Wednesday, February 13, 2013

هل يشنّ «حزب الله» حرباً إلكترونيّة على إسرائيل؟


جريدة الجمهورية
كشفت الصحافة الإسرائيليّة أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يزور إسرائيل في الربيع المقبل، سيبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدداً من الملفات، خصوصاً في سُبل حماية أمن تلّ أبيب والمصالح الأميركيّة في المنطقة، بعد الغارات الإسرائيليّة الأخيرة على سوريا وتهديدات سوريّة - إيرانيّة بردّ قاسٍ.
أوباما ونتنياهو يتخوّفان من انتقام سوريّ - إيرانيّ
T+ | T-
ونقلت الصحف الإسرائيليّة في الساعات الماضية عن تقرير استخباريّ، أنّ "أوباما ونتنياهو يتخوّفان من انتقام سوريّ - إيرانيّ قد لا يكون بالضرورة عسكريّاً، بل إلكترونيّاً يُنفّذه "حزب الله" وتُحقّق إيران من خلاله مكسبَين استراتيجيّين، الأوّل ردّ الصاع صاعَين لتلّ أبيب بسبب غاراتها على سوريا، والثاني تعطيل القدرة الإسرائيليّة على شنّ هجوم وَشيك ضدّ البرنامج النووي الإيراني".

وأشار التقرير إلى أنّ "خبراء أميركيّين في مجال الحاسوب وأنظمة المعلومات المتطوّرة سيسبقون أوباما إلى إسرائيل، حيث سيعملون مع نظرائهم الإسرائيليّين على وضع خطط سريعة لإحباط أيّ هجوم إلكتروني، فضلاً عن التخطيط لخطّة طويلة الأمد لتعزيز القدرات الإسرائيليّة في الحروب الإلكترونيّة، في ضوء تعاظُم قدرات إيران و"حزب الله" في هذا المجال خلال الأشهر الأخيرة".

وأضاف التقرير أنّ "نتنياهو عازم على الانتهاء من تشييد مركز حماية المعلومات والأنظمة الإسرائيليّة في منطقة بئر سبع، والذي سيُنقل إليه أيضاً مركز تنصّت للجيش الإسرائيلي"، كاشفاً أنّ "الجنوب اللبناني بات أكثر من أيّ وقت مضى تحت مُراقبة إسرائيليّة شديدة، لأنّ "حزب الله" أنشأ فيه غرفة عمليّات رقميّة سرّية محميّة بنحو استثنائي من الاختراقات الإلكترونيّة، وتشكّل خطراً متزايداً على إسرائيل".

ولفت إلى أنّ "طهران قادرة على استهداف المصالح الأميركيّة في المنطقة، واستخدام "حزب الله" لتنفيذ هجمات إلكترونيّة، إذا اتّخذ أوباما ونتنياهو خطوات حاسمة لوَقف برنامجها النووي"، مُذكّراً بأنّ "المصارف ومؤسّسات ماليّة وشركات نفط أميركيّة في الخليج العربي تعرّضت في الأشهر الأخيرة لهجمات إلكترونيّة".

«إستجداء الموقف الدولي»

وفي هذا الإطار، قال عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس لـ"الجمهورية"، تعليقاً على إمكان مشاركة "حزب الله" في أيّ ردّ سوري - إيراني على إسرائيل، إنّ "العدوّ الإسرائيلي اعتاد الاعتداء على الآخرين وكأنّه يحقّ له القتل والقصف والتدمير من دون أن يُواجَه بأيّ ردّ، وهذا ما حصل أخيراً في سوريا".

وشدّد على أنّ "الردّ يجب أن يكون هذه المرّة عسكريّاً، ولكن ليس بالضرورة أن يكون مصدره الأراضي اللبنانيّة"، مُستغرباً الموقف العربي الضعيف من الاعتداء الإسرائيلي على سوريا، سائلاً: "أين العرب اليوم من قضاياهم، وتحديداً من القضيّة الفلسطينيّة؟".

واعتبر خريس أنّ "الإسرائيليّين يحاولون تبرير أفعالهم في المنطقة، ويستجدون موقفاً دوليّاً داعماً لهم من خلال اتّهام "حزب الله" بتفجير بلغاريا وتضخيم الموضوع"، مشيراً إلى أنّ "أوباما وعَد في ولايته الرئاسيّة الثانية بالابتعاد عن الحرب والسَير نحو السلام، ولكنّنا ننتظر لنرى هل هذا سيُطبّق".

«عجز»

من جهته، حسَمَ العميد المُتقاعد وهبه قاطيشا، عجزَ "حزب الله" عن الفوز في حرب إلكترونيّة ضدّ إسرائيل، لكنّه لم يستبعد في حديث لـ"الجمهورية" أن يحاول الحزب شنَّ حرب مُماثلة.

وأوضح أنّ "إيران وسوريا ليستا على قدر من التطوّر التقني الذي يُمكّنهما من إلحاق ضرر إلكتروني بإسرائيل"، مُقلّلاً من أهمّية الحديث عن "تعاظُم" قدرة "حزب الله" الإلكترونيّة، علماً أنّ الحزب كان توعّد تلّ أبيب بـ"مفاجآت جديدة"، بعد إقراره بإرسال طائرة استطلاع فوق مفاعل "ديمونة" النووي قبل أشهر.

أمّا مستشار الرئيس سعد الحريري، الوزير السابق محمّد شطح، فرفض التعليق على إمكان تورّط "حزب الله" في أيّ حرب إلكترونيّة ضدّ إسرائيل، لكنّه أكّد أنّ "الملفّين السوري والإيراني سيُشكّلان أولويّة بالنسبة إلى السياسة الأميركيّة في الفترة المقبلة".

وشدّد، من جهة ثانية لـ"الجمهورية"، على "ضرورة إيجاد مقاربة جديدة للنزاع العربي - الإسرائيلي، وأهمّية مُعالجته بعمق خلال المحادثات بين أوباما ونتنياهو"، مُعتبراً أنّ "وضع هذا الملفّ على الرفّ سيُشكّل خطأ كبيراً".
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: