Saturday, March 16, 2013


ترجيح لهجمات سلفيّة ضد حزب اللّه في لبنان

توقعت نشرة «إنسايت» (Insight) الدورية، الصادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل ابيب، أن يواجه حزب الله وضعاً صعباً في لبنان، في حال أدّت الحرب في سوريا الى تغييرات دراماتيكية وسقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مشيرة الى ان تداعيات المسألة السورية لن تكون مقتصرة على تغيير ميزان القوى في لبنان وحسب، بل قد تؤدي الى «تغيير النظام السياسي في هذا البلد».

واستعرض محررا النشرة، الباحثان في شؤون الشرق والاوسط و«الحركات الارهابية»، يورام شفايتزر وبنديتا بيرتي، «الاوضاع السيئة» التي يمرّ بها حزب الله، سواء في الداخل اللبناني أو في الاقليم، وأيضاً على الصعيد الدولي، واعتبرا انها قد تشكل دفعة جديدة لـ «ثورة الارز» وقوى 14 اذار، في مقابل محور حزب الله داخلياً.

وشدد الباحثان على ان سقوط الاسد لا يعني فقط نهاية العلاقة بين حزب الله وسوريا، بل قد يؤدي الى تحرك الجماعات الجهادية السلفية في لبنان، بدعم من شركائها في سوريا، للتعبير عن استيائها وعدائها للحزب ولهيمنته، من خلال هجمات مسلحة عليه وعلى مصالحه.

ورأى الباحثان الاسرائيليان ان «التورط المتزايد» لحزب الله في الساحة السورية يؤدي الى الاضرار بمكانته في لبنان.

ورغم تشديدهما على ان الحزب ليس الجهة اللبنانية الوحيدة المتدخلة في سوريا، وأن «الاسلاميين السنة يعبرون الحدود للقتال الى جانب المعارضة هناك»، الا ان «تدخل حزب الله أكثر فاعلية وتأثيراً، ومن شأنه ان يضرّ بصورته ومكانته كجهة طلائعية في العمل المقاوم الذي يدافع عن لبنان ومصالحه الوطنية».

وبحسب الباحثين، يواجه الحزب ضغطاً متزايداً على الصعيد الدولي، برز اخيراً في اتهامه بالمسؤولية عن تفجير حافلة سياح اسرائيليين في مدينة بورغاس البلغارية في تموز الماضي. وأكّدا ان الاتهام الجديد قد لا يمر من دون تداعيات، كما حصل في اعقاب اتهام المحكمة الخاصة بلبنان عناصر من حزب الله بالضلوع في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، اذ مر هذا الاتهام من دون اي رد فعل ذي شأن، سواء في الداخل اللبناني او في الخارج. واشارا الى ان الاتهام البلغاري، وإن كان لا يؤدي كما هو متوقع الى قرارات اوروبية حاسمة في ظل الانقسام في مواقف دول الاتحاد الاوروبي، الا ان واقع الاتهام نفسه، والسجالات حول ادراج الحزب على لائحة الارهاب، من شأنه ان يساهم في زيادة منسوب الضغط عليه.

ورغم تشديد الباحثين على وجود «ازمة» لدى حزب الله، وتحديداً من ناحية سياسية، اكدا في المقابل، على «وجهة نظر اسرائيل بأن الحزب ما زال منظمة عسكرية قوية، واذا اندلعت المواجهة والاعمال العدائية بينه وبين اسرائيل، فهو قادر على الانخراط في حرب طويلة ومدمرة للغاية. وبناء عليه، يرى الباحثان ان على تل ابيب ان تضع في حساباتها كل التطورات والإمكانات المقبلة، وان تتابع جيداً اوضاع «النمر الجريح» الذي قد يتصرف بطريقة استفزازية لحرف الانتقادات التي وجهت اليه، باتجاه عدوه اللدود اسرائيل.
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: