إنجازات
المقاومة في الحرب على قطاع غــزة
تاريخ النشر : 2012-11-23
غزة - دنيا الوطن
شن الجيش العدو خلال الحرب التي شنها على قطاع غزة خلال 8 أيام أكثر من 1700غارة، بنحو 2100 صاروخ، فيما قصفت فصائل المقاومة الفلسطينية جنوب ووسط كيان العدو خلال العملية بأكثر من 2823 قذيفة صاروخية، منها 11 صاروخا سقطوا في مدينتي القدس وتل أبيب.
وبدأ كيان العدو هجومه على قطاع غزة الذي أطلقت عليه اسم "عمود السحاب"، مساء الأربعاء 14 يونيو/ حزيران الجاري باغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، أحمد الجعبري، أعقبته بتوجيه غارات جوية متواصلة، دون توقف، كما فرضت قوات البحرية التابعة للعدو حصارا على سواحل غزة، ودفع كيان العدو بحشودات عسكرية ودبابات في محيط القطاع، تمهيدا لتنفيذ عملية برية لم تتم بعد الإعلان عن اتفاق تهدئة برعاية مصرية مساء أمس الأربعاء.
وقال المتحدث بلسان جيش العدو المجرم آفخاي أدرعي اليوم إن"قوات الجيش استهدفت 1500 هدفا في قطاع غزة".وأضاف أدرعي في تصريحات إن "الغارات على غزة استهدفت 19 مقرا لمركز قيادة رفيعة تابع لحركة حماس، و30 قادة بارزين من المنظمات الإرهابية، و980 منصة صاروخية موجهة تحت الأرض، و140 نفق تهريب، و66 نفق تخريبي، و42 غرفة عمليات تابعة للمقاومة ، و26 موقع لتصنيع وتخزين وسائل قتالية، والعشرات من أنظمة إطلاق صواريخ بعيدة المدى".
فيما قدرت مصادر "مجموعات الفداء القومي " عدد الغارات اليهودية على قطاع غزة بأكثر من 1700 غارة، معظمها استهدفت منشآت مدنية وأطلقت المقاومة 2823 صاروخا فلسطينيا كان من بينها 35 صاروخ محلي الصنع أطلقتها مجموعات الفداء القومي على أشكول وبئر السبع وسيديروت .
كذلك تمكنت المقاومة تحت قيادة غرفة العمليات المشتركة من دك مواقع العدو بقذائف صاروخية واستهدفت طائرات الاحتلال وبوارجه وآلياته واستخدمت لأول مرة صواريخ بعيدة المدى بعضها محلي الصنع ضربت حتى 80 كلم داخل عمق كيان العدو ولقد كانت المفاجئات بضرب تل الربيع المحتلة والقدس ولأول مرة ولقد وصل قصف المقاومة حتى مدينة هرتسيليا شمال تل الربيع المحتلة, وان مجموعات الفداء القومي تجزم ان العدو يعلم تماما انه لو فكر بالدخول البري لقطاع غزة فالشباك جاهزة له ولن يخرج هو وكل معداته وجنوده الا تحت الأرض , وكانت المفاجئات باستخدام المقاومة لصواريخ الكورنيت المضادة للدروع والصواريخ المضادة للبروارج الحربية ومضادات الطائرات .
كذلك فان العدد المسجل لدي وحدة المتابعة للسوريين القوميين الاجتماعيين حول الخسائر البشرية جائت على النحو التالي العدد الاجمالي لضحايا الحرب على قطاع غزة "بلغ 1383 فلسطيني بينهم 161 شهيداً و1222 جريحا".
وفي المقابل قتل 16 يهودي وجرح 80 أخرون وتضرر 630 منزل ومؤسسة وموقع عسكري يهودي في قصف المقاومة وحتى الان لم تصدر من طرف العدو احصائية حقيقية وواضحة ونحن نعلم ان اليهود ولأول مرة قد ناموا في الملاجئ والمجاري واخليت مدن وتجمعات سكانية للعدو عن بكرة ابيها , ولقد وقعت اتفاقية التهدئة بالوساطة المصرية وتنتصر المقاومة بكل شروطها على الجيش الذي لا يقهر
تاريخ النشر : 2012-11-23
غزة - دنيا الوطن
شن الجيش العدو خلال الحرب التي شنها على قطاع غزة خلال 8 أيام أكثر من 1700غارة، بنحو 2100 صاروخ، فيما قصفت فصائل المقاومة الفلسطينية جنوب ووسط كيان العدو خلال العملية بأكثر من 2823 قذيفة صاروخية، منها 11 صاروخا سقطوا في مدينتي القدس وتل أبيب.
وبدأ كيان العدو هجومه على قطاع غزة الذي أطلقت عليه اسم "عمود السحاب"، مساء الأربعاء 14 يونيو/ حزيران الجاري باغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، أحمد الجعبري، أعقبته بتوجيه غارات جوية متواصلة، دون توقف، كما فرضت قوات البحرية التابعة للعدو حصارا على سواحل غزة، ودفع كيان العدو بحشودات عسكرية ودبابات في محيط القطاع، تمهيدا لتنفيذ عملية برية لم تتم بعد الإعلان عن اتفاق تهدئة برعاية مصرية مساء أمس الأربعاء.
وقال المتحدث بلسان جيش العدو المجرم آفخاي أدرعي اليوم إن"قوات الجيش استهدفت 1500 هدفا في قطاع غزة".وأضاف أدرعي في تصريحات إن "الغارات على غزة استهدفت 19 مقرا لمركز قيادة رفيعة تابع لحركة حماس، و30 قادة بارزين من المنظمات الإرهابية، و980 منصة صاروخية موجهة تحت الأرض، و140 نفق تهريب، و66 نفق تخريبي، و42 غرفة عمليات تابعة للمقاومة ، و26 موقع لتصنيع وتخزين وسائل قتالية، والعشرات من أنظمة إطلاق صواريخ بعيدة المدى".
فيما قدرت مصادر "مجموعات الفداء القومي " عدد الغارات اليهودية على قطاع غزة بأكثر من 1700 غارة، معظمها استهدفت منشآت مدنية وأطلقت المقاومة 2823 صاروخا فلسطينيا كان من بينها 35 صاروخ محلي الصنع أطلقتها مجموعات الفداء القومي على أشكول وبئر السبع وسيديروت .
كذلك تمكنت المقاومة تحت قيادة غرفة العمليات المشتركة من دك مواقع العدو بقذائف صاروخية واستهدفت طائرات الاحتلال وبوارجه وآلياته واستخدمت لأول مرة صواريخ بعيدة المدى بعضها محلي الصنع ضربت حتى 80 كلم داخل عمق كيان العدو ولقد كانت المفاجئات بضرب تل الربيع المحتلة والقدس ولأول مرة ولقد وصل قصف المقاومة حتى مدينة هرتسيليا شمال تل الربيع المحتلة, وان مجموعات الفداء القومي تجزم ان العدو يعلم تماما انه لو فكر بالدخول البري لقطاع غزة فالشباك جاهزة له ولن يخرج هو وكل معداته وجنوده الا تحت الأرض , وكانت المفاجئات باستخدام المقاومة لصواريخ الكورنيت المضادة للدروع والصواريخ المضادة للبروارج الحربية ومضادات الطائرات .
كذلك فان العدد المسجل لدي وحدة المتابعة للسوريين القوميين الاجتماعيين حول الخسائر البشرية جائت على النحو التالي العدد الاجمالي لضحايا الحرب على قطاع غزة "بلغ 1383 فلسطيني بينهم 161 شهيداً و1222 جريحا".
وفي المقابل قتل 16 يهودي وجرح 80 أخرون وتضرر 630 منزل ومؤسسة وموقع عسكري يهودي في قصف المقاومة وحتى الان لم تصدر من طرف العدو احصائية حقيقية وواضحة ونحن نعلم ان اليهود ولأول مرة قد ناموا في الملاجئ والمجاري واخليت مدن وتجمعات سكانية للعدو عن بكرة ابيها , ولقد وقعت اتفاقية التهدئة بالوساطة المصرية وتنتصر المقاومة بكل شروطها على الجيش الذي لا يقهر
1.عامود
السحاب" تمرين على حرب أوسع مع إيران... و"إسرائيل" أرادت التعرف
على قدرات حماس
لندن 'القدس العربي': لا تزال حرب غزة الثانية تثير
الحديث عن ميزان القوى الجديد في المنطقة والذي اصبحت فيه مصر اللاعب المركزي،
والحديث يتواصل عن الرابحين والخاسرين، وان تركز الحديث عن السلطة الوطنية
واسرائيل كخاسرين حقيقيين في المعركة الاخيرة، فلم تتم الاشارة الى سورية التي ظلت
وحتى اندلاع الحرب الاهلية فيها، الراعية الحقيقية للمقاومة ودول الممانعة والتي
ضمت حماس وحزب الله بالاضافة للحليف الاستراتيجي ايران. فالرئيس السوري بشار الاسد
الذي يقاتل من اجل بقائه حربا دموية تحصد المئات اليومية لم يظهر كعادته ويلقن
القادة العرب دروسا في الولاء والمقاومة، كما ان مكاتب الفصائل الفلسطينية التي
رعاها مقفلة وبعضها مغلق بالشمع الاحمر.
وفي المقابل فايران
التي اعترفت حماس بانه لولا صواريخها لم تكن المقاومة بقادرة على ضرب العمق
الاسرائيلي والصمود ثمانية ايام قبل ان يقرر بنيامين نتنياهو الموافقة على وقف
اطلاق النار في حرب بدأها. ولكن ايران التي بنت عمقا لها في المنطقة وتأثيرا على القضية
الفلسطينية سيتعرض موقفها هي الاخرى لتأثير في ظل الصعود المصري او عودة مصر
لدورها التقليدي، اضافة الى ان بعض المحللين والمسؤولين الاسرائيليين يرون في
الحرب الصغيرة على غزة سيناريو وامتحانا لمدى قدرة الجيش الاسرائيلي على مواجهة
اكبر مع ايران التي تهدد اسرائيل بضرب مشروعها النووي.
حاخامات تعلموا من
الاسد
وقد التقط ايان
بلاك محرر الشؤون الخارجية في صحيفة 'الغارديان' الموضوع السوري واشار الى غياب
الدور السوري الكامل في حرب غزة. وقد اختارت الصحيفة صورة للاسد ممزقة على خلفية
حمراء بين علمي فلسطين وسورية. ويعتقد الكاتب ان الاسد ليس الرئيس العربي الوحيد
الذي يواجه تهميشا. ويقول ان الاسد اصبح رجل الامس، فيما اصبح محمد مرسي، الرئيس
المصري رجل اليوم والشخص القادر على التوسط بين حماس واسرائيل. ومع ان الاعلام
السوري الرسمي ركز على هجوم الثمانية ايام الا ان نقاد النظام قاموا بعملية حسابية
بين عدد الضحايا الفلسطينيين (140 شخصا) في عملية 'عمود الدفاع'، مقابل 817 مدنيا
قتلوا والاف جرحوا برصاص وقصف النظام السوري للمدنيين السوريين في نفس الفترة. بل
فما قتلته اسرائيل في 8 ايام قتله الرئيس الاسد في يوم واحد ان اخذنا بتقديرات
المعارضة السورية التي قالت ان 150 شخصا قتلوا يوم الاثنين. ولم يخف المذبح السوري
عن الجانب الاسرائيلي الذي طالب مسؤولوه ورجال دينه بتدمير غزة وارجاعها للعصور
الوسطى بل باتباع المثال الامريكي في اليابان اثناء الحرب العالمية الثانية، فبحسب
حاخام اسرائيلي دعا الجنود التعلم من 'السوريين كيف يذبحون عدوهم'. ومع ان النظام
اعتقد ان الحرب على غزة قد تحرف الانتباه عن جرائمه الا ان الازمة السورية ظلت
حاضرة.
بدون حليف
ويقول بلاك ان
سورية 'رسميا' ظلت على خط المواجهة مع اسرائيل طوال 64 عاما، حيث خسرت مرتفعات
الجولان في عام 1967 ولم تستطع استعادتها في حرب رمضان عام 1973 وحضرت في الحرب
اللبنانية الاخيرة والحروب السابقة وان بشكل غير مباشر. كما تعرضت سورية لهجمات
اسرائيلية لعل اهمها تدمير المفاعل النووي السوري عام 2007. وعلى الرغم من هذا
فسورية لم تطلق منذ عام 1973 اي رصاصة نحو اسرائيل ومن هنا فضلت الجارة اسرائيل
الاسد الاب وابنه من اجل الابقاء على الجبهة الشمالية هادئة.
وتخشى اسرائيل الآن
اثار الحرب الاهلية التي لم تصل بعد وبقوة للمناطق القريبة منها كما تعاين الوضع
السوري عن قرب خاصة الترسانة الكيماوية التي تملكها سورية التي تخشى ان تقع في يد
المعارضة السورية خاصة الجهادية منها. ولم تستطع سورية الاتفاق مع اسرائيل في
محادثات سلام استمرت ثمانية اعوام.
ويشير بلاك الى ان
النظام السوري الذي طالما وصف نفسه وبلاده بانه قلب العروبة النابض لم يعد يقنع
الكثيرين في العالم العربي وباستثناء حليفيه حزب الله وايران فالبقية من الفصائل
تخلت عنه لانها لم تستطع تحمل التناقض بين مطالبها بالحرية للفلسطينيين وقمع
النظام للسوريين المطالبين انفسهم بالحرية. وكاشارة عن التغير في المصير يشير
الكاتب الى ان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي كان مقيما في
سورية اصبح الان ضيفا معززا على مصر وقطر.
وهذه الايام اصبح
لحماس التي لا تزال مصنفة اوروبيا وامريكيا كحركة ارهابية اصدقاء من عرب مؤثرين
ومحترمين اكثر من الاسد. ويقول بلاك ان بعض الفصائل الفلسطينية الصغيرة لا تزال
موجودة في سورية مثل الجبهة الشعبية
القيادة العامة الا ان الفلسطينيين في سورية عانوا في مخيماتهم مثلما عانى
السوريون بل اكثر.
حسن نصر الله ايضا
وتقول الصحيفة ان
الاسد المنشغل ببقائه في الحكم ليس الزعيم الوحيد الذي يواجه تهميشا، فحسن نصر
الله، زعيم حزب الله، لم يستفد من حرب غزة، فمع انه اثنى على حماس وعلق ان
المقاومة قد نضجت، الا انه لم يفعل الكثير لمساعدتها. ويقول ان رصيد حسن نصر الله
الكبير خاصة بعد حرب تموز عام 2006 تلاشى بسبب وقوفه الى جانب الاسد. ويقول
المحللون ان حقيقة عدم اطلاق حزب الله صواريخه التي يملكها كي يخفف عن غزة ربما
جاءت لانه يريد استخدامها حالة نفذت اسرائيل تهديدها وضربت ايران. ولم يفت على
بلاك الاشارة الى الخسائر التي لحقت بالسلطة الوطنية. وينهي بالقول انه من الواضح
ان كل مسلمات الشرق الاوسط القديمة تختفي فيما لا نعرف طبيعة الشرق الاوسط الجديد
الذي يتشكل.
وإيران ايضا
وتعتقد صحيفة 'لوس
انجليس تايمز' ان ايران التي زودت حماس بالصواريخ والتكنولوجيا العسكرية تواجه
منافسا قويا لها، فيما يتعلق بولاء حماس وهي مصر. وتقول ان الحرب تشكل تحولا
اقليميا مهما مما سيؤدي الى تلاشي التاثير الايراني على القضية الفلسطينية
والجماعات الموالية لها.
وفي الوقت الذي
احتفلت فيه الصحافة الايرانية بقدرة المقاومة حيث خرجت 'كيهان' الرسمية بعنوان
عريض 'صواريخ المقاومة تنجح' الا ان النظام الايراني لم يعترف بانه قدم صواريخ فجر
5 للمقاومة، واكتفى المتحدث باسم الخارجية الايراني بالقول ان ايران زودت حماس
بالتكنولوجيا. لكن فصائل المقاومة مثل الجهاد الاسلامي كانت واضحة في تأكيدها ان
كل صاروخ اطلق على اسرائيل جاء من ايران.
وتشير الصحيفة الى
ان الثورات العربية التي اندلعت في العامين الاخيرين وان ادت الى صعود الاسلاميين
وزيادة في المشاعر المعادية لامريكا الا انها اثرت على التأثير الايراني وخطط
طهران في المنطقة.
واشارت الى العامل
السوري الذي لا تزال ايران تدافع عنه وتخوض حربا بالوكالة من اجل ابقاء الاسد في
الحكم، وهو ما ادى الى اغضاب حماس التي لم ترتح لهذا الدعم في وقت تواصل فيه حمام
الدم للسوريين. ومن هنا فالاهتمام الايراني الحالي هو محاولة ابعاد حماس عن تأثير
العواصم العربية. وستكون مهمتها صعبة خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين حماس
والاسلاميين الذين يحكمون غزة لانهم جاءوا جميعا من نفس الاصل اي الاخوان
المسلمين.
تمرين على حرب أوسع
وتعتقد 'نيويورك
تايمز' ان حرب غزة لم تكن سوى تمرين على حرب يمكن ان تندلع في المستقبل بين
اسرائيل وايران، حيث تعتبر طهران من اهم انشغالات نتنياهو والرئيس اوباما اللذين
وان اختلفا حول حل ازمة المشروع النووي الايراني والتي لن تعتبر مسألة شهور لا
اكثر. وتقول ان واحدا من مفاتيح الحرب على ايران هو قطع قدرات ايران على ارسال
الاسلحة لغزة، حالة مواجهة بينها وبين اسرائيل.
ونقلت عن مايكل
اورين- سفير اسرائيل في واشنطن والذي وصفته بالمؤرخ العسكري قوله ان حرب غزة تشبه
ازمة الصواريخ الكوبية، فلم تكن امريكا تضرب كوبا بل الاتحاد السوفييتي، وعليه
فغزة لم تكن الهدف بل ايران حسب السفير. وتعلق ان المقارنة ليست دقيقة لان الاتحاد
السوفييتي يحاول ادخال اسلحة نووية لكوبا.
ولكن في غزة كانت
اسرائيل تحاول التعرف على قدرات حماس والجهاد الاسلامي ومعرفة دقة اسلحتهما
الايرانية اضافة لتدمير طرق وصول الاسلحة. مشيرة ان اول هجوم حدث قبل شهر (22
اكتوبر) الماضي من عملية غزة بضرب مصنع في الخرطوم فيما قالت انها الحرب السرية مع
ايران. ويتهم السودان من الامريكيين والاسرائيليين بانه المعبر الرئيسي للاسلحة
القادمة من غزة خاصة الصواريخ التي وصل مداها تل ابيب والقدس. وترى الصحيفة ان
حملة الصواريخ التي تعرضت لها اسرائيل ستكون عاملا يغير قواعد اللعبة مع ان
المواجهة تظل مصغرة لمواجهة اكبر مع ايران ان حدثت حالة فشل المفاوضات، مشيرة الى
التدريبات العسكرية التي تقوم بها القوات الامريكية والاوروبية ودول الخليج في
مضيق هرمز.
وتضيف ان اسرائيل
ستواجه حرب صواريخ على ثلاث جبهات، صواريخ قصيرة المدى مثل التي انطلقت من غزة
ومتوسطة مثل التي يملكها حزب الله، واخيرا بعيدة المدى مثل شهاب-3 . ونقلت عن
مسؤول عسكري امريكي قوله ان الامريكيين والاسرائيليين يتعلمون الكثير من خلال هذه
الحملة، فالمعلومات عن الصواريخ الايرانية تعطيهم الفرصة لادخال تعديلات على
النظام الدفاعي، كما استطاعت اسرائيل عبر الهجوم من فحص نظامها الدفاعي 'القبة
الحديدية' التي قالت انها نجحت باعتراض معظم صواريخ حماس. ويقول الاسرائيليون ان
قدرة حماس الصاروخية قبل الهجوم كانت تتراوح ما بين 10-12 الف صاروخ، من ايران او
مصممة محليا بناء على النماذج السورية، واستطاعت اسرائيل كما تقول تدمير معظمها في
الهجمة المفاجئة كما تقول. ويعتقد الخبراء والعسكريون ان ايران نفسها ستقوم بعملية
تقييم لدراسة مظاهر القصور في الصواريخ التي زودت حماس بها.
حماس القوية
وفي المحصلة
فانعكاسات الحرب على السياسة الفلسطينية هي ما يهم، خاصة في قطاع غزة، حيث ترى
'واشنطن بوست' ان قادة حماس خرجوا من بين الدمار والقصف اقوياء اكثر مما كانوا
عليه في السابق. ونقلت الاجواء الاحتفالية التي جاءت بعد وقف اطلاق النار مشيرة
الى تعدد الفصائل المسلحة والتي اظهرت وحدة لكنها تضع تحديات على حماس التي تسيطر
على غزة وقدرتها لمراقبة وقف اطلاق النار خاصة انها واجهت مشاكل في منع اطلاق
الصواريخ قبل هجوم اسرائيل. ويخشى الفلسطينيون المسؤولون منهم من خرق جديد للهدنة،
فمع ان بعض من نقلت عنهم قالوا انهم سيحترمون الهدنة اذا احترمتها اسرائيل لكنهم
عبروا عن شكهم بالتزام اسرائيل بها. وتنقل عن مسؤول عسكري اسرائيلي ان العملية على
غزة لم تحقق اهدافها فهناك 'قدرات مهمة تستدعي استمرار العملية من الناحية
العسكرية'. وتحدثت الصحيفة عن الاثر الذي تركته حرب غزة على السياسة الفلسطينية
حيث كشفت عن ضعف منافسي الاسلاميين، فمن خلال دفع حماس لاسرائيل للتفاوض معها حول
وقف اطلاق ادى لتهميش السلطة التي تحظى بدعم امريكي.
القدس العربي، لندن، 24/11/2012
ناحوم برنياع
كتب لي صديق شاهد
نتنياهو وباراك وليبرمان يُبشِّرون، أول من أمس، بوقف اطلاق النار، رسالة قصيرة
تقول: "كلامهم يُذكر بالأيام الستة ووجوههم بيوم الغفران"، وأصاب كبد
الحقيقة. كان يفترض ان تخرج البشرى من أفواههم في الثامنة والنصف مساء قبل البدء
الرسمي للهدنة بنصف ساعة. وجاء عن ديوان رئيس الوزراء ان الاعلان تأخر لأنه يوجد
ضغط كبير من مراسلين ومصورين يطلبون توثيق الحادثة. عند مدخل ديوان رئيس الوزراء
لم يكن في ذلك الوقت أحد سوى عدد من المنتقين والحُراس. وتأخر الثلاثة لأن حماس
استمرت في اطلاق القذائف الصاروخية على المنطقة كلها من أسدود الى بئر السبع. كان
رئيس الوزراء يُعلن أننا انتصرنا وكان اعلانه يُقطع كل دقيقة بالصوت المعدني
للقارئ: "صفارة الضوء الاحمر في منطقة اشكول، صفارة الضوء الاحمر في منطقة
اشكول"؛ "فصفارة الضوء الاحمر في أسدود، فصفارة الضوء الاحمر في
أسدود"، وهكذا دواليك.
لم يكن ذلك لذيذا
نظر الوزراء
الثلاثة الى الأمام. انتهت الحرب في الجنوب وبدأت حرب الانتخابات. ويحتاج كل واحد
منهم الى موضعة نفسه والى صورة عنه تُحسن وضعه في نظر الناخبين. سيكون نتنياهو هو
البالغ المسؤول الحازم لكن الحذر والمصمم لكن المرن والوطني لكن العالمي، أي والد
الأمة؛ وسيكون باراك سيد الأمن وسيد اليقظة والشخص الذي كف بكلتا يديه قرارات
خطيرة لحكومة يمينية؛ وسيكون ليبرمان هو الفعال. فهو سيعرض على الجمهور شخصية
منقسمة، فهو باعتباره وزير الخارجية يؤدي دور الدبلوماسي ويمتدح بكلمات حارة مصر
الاخوان المسلمين وأميركا اوباما ووزراء الاتحاد الاوروبي؛ وهو في نقاشات التسعة
يؤدي دور الظهير الأيمن، ويدعو الى توسيع النشاط العسكري من غير ان يفهم لماذا
وكيف، ومن غير ان يريد حقا لكن فقط من اجل جمع نقاط في جدالات سياسية ستأتي.
تأثر واحد من وزراء
التسعة جدا بتصريحات ليبرمان المعتدلة بحيث بدأ يُسميه "ميتسي" لا في
وجهه بالطبع بل من وراء ظهره.
اعتيد ان يُقال عن
ليبرمان انه متطرف في العلن لكنه براغماتي في مباحثات مغلقة، وسلك هذه المرة سلوكا
مخالفا. وكان شتاينيتس هو الذي انضم اليه. وفي مواجهة هذه البطارية وقف باراك
ومريدور وبيغن ويعلون وانزاح نتنياهو الذي تبنى في بدء العملية التوقعات المحدودة
والواقعية لباراك وقيادة الجيش الاسرائيلي العليا، انزاح الى اليمين بالتدريج. وقد
علم ان الفرق بين الخطابة المتحمسة لوزراء الليكود وبين النتائج على الارض ستُعرضه
لانتقاد من اليمين وسيخسر اصواتا لنفتالي بينيت من البيت اليهودي ومجموعة
مستوطنيه. ولا يجوز له ان يظهر بمظهر من جُر وراء اهود باراك وهو الشخص الذي يحب
الليكوديون كرهه.
نشك في ان نعلم ذات
مرة هل كانت المباحثات بين الوزراء الثلاثة وفي حلقة التسعة حقيقية أو كانت
تمثيلا. تناول الوزراء امكانية هجوم بري بجدية وتناوله الجيش الاسرائيلي بجدية. في
يوم الثلاثاء اتجه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي الى الجنوب وانتقل
من لواء الى لواء للفحص عن الاستعداد الاستخباري قُبيل دخول القوات. وتغيرت
الأوامر العسكرية من يوم الى آخر ومن ساعة الى اخرى احيانا، لكن بُذل فيها الكثير
جدا مما يُبذل في الحرب النفسية. تم تجنيد 60 ألفا من قوات الاحتياط وهو ضعف ما تم
تجنيده في "الرصاص المصبوب". وكان يكفي تجنيد 15 ألفا لخداع حماس أو
لخداع أنفسنا. وكان يوجد تشابه ما بين الاعداد لهجوم بري في غزة والاعداد لهجوم
اسرائيلي على ايران: فقد صُب المال كالماء وتم العمل حتى النهاية لكن أحدا لم يؤمن
بأن الهجوم هو الحل الصحيح. بين القتلى الاسرائيليين الستة في العملية قُتل ثلاثة
براجمات صواريخ في اثناء نشر الجيش الاسرائيلي عند الجدار. لم تكن حاجة الى النشر
وكانت الكلفة مُغضبة.
في يوم الجمعة في
الساعة 3:50 بعد الظهر تلقى الوزير ايلي يشاي عضو التسعة إبلاغا من ديوان رئيس
الوزراء ان عليه ان يسافر الى تل ابيب لمباحثة عاجلة. وأدرك يشاي ان الحديث عن حفظ
الأرواح. وحصل على رخصة من الحاخام عوفاديا أن يُدنس حُرمة السبت. وفي 16:20 أمر
مساعديه بأن يُعدوا له مكان مبيت في تل ابيب. وقبل ان يخرج هاتف ديوان رئيس
الوزراء مرة اخرى وسأل هل ستُثار في المباحثة موضوعات خاصة. عارض يشاي من بدء
العملية هجوما بريا وافترض ان هذا سيكون موضوع النقاش. أجابوه ب لا، لن تكون
موضوعات خاصة، وبقي يشاي في القدس.
المحور السني
كان التفاوض الذي
تم في القاهرة متعدد الجنسيات، فقد كانت حماس من جهة وبإزائها السلطة الجديدة
الاسلامية في مصر. ومن وراء المصريين تركيا وقطر. وفي الخلف أعلى مستوى في
الولايات المتحدة – الرئيس اوباما بمكالمات هاتفية لرئيس مصر مرسي ووزيرة الخارجية
كلينتون. وفي المقابل رئيس الموساد الاسرائيلي تمير بردو، ورؤساء الاستخبارات
المصرية هم شركاؤه ومن ورائه رئيس وزراء اسرائيل.
لم تحظ حماس قط
بهذا التكريم حتى ولا في ايام التفاوض في صفقة شاليت. حينما سيحللون في غزة قوائم
الربح والخسارة سيُسجلون الاعتراف الدولي بالمنظمة وحاجاتها في قائمة الربح. فقد
خرجت حماس من هذه الجولة قوية من جهة سياسية ويعترفون في الجيش الاسرائيلي بهذا
ايضا، والسؤال أهذا جيد أم سيء بالنسبة لاسرائيل.
كان تفاوض ولم يكن
اتفاق ويبدو انه لن يكون. التزمت اسرائيل بأن تجري في غضون زمن لم يحدد مباحثات مع
مصر في حاجات حماس ومطالبها، فاذا ثبتت الهدنة فستضطر اسرائيل الى التخلي عن
سياستها في المعابر وسيتم السماح باستيراد عدد من السلع التي يُحظر استيرادها الى
غزة اليوم ويتم تليين الحصار. ويمكن ان يُغلق دائما كل ما يُفتح.
أدت مصر في الماضي
دور وسيطة بين اسرائيل وحماس وستستمر في أداء هذا الدور في المستقبل، وكان التغير
هو في العلاقات بين النظام المصري وحماس. فقد كان عمر سليمان وزير المخابرات
المصرية يشتم في هدوء على مسامع مُحادثيه الاسرائيليين رجال حماس في غزة. وفرح بكل
ضربة أوقعتها اسرائيل بهم وكان فرح مبارك أكبر. وكان يستطيع ان يندد علنا بعمليات
اسرائيل العسكرية وان يحث الاسرائيليين في المقابل في لقاءات مغلقة على ضرب حماس
أكثر.
انتهى هذا الامر.
وكانت العملية في غزة أول امتحان للعلاقات بين النظام الجديد في مصر واسرائيل. لا
توجد علاقة حميمة ولن تكون ولا يوجد غمز متبادل. فحكومة نتنياهو وحكومة مرسي
تُداور الواحدة الاخرى في حذر، وتُداوران معا الادارة الأميركية.
شكلت الادارة
الأميركية استراتيجية للشرق الاوسط تحاول ان تواجه نتائج الربيع العربي، فالهدف
الآن بناء محور سني يواجه المحور المتطرف الشيعي الذي ترأسه ايران. والموضوع
الساخن هو سوريا لا حماس. فأميركا تريد ان تفضي بمساعدة هذه الدول الى اسقاط نظام
الاسد وان تضمن في الأساس ألا تسقط سوريا من بعده في أيدي جهات جهادية من النوع
الذي ظهر في سيناء.
ان تركيا هي
الشريكة الكبرى في المحور السني الى جانب مصر. وقد دُعي للانضمام اليه السعودية
ودول الخليج والاردن والسلطة الفلسطينية وحماس مرشحة لتكون جزءا من هذا المحور. ان
حماس أصبحت تبتعد عن ايران في السنة ونصف السنة الاخير – أو منذ كانت الثورة في
مصر في واقع الامر، واستحثت العملية هذا السير. وستُثبت ايران منذ الآن موطيء
قدمها في غزة مستعينة بمنظمة الجهاد الاسلامي وهي تنفق عليها 100 في المائة. وليس
واضحا من أين ستحصل حماس على الصواريخ التي فقدتها، وليس واضحا كيف ستكون العلاقات
بينها وبين الجهاد وكيف سترد مصر على هذه العلاقات.
كانت جهات في
اسرائيل اعتقدت انه يجدر اجراء التفاوض من غير مصر.فالمصريون لم يعودوا وسطاء
نزيهين، فهم أخوة لحماس، زعموا. وانتصر الموقف المضاد الذي قال إننا اذا تركنا مصر
خارج الاتصالات فسندفع حكومتها الى ذراعي حماس وتوجد مظاهرات في الميادين وتنجر
تركيا وقطر خلفها.
ان مرسي هو الوحيد
الذي يستطيع الآن ان يزعم انه انتصر. فقد ثبّت مكانته باعتباره لاعبا اقليميا وشريكا
للادارة الأميركية. وحسّن احتمالات حصوله على مليارات من الغرب. وبرغم أنه رعى
حماس وبرغم انه لا يعترف باسرائيل ولا يتحدث مع حكومتها، فانه لم يُعرض نفسه للخطر
بمواجهة مع اصدقاء اسرائيل في واشنطن، وهكذا فان مجموعة الضغط الاسرائيلية لن تمس
به.
بقيت تركيا.
لاسرائيل مصلحة واضحة في اعادة اصلاح العلاقات بها، وكلما كان ذلك أبكر كان أفضل.
فهذا مهم بازاء القاهرة وبازاء واشنطن. وتوجد جهات غير قليلة في الادارة التركية
معنية بالمصالحة وهي تُكثر من ارسال رسائل الى نظراء في اسرائيل.
ان مسودة الاتفاق
موجودة، فقد صاغها المحامي يوسي تشحنوبر الذي مثل حكومة اسرائيل مع نظيره التركي
وكان نتنياهو ينوي التوقيع عليها. قال واحد من العاملين في ديوانه انه تلقى في آخر
لحظة استطلاعا للرأي بيّن ان أكثرية غالبة من الجمهور تعارض اعتذارا اسرائيليا
فرفض نتنياهو التوقيع.
مسيرة سلام الآن
برهنت العملية
بطريقة مؤلمة على تعلق اسرائيل العسكري والسياسي بالولايات المتحدة. وقد احتاجت
اسرائيل للتعاون مع مصر الى اوباما الذي خصص جزءا كبيرا من رحلته التاريخية الى
آسيا لمكالمات هاتفية مع الرئيس مرسي من اجل اسرائيل. وتطلب اسرائيل الآن مساعدة
مالية خاصة للاستمرار في التسلح بمنظومة القبة الحديدية.
يصعب أن نسوي الجري
الى أميركا - فقد أغرق نتنياهو اوباما بالمكالمات الهاتفية – مع تهديد اسرائيلي
للهجوم على المنشآت الذرية في ايران برغم معارضة الولايات المتحدة. لأن دولة لا
تستطيع ان تعالج حماس وحدها لن تتجرأ على ان تعالج وحدها قوة كايران في كبرها.
وفهمت الادارة الأميركية هذا وفهمته ايضا الدول في المنطقة.
يدفعون ثمنا عن
التعلق. ان هيلاري كلينتون لم تأت الى هنا لتشد على يدي نتنياهو بل أتت لتُبين له
ان أميركا تتوقع تعاونا مع اجراءاتها التالية في المنطقة. والمادة الاولى في
القائمة هي أبو مازن، فالعملية أضعفته وحان وقت تقويته الآن.
خلص الأميركيون الى
استنتاج ان من المتأخر جدا منع أبو مازن من طلب مكانة دولة غير عضو في الامم
المتحدة. وليس هذا وقت معاقبته بل يجب بدل ذلك مضاءلة الضرر وضمان ألا يتواجه
الفلسطينيون واسرائيل في المحكمة في لاهاي، وتجديد مسيرة السلام.
آخر حديدة
حصل الجيش
الاسرائيلي في نهاية الامر على العملية العسكرية التي أرادها وهي عملية محدودة من
غير عملية برية لم تسعَ منذ البدء الى حسم. وكانت المعلومات الاستخبارية دقيقة
ونسبة النجاح عالية. وحينما يستوعب قادة حماس الاضرار التي وقعت بهم فلن يسارعوا
الى العودة لاطلاق القذائف الصاروخية ولن يسمحوا لمنظمات اخرى بمواجهة الجيش
الاسرائيلي والمستوطنات الى ان تقول مصالحهم شيئا مختلفا أو الى ان تضعف ذكرى
العملية.
ان قدرة حماس على
الاستمرار في اطلاق الصواريخ فاقت التقديرات السابقة. لكن العملية ضربت الأهداف
التي تم تحديدها وتوقعات الجيش.
فلماذا اذا يوجد
شعور بالحموضة، سألت مسؤولا عسكريا رفيع المستوى أمس، فأجاب: "السؤال هو ما
الذي توقعه الناس. كان تحديد الأهداف واعيا فقد أردنا ان نقطع الواقع. وعلمنا أننا
قد نضطر جدا في غضون وقت ما الى ان نقوم بعملية اخرى في غزة تختلف اختلافا مطلقا.
"لم نكن نقصد
الى سلب حماس قدرتها على اطلاق الصواريخ. بل كنا نقصد الى جعلها تقرر عدم تجديد
اطلاق النار وان نفرض تهدئة على المنظمات الاخرى. سيحتاجون الى بضعة اشهر وسيقومون
بالحساب لأن حجم الضرر كبير جدا.
"ان حماس تبذل
جهدها في السنتين الاخيرتين في تثبيت حكمها في غزة أكثر مما تبذله في الارهاب.
وكان القادة محتاجين الى الارهاب في الأساس لضروروات داخلية من اجل تعزيز مكانتهم
في المنظمة".
سألته: لماذا لم
توقف اسرائيل اطلاق النار في نهاية الاسبوع. فالذي تم في اربعة ايام هذا الاسبوع
لم يسهم ألبتة في انجازات العملية وكانت الكلفة على الاسرائيليين باهظة.
أجاب: "نحن
طرف واحد فقط في هذا الامر. والى يوم الاربعاء لم ينشأ نظام نهاية يقبله
الطرفان".
بالنسبة للجبهة
الاسرائيلية الداخلية تُنسب هذه الحرب الى القبة الحديدية. اليها والى الغرف
الآمنة. كانت قدرات هاتين الوسيلتين مدهشة لكن مع كل الاحترام كان يوجد شيء ما
اشكالي ولا يلائم كثيرا التراث الاسرائيلي في إدمان وسائل الدفاع. نجحت حماس في
جعل محاربتها باهظة الكلفة جدا من جهة مالية ربما أبهظ من ان تُطاق. فالميزانية
محدودة. والقبة الحديدية مخصصة لتكون آخر وسيلة بعد ان لا ينجح الجيش الاسرائيلي
في احباط الاطلاق. وقد أصبحت أول وسيلة في حالات كثيرة جدا.
"يديعوت أحرونوت"، 23/11/2012
3.
كيف أدارت حماس المعركة ضد إسرائيل؟
مؤمن بسيسو
وأخيرا.. انتصرت غزة بشعبها العظيم ومقاومتها الباسلة التي تقودها وتشكل
رأس حربتها حركة حماس، وأذلت ناصية الكيان الإسرائيلي وجيشه الغاشم الذي أزعجوا
أسماعنا دهرا بأنه لا يقهر.
لم تدّعِ حماس والمقاومة النصر ادعاءً، فقد تكفل ساسة الاحتلال وقادة
أحزابه ومختلف أوساطه الإعلامية والمجتمعية بتوشيح غزة ومقاومتها بأكاليل الغار،
ولسانهم يقطر بأحاديث الانكسار أمام حماس، ويصب حمم الغضب تجاه الثلاثي نتنياهو
وباراك وليبرمان الذين فشلوا في إدارة الحرب على غزة وتحقيق أي هدف من أهدافها،
وهو ما عبرت عنه وجوههم الكالحة التي تصدرت مشهد المؤتمر الصحفي المذل قبيل سريان
التهدئة، الذي لم تفلح سيول الأكاذيب والأباطيل التي اجتاحته في إقناع المجتمع
الإسرائيلي بعد شواهد الانتصار الفلسطيني العسكرية التي تركت آثارها المادية
الغائرة في معظم المدن والبلدات الإسرائيلية، وحفرت أخاديدها العميقة في صلب وعيهم
وبنية تكوينهم النفسي والمعنوي.
لم تنتصر حماس وجناحها العسكري "كتائب القسام" وحدها في معركة
الدفاع عن غزة وإذلال إسرائيل، فقد شاركتها بقية قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية
في صناعة الإنجاز الفلسطيني الكبير، لكن حماس تبقى الفصيل الفلسطيني الأكبر
والأكثر تسليحا وتنظيما الذي قاد المواجهة الأخيرة مع الاحتلال بقوة وحكمة
واقتدار، مما يعني أن التركيز على حماس لا يلغي دور وجهد الآخرين بقدر ما يحفظ قدر
وفضل الفصيل المقاوم الأهم الذي تكلف عبء إدارة المعركة في مواجهة الاحتلال.
بين يدي الانتصار التاريخي الكبير لحماس والمقاومة والشعب الفلسطيني
تساؤلات مشروعة وبالغة الأهمية عن تكتيكات المواجهة وآليات إدارة المعركة وإنجاز
النصر التي اعتمدتها حماس سياسيا وأمنيا، وأذهلت قادة الاحتلال طيلة الأيام
الثمانية المجيدة التي استغرقها العدوان.
الإدارة العسكرية
أولى المفاجآت المذهلة التي أذهبت عقول قادة الاحتلال وأربكت حساباتهم
تمثلت في دقة الإدارة العسكرية للمعركة التي نجحت فيها حماس بكل جدارة وامتياز.
لم يكن واردا في حسابات قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين على السواء أن
ترتقي الإدارة العسكرية لحماس إلى هذا المستوى الرفيع الذي يحاكي الإدارة المؤسسية
لأي جيش نظامي قوي في العالم، وأن تتمكن حماس في غضون فترة زمنية وجيزة تقل عن
أربع سنوات من تحقيق طفرة عسكرية كبرى تجاوزت معها الثغرات والسلبيات التي كشفتها
حرب "الرصاص المصبوب" على غزة نهاية عام 2008 وبداية عام 2009.
ولعل أقصى ما جال في خاطر قادة الاحتلال -وهم يرسمون ملامح قرار الحرب
الأخيرة على غزة استنادا إلى معلوماتهم الاستخبارية- أن حماس التي تمكنت من امتلاك
كمية لا بأس بها من الصواريخ والعتاد الحربي بعمليات التهريب المتواصلة عبر
الأنفاق الحدودية، لن تقوى سوى على استخدام جزء محدود منها في بداية المعركة، فيما
يتكفل سلاح الجو الإسرائيلي بالقضاء على البقية الباقية، وإجبار حماس على رفع
الراية البيضاء والرضوخ لاشتراطات الاحتلال.
لقد راكمت الحصيلة الاستخبارية الإسرائيلية معطيات كثيرة حول النشاط الواضح
والفعاليات المتلاحقة التي تجترحها حماس وجناحها العسكري في مختلف المجالات العسكرية،
لكن الغرور الإسرائيلي المعروف حجب عن قادة الاحتلال -وخصوصا قادته العسكريين
والأمنيين- إمكانية تحقق سيناريو النهضة العسكرية الشاملة لتنظيم عسكري صغير
بالمقاييس العسكرية الإسرائيلية، أو إمكانية قيامه بالوقوف في وجه الآلة العسكرية
الإسرائيلية المدعومة بروافد أمنية واستخبارية واسعة في يوم من الأيام.
ولا ريب أن شيئا من المعلومات قد بلغ مسامع قادة الاحتلال ومؤسساته
العسكرية والأمنية والاستخبارية حول التطور المؤسسي المطرد الذي غزا كتائب القسام
في مرحلة ما بعد حرب "الرصاص المصبوب"، والجهود الهائلة لاستخلاص العبر
واستدراك الأخطاء التي باشرها القسام، والعمل الدؤوب الذي وصل الليل بالنهار
لإنتاج حالة مؤسسية رائدة لا تختلف عن المنظومة المؤسسية للجيوش النظامية، لكن
تقديرات الاحتلال -أمنيا واستخباريا- لامست هذه التطورات بنوع من الاستخفاف، ولم
تتوقع أن تتحول مجموعات عسكرية ذات تسليح محدود إلى ما يشبه الجيش النظامي الذي
تحكمه مؤسسة قوية وفاعلة، ويحيط به نظام أمني محكم، وتتفرع عنه دوائر عسكرية مبدعة
في مختلف المجالات، استطاعت في غضون مرحلة زمنية قصيرة نسبيا بناء منظومة عسكرية
متكاملة ذات أهلية كاملة لمواجهة الاحتلال والتصدي للعدوان.
وهكذا، لم تستطع إسرائيل بكل ترسانتها الحربية وقدراتها الاستخبارية المساس
بالمنظومة الصاروخية لحماس، ولم تصب من مقاوميها سوى عدد محدود لا يزيد على أصابع
اليد الواحدة، وبقيت حماس كما هي، قدرات وإمكانات، لم تتأثر بحمم ونيران العدوان،
ولم تفقد سوى مئات الصواريخ التي أطلقتها على مدن وبلدات الاحتلال، في إطار
منظومتها الصاروخية التي يعتقد الاحتلال أنها ما زالت تحتوي على ما يقارب 10000
صاروخ.
لقد كانت صدمة قادة الاحتلال مدوية، وذهولهم صارخا، حين تكسّرت مخططاتهم
العسكرية على نصال غزة، وسقطت مراحل عدوانهم الواحدة تلو الأخرى، في ضوء تكتيكات
محسوبة ومنهج مدروس وإجراءات دقيقة ابتدرتها حماس منذ نهاية حرب "الرصاص
المصبوب"، ورعتها عبر جهود شاقة لم تتوقف يوما على طريق الإعداد والتدريب
والاستعداد للمواجهة، وتوّجتها قبل عدة أسابيع بوحدة تنسيق ميداني مع حركة الجهاد الإسلامي،
قبل أن تكتمل الدائرة بتشكيل غرفة عمليات مركزية شملت قوى المقاومة الحية، وتم
الإعلان عنها مع بداية العدوان.
وحين شمرت حماس عن ساعد الجدّ والعمل عندما وضعت حرب 2008-2009 أوزارها،
وبدأت في إعداد العدّة ليوم النزال ومعركة المواجهة القادمة مع الاحتلال، كانت
تدرك تماما أنها تسابق الزمن، وأن مستقبل مشروعها الوطني والجهادي يرتبط بمدى
جاهزيتها للمعركة، ومدى قدرتها على التطور والارتقاء عسكريا بما يتناسب مع التحدي
العسكري الإسرائيلي الذي لم يخفِ يوما نواياه العدوانية للانقضاض على غزة والقضاء
على مقاومتها وتدمير قدراتها وبنيتها التحتية.
وهكذا، حشدت حماس كافة عقولها العسكرية وشحذت قرائحها المفكرة في السياقين:
العسكري والأمني، وعقدت مئات ورش العمل على امتداد أشهر طويلة حتى أنجزت خلاصات
رائعة ارتكزت على مقاربة بالغة الدقة والأهمية، استوعبت تجربة الحرب الإسرائيلية
على لبنان عام 2006، وتجربة الحرب على غزة 2008-2009، فضلا عن دراسة طبيعة ومضامين
السلوك العسكري الإسرائيلي المبثوث طيلة السنوات الماضية ضد قطاع غزة والمنطقة
العربية عموما، ومجاراة المخططات العسكرية والتطور العسكري الإسرائيلي الذي يرشح
أو يتم الكشف عنه إسرائيليا.
ومن هنا فقد أعدت حماس خطة المواجهة العسكرية بكل دقة وثقة واقتدار، ولم
تضيع في سبيل إنجازها لحظة واحدة، وبنت في ضوئها مئات الأنفاق الحدودية والأرضية
في طول وعرض قطاع غزة طيلة المرحلة الماضية، وأفنت أوقاتها في تدريب وتأهيل
عناصرها وكوادرها في مختلف الميادين والمجالات العسكرية، وعكفت على تطوير منظومتها
الصاروخية المحلية الصنع بوساطة عقولها العسكرية الفذة مثل صاروخ "M75" المطور الذي يتراوح مداه
ما بين 75 و80 كيلومترا، واستجلبت تقنيات ما تستطيع من القذائف الصاروخية المتطورة
البعيدة المدى مثل صواريخ "فجر 5" التي يزيد مداها على 75 كيلومترا،
والقذائف الفعالة المضادة للدبابات من طراز "كورنيت" التي تخترق
الدبابات المحصنة على بعد خمسة كيلومترات، ناهيك عن صواريخ أرض/جو المضادة
للطائرات، وصواريخ أرض/بحر المضادة للسفن والبارجات الحربية، الأمر الذي غيّر
قواعد اللعبة ومسار المعركة وحوّلها إلى معركة مكلفة للاحتلال.
الإدارة الأمنية
من البديهي أن الإدارة العسكرية للمعركة لم تكن لتتكلل بالنجاح لولا قدرة
حماس على إدارة المعركة أمنيا.
فالواضح تماما أن إدارة حماس للمعركة أمنيا لم تقل كفاءة عن الإدارة
العسكرية، وأن الأمن العسكري الخاص لحماس تزاوج مع الأمن الفلسطيني العام في
توليفة مهنية رفيعة، شكلت تحديا بالغا لأجهزة الأمن والاستخبارات العسكرية
الإسرائيلية.
لقد تجلت ملامح الإدارة الأمنية الرفيعة للمعركة في قدرة حماس على حفظ أمن
عناصرها وكوادرها وقياداتها وعموم قواتها العاملة، وحفظ أمن عتادها ومعداتها
ومواقعها العسكرية السرية، واعتماد أساليب تمويه وإخفاء متقنة جعلت منصات إطلاق
الصواريخ أشبه ما تكون بالأشباح التي لا يمكن بلوغها وتجسيد مواقعها وأماكن
وجودها، وهو ما أحبط الاحتلال فأسقط في يده وحُرم من المعلومات الأمنية الدقيقة التي
يحتاجها لتغذية بنك أهدافه الذي تفاخر بإعداده وهدد باستهدافه قبل اندلاع العدوان،
وجعل منه بنكا فارغ المحتوى وقاصرا على المواقع الحكومية والمنشآت العامة
المعروفة، وهو ما اضطره للضرب العشوائي في عمق المدنيين في ظل حالة من التخبط
الواسع والإرباك الكبير.
علاوة على ذلك، فقد أقدمت كتائب القسام على تحصين ذاتها الأمنية عبر شبكة
اتصالات خاصة على شاكلة شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله اللبناني، وأدارت كافة
اتصالاتها وفعالياتها في سياقات المواجهة المختلفة بأمان تام وأريحية كاملة، خلافا
للحرب السابقة التي استطاع فيها الاحتلال آنذاك اختراق خطوط وشبكات الاتصال التي
يستخدمها المقاومون، مستغلا الكثير من الثغرات التي أثخنت المقاومة وأرهقت كاهلها،
وحققت العديد من الإنجازات لصالح الاحتلال.
وليس بعيدا ما أنجزه الأمن الخاص بحماس حين استطاع تدشين بنك أهداف
إسرائيلي بالغ الأهمية والخطورة، وخصوصا في المجالين: العسكري والأمني، بما اشتمل
عليه من تحديد جغرافي دقيق لقواعد ومواقع سياسية وعسكرية وأمنية بالغة الخطورة،
ومن بينها موقع مبنى "الكنيست" الإسرائيلي (البرلمان) في مدينة القدس،
وموقعا وزارة الحرب وهيئة الأركان في مدينة تل أبيب، والكثير من القواعد العسكرية
التي تم ضربها واستهدافها من قبل كتائب القسام في المواجهة الأخيرة.
وإن شئنا مزيدا من الدقة، فإن الصراخ والغضب الإسرائيلي الرسمي الذي بلغ
ذروته بعد قصف مدينتيْ تل أبيب والقدس يرجع في أحد أهم جوانبه إلى دقة استهداف
القسام لبعض المواقع والقواعد العسكرية جنوب إسرائيل، مما فرض على حكومة وجيش
الاحتلال ممارسة التعتيم الإعلامي وإخفاء كافة المعلومات ذات العلاقة بالمواقع
المستهدفة، ومنع نشرها بأي حال من الأحوال، وإخضاع أخبار القصف الصاروخي الفلسطيني
لمقص الرقيب الإسرائيلي الرسمي، والسماح فقط بنشر الأخبار ذات العلاقة
بالاستهدافات الصاروخية العامة التي لا تؤثر على الأمن الإسرائيلي.
وبكل تأكيد، لم تستطع حماس تدشين بنك أهدافها إسرائيليا في يوم وليلة، بل
كان ذلك نتاجا لسنوات طويلة من الجهد البالغ والعمل المضني والبحث الدقيق الذي
شاركت فيه طواقم عمل أمنية متخصصة، لم تغفل أو تهمل معلومة واحدة حتى تمكنت -مع
وسائل أخرى- من إعداد بنك أهداف محترم، تم وضع جزء هام منه في دائرة الاستهداف
القسامي خلال المعركة الأخيرة.
وقد نشرت حماس أدواتها وعيونها الرقابية في كل مكان في إطار جهدها الأمني
الرامي إلى فضح وكشف عملاء الاحتلال الذين ينشطون في تزويده بالمعلومات الهامة عن
مواقع وجود المقاومين الفلسطينيين، وأماكن إطلاق وتخزين الصواريخ، ونجحت في اكتشاف
عدد منهم إبان المعركة، وتم إعدامهم على الفور بعد التحقيق معهم، وهو ما شكل ضربة
أمنية ومعنوية للاحتلال، فاضطر عدد آخر من العملاء لتسليم أنفسهم لوزارة الداخلية
التابعة لحكومة حماس.
لذا، لم يكن مستغربا أن تصنع حماس النصر من رحم المعركة، وأن تنتزع الإنجاز
من قلب الموت والدمار، فقد أبلت بلاء حسنا، وأتقنت الإعداد والتخطيط والعمل
والتنفيذ، وأدارت معركتها مع الاحتلال عسكريا وأمنيا بكل جدارة واقتدار، فكانت
النتيجة: جزاءً وفاقا ومجدا تليدا ونصرا مجيدا.
الجزيرة نت، الدوحة، 23/11/2012
0 comments: