Tuesday, May 7, 2013


هل غيرت التطورات السورية شروط اللعبة الدولية؟

الأربعاء 08 أيار 2013،      أنطوان الحايك - مقالات النشرة
تتدرج الأزمة السورية على وقع تطورات أمنية وميدانية متسارعة، كما على وقع الحراك السياسي المترافق مع موجة من التحليلات والقراءات المتناقضة في الشكل، والتي تتلاقى بالمضمون على الاعتبار بأن شيئاً كبيراً سيحدث في المدى المنظور.
وللدبلوماسية الشرقية قراءتها للأحداث المتسارعة ومن ضمنها الغارة الجوية التي نفذتها اسرائيل على أهداف عسكرية سورية، فاعتبرت أن كل ما يحصل راهناً هو تعديل لشروط اللعبة وقواعدها وليس تمهيداً لحرب اقليمية أو لتغيير موازين القوى العسكرية وتعديلها، بيد أن المراكز السورية المستهدفة لا تشكل فارقاً في لعبة الحرب الدائرة على طول البلاد وعرضها منذ أكثر من سنتين، لاسيما أن بنك الأهداف الذي يلحظ مواقع استراتيجية لم يتعرض لاهتزازات تغير المشهد الميداني.
ويذهب الدبلوماسي إلى حد الربط بين الغارة الاسرائيلية على سوريا واللقاء الذي جمع وزيري الخارجية الأميركية جون كيري والروسي سيرغي لافروف في الساعات الأخيرة، فالمفاوض الأميركي يحتاج إلى ورقة ضغط يتسنى له من خلالها تغيير شروط اللعبة السورية بعد أن تمكن الجيش السوري من تحقيق مكاسب تم تجييرها للمفاوض الروسي الذي شعر لوهلة أنه إمتلك الكثير من خيوط اللعبة، وفي الوقت نفسه فإن خطوة محدودة من هذا النوع لا تزعج المحور الروسي الإيراني، باعتبارها تفتح الأبواب أمامه على احتمالات متساوية. ففي حال وصل المفاوضون إلى قواسم مشتركة فإن الأمور تسير وفق ما هو مخطط لها، وفي حال العكس فإن حق الرد يبقى محفوظاً لسوريا بما يهدد باشعال المنطقة وكسر الستاتيكو الأميركي واعادة الخارجية الأميركية إلى حالة من التخبط، خصوصاً أن سياساتها العامة تقوم على انسحاب الجيش الأميركي من الرمال الخارجية المتحركة، وليس اقحامه في المزيد من المتاهات العربية والإسلامية بحسب التعبير.
ليس بعيداً عن ذلك، يعتبر الدبلوماسي الشرقي أن الحراك الإيراني لا يقل أهمية عن ذلك الأميركي الروسي، خصوصاً أنه يندرج في إطار السعي إلى إعادة رسم الأدوار وحجمها، ليس فقط بالنسبة له، إنما للتركي والسعودي والمصري على حد سواء، فزيارة الوفد المصري إلى طهران وما صدر بعدها من مواقف تندرج في اطار تقطير الحركات الإسلامية ولو بخجل، معطوفة على زيارة وزير الخارجية الإيرانية إلى عمان، وهي تتزامن مع اللقاء الأميركي الروسي، تؤسس إلى الاعتقاد بأن تفاهمات ايرانية – سعودية وضعت على سكتها الموازية للتفاهمات الأميركية الروسية التي أدت إلى الإعلان عن سعي مشترك لعقد مؤتمر دولي حول سوريا نهاية الشهر الجاري، وهذا لم يكن وليد ساعته، إنما نتيجة تحضيرات واتصالات ناشطة على أكثر من خط واكبتها خطوات ميدانية ومواقف تمهيدية استمرت منذ أسابيع وأشهر.
ويخلص الدبلوماسي إلى التحذير من تطورات الأيام والأسابيع القليلة المقبلة في ظل اعراف تحولت إلى قواعد، فتغيير شروط اللعبة واعادة رسم خطوطها الحمراء ليس بالأمر السهل، فضلاً عن أن المراحل التي تسبق الجلوس إلى طاولة المفاوضات المباشرة تستبيح المحظورات، فتحسين المواقع يصبح مشروعاً، لاسيما أن أي تسوية مفترضة لن تقتصر على سوريا ولبنان ومحيطهما، بل ستشمل منابع النفط ومعابرها الممتدة على طول العالمين العربي والإسلامي.


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: