عاموس يادلين - رئيس معهد
دراسات الأمن القومي
"كلكاليست"،
1/1/2013
[إسرائيل ستتحول إلىدولة عظمى في انتاج الطاقة]
·
اعتدنا
على التفكير بأن المركز الأساسي للطاقة في العالم موجود في الخليج وفي روسيا، وأن
دولة إسرائيل قليلة الموارد، لكن هذا الحقيقة تغيرت.
·
إن مخزونات الغاز والنفط التي اكتشفت في الأعوام
الأخيرة في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، هي بمثابة تغيير استراتيجي إيجابي
شديد الأهمية في المعادلة الماكرو - اقتصادية وكذلك في ميزان الأمن القومي لكل من
البلدين. لكن على الرغم من ذلك، يجب ألا ننسى بأن هذه العملية ستستمر لأعوام
طويلة، وسيكون لها أثمان يجب أن نعرفها من أجل اتخاذ القرارت السياسية الصحيحة.
·
في
حال جرى تطوير تكنولوجيا ناجعة من أجل استخراج النفط من الصخور الزيتية لا تتسبب
بأضرار بيئية كبيرة، فإن ذلك سيجعل إسرائيل لاعباً مهماً في السوق العالمي للطاقة.
وبالاستناد إلى التقديرات الأولية، فإن حجم مخزون النفط الذي تملكه إسرائيل في
الصخور الزيتية يقدر بنحو 250 مليار برميل من النفط. ولقد ظهرت هذه الاكتشافات
لمصادر الطاقة في إسرائيل في الوقت نفسه الذي جرى فيه الكشف عن مخزون هائل للطاقة
في كل من كندا والولايات المتحدة، التي توقع التقرير الأخير للطاقة الدولية الصادر
سنة 2012 بأن تصبح الولايات المتحدة الدولة الأولى المصدرة للنفط في العالم حتى
سنة 2017.
·
إن
حجم موارد الطاقة التي جرى اكتشافها مؤخراً سيسمح لإسرائيل المتاجرة بالطاقة مع
الدول النامية في الشرق، وتوطيد شراكتها مع أوروبا، وتحسين مكانتها الدولية،
والتخفيف بالتالي من عزلتها الدبلوماسية. ويكفي أن نتخيل كيف يمكن أن تكون المعركة
الدولية ضد المشروع النووي الإيراني لو لم تكن دول الغرب خائفة من توقف التزود
بالنفط الإيراني ومن ارتفاع أسعار النفط. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن إيران تمول
العمليات الإرهابية بأرباحها من تصدير النفط، بما في ذلك تمويلها لحركة
"حماس" وحزب الله، وهي التي تسمح للأسد بقتل سكان سورية. لذا فإن الحاق
الضرر بالمداخيل النفطية لإيران لن يؤدي فقط إلى تقليص قدرتها على دعم النشاط
الإرهابي، وإنما سيؤدي أيضاً إلى تغيير استراتيجي في العلاقة بين إسرائيل ومحيطها.
·
إن
المصادر الجديدة للطاقة ستخلق فرصاً لقيام تحالفات جديدة، وستسمح بتهدئة التوتر مع
الدول المجاورة. ففي الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس بوتين إلى إسرائيل، أعلن
عن اهتمامه بتنشيط التعاون في مجال الطاقة بين إسرائيل وروسيا التي تعتبر أكبر
دولة مصدرة للغاز في العالم. وليس خافياً أهمية هذا التعاون في تحسين العلاقات بين
موسكو والقدس بصورة كبيرة. كما أن التعاون الذي تسعى إليه إسرائيل مع قبرص بشأن
اكتشاف المخزون [من النفط والغاز] في البحر المتوسط يحمل في طياته امكانية تعزيز تحالفات إقليمية
تستند إلى المصالح المشتركة في مجال الطاقة. وبهذه الطريقة يمكن أيضاً تعزيز
التعاون مع الأردن في البحث عن مصادر للطاقة البديلة الرخيصة، والتخفيف من التوتر
مع مصر وتركيا، اللتين تفرض عليهما الزيادة السكانية في بلديهما البحث عن مصادر رخيصة للطاقة.
·
لكن
على الرغم من هذا كله، فإن الجدل الدائر بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية،
والخلاف مع تركيا على حقوق التنقيب في البحر المتوسط، والمطالبة الفلسطينية
بالسيادة على جزء من مخزون الطاقة الموجود تحت الأرض في المناطق الفلسطينية
الواقعة ما وراء الخط الأخضر، كل ذلك يشير إلى احتمال نشوب نزاعات سياسية - عسكرية
حول مشكلة ملكية هذا المخزون. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الثروات ستكون عرضة
لعمليات تخريب من قبل أعداء إسرائيل، وستفرض الحاجة لحمايتها زيادة الميزانية
الأمنية. إن هذا كله يتطلب منا تصوّر الفوائد والمخاطر، ووضع استراتيجية من شأنها
أن تدعم المصالح القومية لدولة إسرائيل بصورة أكثر فعالية.
·
ويبدو
للمرة الأولى أنه في حال تصرفت إسرائيل بحكمة، فإنها ستكون قادرة على تقليص
تبعيتها في مجال الطاقة والتحول إلى قوة إقليمية، والمساهمة في تخفيف تبعية العالم
للنفط العربي.
يوسي بيلين - عضو كنيست سابق
"يسرائيل هَيوم"،
4/1/2013
2013: شرق أوسط جديد
·
إن
بعض التغيرات المتوقع حدوثها سنة 2013 هي تغيرات حتمية، جزء منها يمكن أن يأتي نتيجة
المسارات التي بدأت في المدة الأخيرة، في حين أن القسم الأكبر منها سيشكل مفاجأة
بالنسبة لمتخذي القرارات وللمحللين في آن معاً.
·
بالنسبة
إلينا، فإن التطورات الأكثر أهمية هي تلك التي تجري في الولايات المتحدة. إذ تعتبر
السنة الأولى من الولاية الثانية والأخيرة لباراك أوباما هي فرصته الأخيرة من أجل
التأثير في العالم وفي الشرق الأوسط. إذ بعد مضي العام الأول ستبدأ المعركة
لانتخاب كونغرس جديد، وبعد مرور عامين ستتقلص حظوظ أوباما كثيراً في تغير العالم.
·
إن
مواجهة أوباما للتحدي الاقتصادي الهائل من شأنها التأثير على اقتصاد أوروبا وعلى
الاقتصاد الإسرائيلي واقتصادات أخرى. وسيضطر أوباما من أجل مواجهة الأغلبية
الضئيلة التي لديه في مجلس الشيوخ، ومواجهة مجلس نواب معاد سياسياً له، إلى توظيف
كل مواهبه السياسية من أجل انقاذ معظمنا من هاوية اقتصادية جديدة.
·
في
إيران ستجري الانتخابات في حزيران/يونيو القادم، وحينها سنتخلص ولو موقتاً من
أحمدي نجاد. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل انتخاب رئيس جديد سيؤدي إلى انفتاح أكبر
من جانب إيران وإلى استعدادها للتوصل إلى تسوية مع الغرب، وإنقاذها من العقوبات
القاسية؟ أم أن الرئيس الجديد سيواصل تمسكه بالمشروع النووي الإيراني؟
·
خلال
سنة 2013 سيتحدد مستقبل سورية. وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة
والمعارضة المنقسمة، وحتى الآن من الصعب رؤية مثل هذا الاتفاق، وفي حال تلكأت
الولايات المتحدة في التدخل، فمن المحتمل
أن ينشأ وضع يُهزم فيه الأسد، ولكن تتواصل المعركة على السلطة في سورية بين
الأطراف العلمانية وبين الأطراف الدينية والدينية المتشددة. ويمكن أن تستمر هذه
المعركة لفترة طويلة من الزمن، وأن تؤدي إلى عدم الاستقرار ما وراء حدودنا
الشمالية - الشرقية، وأن تشغل المسؤولين الأمنيين عندنا.
·
أما
الرئيس المصري محمد مرسي فسيواجه هذه السنة إعادة للانتخابات البرلمانية، وذلك بالاستناد إلى الدستور الذي
أُقر في الأسابيع الماضية. وسوف يكون عليه أن يحسم ما إذا كان يمثل المصلحة
المصرية ويعمل على إنقاذ اقتصاد بلاده من
الضائقة الحادة التي يمر بها، أم أنه ممثل للإخوان المسلمين.
·
إن
العام الأول من ولاية نتنياهو الثالثة سيكون مهماً. وسيكون في إمكانه اتخاذ خطوات
سياسية واقتصادية بالغة الأهمية، وذلك قبل أن تبدأ التصدعات في الظهور داخل
الائتلاف الذي سيشكله.
·
ويمكن
القول بأن الامتناع عن القيام بمبادرة سياسية، وتحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية
الجمود السياسي، من شأنه أن يؤدي إلى سقوط السلطة الفلسطينية، وتحمل إسرائيل العبء
المالي والأمني.
·
ومنذ
الآن يتحدث محمود عباس عن ذلك بصورة علنية. ومما لا شك فيه أن المصاعب المالية
التي تواجهها السلطة تقرّب ساعة الحسم السياسي. كما أن المشكلة الديمغرافية تفرض
هي أيضاً على نتنياهو المبادرة إلى تحرك سياسي.
0 comments: