Wednesday, May 8, 2013


إسرائيل قلقة.. سيطرة حزب الله على القصير بروفا لسيطرته على الجليل….
 الإثنين 06 أيار 2013 -   
 اً
  
تحقيق: عبدالله قمح -
ابدت الصحف العبرية صراحة قلق القيادة العسكرية لتدخل حزب الله بشكل مباشر في القتال الدائر في سورية إلى جانب قوات الجيش السوري، وبحسب هذه الصحف التي نقلت عن اوساط عسكرية اسرائيلية قولها ان “تدخل حزب الله في الحرب بسورية رجحت كفة التفوق للجيش النظامي على المعارضة ما ابدى تخوفاً لدينا عن نشاط الحزب المستجد”.
صحيفة معاريف نقلت تحقيقاً يوم الخميس 02 ايار 2013 عن مشاركة “حزب الله” في معارك القصير حيث عنونت تقريرها هذا “قلق اسرائيل يتفاقم بعد قتال حزب الله إلى جانب الاسد”، وقالت انّ “مشاركة الحزب في القتال إلى جانب القوات السورية له تداعيات وخيمة على مسار “الثورة السورية” وسيعطي كفة التوفق للجيش السوري الذي سيكتسب مزيداً من المعنويات تؤدي لفرض سيطرته على مناطق حساسة كان قد خسرها في الاشهر الماضية.
المحلّل العسكري للقناة الثانية الاسرائيلية “روني أدنييل”، وفي سياق تحليله للمقال المنشور على “معاريف” قال بأن “ما يجري في القصير يشكّل خطر إستراتيجي بشكل غير مباشر على اسرائيل، لان قوات حزب الله العالية التدريب تقاتل في هذه المنطقة القريبة جعرافياً من جغرافية منطقة الجليل الاسرائيلية”، مضيفاً: “ان قوات حزب الله التي دُربت في ايران لعمليات إقتحام “لمدن” أسرائيلية، وقامت بعشرات المناورات على مسطحات ارضية، ومدن خالية مشابهة لمدننا، تقوم الان بعمليات تطبيق لما تدرّبت عليه وذلك خلالها دخولها غمار القتال في منطقة القصير ضد قوات المعارضة السورية، حيث استطاعت هذه القوات تغيير موازين القوة واجبرت مسلحي المعارضة على الانهيار في ساعات قليلة، واستطاعت في ايام قليلة فرض سيطرتها على منطقة القصير ومحاصرت مسلحي المعارضة”، والحديث للمحّلل، “مع العلم بأن هذا النوع من المقاتلين التكفيريين مدّرب ويحمل عقيدة، وليس بالامر السهل ان تجبره على الخضوع، وهذا ما نجح به حزب الله”.
ويضيف روني أدنييل في معرض تحليله للمقال، “قوات حزب الله، وبناءً على نتائج مشاركتها في الحرب بسوريا، اعتقد جازماً بإمكانيّة دخولها لمنطقة الجليل الاسرائيلية في حال حصول اي حرب مقبلة في ساعات، وبسط سيطرتها عليها، وادخال اسرائيل بحالة رعب، وتوجيه ضربة معنوية تؤدي لحالة إنهيار في الجبهة الداخلية الغير متماسكة تماماً كما جرى في القصير”، متحدثاً عن “التكتيكات المميزة التي يستخدمها الحزب وهي عبارة عن قدرات قتالية فردية تتميز بالسرعة بالتصويب على الاهداف بكافة اشكالها، اضافت للانتقال السريع للعناصر العسكرية ضمن دائرة القتال والتي تؤدي لحال ارباك لدى الخصم، هذا فضلاً عن القدرات العالية بإستخدام الاسلحة الثقلية التي تطلق عن الكتف او من اماكن ثابته، حيث اثبت المقاتلون على مهرتهم بإستخدامها ليس الان في سورية بل ابان الحرب التي دارت في جنوب لبنان بتموز عام 2006 وخاتم: “معركة القصير بالنسبة لنا ولحزب الله بروفا للدخول إلى الجليل في الحرب المقبلة، وهذا ما سنعمل على العدم السماح به إطلاقاً بشتى السبل”.
الضابط المتقاعد بالجيش اللبناني والمحلّل العسكري د. محمد طالب قال في حديث للـ “الحدث نيوز” بناءً على هذه الوقائع انّ “أسرائيل باتت تشعر بالقلق فعلاً حيال ما يجري في سوريا من تحوّل مسار الامور لمصلحة الجيش السوري، وهي تعتبر تدخّل حزب الله في الحرب الدائرة تحوّل إستراتيجي نوعي في سياق المعارك، لمعرفتها الضمنية بقدرة حزب الله على تغيير قواعد اللعبة، ومجريات الامور العسكرية على الارض”.
ورداً على سؤال حول ما نشرته به الصحيفة الاسرائيلية بشأن الجليل والقصير، قال “بأن لا شك فيه انّ ما انجزه حزب الله بالتعاون مع الجيش السوري في منطقة القصير، ومن خلال النظرة العسكرية للامور هو إنجاز نوعي لانه إستطاع السيطرة على منطقة عسكرية تابعة بشكل كامل للمعارضة السورية التكفيرية المعروفة العقيدة والقدرات القتالية”، مضيفاً: “حزب الله إتبع خطط وتكتيكات عسكرية جديدة في معركة القصير صعقت ليس فقط الميليشيات التابعة للمعارضة بل صعقت ايضاً الجيش السوري، وعمليّة تحرير تلّة ماندو من قبل اقل من 50 مقاتل من حزب الله هي دليل”، كاشفاً بأن الحزب “يقاتل بأقل من 600 مقاتل ميداني في القصير ككل”، مضيفاً: “إن كان حزب الله يستطيع السيطرة على منطقة كمنطقة القصير، ويستطيع إجبار مسلحين معارضين بقدرات قتالية هامة على الانهيار بوقت قليل، ويستطيع فرض سيطرته على نواحي المنطقة ومداخلها ومحاصرت المسلحين ليس بعيداً عليه السيطرة على منطقة كالجليل داخل فلسطين المحتلة، خصوصاً وان “الاسرائليون” ليسوا بمقاتلين وهم جبناء، وانا متأكد بأنهم سيتركون المنطقة ويفرون بحال دخول حزب الله إليها”.
واضاف هناك مجموعات في حزب الله مهمتها القتال بظروف الحرب الصعبة شتاءً وصيفاً، وهي تمتلك القدرة على التأقلم في بيئة معينة لفترات طويلة دون ان تربك او يُشتّت تفكيرها، وهذه النخبة من القوات الخاصة هي صلب القوة العسكرية لحزب الله والتي ترعب إسرائيل وتسعى لتفتيتها بكل السبل”، وقال: “هذه المجموعات بالتأكيد لا تقاتل في القصير او غيرها لان مهمتها منذ زمن التدرب والدخول إلى عمق المنطقة المحتلة، التقرير الاسرائيلي يحاول ان يستهدف هذه المجموعات العسكرية التابعة للمقاومة إعلامياً عبر القول بأنها تشارك بالقتال في سورية، ولكنه مدرك تماماً بأن هذه المجموعات لا تتحرك إلا بحال نشوب حرب ضده، وانّ القوات المقاتلة في سورية هي قوات مدرّبة بشكل ممتاز، وهي لا تشكل 1% من القوة المقاتلة المرعبة التي يمتلكها الحزب والذي يخبئها للعدو فقط”.
أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية د. علي حجازي، قال للـ “الحدث نيوز” بعد عرض التقرير الاسرائيلي عليه لدراسته، قال بأن “أسرائيل تعتبر انّ حزب الله هو المصدر الاساسي للخطر عليها، وهي ستسعى بكل ما تملك من قوة من منعه من دعم النظام السوري عسكرياً لاعادة تمكينه من السيطرة على المناطق التي خسرها سابقاً”، وعن فحوى التقرير الاسرائيلي عن القصير والجليل، قال الدكتور حجازي ان “ربط إسرائيل مصير معركة القصير ونتائجها، بمصير معركة قادمة في الجليل ونتائجها هو دليل التخبط والخوف الاسرائيليين من قدرة حزب الله المتعاظمة يومياً، حزب الله بقوته العسكرية يجبر إسرائيل على التفكير مالياً بسلامة اراضيها المغتصبة، وهو فرض عليها التفكير بإمكانية دخول المقاومة لمناطقها ونقل المعركة إلى الداخل في اي حرب مقبلة”.
واضاف د. حجازي ان “معركة القصير ونتائجها، ونتائج مشاركة حزب الله في الحرب السورية اجبر إسرائيل على التحرك عسكرياً داخل سوريا لوضع حد لانتصارات الحزب والنظام، ووضع حد لسحق المعارضة السورية على يد الطرفين، امّا بالنسبة لموضوع الجليل، فإسرائيل تنظر من الناحية العسكرية لنتائج هذه المعركة، وهي تدرسها بعمق وتدرس قدرة حزب الله القتالية من خلال هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة التي كانت تسيطر عليها قوات عسكرية اشرس قتالاً وحقداً من القوات الاسرائيلية التي لا تمتلك اي عقيدة قتالية سوى الارهاب، وبالنسبة لي انا معركة القصير كما المعارك في سوريا ككل هي نواة صغيرة عن شكل الحرب المقبلة التي ستدور رحاها ليس فقط داخل الكيان المحتل، بل في داخل لبنان وسوريا وفلسطين ككل”.
التقرير الاسرائيلي الذي نشر على معاريف، إضافة لتحليله من قبل المحلّل العسكري في القناة الثانية الاسرائيلية يظهر مدى الخوف الاسرائيلي من الدخول في اي حرب مقبلة بوجه حزب الله والمقاومة اللبنانية التي باتت تمتلك قدرة عسكرية وقتالية لا يستهان بها، والاهتمام المتزايد من قبل قيادات العدو واعلامه لمعركة القصير خصوصاً يعني مدى إهتمامهم بدراسة قدرة حزب الله المتنامية عدة وعتاد، وربط معركة القصير بمعركة الدخول إلى الجليل يوماً ما، دليل مادي على الخوف الاسرائيلي من مصيره المجهول وسط هذا الكم الهائل من الرعب في المنطقة.- 
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: