8-6-2013
ناصر شرارة
صحيفة "الأخبار" اللبنانية تتحدّث عن لقاء أميركي - سوري جرى بعيداً عن الإعلام في مدينة برشلونة الإسبانية، بين شخصية سورية دينية تحظى باعتبار شبه رسميّ وبمكانة معنوية وإسلامية ووطنية كبيرة ووفد رسمي أميركي رفيع المستوى.
رجل الدين السورّي ركّز خلال اللقاء على الخطر الذي تمثّله "جبهة النصرة"
كشقت جريدة "الأخبار" اللبنانية عن لقاء أميركي- سوري عقد بعيداً عن الإعلام في مدينة برشلونة الإسبانية أواخر شهر أيار/ مايو الماضي حيث لم تخل ترتيبات اللقاء -وبحسب الصحيفة- من تعقيدات على مستوى الشكل والمضمون. فالجانب السوري اقترح أنّ يكون ممثله فيه رجل دين يحظى، في الوقت نفسه، باعتبار شبه رسمي، وبمكانة معنوية وإسلامية ووطنية كبيرة.
أما الجانب الأميركي فأرسل موفداً رفيع المستوى من وزارة الخارجية، ليس بالطبع السفير روبرت فورد الذي على ما يبدو (وبحسب الأخبار) تاه في صحراء إخفاقات حساباته الخاصة بتوحيد المعارضة السورية.
وتقول "الأخبار" إنّ ممثل وزارة الخارجية الأميركية أبدى خلال الإجتماع في برشلونة، مع الشخصية السورية الدينية، اقتناع واشنطن بأن المجموعات السلفية المتشددة التابعة للقاعدة اخترقت المعارضة السورية على نحو بنيّوي، وأصبحت تشكّل خطراً كبيراً، وأنه من الأهمية بمكان إكمال العمل من أجل إستئصالهم.
ومن ناحيته، رجل الدين السوري، عرض لحقيقة الخطر على الإسلام المعتدل الذي تمثله «جبهة النصرة» وأخواتها التي تسيطر حالياً على مساحات من الأرض السورية. وقال " إنّ الحرب الإعلامية نجحت في تغطية الحقائق السورية، وأنّ المسلمين السنّة في سورية هم بيئة الإسلام المعتدل والمتسامح، وأن غالبيتهم مع الرئيس بشار الأسد وضدّ المجموعات المتطرفة، التي تغزو سورية اليوم من كلّ أصقاع العالم."
وبحسب "الأخبار" فقد كانت حاذقة فكرة إرسال دمشق للإجتماع رجل دين يتمتع بمكانة كبيرة، وأظهرت أنّ الغرب منفصل عن الواقع الإجتماعي الحقيقي لسورية، وأن الكلام الذي يجب أن تسمعه واشنطن مغيّب وراء ستار كثيف من التضليل الإعلامي.
وبحسب معلومات دبلوماسية حديثة جداً توّفرت للصحيفة، فإن أوباما يتجه منذ فترة إلى جعل القرار الأميركي بخصوص الأزمة السورية منسقاً على نحو أعمق بين البيت الأبيض والبنتاغون.
وبالأساس ظهر خلال لقاء برشلونة أن واشنطن ليست بعيدة عن فكرتين: الأولى أهمية استمرار القتال ضد الإرهاب في سورية حتى استئصاله، وثانيتهما أنّ الحلّ السياسي هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى إعادة الاستقرار لسورية ولإقليمها، إضافة إلى التمسّك بالشراكة مع روسيا في هذا المسعى.
وفي اطار مستجدات الموقف الأميركي من الأزمة السورية، يظهر تطوّر هام، وهو ميل واضح وجديد للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى بناء خصوصية في مقاربة الأزمة السورية مع «البنتاغون» والقيادة الوسطى في الجيش الأميركي على حساب خلية الأزمة القائمة منذ بدء الأحداث السورية، والمتشكّلة حصراً من مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، أبرزهم السفير روبرت فورد.
المصدر:
جريدة الأخبار اللبنانية
0 comments: