Tuesday, January 8, 2013


1.         تقرير إسرائيلي: وضعنا الاستراتيجي تحسن ومصر لن تسمح لحماس بجرها لمواجهة مع "إسرائيل"
اسرائيل - يو بي اي: قال تقرير أعده "مركز الدراسات السياسية" في وزارة الخارجية، الذي يعتبر أحد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، إن وضع إسرائيل في جبهتها الجنوبية مع مصر وقطاع غزة تحسن وأن مصر ستبذل جهودا من أجل منع حماس من محاربة إسرائيل، وأن مصر لن تسمح لحماس بجرها إلى مواجهة مع إسرائيل.
وأضاف التقرير أن المحفز المركزي لمصر من أجل تطبيق ذلك هو حاجتها إلى الانتعاش من الناحية الاقتصادية.
ونقلت صحيفة "معاريف" اليوم الخميس عن موظف رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله الموظف الحكومي الإسرائيلي إلى أن "وضعنا الاستراتيجي في المنطقة تحسن كثيرا في الجبهتين الشمالية والجنوبية".
أن قدرة إيران على الرد على هجوم ضد منشآتها النووية وشن هجوم مضاد ضد إسرائيل قد تراجعت بسبب تفكك النظام السوري وضعف حزب الله جراء الوضع في سورية.
وقالت الصحيفة إن التقرير الاستخباراتي تم استعراضه خلال مؤتمر السفراء الإسرائيليين المنعقد في القدس منذ مطلع الأسبوع الحالي وينتهي اليوم.
ووفقا للتقديرات التي تضمنها التقرير فإن الجيش السوري لن يشارك في مواجهة عسكرية محتملة بين إسرائيل وإيران، والأهم من ذلك بالنسبة لإسرائيل هو أن احتمالات انضمام حزب الله للقتال تضاءلت كثيرا، لأن حزب الله سيواجه معضلة صعبة في حال انضم إلى المواجهة العسكرية من دون دعم سوري وتشكيل خطر كبير على مكانته السياسية في لبنان.
ورأى "مركز الدراسات السياسية" في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن قوة محور إيران – سورية – حزب الله، تراجعت بشكل كبير في أعقاب الحرب الأهلية المتواصلة في سورية والتي أدت عمليا إلى القضاء على هذا المحور.
ونقلت الصحيفة عن موظف رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إن "قدرة إيران على إلحاق أذى بإسرائيل، كرد فعل على هجوم من جانبنا، انخفضت بصورة دراماتيكية، ورد الفعل الإيراني سيكون أصغر بكثير مما كان متوقعا لو أن الجبهة الشمالية (أي سورية ولبنان) استمرت في الوجود".
ووفقا للتقرير فإن الحرب الدائرة في سورية "قضت على الجيش السوري كما كان معروفا لنا" وأن إسرائيل لم تعد تتخوف من حرب بينها وبين سورية.
وأضاف التقرير الإسرائيلي أن الصراع داخل سورية اضعف حزب الله أيضا "الذي انقطع عن تزوده بالأسلحة الذي اعتاد عليها من جهة سورية وإيران".
وتابع التقرير أن حزب الله تحول الآن إلى جسم سياسي هام داخل لبنان وبحوزته كنوز اقتصادية هامة في الدولة ويتخوف الآن من أنه إذا تدخل في مواجهة محتملة بين إسرائيل وإيران فإن إسرائيل ستنفذ اجتياحا كبيرا للبنان وتسعى للقضاء عليه.
وقدر التقرير أن حزب الله من دون دعم سوري وتقليص تزوده بالأسلحة من إيران، أصبح أضعف من الماضي.
رغم هذه التقديرات فإن التقرير أشار إلى أن إسرائيل تتخوف من تفكك الدولة السورية لأن من شأن ذلك أن يعزز قوة منظمات الجهاد العالمي "التي ستوجه قدراتها نحو إسرائيل".
كذلك فإن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لا تعرف متى ستنتهي المواجهة داخل سوريا وأنها قد تمتد لفترة طويلة.
الحياة، لندن، 4/1/2013


بيّن استطلاع للرأي أجرته جمعية "هكول لحينوخ (كل شيء للتعليم)" الإسرائيلية أن 42% من الإسرائيليين يعتقدون أن الدولة يجب أن تستثمر الميزانية الأكبر في التعليم، في حين يعتقد 24% أن الميزانية الأكبر يجب أن تكون في الأمن.
وبين الاستطلاع أيضا أن 60% من ذوي الطلاب يفضلون أن يتعلم أبناؤهم في مدرسة حكومية مع أبناء الحارة، مقابل 24% يفضلون أن يتعلم أبناؤهم مع "أفضل أبناء الحارة"، بينما يفضل 16% أن يتعلم أبناؤهم في مدارس خاصة.
وجاء أن الاستطلاع شمل عينة مؤلفة من 501 مستطلع، من النساء والرجال يهودا وعربا.
وأجمع 83% من المستطلعين على أن الطلاب من الطبقات الاقتصادية - الاجتماعية المنخفضة يجب أن يحصلوا على موارد أكثر مقارنة مع طلاب من طبقات اقتصادية – اجتماعية مرتفعة. ويعتقد 83% من المستطلعين أنه على الدولة أن تحدد "سلة تعليم" تشتمل على كافة الخدمات والمضامين التعليمية التي يحصل عليها الطالب.
وقال 69% إنه على الدولة أن تحدد مواضيع التعليم التي يجب أن يلتزم بها كل طالب. وقال 67% إنه على السلطات المحلية القوية أن تمول جزءا أكبر من "سلة التعليم" مقارنة مع السلطات المحلية الضعيفة.
وبيّن الاستطلاع أيضا أن 68% لا يوافقون على أن تحصل مدرسة لا تدرس مواضيع أساسية: الإنجليزية والحساب والعبرية، على الميزانيات التي تحصل عليها مدارس تدرس هذه المواضيع.
عرب 48، 3/1/2013

حلمي موسى: سرت في الأيام الأخيرة خيبة مستترة في نفوس الضالعين في مجال الغاز والنفط في إسرائيل جراء بعض التطورات. فقد أعلنت شراكة "الفرصة الإسرائيلية"، وهي ائتلاف شركات نالت استثمار البحث عن الغاز والنفط في حقل "أفروديت 2" القبرصي القريب من خط الحدود الاقتصادية البحرية مع "إسرائيل"، أن نتائج التنقيب أظهرت وجود الغاز ولكن ليس بكميات كبيرة. وإلى جانب ذلك، فإن فرحة الإسرائيليين بتدشين أكبر منصة لاستقبال ومعالجة الغاز في البحر المتوسط لم تكتمل، بعدما تبين أن المنصة تقع في مرمى الصواريخ القصيرة المدى من قطاع غزة.
ونقلت الصحف الإسرائيلية معلومات عن مصادر في قطاع الغاز الإسرائيلي تفيد بأن كميات الغاز التي عثر عليها في "أفروديت 2" القبرصي كانت أقل بكثير من المتوقع. وجاءت هذه المعلومات بعدما أعلنت شراكة "الفرصة الإسرائيلية" أنها عثرت على الغاز في الحقل من دون أن تبين مقدار وكميات الغاز المتوقعة.
وإذا صحت المعلومات حول كميات الغاز الضئيلة في هذا الحقل، فإن هذا هو الخبر الثاني المخيب لآمال قطاع النفط والغاز في "إسرائيل" بعد فشل مساعي العثور على الغاز أو النفط في حفريات حقلي "ميرا" و"سارة" اللذين تم الإعلان أنهما يحتويان على كميات كبيرة من الغاز.
من جهة ثانية، اعتبر المعلق الاستراتيجي في جريدة معاريف عمير ربابورات أن تدشين منصة استقبال الغاز في حقل "تمار"، الواقع على مقربة من قطاع غزة وعلى بعد 24 كيلومتراً غربي ميناء عسقلان، كان مثيراً للاستغراب. وبالنسبة لربابورات، فإن المنصة التي ترتفع على علو 290 متراً وتزن 34 ألف طن، تقع عملياً غربي شواطئ غزة، وبالتالي فإن "رجال حماس الذين حملوا هذا الأسبوع منظاراً وصوبوه نحو البحر يمكنهم أن يظنوا في أنفسهم أن اليهود جن جنونهم: فأمام أعينهم أنشئ هيكل عملاق، منصة الغاز". وكتب ربابورات أن المنصة تقع في مرمى آلاف الصواريخ من طراز غراد المتوفرة في غزة، وأن رجال حماس والجهاد الإسلامي سيشرعون في التصويب نحو المنصة في جولة القتال المقبلة. وأوضح أنه حتى إذا لم تطلق صواريخ باتجاه المنصة فإن حماس تلقت هدية من "إسرائيل" يمكنها أن تهاجمها إذا فكر الجيش الإسرائيلي ذات مرة في استهداف منشآت الكهرباء في القطاع. واعتبر أن قرار نصب المنصة في هذا الموقع كان قراراً بائساً، تحكمت فيه مصالح وطنية ضيقة ومصالح اقتصادية واسعة قادت إلى اتخاذ قرارات "تقع على حدود الحماقة الوطنية".
كذلك، أشار إلى أنه من بين دوافع اختيار المكان اعتبارات تتعلق بحماية البيئة وإبعاد المنصة قدر الإمكان عن الشواطئ المأهولة بالإسرائيليين. ولكن تدخلت أيضاً مصالح شركة أنبوب النفط "إيلات - عسقلان"، وهي شركة إسرائيلية - إيرانية أنشئت أصلاً في عهد الشاه الإيراني ضمن طموح لتخطي عقبة إغلاق قناة السويس إثر حرب العام 1967.
أما ثالثة الأثافي، في نظر ربابورات، فهي أن الجيش الإسرائيلي نظر إلى الأمر من زاوية أنه سيتسلح بسفن ومعدات جديدة، لن تكون على حساب ميزانيته المعهودة. فمهمته هي حماية هذه المنصة وحقول الغاز الأخرى، ما يعني زيادة قدراته وتوسيع نطاق عمله.
السفير، بيروت، 5/1/2013
عاموس هرئيل
صور الحادثة التي وقعت الثلاثاء الماضي في بلدة طمون في منطقة جنين، والتي اصطدم فيها جنود الجيش الاسرائيلي بعشرات المتظاهرين الفلسطينيين بعد اعتقال مطلوب من قبل قوة مستعربين، حصلت على مكان الشرف في البث التلفزيوني وفي الصحافة في الغداة. وهذه الصورة ? اعتقال مفاجئ في وضح النهار وبعده مظاهرات عنف لم تعد شاذة في المشهد في المناطق في الاشهر الاخيرة. ولكن يبدو أن فيها مع ذلك أمرين جديدين: قوة الصدام التي أبداها سكان القرية، والانصات الواضح لوسائل الاعلام للحادثة، التي انتهت بعدة اصابات بجراح طفيفة (في التقارير الاولية في مواقع الانترنت زعم، بقدر من المبالغة، بان المستعربين انكشفوا وتورطوا).
بعد فترة طويلة من الهدوء الامني، فان الضفة اكثر توترا مما كانت في الماضي ? وبالاساس تحظى بانتباه صحفي متزايد. اما حاليا، فلا يزال يبدو أن الانتفاضة الثالثة حية بقدر أكبر في عناوين الصحف منه على الارض نفسها. من الصعب تجاهل الاحساس بان بعض اسباب ذلك على الاقل هي حزبية وأن التغطية الواسعة ترمي الى تقويض الزعم الذي في أساس حملة بنيامين نتنياهو، في محاولته لأن ينتخب من جديد في رئاسة الوزراء: الثناء اليومي على وضع الاسرائيليين الامني الجيد مقارنة بالفترات التي قادت فيها الدولة حكومات سابقة (برئاسة ايهود باراك، شارون وايهود اولمرت).
نتنياهو ليس شاها بريئة، بالطبع. (يوم الاربعاء الماضي) دعا صحفيين للانضمام اليه في جولة على طول الجدار في الحدود مع مصر، والاحتفال "باكماله". اما عمليا فلم يستكمل الجدار الا في القسم الرئيس من المسار، ولكن ليس في الـ 12 كم في مدخل ايلات. واستبقت الاحتفالات لاستخدام هذا الانجاز لاغراض انتخابية. صورة الهدوء الامني هي أمر حاسم لنجاح نتنياهو. وكان هذا السبب الرئيس لقراره الخروج في حملة "عمود السحاب" في قطاع غزة في تشرين الثاني. فالصور المتواترة لسكان البلدات في "غلاف غزة" وهم يبحثون عن مأوى للاختباء من الصواريخ من القطاع هددت بتقويض زعم نتنياهو ودفعته لأن يقرر الحملة وإن كان رئيس الوزراء حذرا من التورط بالانجرار الى عملية برية للجيش الاسرائيلي، قد تنطوي على عدد لا بأس به من الخسائر.
محرر "هآرتس" الوف بن سبق أن أبدى ملاحظة هذا الاسبوع عن كثرة الصور العسكرية على صفحة الفيس بوك لنتنياهو. والمتنافسون ايضا لا يمتنعون عن دس اياديهم في الصحن. فللبيت اليهودي يوجد اعلان يبدو فيه نفتالي بينيت يسحب حمالة نقل جرحى، تحت عنوان "بينيت هو أخ". اما تسيبي ليفني فحاولت أن تجري هذا الاسبوع مؤتمرا صحفيا مشتركا مع عمير بيرتس الى جانب بطارية قبة حديدية.
الاتفاق الذي لم يكن
ويحاول رئيس الاركان بيني غانتس، بحكمة، ابعاد الجيش الاسرائيلي عن المناورات الحزبية عشية الانتخابات. وهو لا يمكنه أن يخرج عن قواعد البروتوكول ويمنع رئيس الوزراء، "وزير الدفاع" ورئيس الدولة من القاء الكلمات في احتفالات تخريج دورات الطيران. ولكن استخدام القبة الحديدية كزينة مرافقة لليفني وبيرس منعها الجيش. وهكذا ايضا الغي في اللحظة الاخيرة استعراض للمراسلين مع ضابط الجيش الاسرائيلي المسؤول عن بناء الجدار في الجنوب.
على الارض نفسها، يصعب اكثر استخدام الكوابح. فقد تبين للجيش في نهاية الاسبوع الماضي، بعد التضخيم المقصود لقضية اخلاء بؤرة عوز تسيون الاستيطانية قرب رام الله. بينيت يلتف من اليمين، بالجناح المتطرف في حزبه، الذي أقام بؤرة استيطانية وهمية كي يبث بعض الروح القتالية في الجيوش عشية الانتخابات. ووقف قادة الاحزاب من كتلة اليسار ? الوسط في الصف لشجب المتطرفين واجتذبوا زمن بث باهظ القيمة. وفي الليكود ايضا كان من كسب. رئيس الائتلاف، النائب زئيف الكين من الليكود تباهى بنجاحه في وقف الاخلاء يوم السبت (وأجله الى منتهى السبت)، بعد مكالمتين هاتفيتين عاجلتين مع منسق اعمال الحكومة في المناطق، اللواء ايتان دانغوت.
فحص أكثر عمقا يبين انه لم يتحقق اتفاق الكين ? دانغوت. عمليا هاتف دانغوت زميله في هيئة الاركان، اللواء قائد المنطقة الوسطى نيتسان الون، ولكن هذا قال إنه سبق أن تقرر وقف الاخلاء. وعمل الون هكذا لسببين: حقيقة ان قوات الجيش الاسرائيلي وحرس الحدود لم تكن منظمة بما فيه الكفاية لمهمة الاخلاء والزمن القصير المتبقي حتى دخول السبت (نحو نصف ساعة). في الجيش سعوا الى الامتناع عن اثارة اخرى للخواطر وبالفعل اخلوا البؤرة الاستيطانية في الغداء مساء، في ظل استخدام قوة محدودة. وهكذا ايضا على اي حال النواب من كل الاطراف كسبوا من التغطية الاعلامية المكثفة ? التي كانت هي منذ البداية هدف المناورة بأسرها.
وعودة الى الفلسطينيين: في النقاش الذي جرى في منتصف الاسبوع في قيادة المنطقة الوسطى، تساءل قادة الالوية عن الاحساس المتراكم لدى الجمهور، وكأنه بالفعل توشك انتفاضة ثالثة على الاندلاع في الضفة. انطباعهم مختلف: فالارض كانت تغلي بالذات قبل حملة "عمود السحاب". ومنذئذ، يقولون، يلوح هبوط تدريجي في عدد احداث العنف مع الفلسطينيين.
قيادة المنطقة قلقون من كثرة هجمات "شارة الثمن" لرجال اليمين المتطرف (هذا الاسبوع احرقت سيارة فلسطينية وكتبت شعارات مضادة في قرية بيت أمر، شمالي الخليل)، هي الاخرى تتأثر على ما يبدو باجواء الانتخابات.
ويحتمل بالطبع أن قادة الالوية ورجال الاستخبارات مخطئون. فالحادثة في طمون جديرة بالانتباه بسبب قوة المقاومة في القرية. من المهم ان نرى اذا كانت الظاهرة ستكرر نفسها في حملات اعتقالات اخرى في الفترة القريبة المقبلة. أيضا في جنين هاجم مئات المتظاهرين الفلسطينيين قوة من حرس الحدود، جاءت لاعتقال مطلوب مشبوه باعمال "ارهابية" في المنطقة الصناعية في جنين. ونشأت مواجهات حادة بين الفلسطينيين وقوات حرس الحدود والجيش الاسرائيلي.
التخوف الكامن دوما في قلب رجال الاستخبارات هو من تفويت ملاحظة العلائم الاولية، على نمط ما حصل قبل اندلاع الانتفاضة الاولى في كانون الاول 1987. وفي نظرة الى الوراء تبين في حينه ان موجة الاضطرابات الهائلة، التي أدت بقدر كبير الى مؤتمر مدريد وبعدها الى اتفاق اوسلو، سبقتها علامات تحذير تجاهلتها اسرائيل. احدى العلامات البارزة تعلقت بحملة للجيش الاسرائيلي في مخيم بلاطة للاجئين قرب نابلس، قبل بضعة اشهر من اندلاع الانتفاضة. وكتب الباحثون في المخابرات في حينه وثيقة حللت التصميم الذي ابداه الفلسطينيون في مقاومة قوات الجيش الاسرائيلي في المخيم (الجنود، في عدة حالات، فضلوا الانسحاب وعدم الصدام). وفي القيادة العليا فضلوا تجاهل الوثيقة.
ولا يزال، طمون البعيدة ليست مخيم بلاطة للاجئين، الذي يوجد في قلب الضفة. مطلوب تراكم آخر من الاحداث كي يتاح الاعلان عن تغيير حقيقي. لا ريب أن الجمود السياسي، المشاكل الاقتصادية للسلطة واستمرار البناء في المستوطنات تغضب الفلسطينيين في الضفة. من جهة اخرى لا يمكن تجاهل العناصر الكابحة وعلى رأسها اعتبارات قيادة السلطة الفلسطينية نفسها.
رئيس السلطة، محمود عباس (ابو مازن) يخطط لأن يستغل في الاشهر القريبة المقبلة الانجاز الفلسطيني في الامم المتحدة في محاولة للقبول في منظمات دولية مثل المحكمة في لاهاي وصندوق النقد الدولي. واقع صدامات عنف في الضفة كفيل بان يتناقض مع ادعاء السلطة بان فيها ما يكفي من مزايا الدولة كي تحسن مكانتها.
في السلطة وفي قيادة فتح يخشون من أن يستغل الخصوم من حماس تصعيد العنف على الارض لزيادة شعبيتهم التي حظيت على اي حال بزخم حقيقي بعدما اعتبر في المناطق كانتصار لحماس في المواجهة الاخيرة مع اسرائيل في غزة. وفي هذه اللحظة يبدو أن الضفة كفيلة بان تدخل الى نوع من فترة الجمود، الى ما بعد الانتخابات في اسرائيل واتضاح سياسة الولايات المتحدة من النزاع الفلسطيني في الولاية الثانية للرئيس باراك اوباما.
كما يوجد شك في مدى انصات العالم العربي لانتفاضة اخرى في المناطق. فالنزف المتواصل للحرب الاهلية في سوريا لا يزال يجتذب اليه معظم الانتباه ومؤخرا اضيفت اليه هزة كبرى في العراق، حيث يخرج عشرات الاف السُنة في مظاهرات عاصفة مطالبين بالغاء التمييز ضدهم من جانب الحكومة الشيعية.
يجدر بنا أن نذكر بانه حتى اذا ما اندلعت أخيرا انتفاضة ثالثة، فان وضع اسرائيل ليس مشابها لوضعها عشية الانتفاضة الثانية في ايلول 2000. فمنذئذ اقيم جدار الفصل، الذي يجعل صعبا دخول "مخربين" "انتحاريين"، تحسن بلا قياس الغطاء الاستخباري للمخابرات على الارض وتحقق تنسيق عملياتي وثيق بينها وبين الجيش الاسرائيلي والشرطة. اذا ما وعندما سيندلع عنف في المناطق، فانه كفيل بان يرتدي لون الكفاح الشعبي، ضمن امور اخرى بسبب الفشل السياسي الذي تكبده الفلسطينيون في الانتفاضة الاخيرة، والتي اختاروا أن يديروها كموجة اجرامية من هجمات الانتحاريين.
في الوقت الذي يعنون فيه في الضفة بتوسيع كهذا يجدر الانتباه الى ما لا يتحدثون فيه. على حدود القطاع مرت ستة أسابيع هي الاهدأ منذ اندلاع الانتفاضة الثانية. وفي هذه الاثناء، فان وقف النار يصمد رغم أن اسرائيل تعمل بين الحين والاخر داخل "القاطع العازل" على طول الجدار مع القطاع. وهذا واقع هش ومؤقت. واضح أيضا أن ليس للطرفين اهتمام كبير في بلورة وثيقة مكتوبة تحدد قواعد اللعبة الجديدة، رغم مساعي الوساطة المصرية (التي سيطالب الطرفان فيها بتنازلات سيدفعون لقاءها ثمنا سياسيا داخليا). ومع ذلك، في غزة يسود في هذه اللحظة هدوء غير مسبوق تقريبا.
هآرتس، 4/1/2013
ا
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: