Monday, April 15, 2013



الجيش السوري أحكم طوقه في ريف القصير‪،‬ كيف تمت السيطرة على تل النبي مندو، وما أهميتها؟
15-4-2013
 واصل الجيش السوري لليوم الرابع على التوالي عمليّاته العسكرية في ريف مدينة القصير في محيط مطار الضبعة العسكري وقرى النبي مندو وعرجون وكفر موسى. وبعد أن استطاع الجيش السوري السيطرة أول من أمس على منطقة تلّ النبي مندو الإستراتيجية شرقي نهر العاصي، عمل الجيش على الإنتشار وفرض سيطرته على محيط مطار الضبعة والقرى المنتشرة إلى الشرق من النهر وإلى الغرب من مدينة القصير.

ويواجه الجيش السوري مقاومة شرسة من مقاتلي المعارضة السورية الموزعين على محاور المنطقة وتضم المجموعات المنتشرة فيها مقاتلين من كتائب الرحمن وكتيبة الفاروق ولواء أحرار القصير.

وبحسب مصادر عسكرية خاصة فإن الجيش قتل ما لا يقلّ عن مئة مسلّح خلال الإشتباكات ومعارك السيطرة على تلّ النبي مندو، بينهم أجانب من جنسيات أردنية ولبنانية وخليجية وأفغان.
وقد استخدم الجيش في هذه العمليات تكتيكاً جديداً تمثل في الاستفادة من كافة وحداته العسكرية بالإضافة إلى اللجان الشعبية في المنطقة ووفق خطة ميدانية منظمة، عملت فيها وحدات المشاة على اقتحام مواقع المسلحين تحت وابل من التغطية المدفعية الثقيلة، وتقدمت المجموعات العسكرية للجيش السوري في منطقة واسعة مغطاة بالأشجار، زادت من صعوبة التحرك، لكن القدرات القتالية التي تتمتع بها الوحدات المولجة تنفيذ العملية تغلبت على كافة العوائق وخصوصاً، المفخخات، التي عملت وحدات متخصصة من فرق الهندسة على تفكيكها قبل وبعد تقدم وحدات الجيش.

وواجهت الوحدات العسكرية شراسة في التصدي من قبل المجموعات المسلحة نظراً لأهمية الموقع عسكرياً واستراتيجياً، حيث لوحظ استماتة المسلحين في الدفاع عن نقاطهم، وصلت الى حد الإشتباك المباشر من على مسافات قليلة، قبل أن يحكم الجيش سيطرته بشكل كامل عليها.

وأكد شهود عيان استخدام المسلّحين لأسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ، بعضها كانت بحوزتهم بعد أن استولوا عليها قبل فترة من حاجز للجيش السوري، وبينها دبابتين وعربات بي. أم. بي.

وتعدّ سيطرة الجيش على هذا الشريط من القرى مهمة من الناحية الإستراتيجية، لأنها تتابع سقوط القرى المحيطة بمدينة القصير الذي يقطع الطريق بين القصير ومدينة حمص، ويفكّ الحصار عن بلدة الغسانية المحاصرة منذ أكثر من عامٍ تقريباً. بالإضافة إلى تأمين خطّ الإطباق على غرب مدينة القصير، خصوصاً بعد سيطرة الجيش السوري على بلدة آبل الاستراتيجية، إذ يشكّل الجيش السوري في شرق مدينة القصير مربّعاً أمنياً يسيطر فيه على ثلث المدينة تقريباً من الناحية الشرقية، لتبقى الأجزاء الأخرى من المدينة تحت سيطرة المسلّحين، وبالتالي فإن السيطرة على جنوب وغرب محيط المدينة بالإضافة إلى الجزء الشمالي الشرقي من محيطها، يقطع عنها طرق إمداد السلاح من عرسال اللبنانية، ويسهل على الجيش السوري عمليّة قضم الأجزاء الغربية منها.
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: