاصة للمستوطنات الجنوبية".
واستدرك أبو عامر "لكن دولة الكيان ليست في عجلة من أمرها تجاه غزة، أي أننا لسنا على بعد قاب قوسين أو أدنى من عملية عسكرية وذلك لأن أجندة الاحتلال مرتبطة أيضاً بملفات إقليمية عديدة أبرزها إيران وسوريا".
ولفت إلى أن "دولة الكيان" تعيش في حالة تأرجح ولم تحسم أمرها في أي تجاه ستلقي ضربتها، وأي من الملفات ستؤجلها.
ونوه إلى أن إعطاء أمريكا ضوءاً أحمر لـ"دولة الكيان" ومنعها من ضرب إيران خاصة في مرحلة الانتخابات الحالية للطرفين جعل "دولة الكيان" تبحث عن ضوء أخضر لضرب جبهة أقل وبالتالي هي أمام سوريا أو لبنان أو غزة.
وبيّن أن أمريكا حريصة على إبعاد "الكيان الصهيوني" عن التدخل بالشأن السوري الداخل، وتتعمد ترك الساحة السورية في حالة استنزاف من أجل الوصول إلى مرحلة تصدر فيها الأزمة السورية للقرار الأجنبي.
وحول لبنان، استبعد أبو عامر أن تكون جبهة للضرب رغم أنها كانت وقبل وقت قليل الأكثر ترجيحاً لضربها، لكن عملية الاغتيال الأخيرة التي استهدفت مسئولاً كبيراً في أمن المعلومات ستجعل لبنان على شفى فتنة ومظاهرات داخلية، وبالتالي تتراجع "دولة الكيان" عن نيتها توجيه أي ضربة لها.
عملية خاطفة
ووفق أبو عامر فإن الجبهة الأخيرة والمتبقية للاحتلال هي قطاع غزة والتي تُعد الطرف الأضعف بين الجبهات الثلاث، قائلاً "رغم أن هناك نية لتوجيه عملية عسكرية إلا أن دولة الكيان معنية بعدم التورط في مستنقع غزة أو وحلها بمعنى عملية برية".
وأرجع ذلك إلى أن "دولة الاحتلال" تريد تنفيذ عملية عسكرية خاطفة يكون بطلها الأول سلاح الجو وتكون مسقوفة الزمن حتى لا تنجر لحرب في ظل عملية انتخابية.
وأكد أن الهدوء النسبي مع قطاع غزة يُبعد تنفيذ هذه العملية لأنه لا يوجد مبرر مقنع لها أمام الرأي العام الصهيوني، ولذا فإن "دولة الكيان" تتعمد البحث عن ذريعة تجعلها تبدو وكأنها لجأت اضطرارياً لشن هذه العملية.
موقف موحد
وشدد أبو عامر أن عدم وجود تنسيق وغرفة عمليات مشتركة بين فصائل المقاومة قد يُحدث تصعيداً من فصيل دون الأخر في إطلاق الصواريخ، وبالتالي إعطاء الاحتلال الذريعة المجانية للتصعيد وتنفيذ العملية العسكرية.
وقال "الفلسطينيون أمام عدة خيارات لاتخاذ موقف موحد وحكيم يحيل دون أن تكون غزة لقمة سائغة في يد الاحتلال في ظل انشغال العالم بملفات إقليمية أخرى أكثر أهمية".
وأضاف "أظن أننا إذا ما بدأ العد التنازلي للانتخابات قد نكون أمام عملية صهيونية متدحرجة لن تتغلب دولة الكيان في إيجاد الذرائع لها، وسلاح الجو الحربي سيقوم بالواجب في هذه العملية، ولذا على الفلسطينيين أن يكونوا على فطنة لذلك".
ولم يستبعد أن يكون ضمن هذه العملية استهداف قيادي لكن ليس من العيار الثقيل، بمعنى سيُستبعد ضمنها اغتيال أحد من القيادات السياسية، لأن ذلك من شأنه أن يقوي ردة الفعل الفلسطينية، ودولة الكيان لا تريد أن تصل الصواريخ إلى تل أبيب أو أن تصل هناك توابيت سوداء لموتى صهاينة. وفق قوله.
0 comments: