عملية «الأذرع المتعددة» تهدد وجود المعارضة في ريف دمشق الجنوبي
الجيش السوري يسيطر على الحسينية والذيابية ويتقدم في حجيرة وغربة
فيما كانت الأنظار تتجه نحو حلب وتتابع تقدم أرتال الجيش السوري التي استعادت السيطرة على طريق حماه حلب وصولاً إلى خناصر الإستراتيجية، مستعيدة في نفس الوقت سيطرتها على حوالي ٤٠ بلدة وتل استراتيجي فيها، ممهدة الطريق نحو استكمال الطوق لاقتحام المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في السفيرة، وفيما توجهت انظار الإعلام والمحللين العسكريين باتجاه القلمون مع تجدد «المناوشات» على حدود المنطقة، والتي اثمرت سيطرة الجيش السوري على بلدة تلفيتا، كان لوحدات الجيش السوري خطط أخرى وجدول عمليات مختلف تماماً وغير متوقع، اذ اندفعت وحداته وبشكل سريع باتجاه بلدتي الذيابية والحسينية القريبتين من منطقة السيدة زينب، وبعد حوالي عام كامل من سيطرة المسلحين على البلدتين وعمليات كر وفر عديدة فيها، حسمت قوات الجيش المعركة هناك وسيطرت بالكامل على البلدتين والبساتين والمزارع الواقعة بينهما وصولاً الى بلدة الشيخ عمر والبويضة دون أن تتوقف على مشارف حجيرة أو حي غربة، الذي حاولت بعض المجموعات المسلحة إشعال جبهاته في محاولة لتخفيف الضغط عن المسلحين في الذيابية والحسينية دون أدنى فائدة تذكر، سوى توجيه أنظار الجيش إلى الحي، وبدء استعداداته لتوجيه ضربة قاصمة للمسلحين فيه.
عملية الأذرع المتعددة
المتابع لسير عمليات الجيش السوري في كل من الغوطة الشرقية وحدودها مع الغوطة الغربية وفي عمقهما معاً، وصولاً الى الريف الجنوبي للريف الدمشقي، يدرك أن الجيش السوري بات يستخدم في عملياته العسكرية سياسة «الأذرع المتعددة» الممتدة على مساحة الريف المحيط بالعاصمة، بعدما ساهمت عملياته في تحقيق عدة خطوط أمان للعاصمة، لم يكن أولها «درع العاصمة» وليس آخرها، «الساتر الترابي»، و«زنار العبوات» على «ممرات الموت»، وصولاً الآن إلى عملية «أمان السيدة زينب»، التي انجز منها أهدافاً عدة، وسيتم استكمال بقية الأهداف وصولاً الى تأمين المنطقة المحيطة بها لجهة طريق المطار ولجهة كل من بيبلا والحجر الأسود وسبينة بالكامل.
بهذه العملية تكون قوات الجيش السوري أنجزت عملية تقطيع أوصال المناطق في جنوب وجنوب غرب الريف الدمشقي محققة إنجازات جديدة بعد عملية تحرير شبعا وحسم معركة بيت سحم وبعد سيطرتها سابقاً على عقربا، منهية وجود المسلحين على الطرف الشرقي والغربي من طريق المطار، فيما كان وحدات أخرى تواصل الإطباق على مراكز المسلحين في كل من المعضمية وداريا، لتأتي عمليات الأيام الأخيرة في المنطقة الوسطية بين طريق المطار وداريا وبالتحديد في مناطق تعتبر مراكز قوة للمسلحين من الذيابية والحسينية وسبينة وحجيرة وغربة وصولاً إلى أطراف بيبلا والحجر الأسود، خاصة بعد استطاعة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية الإمساك بزمام المبادرة في مخيم اليرموك وتحقيقها انجازات عدة، ساهمت بالإضافة الى عمليات الجيش المتعددة الرؤوس في تحويل مجموعات المسلحين الى «كتل محاصرة» ضمن منطقة واسعة جغرافياً وتتميز بكثرة السكن العشوائي المتلاصق الذي لطالما أمن للمسلحين أفضلية قتالية في مواجهة وحدات الجيش السوري.
إنهيار خطوط المسلحين
إنهيار خطوط المسلحين
تنسيقيات المعارضة في جنوب ريف دمشق، واصلت إطلاق نداءات الإستغاثة لنصرة المناطق التي بدأ الجيش السوري واللجان الشعبية حملته عليها، وكان واضحاً من تلك النداءات والبيانات انهيار الثقة بشكل كبير بين مسؤولي المجموعات المسلحة وعناصرهم، وبين المجموعات نفسها ومن يفترض أنهم داعموهم من الجيش الحر وجبهة النصرة، حيث امتلأت صفحات التنسيقيات بعبارات اللوم وتحميل المسؤولية بعدم نصرة ومؤازرة المسلحين في كل من الحسينية والذيابية في الوقت المناسب.
ومع تقدم الجيش السوري مدعوما بألوية الدفاع الوطني واللجان الشعبية في كل من البويضة والشيخ عمر وعلى محاور حجيرة وسبينة، كان واضحاً أن الإنهيارات تتوالى في صفوف المسلحين، وأن العملية التي بدأها الجيش لن تتوقف بعد السيطرة الكاملة لقواته على بلدتي الذيابية والحسينية.
وقد تركزت الإشتباكات العنيفة على محور حجيرة حيث واصلات وحدات الجيش ملاحقة المسلحين الهاربين من الحسينية والذيابية إلى عمق منطقة حجيرة ودارت معارك عنيفة بالتزامن مع توجيه وحدات أخرى ضربات موجهة ودقيقة لمراكز ونقاط تجمع المسلحين في حي غربة وجواره.
مستمرون حتى تحقيق الأهداف
مستمرون حتى تحقيق الأهداف
مصدر عسكري في قيادة عمليات المنطقة أكد أن هذه العملية لن تتوقف عند أي محور وهي مستمرة حتى تحقيق كافة الأهداف الموضوعة، مشدداً على أن وحدات الجيش تتحرك بحسب الأوامر المعطاة لها وتتقدم على كافة المحاور دون استثناء، خاصة في كل من حجيرة وسبينة وغربة، واعداً بتحقيق المزيد من الإنجازات خلال فترة زمنية قصيرة، وبسحق المجموعات المسلحة في كامل المنطقة وتأمينها بالكامل.
المصدر أكد أن خسائر المسلحين فاقت الـ ٥٠٠ قتيل، فيما تم تدمير العديد من آلياتهم ومراكز المسلحين، ومخازن الذخيرة وتطهير البساتين والمساحات غير العمرانية بين الذيابية والحسينية وسبينة ومناطق أخرى بشكل كبير، كما قام سلاح الجو بسلسلة غارات استهدفت مراكز وتجمعات المسلحين نتج عنها إصابات محققة في الأماكن المستهدفة وعدد كبير من القتلى في صفوف المجموعات التي انكفأت بإتجاه البساتين.
السيطرة الكاملة للجيش على الذيابية والحسينية اتاحت لقواته التقدم على محور البويضة من جهة الشيخ عمر وعلى محور حجيرة من جهة الذيابية حيث تقوم وحداته الآن بعمليات تثبيت مواقع وتتقدم بثبات بعدما صدت عدة محاولات للمسلحين لإستعادة السيطرة على المفارق الاستراتيجية في المنطقة التي تعلم جيداً أن خسارتها لها ستكلفها الكثير في المعركة المقبلة التي يتوقع أن تكون حاسمة لجهة إنهاء وجود المسلحين بالكامل في الجهة الجنوبية من الريف الدمشقي.
وفي حصيلة أولية للنتائج يتضح أن المجموعات التي كانت متواجدة في كل من الحسينية والذيابية قد منيت بخسائر فادحة وخصوصاً كل من لواء الجولان ولواء الأنفال وأكناف بيت المقدس ولواء الأمة وأحرار الشام وجبهة النصرة، حيث سقط لهم باعترافهم حوالي ١٣٠ قتيل بينما أكدت مصادر الجيش أن عدد القتلى في صفوفهم فاق الـ٥٠٠ قتيل واستسلام العشرات منهم لوحدات الجيش واللجان الشعبية.
0 comments: