إختبار الثروات: أبعاد استراتيجية واقتصادية جديدة للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل
6 شباط/فبراير 2013
إقراً هذا الملخص أو شاهد شريط الفيديو باللغة الانكليزية لحلقة نقاش جرت مؤخراً وضمت خبراء المعهد مايكل آيزنشتات وديفيد بولوك، بمشاركة غريغ سليتر من شركة إنتل والدكتور ستيفن فيليبس من "المعاهد الوطنية للصحة"، على السبل الواسعة التي تستفيد بواسطتها الولايات المتحدة من تحالفها مع إسرائيل.
"في 31 كانون الثاني/يناير 2013، خاطب مايكل آيزنشتات، ديفيد بولوك، غريغ سليتر وستيفن فيليبس منتدى سياسي في معهد واشنطن. السيد أيزنشتات هو مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في المعهد. والدكتور بولوك هو زميل كوفمان في المعهد. والسيد سليتر هو مستشار بارز ومدير قسم سياسة التجارة والمنافسة في شركة إنتل. والدكتور فيليبس هو المدير المشارك لـ "المكتبة الوطنية للطب" في "المعاهد الوطنية للصحة" -- والآراء التي أعرب عنها هنا خاصة به فقط. وفيما يلي ملخص المقررة لملاحظاتهم؛ إقرأ تقرير معهد واشنطن باللغة الانكليزية ذو الصلة بالموضوع "اختبار الثروات: كيف تستفيد الولايات المتحدة من تحالفها مع إسرائيل"."
مايكل آيزنشتات
على الرغم من أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا تقوم على التماثل -- حيث تتولى واشنطن توفير الدعم الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي الواسع -- إلا أنها تحقق الفائدة للطرفين، حيث تحمل في طياتها العديد من المنافع للولايات المتحدة على عدة مستويات. أولاً، إسرائيل هي الحليف الشرق أوسطي الذي تتطابق مصالحه بشدة مع مصالح الولايات المتحدة، سواء من حيث تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة الحركات المتطرفة العنيفة («حماس» و«حزب الله») والأنظمة (سوريا وإيران)، أو فيما يتعلق بمنع المزيد من الانتشار النووي في المنطقة.
ثانياً، قدمت إسرائيل إسهامات عديدة تحسّن قدرة واشنطن على مواجهة التحديات الأمنية "الخشنة" (العسكرية) منها و"اللينة" (غير العسكرية). وتشمل الإسهامات "الخشنة" تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون في مكافحة الإرهاب ودفاع الصواريخ/القذائف والأمن الداخلي والتعاون في مجالي الدفاع والصناعة. على سبيل المثال، تعلمت الولايات المتحدة دروساً فنية عسكرية هامة من جهود إسرائيل لمواجهة تحديات القذائف والصواريخ. وعلى نحو مماثل، لعبت التجارب العسكرية الإسرائيلية منذ فترة طويلة دوراً هاماً في تشكيل "أسلوب أمريكا في الحرب" (على سبيل المثال من خلال صياغة مفهوم المعركة البرية- الجوية في السبعينيات؛ ومنهج الولايات المتحدة في إخماد الدفاع الجوي في الثمانينيات، ومنهجها عقب أحداث 11 أيلول/سبتمبر في مكافحة الجماعات المتطرفة العنيفة).
ورغم ذلك يجب على إسرائيل أن تتعامل مع تحديات هائلة لأمنها ورفاهها الاقتصادي ومكانتها الدولية على المدى الطويل لو شاءت أن تحتفظ بجاذبيتها كحليف للولايات المتحدة. ويشمل ذلك الأزمة مع الفلسطينيين والتوترات مع واشنطن والفجوات الاقتصادية وأوجه القصور التعليمية والقضايا الديموغرافية ونزع الشرعية والبرنامج النووي الإيراني.
ديفيد بولوك
تقدم إسرائيل إسهامات أمنية "لينة" كثيرة للولايات المتحدة، وذلك من خلال العديد من الشراكات الاقتصادية والتكنولوجية التي تحافظ على التكامل الحقيقي للعلاقة. ومن المهم في هذا الصدد أن ندرك أن إسرائيل لم تعد دولة "صغيرة تكافح من أجل البقاء"، بل أصبحت اقتصاداً متقدماً بتعداد سكاني يناهز ثمانية ملايين نسمة وتأهلت مؤخراً للانضمام إلى "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية". وقد وفّرت على مدار السنوات السبع الماضية سوقاً للصادرات الأمريكية يتجاوز حجمه سوق المملكة العربية السعودية -- ورغم أنها لا تضم سوى 3 في المائة من سكان المنطقة، إلا أن إسرائيل تشكّل نحو 25 في المائة من جميع الصادرات الأمريكية إلى الشرق الأوسط. كما أنها من بين أكبر عشرين مستثمر أجنبي مباشر في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2009. وفضلاً عن ذلك، تعود 2.25 مليار دولار من المعونات الأمريكية السنوية البالغة 3 مليارات دولار من خلال مشتريات إسرائيلية للمعدات العسكرية الأمريكية -- وهذا لا يمثل سوى 5 في المائة من إجمالي التجارة الثنائية كل عام.
ويغلب أن تركز إسهامات إسرائيل على مجالات بارزة تمثل أهمية بالنسبة للأمن "اللين". وتشمل هذه تكنولوجية الأمن السيبراني المتقدمة، وخاصة في مجال حماية البنية التحتية الحيوية. على سبيل المثال، استحوذت شركة الحاسوب الأمريكية العملاقة "سيسكو" على شركة إسرائيلية توفر الكثير من برامج تشفير الفيديو التجارية المستخدمة في جميع أنحاء العالم. وهناك مجالات هامة أخرى من بينها تنويع مصادر الطاقة والمرونة الاجتماعية والأمن المائي/الغذائي.
كما أن دور إسرائيل كأمة "صاعدة" بالغ القيمة والأهمية. فكل عام تزود إسرائيل الولايات المتحدة بآلاف المهنيين ذوي المهارات العالية ومئات براءات الاختراع المشتركة والمنشورات التقنية -- بما يعادل نصف ما توفره ألمانيا تقريباً، مع الوضع في الاعتبار أن الأخيرة عملاق اقتصادي وتكنولوجي يتجاوز تعداد سكانه تعداد سكان إسرائيل عشر مرات. كما توفر الشركات والمنتجات الإسرائيلية وظائف لعشرات الآلاف من العمال في الولايات المتحدة.
وبالإضافة إلى ذلك، تُثمر الشراكات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الغالب ابتكارات تُفيد مبادرات التنمية العالمية في مجالات مثل الغذاء والماء والطاقة والطب. على سبيل المثال، تُستخدم أساليب وتقنيات ختان البالغين الإسرائيلية على نطاق واسع في أفريقيا حالياً كتدبير وقائي ضد مرض الإيدز. ومن بين الأمثلة الأخرى مشاريع دولية كبرى في مجالات التطعيم والري بالتنقيط وتحلية المياه والمزارع السمكية والطاقة الشمسية وحتى صناعة الألبان.
غريغ سليتر
هناك علاقة مفيدة ومهمة جداً بين شركة إنتل وإسرائيل. فهذه البلاد هي مقر لبعض منشآت التصنيع ومراكز التصميم الرئيسية لشركة إنتل، وقد أدى هذا الترتيب إلى ظهور ابتكارات تكنولوجية هائلة.
كما أن الشركة رائدة في الصادرات من إسرائيل. ففي عام 2011، بلغت قيمة صادرات إسرائيل التي تُصنعها شركة إنتل 2.2 مليار دولار، وسوف تزداد قيمة هذه التجارة مع تحسن التكنولوجيا. ويبلغ إجمالي استثمارات إنتل حالياً في البلاد 9.4 مليار دولار وسوف تستمر في الارتفاع.
ويجدر بالذكر أن الابتكارات الإسرائيلية في هذا المجال متميزة وتلعب دوراً جوهرياً في تطوير التكنولوجيا العالمية. وهي تشمل تصنيع معالجات إنتل "آيفي بريدج" و"ساندي بريدج"، وهي الأكثر تقدماً من نوعها في العالم. كما سبق أن قامت شركة إنتل إسرائيل بالتوصل إلى ابتكار شكّل انفراجة في عالم الحواسب المحمولة ألا وهو: تقنية معالجات 2003 التي أطالت عمر البطارية وجعلتها أقل سُمكاً وأخف وزناً.
وتشمل الابتكارات الإسرائيلية الأخرى تقنية "واي دي" (التي تتيح تشغيل مقاطع فيديو من أجهزة الحواسب المحمولة على أجهزة التلفزيون) وتقنية "ثندربولت" (التي تتيح النقل السريع لكميات ضخمة من البيانات). وينتقل مهندسو تصميمات إنتل حالياً إلى تطوير البرمجيات التي تشمل الابتكارات الإسرائيلية في تقنية حماية الهوية.
ستيفن فيليبس
يقوم التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجال الرعاية الصحية على التبادل حيث تستقبل أمريكا معلومات من إسرائيل تتجاوز ما توفره الأولى. وإذا كان لنا أن نستشهد بأحد المؤشرات، فإن إسرائيل تحل في المرتبة الرابعة على مستوى العالم من حيث عدد المنشورات في العلوم الطبية.
وهناك عدد من الاتفاقيات الثنائية الرسمية يدعم هذه الشراكة. فقد شرعت الولايات المتحدة وإسرائيل في عام 1985 -- من خلال مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية ووزارة الصحة الإسرائيلية -- في زيادة تبادل المعلومات العلمية وبحوث الخدمات الصحية والأنشطة الإدارية والتدريبات التعليمية، وأكثر من ذلك. على سبيل المثال، حقق التعاون المكثف مع "المركز القومي الإسرائيلي لأبحاث الإصابات الرضية وطب الطوارئ" نتائج علمية هامة وفوائد عملية في هذا المجال الذي تزداد أهميته.
وهناك شريك عالمي آخر متميز للعلماء الأمريكيين هو المعهد الإسرائيلي التخنيون، الذي وفّر أبحاثاً وإجراءات ومنتجات طبية وغيرها من الأبحاث العلمية والهندسية المتميزة على مدى عقود. وقد تأسست "كلية الطب الأمريكية في التخنيون" في عام 1979 لكي يدرس فيها الطلاب الأمريكيين الذين يتدربون في إسرائيل ثم يعودون إلى أمريكا للممارسة.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع الشركات الإسرائيلية الرائدة في مجال الاستجابة في مشاركة الأدوات والتقنيات، بما في ذلك القلم الرقمي (الذي ينقل المعلومات حسب ترتيب الأولويات إلى مستشفيات الاستقبال) ورموز تعريف الترددات اللاسلكية (التي تتبع المرضى أثناء نقلهم إلى المستشفى) و"جهاز العثور على المفقودين" (الذي يُنشئ سجلات صور للضحايا من أجل التعرف عليهم وتحديد مواقعهم). وتشمل الإسهامات الهامة الأخرى توفير التوجيهات للمستجيبين والمستقبلين الأوائل، بما في ذلك تقنيات إدارة المواد الكيميائية مثل مكتبة WebWISER الإلكترونية. كما تعمل الولايات المتحدة مع إسرائيل عن كثب من أجل الاستعداد للإرهاب الإشعاعي.
وعلى نطاق أوسع، يمكن لنظام الرعاية الصحية الكلي لإسرائيل أن يوفر أفكاراً هامة للممارسين الأمريكيين. ففي العديد من المجالات يوفر النظام الإسرائيلي نتائج أفضل بتكلفة أقل، وهو ما قد ينطوي على دروس قيِّمة للولايات المتحدة.
أعدت هذا الملخص المقررة هبة دفشي.
0 comments: