Friday, October 26, 2012



الحسن أدرك استهدافه بعد توقيف سماحة



على الرغم من مرور أربعة أيام على اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء الشهيد وسام الحسن، إلا أن هذه الجريمة لم تغب عن الصحافة العالمية التي تناولت على صفحاتها التحقيقات الجارية في هذه القضية والاستعانة بفريق من مكتب التحقيقات الفدرالي لمساعدة التحقيق اللبناني على كشف جلاء هذا الاغتيال، ومن جانب آخر، على الموقف الجديد للولايات المتحدة التي رحبت بجهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتشكيل حكومة جديدة، بعد الموقف الثابت للمعارضة بضرورة استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي باعتبارها شريكة في مسؤولية التستر على المجرمين، وعلى ضوء الغليان الذي يشهده الشارع اللبناني والذي تحوّل إلى مواجهات مسلحة أوقعت 11 قتيلاً وأكثر من 100 جريح.

وذكرت صحيفة "الواشنطن بوست" أن "الولايات المتحدة تريد حكومة جديدة في لبنان خالية من النفوذ الخارجي لكي تتمكن من مواجهة التهديد الذي تشكله الحرب الأهلية في سوريا". وأضافت أن "إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما رمت بثقلها لدعم جهود الرئيس سليمان لتشكيل حكومة جديدة عقب تفجير السيارة المفخخة في بيروت الأسبوع الماضي".

واعتبرت أن وزارة الخارجية الأميركية التي قالت إن الولايات المتحدة "تعتقد أن الوقت حان للشعب اللبناني أن يختار حكومة جديدة لمواجهة الخطر الذي تشكله سوريا مثل السيارة المفخخة التي أودت في الأسبوع الماضي بحياة مسؤول استخبارات مناهض لسوريا. لكنها حذّرت أيضاً من ضرورة ألا يؤدي التغيير في الهرمية القيادية إلى إحداث فراغ في السلطة" يأتي ترجمة لكلام الرئيس سليمان الذي ربط أثناء مراسم تشييع اللواء الشهيد بين نجاح الحسن في كشف المخطط الجهنمي "مملوك- سماحة" وبين اغتيال اللواء الحسن".

وأضافت أن التعليقات الحكومية الأميركية الجديدة "تشير إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن التغيير الحكومي في لبنان اليوم أصبح واقعياً نظراً للغضب الناتج عن جريمة الاغتيال".

وأشارت إلى أن السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي باشرت استطلاع رأي القيادات السياسية اللبنانية لمعرفة "كيف يمكن مساعدة الرئيس سليمان على خلط الأوراق الحكومية وتشكيل حكومة جديدة لا تكون مثل الحالية تحت هيمنة حزب الله الشيعي، الذراع السورية والإيرانية في لبنان". أما صحيفة "النيويورك تايمز"، فقد تناولت الموضوع اللبناني من زاوية أن هناك "تفاصيل جديدة تلمّح إلى دور داخلي في اغتيال اللواء" مشيرة في هذا الإطار إلى أن "حزب الله الذي يقود الحكومة اللبنانية الحالية قد يكون لعب دوراً في عملية الاغتيال".

ولفتت الى أنه "على الرغم من أن المحققين اللبنانيين لم يتوصلوا لغاية اليوم إلى تحديد الجهة المسؤولة، إلا أن تفاصيل ظهرت علناً تشير إلى أن العملية كانت من تنفيذ جهة رصدت أسفار اللواء الحسن وراقبت المكتب السري الذي كان يستخدمه للقاء المخبرين".

وتابعت الصحيفة أن "مسؤولين أمنيين قالوا إن اللواء الحسن عاد إلى لبنان من أوروبا في الليلة التي سبقت اغتياله لكنه كان يسافر باسم مستعار ولم يخبر أحداً تقريباً أنه عاد إلى لبنان. ويعتقد (النائب خالد) ضاهر أن المسؤولين في مطار بيروت الدولي، وهو خاضع لسيطرة حزب الله، قد يكونون زودوا القاتلين بالمعلومات".

أما صحيفة "الاندبندنت" فقد ذكرت في افتتاحيتها أن "رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي المحاصر تمسّك بالسلطة في وقت أثار فيه قرار عدم تحويل التحقيق في اغتيال مسؤول أمني إلى المحكمة الدولية، غضب نواب المعارضة، ما عمّق من الأزمة السياسية في البلد".

وأوضحت أن "سياسيين معارضين شككوا في قدرة المؤسسات على البقاء على الحياد في وقت قالت فيه الحكومة التي يهيمن عليها حليف سوريا حزب الله- إنها ستحيل التحقيق في جريمة تفجير سيارة مفخخة أودت بحياة اللواء وسام الحسن إلى المجلس العدلي عوضاً عن تحويلها إلى المحكمة الدولية في لاهاي والتي تنظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري في العام 2005".

وفي نهاية الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تحقيقاً تناولت فيه قضية الاغتيال استهلته بالقول "كان وسام الحسن يدرك انه أصبح مستهدفاً. لقد أبلغ في الأسبوع الماضي قادة المعارضة اللبنانية بنتائج القضية التي اراد أن يتوّج بها عمله الاستخباراتي مشيراً إلى أن البلد أصبح يعج بالقتلة مرة جديدة".

وأشارت الى أن "الحسن جلب معه الأدلة التي قال إنها عززت قضيته ضد وزير الإعلام اللبناني السابق ميشال سماحة الذي يزعم أنه تعاون مع مسؤولين سوريين للتخطيط لتفجيرات مماثلة لتلك التي ذهب ضحيتها اللواء المخضرم يوم الجمعة".

وتابعت "لم يخف المسؤولون السوريون طلبهم بإطلاق سراح سماحة وإسقاط الدعوى المساقة ضده. غير أن الحسن تحداهم، في خطوة وصفت بأنها مجنونة من قبل معارضيه، بينما اعتبرها أنصاره أنها خطوة على طريق بناء الدولة".

وختمت "إن اغتيال شخصية معروفة وقائد الفريق المناهض للأسد قد يغيّر كل ذلك" في إشارة إلى عدم رغبة أي من الفرقاء اللبنانيين في العودة إلى حرب أهلية داخلية، "لقد أبلغ الحسن داعميه في الأسبوع الماضي إنه ثابت على المبدأ في هذه القضية مهما كلف الأمر. لقد أصبح لبنان بلداً أكثر خطورة بغيابه
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: