Sunday, November 17, 2013

قاتل الجندي سيتحرر في الصفقة التالية !

قاتل الجندي سيتحرر في الصفقة التالية !


بقلم: الكنا شور
يدعى حسين، ابن 30. حاصل على الشهادة الجامعية الأولى في التاريخ وفي العبرية. وهو أعزب، ولكن قريبا، بعد بضعة أيام، سيتزوج من ليلى، ابنة عمة بعيدة، بعد مغازلات هاتفية لا تنقطع. حسين لا يعمل. وهو يخطط، في اللحظة التي تتاح له لان يُعلّم في مدرسة في مدينة مولده جنين. حاليا يقرأ. يقرأ كثيرا. يتعلم عن العالم، عن الشرق الاوسط، قليلا عن اوروبا، كثيرا عن أميركا الشمالية. وهو سيزورها، كما أقسم غير مرة، سيطير فوراً ما أن يتحرر.
منذ 14 سنة وهو يحلم بأميركا الشمالية في غرفة في سجن عوفر. قبل 14 سنة، في صباح شمسي من تشرين الثاني الجاف، صعد حسين الى الباص وطعن جنديا في نومه. وقد توفي الجندي متأثراً بجراحه. وأمسك بحسين وأرسل الى السجن المؤبد.
مرت 14 سنة. ولم يتبقَ من الجندي غير صورة باهتة في أرشيف الصحيفة، تقرير موجز عن الجنازة، وابوين كبيرين في السن، تعبين. حسين بالذات نضج. وقد فهم أنه اخطأ، وانه سار في عاصفة نفسية نحو دوامة عنف لا يتحكم بها أحد. ولد من جنين، يصف نفسه ويشرح أن كفى، العنف لم يؤدِ بالشعب الفلسطيني الى اي مكان، كفى سفك دماء. يجب التقدم، يقول، لإنشاء عائلة، لنيل الرزق، للمغفرة، لصنع السلام.
بعد يومين سيخرج حسين من بوابات سجن عوفر. رئيس الوزراء، السياسي المحنك، رجل اليمين – بمعنى، هكذا يعتبر – اتفق على اربع نبضات. 104 "مخربين"، معظمهم "قتلة" متقاعدون. مع انه في الماضي كتب، خطب، حذر بحماسة المعارض الجارف من خطر تحرير "المخربين"، ما بالك مع دم على الايدي، من حقنة تنشيط "الارهاب"، ومن الاستسلام المخجل. وها هو، رئيس الوزراء نضج. فهو على كرسيه منذ زمن طويل، والأمور التي ترى من الكرسي، اي من هناك، لا ترى من هنا.
عملياً، اكثر مما نضج، رئيس الوزراء يخاف. الأميركيون يضغطون، الفلسطينيون يهددون، في اوروبا يحيكون ضده تنديدات بـ 14 صيغة مختلفة. صعب عليه. صعب عليه مع الخوف، مع الضغط، مع هؤلاء الاهالي، الشائخين، الذين يقفون مرة اخرى امام بوابات ديوان رئيس الوزراء مع الصورة، الاسم، العمر ووصف العملية. سنحرر بسرعة، يفكر، من الافضل في الفجر. في غضون يومين الأمر سيهدأ. سيتحدثون عن الميزانية فجأة. عن أسعار القهوة.
على مسافة بضع كيلو مترات من هناك، قلب حسين، يهدد بالانفجار من الانفعال. بعد يومين سيلتقي الجميع. العائلة، ليلى، سينثرون عليه الارز والسكاكر، هكذا يتخيل، سيرفعونه على الاكتاف. احد ما سيطلق عيارات فرح في الهواء. سيكون هناك فرح. 14 سنة وهو ينتظر ذلك، يعد كل يوم، كل ساعة، منذ ذاك الصباح في 2013، صباح شمسي من تشرين الثاني الجاف.

معاريف
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: