كيف حطّمت سوريا "ملحمة دمشق" القطرية - التركية؟
الخميس 14 شباط 2013، أحمد زين الدين - "الثبات"
في مطلع الأسبوع الماضي، كانت ثمة حركة ناشطة بين أنقرة والدوحة، وكانت أطراف سعودية، بقيادة سعود الفيصل وبندر بن سلطان، تتابع هذه الحركة بحماسة، وتنسق معها في بعض التفاصيل.. في وقت تصاعدت في لبنان لهجة التحدي لقوى 14 آذار تحت شعار "الدفاع عن عرسال"، وفك ما سمّوه "الحصار عنها"، ومحاولة قلب الحقائق في قضية استشهاد الرائد بشعلاني والمعاون زهرمان.
كل ذلك ترافق مع سلسلة "عواجل" وبيانات مُعدّة سلفاً في استديوهات بعض الفضائيات العربية، وتحديداً الخليجية واللبنانية، مترافقة مع حديث "إسرائيلي" عن اتجاه القيادة العسكرية الصهيونية للتقدم وإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، على خطوط وقف النار مع الكيان الصهيوني.
كانت القيادة السورية متنبهة تماماً لهذه الحركة النشيطة، فمن داخل الاستديوهات في المحطات المشاركة في المؤامرة الكونية، جاءتها معلومات عن التحضيرات المحمومة.
ومن على الحدود التركية السورية توافرت للقيادة السورية المعنية معلومات دقيقة عن الحركة التركية المشبوهة، والمنسَّقة تماماً مع قطر والسعودية، من خلال مخابرات بندر بن سلطان، حيث كانت وزارة الخارجية التركية في أنقرة وأجهزة الاستخبارات في حركة لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً.
أما على مستوى المجموعات الإرهابية المسلحة، مما يسمى "الجيش الحر" و"جبهة النصرة" و"لواء التوحيد"، فقد توافرت للمخابرات السورية معلومات قيمة جداً عن التحضيرات الجارية لهجمة واسعة على دمشق، أُطلق عليها "ملحمة دمشق الكبرى"، كما توافرت معلومات عن تدفق أكثر من 25 ألف مقاتل من جنسيات غير سورية، بينهم اختصاصيون في أعمال النسف والتفجير والقنص والرماية، تمركزوا في عدد من المناطق في ريف دمشق، التي ما زالت تسيطر عليها المجموعات المسلحة.
ووفقاً للمعلومات المؤكدة، فقد حُددت ساعة الصفر للهجوم يوم الأربعاء الماضي بدءاً من احتلال ساحة العباسيين، التي يشَن عليها الهجوم من محوريْ جوبر وزملكا.
ووفقاً للسيناريو الذي كان مُعداً لهذه "الملحمة"، فإنه أمام ضراوة الهجوم الذي يشنه آلاف المسلحين، يضطر الجيش السوري لسحب وحدات قتالية من العديد من مناطق ريف دمشق، للدفاع عن العاصمة، ما يسمح للمسلحين بالتمدد مرة أخرى في المناطق التي هُزموا فيها، كما سيتم سحب وحدات قتالية من خطوط المواجهة مع العدو الصهيوني، ما يسمح لجيش الحرب الصهيوني بالتقدم، حتى أن هناك من يرى أن المقابلة التي أجراها أحمد معاذ الخطيب مع إحدى الصحف العبرية، لم تكن بريئة، وفيها ما هو أدهى مما نُشر.
كل ذلك يترافق مع تدفق المخابرات التركية والمسلحين على حلب وإدلب وغيرهما، مما يضع القوات السورية أمام واقع مرير ووضع لا تُحسد عليه.
باختصار، السيناريو الجهنمي لما يسمى "ملحمة دمشق الكبرى"، كان هدفه توجيه ضربة عسكرية بالغة القوة والتأثير تباغت النظام، وتجعل كل هذا الحلف يمسك بالمبادرة على الأرض، من خلال تغيير موازين القوى، وفرط التسوية التي تدور محادثات تفاصيلها في كل من موسكو وواشنطن، وبالتالي كان الهدف، إذا ما نجح المخطط، جعل واشنطن في موقع المقرر وفرض الشروط على موسكو، وتالياً على طهران وكل الحلف المؤيد لسورية.
بأي حال، تطورات هذه "الملحمة" لم تأت كما يشتهي حلف أعداء سورية، إذ تمكنت القوات المسلحة السورية من تحطيمه بشكل كامل، وتفيد المعلومات عن سقوط آلاف القتلى بين المسلحين، وإصابة الآلاف، واعتقال المئات.
ووفقاً للمعلومات التي سُرّبت من وقائع هذه المعركة، فإن اعترافات مذهلة لبعض قادة المسلحين عن خطة لنقل الحركات المسلحة إلى الأردن والسعودية ولبنان، وعُلم أن كثيراً من التفاصيل وضعتها القيادة السورية بتصرف عمّان والرياض، ما قد يفتح في المستقبل القريب نقاشاً حاداً مع كل من أنقرة والدوحة حول دورهما التخريبي، علماً أنه بدأ الحديث يدور علناً عن الخلافات التي أخذت تعصف داخل القيادتين التركية والسعودية حول الشأن السوري والدور القطري.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية عربية متابعة، فإن هذه التطورات الميدانية دفعت بأحمد معاذ الخطيب للبدء بالحديث عن الحوار مع النظام، لكن مصدراً سورياً مرموقاً يؤكد أن دمشق لن تقبل بحوار مجرد من أي شروط مسبقة، ووفقاً للمبادرة التي كان قد أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد، كما أن دمشق التي كانت رفضت في السابق الحوارات المشروطة، رغم الضغوط العربية والدولية والابتزاز الخليجي والتهديدات العسكرية، لن تقبل وهي في مرحلة تحقيق انتصارات نوعية، وانهماك العالم، خصوصاً واشنطن وباريس ولندن بأزماتهم المالية والاقتصادية من جهة، والكيانية من جهة أخرى، حيث تهدد اسكتدلندا بالانفصال، بتقديم أي تنازلات.
تابعوا جيداً الاتصالات التمهيدية لقمّة بوتين – أوباما بعد أيام، وتابعوا جيداً احتفالات الجمهورية الإسلامية في ذكرى انتصار ثورتها، انتبهوا جيداً لكلمة السيد حسن نصر الله يوم السبت.
0 comments: