تردّي الاتصالات “يُردي” المكالمة الخلوية.. في ثلاث ثوانِ
المستقبل | الأربعاء 01 أيار 2013 -
“ألو كيفك.. منيح؟”… “توت توت توت”.. لم يقفل صاحب المكالمة الخلوية الخط، انما انقطع بفعل مستوى الرداءة الذي بلغته الاتصالات الخلوية، الرديئة اصلا.
صحيح ان اللبنانيين يعانون منذ سنوات رداءة الاتصالات الخلوية، انما الفارق اليوم هو انخفاض مدة المكالمة وكأن المشتركين على شبكة الخلوي يعملون في مؤسسات خاصة او عامة حيث تمت برمجة هواتفهم على ثوان محددة للمكالمة.
وآخر “فضائح” الهاتف الخلوي هبوط مدة المكالمة من عشر ثوان كحد أقصى (وفق الرداءة التي كانت سابقا) الى ثلاث ثوان، في دلالة واضحة على رادءة الخدمات الهاتفية في لبنان وارتفاع تكلفة الفاتورة التي يدفعها اللبنانيون.
فبحسب التقارير والبيانات الصادرة عن المشغلين والمراقبين والخبراء التقنيين، فان قطاع الاتصالات الخلوي في لبنان يشهد تراجعاً ملحوظاً في الاداء والخدمة، بحيث لا يستطيع مشترك ان يكمل مكالمته من دون ان ينقطع الارسال اكثر من مرة. ويعلل المعنيون هذا الامر بضآلة الاستثمار في التجهيزات لتوسيع الشبكة، ليتماشى مع تضاعف اعداد المشتركين في لبنان واستعمالهم للبطاقات مسبقة الدفع، من دون الأخذ في الاعتبار قدرة الشبكة على الاستيعاب. والنتيجة قصور في التجهيزات وضعف في الصيانة والمتابعة، وعدم برمجة في الاشتراكات الجديدة، والمشترك يصبح غير قادر على إكمال مكالمته.
مصادر متابعة لملف الخلوي تؤكد لـ “المستقبل” ان المشغليْن اللبنانيين (الفا وام تي سي) يعلمان تماما ان توسيع الشبكات هو أولوية، لكن وزارة الاتصالات ذهبت باتجاه أمور دعائية بدلاً من الخدماتية. وقالت ان الوزارة تقوم باستعراض خدمات جديدة غير مجدية فيما الخدمة الاساسية غير مؤمنة او تشوبها مشكلات عدة.
ويعزو خبراء تقنيون في قطاع الاتصالات تردي خدمة الاتصال الى عوامل عدة اهمها:
ـ عدم وضع الاستثمارات اللازمة من قبل الشركتين لتطوير التقنيات الموجودة وذلك للمحافظة على الربحية القائمة وعدم القبول بتناقص هذه الربحية لمصلحة تطوير الخدمة.
ـ تضاعف عدد المشتركين من مليون ونصف مليون مشترك لكلا الشركتين في 2008 الى 3 ملايين و245 الف مشترك في اواخر عام 2011. وهي زيادة لم تتواكب مع تقنيات جديدة او انشاء محطات للارسال توازي حجم الزيادة الجديدة.
وشبّه خبير تقني ما يحصل في ارسال قطاع الخلوي في لبنان بـ”الاوتوستراد الذي يتسع لاربعة خطوط من السيارات ويسلكه عدد يوازي 8 خطوط، فكيف سيكون حال السير؟ بالتأكيد سيتوقف وستحصل هناك زحمة خانقة لن تحلّ إلا بعد فتح مسارب أخرى”. اضاف “ان عملية البيع العشوائية للبطاقات مسبقة الدفع prepaid card ادت الى ازدياد عدد المشتركين في السوق اللبنانية، وهو امر لا تقوى الشركتان على استيعابه ما لم تضع التقنيات الادارية والفنية لذلك، خصوصا مع تدفق مئات الالاف من السوريين وغيرهم الى لبنان، وانعدام المراقبة من قبل وزارة الاتصالات. اضافة الى ذلك طرح خدمات الانترنت السريع DSL من دون تشبيعها بالدراسات المطلوبة، انما تلزيمها الى شركات خاصة لا هم لها سوى الربح الجشع، الامر الذي يؤثر تأثيرا كبيرا على ما يعرف بالقدرة الاستيعابية او (CAPACITY) وبالتالي على نوعية الاتصالات”.
واكد الخبير ان تعرفة الدقيقة اللبنانية للهاتف الخلوي “هي الاغلى في الشرق الاوسط، فلا يجوز ان تكون الخدمة على النحو الذي هي عليه، وبالتالي لا يمكن ان تبقى كذلك”.-
0 comments: