في التحليل: ماذا بعد القصير ؟؟
محمد السوري – بانوراما
نحاول في هذا المقالة ان نلقي الضوء على ألاهداف والنتائج التي يمكن ان تحققها معركة القصير الأخيرة وأهمية هذا الإنجاز على البعد الاستراتيجي للحرب في سوريا :
1-تمثل القصير نقطة استراتيجية على الخارطة السورية فهي تتوسطها وتقع على الحدود اللبنانية مما يعطيها أهمية بالغة جداً ، حيث تشكل خطر على الطرق الواصلة بين المحافظات وخاصة بين الساحل والمحافظات الوسطى والجنوبية ، وأيضاً تشكل جبهة إمداد للجبهات الأخرى انطلاقاً من الحدود اللبنانية ، فالسيطرة عليها ستكون ضربة موجعة جداً لتحالف أعداء سوريا أصدقاء إسرائيل أنصار الطابور الخامس الثائر في سوريا.
2- موقع المنطقة التي فيها القصير الديموغرافي له أهمية بارزة فنظراً لكونها منطقة مختلطة تحوي طوائف وأديان متعددة يجعل منها أرض خصبة لكل محاولات زرع الفتنة وإشعالها في المجتمع السوري لتدمير بنيانه ، وهي كانت مسرحاً لعديد من المجازر التي ارتكبتها جبهة التكفير مما أدى إلى حروب أهلية في بعض من مناطق حمص وكانت مهددة حقيقة لوحدة النسيج الوطني السوري ، وهذه المجازر والأعمال الفتنوية التي تقوم بها جماعات برنار هنري ليفي لم تأتي فردية وعشوائية وإنما أتت منظمة وموجهة من الخارج ، نحن نتذكر كيف كانت دائماً تقع المجازر قبل كل جلسة لمجلس الأمن تعقد للتص ويت على قرار ضد سوريا كما حدث في ليبيا ، فمن يقوم بهذه المجازر ويشعل الفتنة في تلك المنطقة ذات النسيج الحساس يقوم بذلك ضمن مشروع خارجي لتدمير سوريا ونسيجها الاجتماعي ، فإن لاستعادة القصير وحسم المعركة فيها وتطهير تلك المناطق من أيادي التكفير المجرمة العائثة فيها فساداً والناشرة للفتن فيها أهمية بارزة في وأد كثير من الفتن والحفاظ على سلامة النسيج السوري بعيداً عن التكفير والأفكار الإرهابية الإجرامية مما سيسهل عمل وزارة المصالحة الوطنية وخاصة أن جبهة التكفير في حمص من أكثر الجبهات وحشية وإجرام وآكل لحوم البشر الذي رأيناه في احد الفيديوها ت منها وقد قامت بجرائم فظيعة منذ بداية الأزمة إلى اليوم.
3- تأمين إمداد حزب الله وتأمين ظهره حيث تشكل جبهة القصير واحدة من طرق الإمداد لحزب الله من سوريا بالسلاح ، وأيضاً تشكل واحدة من الجبهات الخلفية لحزب الله ، فإن أي عدوان على لبنان بوجود الطابور الخامس فيها سيجعل من حزب الله أكثر ضعفاً وإرهاقاً كون لديه جبهات وليس جبهة واحدة كحرب تموز ، وقراه ستكون مهددة بالخطر على الحدود اللبنانية السورية ، وهذا ما جعل نتنياهو يخرج ويهدد في اليوم الذي دخل فيه الجيش السوري القصير لان ذلك سيقوي من حزب الله ويعيد له كثير من عوامل القوة التي فقدها بسبب الطابور الخامس في سوريا.
4- سحب ورقة القوة من يد العدو على الجبهة اللبنانية مما سيؤدي إلى تهميش دور وحجم أدواته في الداخل اللبناني
5- تخفيف الضغط على المجتمع اللبناني كونه يشكل بيئة هشة وقابلة للانفجار في أي وقت قد يخدم العدو ، وذلك من خلال ضبط الحدود اللبنانية السورية والتخلص من آلاف المسلحين التكفيريين المرتزقة الذين يمكن أن يشكلوا في يوم من الأيام أعواد الكبريت التي ستتسبب بانفجار الوضع اللبناني ، كما حاولوا في سوريا عن طريق المجازر والقتل الوحشي الطائفي لإشعال الفتنة قد ينقل نفس النوع من الأعمال إلى لبنان.
6- الاستمرار في استراتيجية قضم الأراضي أو بالأحرى قضم المسلحين التي بدأ بها الجيش العربي السوري ، مما سيمهد أكثر وأكثر لمعركة حلب المنتظرة والتي لا تبدوا قريبة ، فهدف الجيش العربي السوري من استراتيجية قضم الأراضي هو التخلص من الجبهات التي يمكن السيطرة عليها بأقل كلفة ووقت لكي يستطيع أن يركز قوته في النهاية على جبهات الشمالية ومنها جبهة حلب الأكثر استعصاءً بسبب الجيب التركي الواسع والمفتوح والذي يشكل صنبور إمداد بالمال والمسلحين والسلاح كبير جداً.
7- سيشكل هذا النصر دافع معنوي لجبهة سوريا وحلفائها للاستمرار في الحرب والصمود ويعزز الأمل بالنصر الشامل والعكس تماماً لجبهة إسرائيل وحلفائها ، فخسارة جبهة القصير التي ومنذ عامين تحصن وتعزز وتشكل جبهة قوية من جبهات العدوان على سوريا وجبهة استراتيجية هامة جداً كما ذكرنا سابقاً سيكسر من معنويات العدو ويعيده إلى واقع ضعفه الميداني أمام جبهة سوريا وحلفائها.
8- الغنائم العسكرية للجيش العربي السوري نظراً لان القصير كانت جبهة من جبهات الإمداد لكل الجبهات الأخرى المجاورة ولها حوالي عامين تتحصن وتخزن السلاح ، ففي حال استطاع الجيش العربي السوري ان يضع يده على هذه المخازن والمستودعات لاشك ان غنائمه ستكون كبيرة وخاصة أن لدى المسلحين في القصير أسلحة متطورة ستكون ذات فائدة كبيرة لعمليات الجيش السوري الأخرى ضد الإرهاب.
9- إعادة الأمن و الأمان إلى تلك المناطق كما حدث في بابا عمرو مما سيسجع اللاجئين السوريين على العودة إلى بيوتهم من جديد وممارسة حياتهم اليومية ويخفف الضغط على لبنان بعد ان تم تهجيرهم من مناطقهم تزامناً مع احتلالها من قبل جبهة التكفير الإرهابية.
الخاتمة : قد لا تكون معركة القصير هي معركة الحسم في الحرب السورية وإنما بكل تأكيد ستشكل نقلة نوعية على طريق انتصار الجيش العربي السوري الشامل على كافة الأراضي السورية وفشل العدوان الإرهابي عليها ومشروع داعميه ، فما بعد معركة القصير ليس كما قبلها.
0 comments: