Sunday, April 28, 2013


هل رسمت الطائرة دون طيار خطوط حمر جديدة في المنطقة؟

السبت 27 نيسان 2013،    الهام سعيد فريحه - "الأنوار"
أول من أمس، مع الساعات الأولى من بعد الظهر، كانت تطورات المنطقة تُركِّز على ما يجري في سوريا. فجأةً إنتقل الإهتمام إلى مكان آخر:
طائرة من دون طيَّار تُحلِّق فوق البحر قُبالة شاطئ حيفا، وما إنْ تدخل المجال الجوي لفلسطين المحتلة حتى يُسقِطها الطيران الحربي الإسرائيلي فوق البحر.
من أين جاءت هذه الطائرة؟
مَن أرسلها؟
واستطراداً مَن هي الجهة التي بإمكانها إرسالها؟
الرواية الإسرائيلية تقول ان الطائرة رصدت في سماء لبنان واعترضتها مقاتلة من طراز ف 16 على مسافة نحو خمسة أميال بحرية من مدينة حيفا الساحلية، وانها كانت تحلق على ارتفاع نحو ستة آلاف قدم. لكن المستغرب في الرواية الإسرائيلية أنها قدَّمت تجهيلاً متعمَّداً ربما فقالت لا نعرف من أين جاءت الطائرة ولا نعرف إلى أين كانت تمضي.
وكانت الاصابع وُجِّهَت إلى حزب الله لأنه سبق أن تبنّى إرسال طائرة أيوب من دون طيار، حلّقت فوق جنوب اسرائيل مسافة 55 كيلومتراً تقريباً قبل أن تسقطها مقاتلة ف 16 في تشرين الاول. وهكذا، تكون اسرائيل قد وجَّهت التهمة استناداً إلى ما سبق وليس استناداً إلى قرائن.
في المقابل، فإن إعلام حزب الله لم يتبنَّ إرسال الطائرة، لكنه هلَّل لها فقال في إحدى وسائله الإعلامية:
إذا صحَ ما نُسِب، فإن حزب الله يكون قد وضع في الخدمة طائرة أيوب اثنين، ومن المفترض أن تكون قد طُورت قدراتها عن أيوب الأولى، التي مسحت عرض المواقع الإسرائيلية وطولها، قبل أن تلتقطها الرادارات في 17 تشرين الثاني 2012.
هناك جملةٌ من المعطيات التي ليس بإمكان أحد إنكارها وهي الطبيعة اللوجستية للعملية، فمن أي أرض انطلقت هذه الطائرة؟
وهل بالإمكان أن تكون انطلقت من غير الأرض اللبنانية؟
السؤال الثاني:
ما علاقة هذا التطور بما صدر عن الإدارة الأميركية عن التطورات السورية؟
آخر التطورات هو تقييم المخابرات الأميركية حول الأسلحة المستعملة في سوريا، وهذا التقييم يشير إلى استخدام أسلحة كيماوية على نطاق محدود في سوريا، وهذه الأسلحة هي غاز السارين، وكانت سوريا قد نفت في وقت سابق نفياً قاطعاً هذه المعلومات.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن مسؤولاً أميركياً عقَّب على استعمال هذا السلاح بالقول:
إن كافة الخيارات مطروحة على الطاولة في الملف السوري.
إذاً، هل من رابطٍ بين الطائرة من دون طيار وبين غاز السارين؟
وهل مَن أرسل الطائرة، أو يقف وراء إرسالها، يريد أن يُفهِم إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية ان تدخّلهما أو تلويحهما بالتدخل ممنوع وخطٌ أحمر داكن؟ 


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: