Tuesday, May 28, 2013

لا مفر لحزب الله

بقلم: ايلي أفيدار
طرأ الاسبوع الماضي ارتفاع دراماتيكي في عدد رجال حزب الله الذين اصيبوا في القتال في سورية، الى المئات. واطلق لاول مرة صاروخان على الضاحية التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت، أغلب الظن من قبل الثوار السوريين او القوى المقربة منهم. ويدل هذان التطوران على التدخل المطلق لنصرالله ورجاله في النزاع في سورية.
حرب البقاء التي يخوضها الاسد هي الان معركة حياة او موت لحزب الله ايضا. وحتى وقت اخير مضى بعث حزب الله الى سورية بمجموعات نوعية من مقاتليه، ممن انضموا الى القوات السورية وعملوا بسرية نسبية. وفي الشهرين الاخيرين اضطر الاسد الى تركيز قواته في عدة مراكز كي يحقق الحسم في المعارك ضد الثوار، ومنع المزيد من الفرار من جيشه. وكنتيجة لذلك أمرت ايران بدخول مكثف لمقاتلي حزب الله الى سورية، ليس فقط لمنع سقوط النظام، بل ايضا لاحتلال مواقع قوة قبيل الفوضى في اليوم التالي للاسد. منذ اندلاع الحرب الاهلية والاقتصاد السوري مشلول. فالانتاج توقف والضرائب لا تجبى من الجمهور بشكل منتظم. والمال لدفع رواتب الموالين للنظام توفره طهران. وفي الماضي بعث الايرانيون ايضا بقوات محدودة من الحرس الثوري الى سورية، ولكن الكشف عنهم أدى الى اخراج الوحدات والالقاء بحزب الله الى المعركة. فايران تعرف بانه في حالة سقوط النظام سيتعين عليها عقد علاقات مع الحكم الذي سيحل محله، ولهذا فانها لا يمكنها أن تقاتل الى جانب الاسد بشكل علني ومباشر. وقد احتفظت بهذا الدور لحزب الله.
لقد برز الالتزام المطلق من جانب نصرالله بمحور ايران دمشق في الخطاب الخاص الذي القاه امس في ذكرى الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان. ووصف زعيم حزب الله الاسد بانه ‘العمود الفقري للمقاومة’، ووعد بان المعركة لا تزال بعيدة عن النهاية. اما الشيعة في لبنان فيحتفظون حاليا بالصمت المطبق، الذي مثله كمثل الاسناد لنصرالله. وتخوفهم المركزي هو أنه بعد الاستيلاء على الحكم في دمشق، سيجتاز الثوار السنة الحدود الى لبنان وسيصفون الحساب معهم ايضا، بدعم العالم كله. الصراع الى جانب الاسد هو من ناحيتهم حرب بقاء.
وحتى تدمير اسرائيل للسلاح الاستراتيجي المخصص لحزب الله لا يقلق نصرالله مثل انهيار نظام الاسد. ومن أجل دعم النظام السوري، مستعد حزب الله حتى لترك منظومته العسكرية في الداخل لمصيرها والقاء باجزاء مهمة من قواته الى الحرب الاهلية. والان، ينبغي أن نرى اذا كان التعاون الاستراتيجي بين جيش الاسد وحزب الله سيتسع لدرجة منح مسؤولية لحزب الله عن مناطق كاملة في سورية. ومع ذلك، فان احتمال أن تخضع وحدات في الجيش السوري لامرة المنظمة الشيعية يبقى متدنيا.
لغز آخر يتعلق بالقوات الاخرى في لبنان، التي نظرت في السنوات الاخيرة بعيون تعبة الى السيطرة التدريجية التي يفرضها حزب الله على الدولة. ولسبب ما، لا يبدو ان السُنة والمارونيين يسارعون الى المبادرة الى خطوة ضد نصرالله ورجاله. ليس واضحا ما الذي يقبع في اساس هذا التردد، وذلك لان لحظة ملائمة مشابهة من غير المتوقع أن تقع لهم في الزمن القريب القادم. فرغم نجاحاته في الماضي والدعم من ايران، فان حزب الله ليس جيشا نظاميا وليست له أعداد غير محدودة. آلاف المقاتلين الذين غادروا لبنان ناهيك عن القتلى، الجرحى والسلاح الذي خرج عن قيد الاستخدام تضعف جدا قوة المنظمة. اذا ما استوعبت باقي الطوائف في لبنان التغيير، فبوسعها أن تستعيد شيئا ما من الاستقلال الضائع للحكومة في بيروت.
 :
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: