معاريف’: مهاجمة الولايات المتحدة لإيران تقدير غير وارد في ’تل أبيب’
مقررو السياسة والاستخبارات الاسرائيلية: احتمال تخلّي إيران عن برنامجها النووي صفر
ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية أنه من ناحية "تل أبيب"، فإن الاتفاق بين ايران والقوى العظمى الذي دخل هذا الاسبوع حيز التنفيذ يتطلب خطوتين فوريتين: من جهة، بذل جهد خاص لجمع معلومات استخبارية تثبت ان ايران تضلل كل العالم وتواصل السعي نحو القنبلة النووية، وبالتوازي إجراء استعدادات لامكانية أن تضطر "اسرائيل" في نهاية المطاف الى أن تهاجم ايران وحدها لاحباط البرنامج النووي.
ولفتت "معاريف" الى أنه" من المهم أن نتذكر في هذا السياق بأن الاتفاق الذي اقر هذا الاسبوع في جنيف وقع رغم الاعتراض الشديد من "اسرائيل"، وحتى اللحظة الاخيرة تقريبا حاولت الطواقم الاسرائيلية (ولا سيما برئاسة مستشار الامن القومي لرئيس الحكومة، يوسي كوهن)، إقناع الامريكيين ومندوبي القوى العظمى الاخرى بأن الاتفاق هو خطأ تاريخي".
وأضافت الصحيفة أن "رؤية الواقع لدى مقرري السياسة والاستخبارات الاسرائيلية هي احتمال ان تتخلى ايران حقا عن البرنامج النووي هو صفر، والاتفاق هو مجرد خداع يستهدف التخفيف من العقوبات المفروضة على الايرانيين في الوقت الذي سيواصلون فيه تطوير قنبلتهم الاولى بعيدا عن ناظر مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
"معاريف" أشارت الى أنه "بعد التوقيع على اتفاق المبادىء مع ايران قبل أكثر من شهر كانت خلافات رأي عن تفسير عدة بنود في الاتفاق وعلى رأسها مسألة هل مسموح لايران ان تواصل تطوير اجهزة طرد مركزي يمكنها أن تستخدم في تخصيب اليورانيوم لاغراض عسكرية ايضا (وليس فقط لانتاج الكهرباء، مثلما سمح لايران بحكم الامر الواقع)، وكان التفسير الاسرائيلي هو أنه محظور على ايران ان تنتج أي جهاز طرد مركزي جديد ولو كان واحداً، كي يتمكنوا من تخصيب اليورانيوم بشكل اكثر نجاعة وسرعة. وكما هو متوقع، فقد تراجع الغرب الى هذا الحد او ذاك عن هذه النقطة، في الاتفاق المرحلي الذي دخل هذا الاسبوع حيز التنفيذ".
وتشير تقديرات الحكومة الصهيونية الى ان الولايات المتحدة لن تهاجم ايران في العام 2014 "فقد أثبت اوباما بأن من ناحيته تفضيل الحوار على كل هجوم هو ايديولوجيا، ومن ناحية "تل أبيب" ايضا فانه في الظروف السياسية القائمة لا يوجد خيار سياسي عملي للهجوم على ايران، لكن الوضع يمكنه ان يتغير في غضون اشهر. فاذا ما نجحت "إسرائيل" في جمع ادلة استخبارية تؤكد أن ايران تواصل "العمل" على القنبلة الذرية، فإن المجلس الوزاري كفيل بأن ينعقد في جلسات دراماتيكية ويأمر بالهجوم في الصيف او في الخريف القريبين. هذا ليس سيناريو خيالي".
وخلصت "معاريف" الى القول "في ضوء التقدير الذي لا لبس فيه في "اسرائيل" في ان الاتفاق هو خدعة، يطرح السؤال: هل يوجد احتمال ان تجمد ايران مع ذلك حلمها النووي؟ إذ بعد كل شيء، فإن الامريكيين ليسوا أغبياء تماما، وقد ثبتوا غير قليل من الاليات التي تضمن متابعة وثيقة للمشروع النووي. كما أن الايمان بان سوريا ستنزع سلاحها الكيميائي الذي لديها لم يكن كبيرا، ولكن هذا يتم مع ذلك في هذه الايام".
0 comments: