أصوات غريبة تسمع في أماكن عدة من العالم
سر الأصوات الغريبة، العِلماء يشرحون سر «الصافرات»
منذ عام 2011، تواترت أنباء حول أصواتٍ غريبةٍ يتمّ سماعها في أرجاءٍ مختلفةٍ من العالم، وقد تمّ توثيق هذه الظاهرة الغريبة من خلال العديد من مقاطع الفيديو المصوّرة، من كندا إلى الولايات المتحدة وأوروبا، ولم يتمّ تحديد مصادر الصوت الفعلية، فالبعض اعتقد أنه سمع أصواتاً غامضةً تصدع من السماء، والبعض الآخر زعم أنها من باطن الأرض، وأنها كانت في بعض الحالات مدويةً لدرجة أنها أطلقت أجهزة الإنذار في السيارات. ومع انتشار مقاطع الفيديو، تكاثرت ردود الفعل حول هذه الظاهرة الغريبة، نفياً، تثبيتاً وتفسيراً، إلا أنه، وقبل أن نغوص في تفسيراتها، لا يجب علينا أن نستغرب هذه الظاهرة كثيراً، خاصةً وأنّ كوكبنا تلفّه مشكلة التلوّث الضوضائي من كل جانب. فنحن نعيش في أجواء ضجيجٍ مستمرٍ في الخلفية، وأكثر هذه الهمهمات لا نلاحظها إلا اذا قرّرنا الالتفات إلى جميع الأصوات المحيطة بنا والتركيز عليها.
مصادر الأصوات في الأماكن المغلقة لا نهاية لها، من صوت عقارب الساعات وتكييف الهواء، الى صوت مولّدات الأجهزة الكهربائية.. أما في الخارج، المشكلة أسوأ بكثير، فقد تنجم الضوضاء عن مصادر لا تعد ولا تحصى بما في ذلك الطائرات (ما يُرى وما لا يُرى)، أجهزة الراديو، الطرق السريعة، وخطوط التوتر العالي.. ثمّ إنّ هناك العديد من المصادر الصناعية للضوضاء والاهتزازات، بما في ذلك محطات الطاقة والمصانع التي تحتوي آلاتٍ كبيرة، مثل مصانع تجميع السيارات والمطابع. وعلاوةً على ذلك، فإنّ الأرض نفسها تولّد "همهمة" ثابتة طبيعية (على الرغم من أنها عادةً أقل بكثير من مستوى السمع عند الإنسان). ويعتقد العلماء أنّ أمواج المحيط المتحطمة على الجرف القاري، تصدر "دندنة" خفيفة، ما يخلق الاهتزازات التي تنتقل الى جميع أنحاء العالم.
وفي حين صبّت بعض تحليلات مواقع التواصل الاجتماعي في خانة فرضية نهاية العالم وعودة «المخلّص»، حيث يميل الكثير من الناس في مثل هذه الأمور الغرائبية إلى إضفاء المزيد من الغموض، تصدّى العلماء لهذه "التحليلات العاطفية" وأكّد الخبراء أنه يوجد تفسيرات عقلانية لمثل هذه الظاهرة. فقد قال أستاذ الفيزياء في جامعة ساسكاتشوان، جان بيير سانت موريس، إنها عبارة عن ضوضاء كهرومغناطيسية منبعثة من الشفق وأحزمة الإشعاعات.
بدوره كتب عالم الجيولوجيا، ديفيد ديمنج من جامعة أوكلاهوما، عن ظاهرة تسمى هوم (همهمة)، وهي عبارة عن صوتٍ غامضٍ لا يمكن تعقّبه والذي يمكن سماعه في بعض الأماكن في جميع أنحاء العالم، من قبل اثنين إلى عشرة في المائة من السكان.
وفي تقريرٍ له في مجلة "Scientific Exploration"، شرح ديمنج أنّ مصادر الهمهمة يمكن أن تشمل إشعاعات الهاتف و"طائرة يتم تشغيلها من قبل البحرية الأمريكية لغرض الاتصال بالغواصات".
أما وفقاً للـ"ناسا"، فإنّ الأرض لها "انبعاثات الراديو الطبيعية". وأفادت الوكالة: "لو كان للبشر هوائيات الراديو بدلاً من الأذنين، لكنّا سمعنا سيمفونية رائعة من أصوات غريبة قادمة من كوكب الأرض. يطلق عليهم العلماء اسم "الصافرات". وتشبه هذه الأصوات الموسيقى الخلفية في فيلم خيالٍ علمي، ولكنها ليست خيالاً علمياً. انبعاثات الراديو الطبيعية للأرض حقيقية، وعلى الرغم من أننا في الغالب لا ندركها، فهي حولنا في كل الأوقات". وأضافت "ناسا"، على سبيل المثال، البرق الذي يمكن أن ينتج صوتاً غريباً لانبعاثات الراديو.
كما يمكن أن تنتج الزلازل أيضاً أصواتٍ شبه مسموعة، وفقاً لخبير الزلازل، بريان ستومب، من الجامعة الميثودية الجنوبية في دالاس.
بالمقابل، رفض البعض تصديق هذه الظاهرة، واتهموا من يقوم بنشر مقاطع الفيديو ب"تلفيق الأكاذيب" وتسجيل هذه الأصوات، التي قال بعضهم أنها مقتبسة من بعض الأفلام، من أجل السيطرة على عقول الناس فيما يتعلّق بنهاية الكون وغيرها من التفسيرات "الدينية". واعترفت شابة كندية، كانت قد نشرت فيديو يحتوي أصواتاً غربية في الخلفية، وحصد 140 ألف مشاهدة على يوتيوب، أنها هي التي أنتجت هذه الأصوات لتثبت لأصدقائها أنّ الكثير من الأشياء حولنا هي "مفبركة" وليست حقيقية.
0 comments: