Tuesday, March 12, 2013


فرصة لبنانية للضغط على إسرائيل

الثلاثاء 12 آذار 2013،     خليل فليحان - النهار
أمام لبنان فرصة ذهبية ليطلب من الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن، وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية الضغط على اسرائيل للانسحاب من 870 كيلومترا من مساحة لبنان في "المنطقة الاقتصادية الخالصة" التي قد تحتوي على آبار للنفط والغاز ترفض الانسحاب منها وسجلتها في الدوائر المختصة في منظمة الامم المتحدة على أنها تابعة لها رغم مطالبة المنظمة بوضع ثقلها للانسحاب منها.
واللافت ان واشنطن ولندن وعواصم عالمية أخرى تتسابق على عرض خدماتها على لبنان من أجل الافساح في المجال امام شركاتها للمجيء الى تلك المنطقة من أجل التنقيب عن النفط. والجميع يذكر ان وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ زار بيروت في 20 شباط الماضي خصيصا لابلاغ المسؤولين باهتمام بلاده بالثروة النفطية وبمنابع الغاز، وخرج عن المألوف الذي يتبعه كل وزير خارجية في برنامج لقاءاته الرسمية، فاجتمع الى وزير الطاقة وعرضا الامكانات المتاحة أمام شركات بلاده للتنقيب عن النفط والغاز، وشاهد تجربة حية أقيمت في باحة الوزارة عن سبل العثور على النفط والغاز في اليابسة.
وأمس كانت زيارة لوفد أميركي للغرض عينه، وضم نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ونائب وزير الطاقة اللذين أعربا عن استعداد بلدهما لتقديم التسهيلات من أجل التنقيب واستخراج النفط والغاز. واللافت أن الرئيس نبيه بري توسع في البحث معهما في الثروة التي تنتظرها البلاد، وقد استمع الوفد الى شرح مفصل من وفد لقيادة الجيش برئاسة اللواء عبد الرحمن شحيتلي الذي تولى عرض ترسيم الحدود البحرية اللبنانية وتحضيرات لبنان لاستثمار ثروته من الغاز والنفط، وكان شرح موسع للآليات التي يتبعها الجيش في ترسيم تلك الحدود وفقا للمعايير والمعاهدات الدولية، وأجاب عن اسئلة الزائرين. وما لفت المسؤولين الذين التقاهم الوفد، هو الاستفسار عما اذا كان البدء العملي باستخراج النفط والغاز سيتم بجو هادئ اذا لم تنسحب اسرائيل، وهل "حزب الله" سينفذ تهديداته اذا لم تنسحب من المساحة التي تحتلها؟ مع التذكير بأن واشنطن نصحت للبنان والاطراف الآخرين المعنيين بالبدء باستخراج الثروة من المنطقة التي تخص كل دولة، وابقاء المنطقة المتنازع عليها الى حين انتهاء الاحتلال الاسرائيلي للكيلومترات اللبنانية المحتلة.
وتوقعت دوائر دبلوماسية لدى سؤال لـ"النهار" عن مدى جذب الدول لافادة شركاتها من مادتي الغاز والنفط، أن تجذب المادتان المستثمرين في مجال الطاقة، وأن هؤلاء يلجأون الى دولهم لتمهيد الطريق أمام مشاريعهم. ودعت تلك الدوائر السلطات الامنية المختصة الى توفير الامن في البلاد وفي المنطقة البحرية حيث يفترض وجود منابع للغاز والنفط، من أجل اقبال المستثمرين العالميين على بيروت لاستثمار الثروة البحرية.
وسألت ماذا تفعل السلطات السياسية والامنية لتحصين لبنان من شظايا الحرب السورية، بينما توقعت لجنة التحقيق الدولية المكلفة تقصي الحقائق حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا امتداد المواجهات الدامية الى لبنان، لان العجز الدولي عن وقف العنف ينذر بخطر حقيقي من تمدد العنف الى الدول المجاورة وفي طليعتها لبنان، وأسهب التقرير في تفصيل ما يجري من تجاوزات من الطرفين المتصارعين.
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: