Monday, May 6, 2013


الجيش السوري أنهى عملياته على الساحل وخطأ المعارضة كان قاتلاً
6-5-2013  
  كانت خطط المعارضة المسلحة في سوريا تنتظر اللحظة المناسبة لتوسيع وجودها على أجزاء استراتيجية من سوريا، والضرب بشكل مؤثر وحساس في منطقة لا زالت آمنة منذ بداية الأحداث، وتعتبر معقلاً للقيادة السورية وفيها ثقل شعبي مؤيد كبير جداً، ولسبب غير معروف تسرعت أو أخطأ بعض "تابعيها" على "الساحل السوري" في توقيت هذه اللحظة، أو استعجلهم البعض في الخارج لمحاولة تحقيق أي نصر أو انجاز يحرف الأنظار عن الخسارات المتتالية في ريف القصير وريف دمشق وشمال حلب ودرعا.

وبالرغم من محاولاتها الحثيثة لإبقاء المجموعات التي تعمل على تسليحها وتمويلها، بعيدة عن أنظار الأمن السوري، استعجلت هذه الجماعات "مصيرها" وأقدمت على بدء عملياتها المسلحة في ريف بانياس في إطار ما أسمته "العملية الكبرى لتحرير الساحل السوري".

كانت الخطة تقضي بالعمل على التموضع في نقاط جبلية مطلة على الساحل، وحصينة، تسمح بزرع عدد كبير من القناصة، ومرابض الرشاشات من عيار ١٢،٧ وما فوق في القرى الجبلية المطلة على الطريق الدولي بهدف فصل شمال الساحل " اللاذقية " عن جنوبه " بانياس "، ثم تحرك مجموعاتها نزولاً وسيطرتها على الطريق الدولي، وقطعه من مراكزها في بلدتي البيضا ورأس النبع، تحت غطاء القنص والقصف المصوب على الاوتستراد الدولي.

الخلايا النائمة التي تم تغييبها منذ أحداث بانياس المعروفة قبل عامين، تم تسليحها وتجهيزها على مدى أشهر عبر ايصال الذخيرة والسلاح لهم بطرق مخفية لا تثير الريبة، شاحنات نقل مموهة ومجوفة، ونقل فردي قطعة قطعة بحسب بعض الاعترافات، بالإضافة إلى ما كان لا يزال مخزناً منذ الأحداث الماضية.

عملية الجيش السوري التي بدأت بعد مهاجمة مسلحين لحاجز على الطريق الدولي قرب بانياس، ما أدى لسقوط 4 شهداء و 9 جرحى في صفوف قوات الجيش العربي السوري، كانت بمثابة الرد الفوري والسريع، حيث تقدم الجيش السوري مؤازراً من الدفاع الوطني باتجاه المنطقة، وقامت الوحدات العسكرية بتطويقها بشكل محكم، وتحسبت وحدات الجيش لأي عملية انسحاب أو إعادة تموضع، فأرسلت مجموعات متخصصة إلى النقاط الخلفية، فيما توزعت مجموعات الاقتحام على طول الشريط الساحلي صعوداً نحو تلك القرى، وبدأ اقتحامها برياً وفق خطط محكمة ومدروسة تعتمد على التسلل عبر الأحراش، والتموضع خلف خطوط المسلحين ثم الإطباق عليهم من كافة الجهات.

العملية التي وصفت بالنوعية بسبب وعورة المنطقة، تكمن أهميتها في الحركة الميدانية للدعم اللوجستي على الأرض، والتي رافقت عناصر الجيش خلال عملية اقتحامهم موفرة الدعم والإسناد بشكل مثالي، ساهم في انجاز المهمة خلال ثمانية وأربعين ساعة، كانت كفيلة بإعادة الأمن إلى المنطقة المحيطة ببانياس بعد سقوط أكثر من 40 قتيل وجرح العشرات واعتقال عدد آخر من المشاركين في العمليات القتالية ضد الجيش السوري، وقطع الطريق العام في أكثر من مناسبة وتحويله إلى الطرقات الجبلية الأمر الذي ساهم وأدى الدور الأبرز في ايصال الدعم الكافي للجيش المتقدم على أكثر من محور "جسر رأس النبع – جسر القوزة – جسر قلعة المرقب".











»  طارق علي / بانياس

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: