Tuesday, April 16, 2013


إسرائيل.. قصّة النجاح الكبرى

بقلم: إيزي لبلار
حينما أُعلن قيام الدولة في العام 1948 لم يكن أناس الاستيطان العبري، الذي حاربوا حرباً لا هوادة فيها لصد الجيوش العربية الموحدة، يستطيعون ان يتخيلوا الدولة النامية الزاهرة ابنة الملايين الثمانية من المواطنين التي ستبرز بعد هدوء العاصفة. الدولة اليهودية الفريدة في نوعها بحسب جميع المقاييس حتى لو أخذنا في الحسبان ما لا يحصى من الحروب والإخفاقات وخيبات الأمل، سيُكتب اسمها بلا شك في كتاب التاريخ باعتبارها واحدة من قصص النجاح الكبرى.
جلوننا ألفي سنة في أنحاء المعمورة وعانينا بلا انقطاع من التمييز والاضطهاد والجلاء ومذابح الشعب التي بلغت ذروتها في فظائع المحرقة الفتاكة. لكن بوتقة صهر الناجين من المحرقة واللاجئين من الدول العربية واليهود الذين هربوا من مجتمع غير متقدم في اثيوبيا، واليهود المضطهدين من الاتحاد السوفييتي السابق وغيرهم نجحوا – خلافا لجميع الاحتمالات – بالاجتماع معاً وعقد الصلات ليوجد واحد من المجتمعات ذات القدرات العظمى في العالم.
تم إحياء اللغة العبرية مرة اخرى لتكون قوة ثقافية حية متنفسة موحدة بين مهاجرين من ثقافات مختلفة متنوعة. وعاشت دراسات التوراة نهضة جديدة وأصبح عدد أكبر من اليهود اليوم يعرفون النصوص التراثية ودراسات اليهودية أكثر مما كانوا في أي فترة من فترات تاريخنا.
وفي غضون زمن قصير امتلك الجيش الاسرائيلي قوة عسكرية مستعدة لحماية المواطنين من كل عدو وردع جيوش كبيرة لأعدائنا الموحدين.
من ذا كان يستطيع أن يحلم بأن قطعة الارض الخصبة الصغيرة هذه ستصبح نقطة الانطلاق لاقتصاد متحرك هو ثاني أكبر مجموعة ستارت أب في العالم؟ فقد أصبحت دولتنا قُبيل يوم الاستقلال الـ 65 بعد ان كان يعوزنا احتياطي النفط الذي يعطي طائفة من أعدائنا القدرة على الانطلاق الى الأمام، أصبحت دولتنا بين عشية وضحاها تقريبا مستقلة في مجال الطاقة وكأن تلك هدية خاصة. إن قصة نجاحنا المميزة هي معجزة العصر الحديث. لكن يوجد بيننا من يشتكون بلا انقطاع من مساوئنا ويجعلون النقد الذاتي مازوكية. ولم يشعروا قط على جلودهم بتأثيرات عجز النفس اليهودية. ولم يجربوا قط اليأس المثير للقشعريرة عند آبائهم في اوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي حينما أرادوا في يأس – وأكثرهم بلا نجاح – الحصول على تأشيرات دخول لدول العالم لانقاذ أنفسهم من هجمات النازيين التي كانت تقترب.
برغم الاعتقاد السائد – الذي يقول انه بعد مظاهر فظاعات المحرقة سيصبح معادو السامية عرقا بائداً عادت أقدم كراهية في العالم بكامل قوتها، ولا سيما في اوروبا التي ارتوى ترابها بالدم اليهودي، ويواجه اليهود اليوم معاداة لاسرائيل مُعدية وتحريضا على معاداة السامية، ويعتبر اليهود مرة اخرى منبوذين في بلدانهم. لكن اليهود في هذه الزوايا المظلمة ايضا يشعرون بعزاء بعلمهم أنه توجد اليوم دولة اسرائيل التي ستحميهم وتوفر لهم ملجأ إذا خرب عالمهم.
يجب على المجتمع الإسرائيلي أن يتغلب على عوائق كثيرة لكننا نستطيع اليوم ان نفخر بأن أكثر من نصف يهود العالم يسكنون اسرائيل في سعادة. وينبغي ان نؤكد عبارة "في سعادة" لأنه برغم انتقادنا الذاتي المازوكي والشكاوى التي لا تنقطع، تشير استطلاعات الرأي العام الى ان الاسرائيليين من أكثر الأمم سعادة ورضى في العالم كله.
ستظل أعدادنا تزداد، وتعود نسبة آخذة في الزيادة من يهود العالم الى وطنها. ولذلك ففي الوقت الذي نحتفل فيه بيوم استقلال اسرائيل الـ 65 برغم جميع التحديات والتهديدات التي تواجهنا، يجب علينا ان نُذكر أنفسنا بمواردنا المتواضعة وان نحمد الله لأنه وهب لنا الحق في ان نكون الجيل المبارك الذي حظي بأن يحيا سيداً لنفسه في هذه الدولة المميزة التي هي وطننا التاريخي. عيداً سعيداً.
  إسرائيل اليوم
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: