ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث
مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية CSIS سعى لطرح بعض التوصيات للادارة المقبلة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، التي رأى انه ينبغي "ان تكون احدى مكونات استراتيجية الامن القومي الشاملة .. لصيانة المصالح القومية،" محذرا من ارتدادات السياسات السابقة التي سادت القرن العشرين والذي شهد "انخراط الولايات المتحدة مع جيرانها بمستوى عَرَضي اتسم بردود الفعل وعدم التناسق."
التحولات في موازين القوى في المنطقة العربية كانت محور حلقة نقاش استضافها معهد ويلسون Wilson Center في محاولة للتعرف على القوة المسيطرة على القرار السياسي بعد الارهاصات الاجتماعية الاخيرة. وكانت مصر تحت حكم الاخوان المسلمين، برئاسة محمد مرسي، بؤرة النقاش، لا سيما بعد الدور المكتسب للاخير "كطرف مفاوض في الوصول إلى التهدئة مع إسرائيل" بعد الحرب الاسرائيلية على غزة. ملفت كان تركيز الحلقة ايضا على الدور القطري في دعم تيارات الاخوان المسلمين "وتحول قطر من استخدام القوة الناعمة في الماضي، عن طريق قناة الجزيرة والمال والدبلوماسية، إلى القوة الخشنة حالياً المتمثلة في الدعم بالمال والسلاح لقوى المعارضة السورية."
مصر وتطوراتها الاخيرة نالت تغطية مكثفة لعدد من مراكز الابحاث. معهد واشنطن Washington Institute طالب الادارة الاميركية "ممارسة نفوذها على (الرئيس) مرسي وحثه على التراجع" عن خطواته الاخيرة "عوضا عن المراهنة عليه بتعديل موقفه ذاتيا." ونادى بصراحة استخدام الولايات المتحدة نفوذها لدى صندوق النقد الدولي "كوسيلة ضغط اضافية على الرئيس مرسي" لحمله على تعديل مواقفه خشية زهوه بقدراته المكتسبة التي تفيد ان باستطاعته "انشاء نظام ديكتاتوري آخر في مصر دون الحاجة لدفع الثمن."
اما مركز السياسات الامنية Center for Security Policy فقد تسائل ما الحكمة من وراء صمت الرئيس اوباما وهل يعني "انه يحتضن سياسة مرسي." وطالب النظر بحذر الى تبلور قوى المعارضة تحت راية "الجبهة الوطنية للانقاذ" لناحية قدرتها على "تشكيل تحدٍ حقيقي لسلطة الاخوان المسلمين والسلفيين،" معولا على نجاحها بعض الشيء في المدى المنظور. وحذر من تكرار تجارب التاريخ القريب استنادا الى التجربة الاميركية مع ايران اذ "قد تحسم ادارة الرئيس اوباما موقفها الى جانب القوى الجهادية الظلامية، عوضا عن دعم مناوئيها من المعارضين للاسلاميين."
مركز ويلسون Wilson Center حث الاطراف المختلفة التوصل الى حلول وسط خشية تكرار تجربة نظام مبارك "باقصاء الاطراف الاخرى كافة .. اذ ان تلك السياسة وتكتيكاتها نجحت في انتصار الثورة، لكنها لن تسهم بارساء الديموقراطية" المطلوبة.
المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي JINSA تناول الازمة في مصر من البعد الاقتصادي مذكرا ان "اتفاق صندوق النقد الدولي بمنح مصر قرضا تبلغ قيمته 4.8 مليار دولار .. يتطلب تطبيق اجراءات تقشف قاسية، من بينها رفع الدعم عن السلع الاساسية مثل الوقود والغذاء .. اذ ان مرسي ربما يعتقد انه بحاجة الى صلاحيات استثنائية لتطبيق برنامج التقشف. لكنه لم يفلح في اقناع الجمهور المصري او شريحة المستثمرين" في مصر بذلك.
مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations ايضا تناول الازمة في مصر من البعد الاقتصادي منوها الى المساعدات التركية والقطرية المقدمة لمصر "لكنها غير كافية. اما القرض المقدم من صندوق النقد الدولي فاهميته تكمن ليس في حجمه فحسب، بل كونه يشكل مدخلا لاستقطاب مصادر مالية اخرى."الملف النووي الإيراني عاد إلى صدارة اهتمام معهد كارنيغي Carnegie Endowment الذي حذر صناع القرار من الانجرار الى خيار الهجوم العسكري،" مناشدا "الرئيس اوباما بذل مزيد من الجهود الديبلوماسية مرة اخرى،" وذلك خشية لتداعيات الموقف جراء هجوم عسكري كما يشاع، ويتعين على "الادارة الاميركية تركيز جهودها على تحفيز ايران التوقف عن تطوير لقدراتها النووية."
0 comments: