Sunday, January 13, 2013


1.         بعد اختياره وزيراً للدفاع الأمريكي.. تشاك هاغل: لست مناهضاً لـ"إسرائيل"
 نشرت الحياة، لندن، 8/1/2013 نقلاً عن مراسلها في واشنطن، جويس كرم، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، رشح أمس، السناتور الجمهوري السابق تشاك هاغل لمنصب وزير الدفاع، ما شكل تحدياً مباشراً للوبي الإسرائيلي في واشنطن الذي أطلق حملة ضد هاغل بسبب مواقفه الوسطية من النزاع العربي - الإسرائيلي ودعوته إلى الانخراط المباشر مع طهران.
واعتبِر هاغل أحد السياسيين الأمريكيين القلائل الذين انتقدوا حرب "إسرائيل" على لبنان عام 2006، كما روى في كتابه "أمريكا: فصلنا المقبل" الذي رأى فيه أن "من مصلحة إسرائيل أن تضطلع واشنطن بدور وسيط نزيه في عملية السلام"، معتبراً أن "غياب الدور الفاعل للولايات المتحدة في حل الصراع العربي - الإسرائيلي أدى إلى تراجع هيبتها". وتحدث هاغل في كتابه عن زيارته الضفة الغربية ومشاهدته "جرافات الجيش الإسرائيلي تقطع أشجار زيتون في قرية من أجل تشييد جدار أمني"، ما يفسر تعرضه لهجوم من اللوبي الإسرائيلي ممثلاً بمجموعة العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية (أيباك)، ولجنة الطوارئ لـ"إسرائيل" المدعومة من المحافظين الجدد.
وشن اللوبي حملة إعلامية ضد هاغل وموقفه من إيران، بعد تصريحه بأن "الخيار العسكري ضد إيران غير مسؤول". ويؤيد هاغل الانخراط المباشر مع إيران، ويدعو إلى إشراك دول الشرق الأوسط في أي حوار حول إيران، والوصول إلى "هيكلية أمنية استراتيجية" تحمي حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وتضمن استقرارها.
لكن استمرار حملة اليمين و"أيباك" ضد هاغل قد يعقّد فرص مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه، علماً أن نواباً جمهوريين بارزين مثل ليندسي غراهام قرروا عدم التصويت له.
وينوي هاغل لقاء مجموعات يهودية – أمريكية، وأخرى من اللوبي الإسرائيلي لتوضيح مواقفه وطمأنتهم إلى العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل".
وأضافت السفير، بيروت، 8/1/2013 نقلاً عن مراسلها جو معكرون، أن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام اعتبر أن هاغل سيكون "أكثر وزراء الدفاع عدائية تجاه إسرائيل في تاريخ أمتنا"، وانه يريد إجراء حوار مع إيران، ودعا الدولة العبرية إلى الحوار مع حركة حماس ورفض توقيع عريضة تدعو الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية.
وجاء في موقع الجزيرة.نت، 8/1/2013 نقلاً عن مراسلها وعن الوكالات، أن تشاك هاغل أكد أمس الاثنين "دعمه الكامل" لـ"إسرائيل"، بعد تعرضه لانتقادات أعضاء جمهوريين في الكونغرس، بسبب مواقف له من قضايا الشرق الأوسط. وقال هاغل لجريدة محلية في نبراسكا "ليس هناك أي دليل على أنني مناهض لإسرائيل". وأكد هاغل أنه لم يصوت مع بعض القرارات التي تدعمها منظمات مؤيدة لـ"إسرائيل"، لأنها كانت ستأتي "بنتائج معاكسة". وتساءل "كيف كان سيساعد هذا الأمر في تقدم عملية السلام في الشرق الأوسط؟ ما يصب في مصلحة إسرائيل هو أن تتم مساعدة إسرائيل والفلسطينيين في إيجاد طريقة سلمية للعيش معاً".
وأخذ أعضاء آخرون في الكونغرس على هاغل أنه رفض في الماضي أيضا فرض عقوبات اقتصادية على إيران التي تتهمها الدول الغربية بالسعي لحيازة سلاح نووي.
وردا على ذلك، أوضح هاغل للجريدة أنه اعترض على عقوبات تتبناها الولايات المتحدة دون سواها، مشدداً على تأييده لعقوبات تصدر من الأمم المتحدة.



2.         يديعوت: ماذا يحمل عام "2013" في العلاقات بين دول الربيع العربي مع "إسرائيل"
القدس المحتلة: نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تقريراً مساء اليوم الاثنين [أمس]، يفترض أن التحولات ثورات الربيع العربي التي يشهدها العالم العربي تحمل في طياتها الكثير من المخاطر الإستراتيجية، مما يستدعي تهديد كبير على "إسرائيل".
ووفقاً لما نشره التقرير فهناك عاملان أساسيان يمكن لهما أن يزيدان من التهديد العربي على "إسرائيل" والمتمثلة في انهيار الأنظمة التي لها السبق في توقيع اتفاقيات سلام مع "إسرائيل"، والآخر هو صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم.
عام 2013م... إلى أين؟؟
وبحسب التقرير فإن الربيع العربي قد مر في عدة مراحل خلال العامين الماضيين وربما يمر في مرحلة جديدة خلال العام الجديد 2013م والتي ستركز على اهتمام تلك الدول بتحديد خارطة العلاقات مع "إسرائيل".
كما وأشارت الصحيفة إلى أن الربيع العربي جاء بثلاثة أنواع من الثورات في مختلف الدول، الأول منها الثورات الهادئة وكالتي حصلت في كل من تونس ومصر وأدت إلى سقوط بن علي وحسني مبارك، أما النوع الثاني فهي الثورات المسلحة أو العنيفة كما وصفها كالتي حصلت في ليبيا، والحرب الأهلية المستمرة في سوريا، والنوع الثالث هو الثورات الإصلاحية تلك التي أجبرت الأنظمة مثل الأردن والمغرب والسعودية على اتخاذ إصلاحات بعيدة المدى وإرساء الديمقراطية ومكافحة الفساد.
ويبين التقرير أن العام 2011م كان بداية لشرارة الربيع العربي حيث تخلله العديد من الانتفاضات السلمية أدت إلى سقوط أكبر الأنظمة العربية التي كانت تعتمد عليها "إسرائيل" بالدرجة الأولى، أما المرحلة الثانية فهي تلك التي رأينها في عام 2012م والتطور الجديد في إنشاء المرحلة الانتقالية في كل دولة وإجراء الانتخابات البرلمانية وحتى الرئاسية كما حصل في مصر، وفي بعض الدول بدأت عملية صياغة دستور جديد.
وعلى الرغم من هذا إلا أنه في المرحلة الانتقالية بدأت بعض الخلافات بين الثوار في معظم دول الربيع العربي بشأن طابع الدولة في المستقبل، مدعية أن التيار الليبرالي والعلماني لشباب الثورة قد استبعدوا بعد إجراء الانتخابات وتقدم الإسلاميين الذين قالت عنهم الصحيفة لم يكونوا في قيادة حركة الاحتجاج البدائية.

الربيع العربي.. من ربح ومن خسر؟؟
وتشير الصحيفة إلى أن الرابحين بشكل أساسي من تلك الثورات هي التيارات الإسلامية لا سيما جماعة الإخوان المسلمين الذين حققوا فوزاً ساحقاً في معظم بلدان الربيع العربي في الانتخابات البرلمانية، لافتة إلى أن الحركات السلفية الإسلامية الأكثر تطرفاً تهديداً على سيطرة جماعة الإخوان، إلا أن الاحتجاجات العلمانية التي ظهرت في منتصف العام الماضي حالت دون ذلك.
أما عن الخاسرين فقد أظهر التقرير أن القوميين والعلمانيين والناصريين والبعثيين كانوا من أكبر الخاسرين في تلك المعركة - إن صح التعبير- وترجع الصحيفة السبب في ذلك إلى أفكارهم التي بحسب التقرير ميزت تلك الأنظمة برئاسة ضباط جيش فاسدين سعت الشعوب لإسقاطهم.
وتطرق التقرير إلى الملف الفلسطيني وتأثير الربيع العربي عليه في ظل استمرار الانقسام بين حركتي فتح وحماس، مشيراً إلى أن بعض الاحتجاجات قد أقيمت في الضفة الغربية ضد حكومة سلام فياض بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها السلطة الفلسطينية والتي وصفها بالخطيرة.
من الأخطر على "إسرائيل"؟
وحول الخطر المحدق بدولة "إسرائيل" فإن التقرير أوضح أن "إسرائيل محاطة بعدة دوائر خطيرة من تلك الدول التي تأثرت أنظمتها المتعاونة مع "إسرائيل" بالربيع العربي، فمثلا على صعيد مصر والتي تعتبر إحدى دول الدائرة الأولى المحيطة بإسرائيل، يرى التقرير أن ثمة استقرار يلوح في مصر على الرغم من التهديدات القائمة في سيناء والتي وصفت مؤخراً ب"القنبلة الموقوتة".
في حين يستمر العناء وتدهور الوضع الأمني في سوريا ويقترب من الخطر من "إسرائيل" يوماً بعد يوم في ظل إعلان الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الأخير "الاستمرار حتى النهاية".
ويظهر التقرير إلى أن دول الدائرة الثانية والمتمثلة في كل من تونس وليبيا واليمن والتي هي بنظر الإسرائيليين أقل خطراً عليهم من الدائرة الأولى المحيطة بهم كمصر والأردن وسوريا، إلا أن التقديرات في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى غير ذلك فرائدة الثورات العربية تونس لها تأثير كبير على المنطقة، لكنها في الوقت الراهن مشغولة بالصراع السائد بين الأحزاب اليسارية والإسلامية، فنظام الحكم يصطدم بالصراعات الداخلية فضلاً عن المظاهرات والإضرابات التي لا تتوقف.
أما في ليبيا والتي تعتبر أغنى الدول النفطية هي الأخرى غارقة بمصالحها العامة والخلافات الداخلية لا سيما الأزمة الاقتصادية والاقتتال الداخلي الذي ما زال مستمر، ويشير التقرير إلى أن الحكومة الانتقالية لم تنجح في جمع السلاح الذي تراكم في الآونة الأخيرة بأيدي المتمردين، كما أن وضعها لا يسمح الآن التطلع إلى العلاقات مع "إسرائيل".
وفي اليمن التي تعيش هي الأخرى وضعاً أمنياً صعباً يشبه الوضع في ليبيا فإن غياب قدرة النظام السيطرة على تلك العصابات والقبائل المسلحة، فضلاً عن خطر التدهور إلى الفوضى ومن ثم إلى الحرب الأهلية التي يحذر منها الجميع بين العصابات والقبائل، في حين تنادي مجموعة لا بأس بها بانقسام اليمن إلى شمال وجنوب كالذي حدث في السودان، هذا الوضع أيضاً لا يسمح بوضع برنامج جديد في كيفية العلاقات المستقبلية مع "إسرائيل".
نظرة تركيا وإيران للربيع العربي!!
وبحسب ما جاء في التقرير فإن كل من تركيا وإيران تنظران إلى الربيع العربي بنظرة مختلفة عن الأخرى فتركيا ترى أنه جاء ليدفع النظام السني القائم فيها وأن يكون خطوة جديدة لدعم رئيس وزرائها طيب رجب أردوغان، أما إيران فإنها ترى أن الربيع العربي وخصوصاً تقدم الإسلاميين سيعمل على دعم رؤية آية الله خامنئي لإقامة ما يسمى بالامبريالية الإسلامية.
ولا زالت الأنظمة الجديدة في مرحلة التنظيم والنضوج ولم تبلور حتى اللحظة موقفاً واضحاً في مسألة العلاقات مع "إسرائيل"، ومما لا شك فيه أن الانتخابات الإسرائيلية المقبلة وعلاقات الحكومة القادمة مع الفلسطينيين له التأثير الأبرز على ذلك الموقف.
وكالة سما الإخبارية، 7/1/2013


3.         مصادر عسكرية: الجيش الإسرائيلي أنهى استعداداته لمواجهة عسكرية محتملة مع سوريا
الناصرة ـ زهير أندراوس: أفادت مصادر أمنية وُصفت بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، انتهى من الاستعدادات والتدريبات، لمواجهة عسكرية محتملة قد تنشب بينه وبين الجيش السوري، يتخللها استخدام سلاح كيماوي ضد أهداف داخل العمق الإسرائيلي، على حد تعبير المصادر.
ونقلت صحيفة 'جيروزليم بوست' الإسرائيلية، الصادرة باللغة الإنكليزية عن مسؤول عسكري في جيش الاحتلال، قالت إنه عالي المستوى، قوله إن قيادة الجبهة الداخلية، التابعة لوزارة الجبهة الداخلية برئاسة الوزير آفي ديختر، تقوم في هذه الفترة بالذات بإعداد وتجهيز المستشفيات لمواجهة تلقي الدولة العبرية هجوما سوريا بالأسلحة الكيماوية.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولاً ثانيا في قيادة هيئة الأركان العامة أشار إلى أن تدريبات الجيش الإسرائيلي بوتيرة مرتفعة، ذلك أن التدريبات هي السلاح الوحيد للاستعداد لمواجهة كهذه، خاصة أنه ليس لدى إسرائيل خبرة في هذا المجال، على حد تعبيره. علاوة على ذلك، أكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الجبهة الداخلية قامت ضمن الاستعدادات والتدريبات الأخيرة، بإنشاء مناطق ومساحات تحت الأرض، في عدد من المستشفيات الرئيسية، التي تبلغ 27 مستشفى.
في السياق ذاته، قال موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الإنترنت إلى وصف الكارثة التي ستحدث إذا ما تعرضت منطقة خليج حيفا إلى هجوم صاروخي، حيث يقارن التقرير، الذي اعتمد على خبراء إسرائيليين في هذا المجال، ما بين كارثة خليج حيفا وكارثة فوكوشيما النووية اليابانية، وقد قدر الموقع عدد الضحايا من المواطنين إذا ما حدث هذا السيناريو الكارثي بنحو 25 ألف مواطن بشكل فوري، وأكثر من سبعين ألف مواطن سيتأثرون من مثل هذا الهجوم وهذا التفجير، في حين يشير الخبراء في الدولة العبرية إلى أن المواد المشتعلة الموجودة في منطقة خليج حيفا، تكفي لإشعال حريق يستمر في الاشتعال لمدة خمسة أيام متواصلة، وبشكل وحجم لم يسبق لإسرائيل أن شهدت مثله.
وعن جهوزية إسرائيل للحرب أشار الموقع في تقريره إلى أن الكثير من الإسرائيليين بدأوا بترميم الملاجئ وتحضير الأقنعة الواقية من الغازات، حسبما أفاد به المسؤول عن توزيعها، حيث قال إننا نشهد زيادة في الطلب بنسبة 100 بالمئة.
في السياق ذاته، قالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' إن إسرائيل ليست جاهزة للحرب مع إيران، لافتةً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي الذي يتدرب منذ عدة سنوات على الضربة، لا يثق بأنه بات جاهزا لإخراج عملية من هذا القبيل إلى حيز التنفيذ، كما أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليست جاهزة، إذ أن 700 ألف إسرائيلي لا يملكون الملاجئ أو المناطق الآمنة، علاوة على ذلك، فإن خمسين في المئة من سكان إسرائيل لا يملكون الكمامات الواقية من الأسلحة غير التقليدية، كما أن المستشفيات الإسرائيلية غير جاهزة لمواجهة ضربة صاروخية من قبل إيران و'حزب الله'، لأنه حسب خطة وزارة الصحة، فإن الانتهاء من تجهيز المستشفيات سيكون بعد ثلاث سنوات.
كما أبرزت الصحيفة، تصريح محافظ بنك إسرائيل، ستانلي فيشر، الذي قال إن قيام إسرائيل بتوجيه الضربة لإيران سيُدخل الاقتصاد الإسرائيلي في أزمة صعبة، على حد تعبيره. هذا في حين توقعت مجموعة معلومات الأعمال (بي.دي.آي كوفيس) وهي مجموعة بحثية مرموقة، أن يتكبد اقتصاد إسرائيل خسائر تصل إلى 167 مليار شيكل (42 مليار دولار) في حال مهاجمة إسرائيل لإيران، وتوقعت أن

تصل الأضرار الاقتصادية المباشرة إلى 47 مليار شيكل، أو ما يعادل 5.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي في 2011. في حين أن الأضرار غير المباشرة ستصل إلى 24 مليار شيكل سنويا لمدة ثلاث إلى خمس سنوات بسبب انهيار أعمال.
القدس العربي، لندن، 9/1/2013


4.         ماذا إذا هاجمت إيران "إسرائيل"؟
بني موريس
في السنين الأخيرة اشتغل كثيرون في اسرائيل وايران والعالم الكبير باحتمال ان تهاجم اسرائيل منشآت ايران الذرية. وأنا نفسي قدرت – في 2008 وفي فرص اخرى – ان ذلك يوشك أن يحدث "في الأشهر القريبة". وما يزال يوجد توقع محتمل لأن تحقق اسرائيل و/ أو الولايات المتحدة التهديد وتهاجم المنشآت الذرية في الربيع أو الصيف القادمين اذا لم تنجح العقوبات في الافضاء الى وقف برنامج ايران الذري.
لكن يوجد ايضا احتمال آخر عكسي أثاره قليلون وهو ان تهاجم ايران، اذا خلصت الى استنتاج ان اسرائيل أو الولايات المتحدة توشك ان تهاجمها قريبا – ان تهاجم بالصواريخ مطارات اسرائيل العسكرية وربما تهاجم منشآت استراتيجية اخرى باعتبار ذلك ضربة استباقية وضربة ردع.
يزعم رافضو هذه الامكانية ان الايرانيين سيمتنعون عن ذلك لأن هذا الشيء سيسوغ لاسرائيل أو للولايات المتحدة ان تردا وتضربا منشآتهم الذرية، ومن يستطيع آنذاك توجيه الدعاوى عليهما؟.
يمكن في الحق من وجهة نظر ايرانية ان تغلب التقديرات التي تؤيد ضربة استباقية ارادة ان ترى ضحية. صحيح ان الهجوم سيكون معارضا لتراث ايران الذي يرى انه لا ينبغي المبادرة الى حروب على جاراتها (ولا يشمل هذا عمليات عسكرية صغيرة يقوم بها منتدبون لحزب الله)، لكن قد يعتقد حكام ايران ان التهديد كبير جدا وان الهجوم المبادر اليه أفضل من الحفاظ على التراث.
إن ضربة ايرانية استباقية – بصواريخ شهاب وربما بطائرات ايضا – قد تشوش على قدرة الهجوم الاسرائيلية (وإن لم تفعل ذلك بالأميركية)، ولا شك في ان الايرانيين سيزعمون ان عندهم سببا مسوغا لأن قصدهم كان فقط التشويش على هجوم محقق عليهم. ولا شك في انه سيكون لهذا التفسير مشترون كثيرون في روسيا والصين وتركيا واوروبا والعالم العربي.
أقدر أنهم اذا اختاروا الهجوم – فان هذا الهجوم لن يكون محدودا باطلاق صواريخ شهاب فقط على المطارات. فالى جانب حملة ارهاب دولية قد تطلق آلاف الصواريخ من حزب الله على شمال اسرائيل ومركزها – إما جزءا من الهجوم الايراني وإما ردا على الهجوم الاسرائيلي/ الأميركي على ايران الذي سيأتي في أعقاب الهجوم الايراني. ورغم الشقاق بين ايران وحماس يحتمل ان تنشأ في هذا الوضع صدامات على طول حدود قطاع غزة بمبادرة منظمات الجهاد المختلفة فيها مثلا التي تعمل بتنسيق مع ايران. ولا شك في ان الهجمات من لبنان وقطاع غزة ستشوش على قدرة سلاح الجو الاسرائيلي على ضرب منشآت ايران الذرية. والى الضرر المباشر الذي ستسببه هذه الهجمات لممتلكات سلاح الجو، ستفضي بيقين الى صرف قدرات هذا السلاح نحو لبنان وقطاع غزة.
قد تكون آثار هجوم استباقي ايراني تصاحبه صدامات على حدود دولة اسرائيل، أوسع كثيرا، وقد تصبح كذلك في غضون أيام أو اسابيع. فالعالم السني الذي يحيط بنا – مصر وربما ايضا سوريا والأردن اذا ما نشأ فيهما حكم اسلامي – سينحي جانبا حساباته مع الاسلام الشيعي وينضم هو ايضا على نحو ما الى الحرب. وقد تدفع السعودية ودول اخرى التي يثير احتمال تطوير سلاح ذري ايراني القلق فيها – بخلاف ارادة حكامها – الى التعاون مع الاخوة السنيين. فمهما تكن الاختلافات عميقة بين طائفتي الاسلام – فان الاسلاميين في العالم يتحدون حول أمر واحد وهو عداوة اسرائيل وضرورة محو دولة الكافرين اليهودية عن الخريطة.
إن هجوما اسرائيليا و/ أو اميركيا مضادا على ايران (وعلى لبنان وربما على غزة ايضا) سيحث الجمهور المسلم على ان يطلب من الحكومات في الدول العربية ان تتدخل لمواجهة اسرائيل. ان دخول الجيش المصري الى سيناء لـ "انقاذ اخوتهم في غزة" واطلاق نار سوريا على الجولان لـ "انقاذ الاخوة في لبنان" وربما ايضا اطلاق النار من شرقي الأردن ومن الضفة، وانتفاضة العرب في اسرائيل نفسها كما حدث في تشرين الأول 2000 – ليست سيناريوهات خيالية بل قد تكون بيقين جزءا من تدهور الوضع الذي قد يحدثه هجوم ايراني رادع.
إن توقع نشوء سيناريو كهذا قد يغري الحكام في ايران – الذين يخشون ضربة اسرائيلية/ اميركية – بتوجيه ضربة رادعة تشوش على ضربة ناجعة لمشروعهم الذري. فمن الجيد ان تعد منظومات الدفاع مثل القبة الحديدية ومنظومة حيتس وباتريوت التي ينبغي ان نخمن أنها تحمي منشآت اسرائيل الحيوية، في أيام الربيع والصيف القادمين للتشويش على عمل مفاجئ ايراني وهو ليس غير محتمل.
هآرتس، 8/1/2013


5.         تقرير المخاطر الجيو-سياسية للعام 2013: التوتر بين "إسرائيل" والعرب بين الأهم في العالم
نشرت مجموعة الأبحاث الدولية المعروفة باسم "مجموعة يورو آسيا" تقريرها السنوي عن أهم عشرة مخاطر جيو-سياسية تنتظر العالم في العام 2013. وأشار التقرير الجديد إلى أن التوتر بين الدول العربية و"إسرائيل" يقع بين المخاطر العشرة الأهم التي تواجه الأسرة الدولية.
وأشار رئيس المجموعة إيان بريمر إلى أنه من بين المخاطر الكبرى المنتظرة يمكن إدراج أزمة الديون الأوروبية، وتقلبات الأسواق، وكذلك التوترات في الشرق الأوسط، خصوصاً التوتر بين إيران والدول العربية من جهة، وبين "إسرائيل" والدول العربية من جهة ثانية.
وشدد بريمر على أن منسوب المخاوف بشأن المخاطر الجيو-سياسية أكبر من اللازم. ويرى أنه برغم "الفوضى" السياسية في الولايات المتحدة، "والتي لا ريب في أنها ستستمر خلال الشهور المقبلة"، وقضية أزمة الديون الأوروبية والاقتصاد الياباني الذي يراوح مكانه، فإن المخاطر في الدول المتطورة ليست كبيرة جداً.
ويصف بريمر الوضع العربي بـ"الصيف العربي". وجاء في التقرير أن "التوتر الصاعد حول مواجهة إيران مع دول المغرب وإسرائيل يشكل خطرا منفصلا قائما بحد ذاته". لكن بريمر يشير أيضا إلى أنه عدا إيران، يعيش الشرق الأوسط حالياً مرحلة تغييرات وتوترات مثل التطرف الديني الإسلامي، وصعود منسوب العداء بين السنة والشيعة داخل الدول وبين دول الشرق الأوسط، فضلاً عن تراجع نفوذ القوى العظمى الغربية مثل الولايات المتحدة المنشغلة أكثر بأزماتها الداخلية.
ويرى أن اليابان، و"إسرائيل" وبريطانيا: تجد نفسها، وفقاً للتقرير، في وضعية جيو-سياسية مشابهة. أولا، الأهمية والعلاقات الخاصة التي تجمعها بالولايات المتحدة تراجعت في العام الأخير، مقارنة بالماضي. وفضلا عن ذلك، يرى بريمر أن قدرة هذه الدول الثلاث على التأثير في "الألعاب" الجيو-سياسية تقلصت. كذلك فإنها منشغلة بمشاكل داخلية كثيرة، الأمر الذي يجعل متعذراً عليها الرد بشكل ناجع على التحديات في الحلبة الدولية.
ويتوقع التقرير تكثيفا في حرب الظلال التي تديرها الدول الغربية ضد إيران ومشروعها النووي. وفي هذا السياق فإن بريمر يشير إلى أن الهجمات السيبيرية والاغتيالات والحملات الديبلوماسية ستتواصل في العام الجديد.
السفير، بيروت، 11/1/2013


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: