Wednesday, June 5, 2013


المعارضة خسرت “جولة” فهل يتوقف حزب الله عند القصير؟
 
5-6-2013


سوسن ابو ظهر -

بين البيانات السورية الرسمية والبث المباشر لقناتي “المنار” و”الميادين” والتهنئة الإيرانية الفورية بالسيطرة على مدينة القصير، وموقف “الجيش السوري الحر” والمعارضة بونٌ شاسع. فماذا حدث حقاً في القصير؟
وسط حسابات الربح والخسارة للاعبين الكبار، بدت المدينة ساحة حرب. مبان مدمرة وشوارع مهجورة، وآليات عسكرية تعمل على رفع الحطام وإزالة الألغام، وجنود سوريون يرفعون علم البلاد وعليه صورة الرئيس بشار الأسد. لكنها كذلك مدينة أشباح، لا وجود لمدنيين فيها.
القصير ومعركة سوريا
ونقلت قناة “الميادين” عن العميد في الجيش السوري يحيى سليمان أن “من يسيطر على القصير يسيطر على وسط البلاد، ومن يسيطر على وسط البلاد يسيطر على سوريا كلها”. ذلك أن هذه المدينة تقع على مفترق طرق استراتيجي، فهي على مسافة 30 كيلومتراً جنوب غرب حمص، وهي غير بعيدة من دمشق وميناء طرطوس الاستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن محللين أنه من المهم للجيش السوري الإمساك بالطريق المؤدية إلى الساحل إذا كان الأسد يعتزم الفرار إلى هناك في حال اخترقت المعارضة دمشق. وأن ذلك قد يمكنه من تعزيز السيطرة على مناطق مهمة في الجنوب والغرب، من دمشق إلى اللاذقية، عبر خط يشمل الزبداني وحمص والقصير وطرطوس، تهميداً لمحاولة السيطرة على الشمال والشرق.
إذاً أتاحت استعادة القصير للجيش السوري خنق الشريان الأساسي لتهريب السلاح إلى الثوار من لبنان. وقد يكون ذلك المكسب الأول والأهم، وهو واقع مستجد لا يمكن إغفال أهميته قبيل مؤتمر “جنيف-2″.
ويسترعي الانتباه أن مواقف المعارضة شابها التخبط. وجاء في بيان للهيئة العامة للثورة السورية على صفحته على “فايسبوك” إنها “جولة خسرناها”، بعدما تمكن “أبطالنا” من إخراج المدنيين، وهم “ليسوا بالفرَار، ولكنهم الكرَار”. غير أن الناطق باسم هيئة أركان “الجيش السوري الحر” صهيب العلي قال لقناة “الجزيرة” إن “النظام كاذب، وإعلامه كاذب. لا يزال الجيش الحر مسيطراً على القصير، وإن جرت اشتباكات عنيفة وقصف عنيف على أهلنا”.
وإذا كان قرب القصير من لبنان جعل منه رئة لنقل الأسلحة والإمدادات، فإنه كان سبباً لدخول “حزب الله” القتال بقوة، كأنه يواجه معركة وجود. وما المواقف الأخيرة لقيادة الحزب عن مواجهة مصيرية مع “التكفيريين” إلا أحد مظاهر الأمر. وكذلك مواكب التشييع المتوزعة في بيروت والبقاع والجنوب والتي أعادت إلى الأذهان مشاهد من حرب تموز.
وأظهرت التغطية المستمرة لقناة “المنار” حجم الأهمية الاستراتيجية التي أولاها الحزب لـ”الانتصار” في هذه المعركة، فكأنه يقاتل في أرضه التي “حررها” كما فعل عام 2000.
الأتاسي : فرصة لتقويم الأداء
دور “حزب الله” في ما حدث في القصير تحدث عنه مؤسس “تنسيقية المغتربين السوريين لدعم الداخل” فراس الأتاسي لـ”النهار”. قال :”تعودنا من النظام على إعلان الانتصارات، لكن المهم في الموضوع هو هل سيقوم (الأمين العام لحزب الله) حسن نصرالله بالإعلان عن انتهاء المهمة في القصير ليحفظ ماء الوجه بعد الخسائر التي مني بها؟ أي لن يذهب أبعد في مغامرة أدرك أنه مجرد بيدق فيها، لأن النظام خسر قوته الضاربة من مقاتليه الموثوق بهم، فاستعان نصرالله ومقاتليه الذين بدوا مرتزقة”.
وفي المقابل، فإن المعطيات الميدانية لم تكن في مصلحة الثوار، إذ “لا يمكن أن تهزم في حرب عصابات جيشاً وأنت متمركز في مكان واحد وغير قادر على الحركة وليس لديك ما يكفي من الرجال ولا أي عتاد ثقيل أو سلاح مضاد للطيران وأنت مكشوف من الفضاء”.
وشدد الأتاسي على وجوب أن يكون ما حدث فرصة لتقويم أداء المعارضة “بضغط من الشارع، وهم مجبرون على الانصياع له”، وإن يكن أقر بـ”حال إحباط موقتة”. والمطلوب “موقف وطني قوي وليس تنفيذ ما يقوله السفراء أو زعماء الأحزاب”. كما أن “الجيش السوري الحر الآن في حال تنظيم من الداخل والخارج. وثمة محاولات جدية لفك ارتهانه لولاءات الممولين والدول، بأن يقتصر تمويله على السوريين. بالإضافة إلى انتشار مخيمات التدريب الاحترافي التي ستفرز مقاتلين يتمتعون بمعرفة عسكرية وينصاعون للتراتبية القيادية ووضوح الهدف”.
وعن احتمال تقهقر المعارضة في حمص وحلب، رأى الأتاسي أن “الأمر لن يؤثر إلا في حالات زيادة الزخم لدى الجيش الحر لأجل رد الصاع صاعين”.
وهل ينعكس الواقع الميداني الجديد على مؤتمر “جنيف-2″، قال :” ممنوع على المعارضة الذهاب إلى المؤتمر دون نصر على الأرض في المقام الأول ودون احراز تقدم، وإلا فهي مفاوضات استسلام”

- See more at: http://onlylebanon.net/news/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6%d8%a9-%d8%ae%d8%b3%d8%b1%d8%aa-%d8%ac%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%aa%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/#sthash.20TMJ0bD.dpuf
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: