قبول نصر الله وبري بإستقالة ميقاتي لم يكن إبن ساعته
الإثنين 25 آذار 2013، آخر تحديث 09:25منال زعيتر - اللواء
سقطت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي و«مشي الحال»، في ظاهر الامور قدم رئيس الحكومة المستقيل نفسه بطلاً وطنياً امام طائفته مستغنياً عن الكرسي كرمى عيون اللواء اشرف ريفي، أما الحقيقة فتبدو مختلفة كلياً. اذ ان القبول باستقالة ميقاتي او اقالته بحسب تعبير مصدر وزاري كانت محسومة من قبل قوى 8 آذار حتى قبل ان يحسمها هو مساء 22 آذار.
وفي التفاصيل كما يرويها قيادي مخضرم في حديث خاص جداً لـ«الـلواء» فانه قبيل عشرين يوماً تحديداً من جلسة الثاني والعشرين توافرت معلومات مؤكدة لهذه القوى تفيد بأن الرئيس ميقاتي ينوي الاستقالة من مهامه في الجلسة المذكورة وان هناك من ابلغ الرئيس السابق ان تلك الجسلة يجب ان تكون مصيرية لجهة تخيير 8 آذار بين التمديد لريفي وتعيين هيئة الاشراف على الانتخابات او الاستقالة او تضييق الخناق عليه مالياً وسياسياً واقتصادياً، وفي طبيعة الحال علمت هذه القوى ان ميقاتي سيقدم مصلحته الشخصية على المصلحة الوطنية وسيذعن للضغوطات التي تمارس عليه، ولكنها تركته يمشي في لعبته دون ان يدري بانها حضرت نفسها للاتي كما انها في الاصل باتت مستعدة للمضي بهذه الخطوة من خلال خطوة ميقاتي او غيره نظرا الى ان الحكومة بالنسبة اليها سقطت ورقتها والاسباب التي اوجبت تشكيلها في السابق لم تعد موجودة، الا ان المهم في الامر ان هذه القوى خططت وحسمت امرها نهائيا في موضوع الرئيس العتيد « لا يمكن بعد اليوم الرضوخ لابتزازات الرجل بعد كل ما قدمناه له ومتى اراد الرحيل فله ذلك ولا مانع لدينا » ومن هنا فان قبول كل من الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله و«رئيس مجلس النواب» نبيه بري استقالة ميقاتي لم يكن «ابن ساعته» انما كان مدروسا ودقيقا ومحضراً سلفاً.
لكن ميقاتي. الذي وللاسف لم يكن يعلم بان هذه القوى حسمت امرها بقبول استقالته لحظة قيامه بخطوته المنتظرة، قام قبل اربعة او خمسة ايام من موعد الجلسة بابلاغ الفريق الشيعي عزمه على تقديم استقالته ليس بسبب « اشرف ولا اشراف» انما لانه لم يعد يقوى على تحمل الضغوطات الخارجية، وحينها تم تبليغه فوراً بقرار الفريق الشيعي الشهير طبعاً بالاتفاق مع كافة القوى في 8 آذار « اعمل اللي بدك ياه».
ومما تقدم فان المجريات المحيطة باستقالة ميقاتي كانت معروفة مسبقاً ولم تفاجىء احدا سواء ميقاتي نفسه او القوى التي اتت به الى رئاسة الحكومة، وبالتالي فان براعته في شرح ظروف الاستقالة لم تقنع احداً ولم تكن كما قال من اجل المصلحة الوطنية الجامعة انما تهرباً من المسؤولية، بحسب ما يقوله القيادي المخضرم الذي يضيف بأنه كان اشرف لميقاتي «بما انه لم يكن يملك قرار بقائه بالحكومة » ان يطلب اعفاءه من مهامه بدل ان يعاود الابتزاز السياسي لمن وقفوا معه طويلاً في كل المفاصل وكانت لعبته دوماً مكشوفة من قبلهم.
واعتبر القيادي اليوم ان ميقاتي «ارتاح وريح» وخفف باستقالته الضغوط عن 8 آذار لانه كان يتصرف معها مثل الطفل المدلل، فقد عطل انتاجية الحكومة وظل يحافظ على مكتسبات 14 آذار وهو في حكومة 8 آذار، كما ان الحكومة اصبحت باستقالته رسميا وعلنيا حكومة «تصريف اعمال» في حين انها منذ ولادتها كانت وبقيت حتى اللحظة الاخيرة باستثناء اقرار سلسلة الرتب والرواتب حكومة تصريف «اعمال مقنعة»، يضاف الى ذلك ان استقالة الرجل لا يمكن ان تكون نهاية المطاف وهناك في اجندة هذه القوى الكثير من الكفاءات المستعدة للسير بالمشروع الوطني بمسؤولية دون ان تتهرب على وقع الضغوطات او تحاول الحصول على مرادها بالابتزاز والتهديد.
اما الحديث عن تشكيل حكومة جديدة اذا سلمنا جدلا بذلك فهناك احتمالان، واحد يقول بان الامور لن تذهب بعيدا في حال تاليف حكومة جديدة لان المشهد العام قد لا يتغير كثيرا وسوف يعاد انتاج الوضع القائم بنفس الطريقة، وآخر يتحدث عن حكومة ببيان وزاري مختلف وشروط مغايرة كما يطالب الفريق الاشتراكي، اما حديث البعض عن حكومة جديدة بدون «حزب الله» فهذا ما يبدو الخيار الاقرب الى الخيال لان التضحية من قبل الحزب ليست في عدم المشاركة انما في المشاركة في اي حكومة انقاذا للبلد.
الا انه في كل الاحوال ومما يبدو فان البلد دخل في مرحلة مراوحة وفراغ كبيرين، وما قبل الاستقالة سيكون حتما كما بعدها، بل اكثر من ذلك فان طريقة تعامل قوى 8 آذار مع استقالة ميقاتي ورفض التمديد لريفي قد تمتد دائرتها الى القصر الجمهوري والمختارة وما كان مقبولا بالامس القريب من الوسطيين يبدو انه اصبح محرماً منذ قبلت 8 آذار التضحية بحكومتها على مذبح رفض المؤامرات والمتآمرين.
0 comments: