استصال جذري للمتطرفين في غزة
Thu, 01/23/2014 —
بقلم: تسفيكا فوغل'
إن درجات رد الجيش الاسرائيلي و’الشباك’ على نشاط حماس الارهابي، التي تميز السياسة الحالية ربما تُحدث ردعا وقتا قليلا لكنها لن تفضي الى وقف التهديد الارهابي الذي يشوش علينا حياتنا. فلا يكفي اغتيال هذا النشيط أو ذاك للتمكين من العيش في أمن في دولة يفترض أن تحمي سيادتها. ولن يفضي سوى عمليات مبادر اليها ومفاجئة ومؤلمة دونما صلة باعمال وكلاء الارهاب، بحماس الى فهم أن امكاناتها قد انقضت وأن طاولة التفاوض هي الخيار الوحيد الباقي لها.
إن ضربة شديدة فقط لاولئك الذين يرسلون المنتحرين ومنفذي العمليات، الذين لا يتجرأون على فعل ذلك بأنفسهم ولا يؤمنون باللقاء مع الحور الـ 72، والذين عندهم ما يخسرونه، ستنجح في إحداث ردع يأتي بحياة سليمة طبيعية عن جانبي الجدار المحيط بقطاع غزة.
مع كل احترامي للمطلعين على الامور، يمكن التوصل مع حماس في قطاع غزة الى اتفاق اطول كثيرا واسرع من رقصة التانغو بلا ايقاع التي ترقصها تسيبي لفني وأبو مازن. فحماس التي هي السيد الوحيد في القطاع تخضع لضغط يهدد قدرتها على الاستمرار في حكمه. فالمصريون الذين كانوا الى وقت قريب حماتها أصبحوا يرونها عدوا لدود ويعاملونها وكأنها مجذومة.
يتجول أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية في أنحاء العالم وهو مستمر في بسط خدعة السلام في كل مكان مع تجاهل مطلق لحماس التي تشبه من وجهة نظره حبة بطاطا ساخنة في موقد لا ينوي أن يطفئه. إن سوريا التي كانت تستضيف ‘مكتب خارجية’ حماس مشغولة بحروبها وهي تدرك التهديد الداخلي في وجود منظمة ارهابية في داخلها، بل إن الحاكم التركي اردوغان الذي جعل كل سفينة ممكنة تبحر الى غزة لم يعد متحمسا لصحبة الارهابيين المتطرفين، هذا الى أنه نشأت في داخل القطاع في السنوات الاخيرة منظمات كثيرة تعارض علنا ‘النهج اللين’ الذي تنتهجه حماس في حربها للكيان الصهيوني، وهي تهدد زعامتها العسكرية والمدنية.
كل ذلك معا وكل واحد منها على حدة أفضى بحماس الى أن تجري حسابات، والى أن يستقر رأيها على ترتيب أولويات للبقاء، والى أن تحدد في الأساس كيف تدفع أثمان مستهلكاتها لوجود السلطة المدنية، وقد تجلى الحل الافضل الذي وجدته بـ ‘الموافقة على اطلاق النار’ للفصائل المتطرفة في داخل حماس ومنظمات الجهاد المختلفة. وهذه الموافقات التي تشتمل ايضا على موافقة على التهريب وبث ألغام عند الجدار وحفر أنفاق، تُمكّن من تخفيف ضغوط عسكرية ارهابية وتحصل حماس مقابل ذلك على ‘هدوء مدني’ في داخل القطاع. وقد مكّنت تلك الموافقات ايضا من انشاء قواعد الارهاب في سيناء التي تنفذ مرة في كل بضعة اشهر ‘تجربة وسائل’ موجهة على اسرائيل وهي تستولي على اراض كثيرة تجعلها رهينة.
أوصي الجميع منا أن ندرس كيف يواجه الملك عبد الله محاولات المنظمات الارهابية الاستقرار في الاردن، وأن ننظر في طريقة علاج الفريق السيسي المصري لحماس في قطاع غزة، وأن ننتظر في شوق لنرى كيف سيعامل اولئك الذين أطلقوا الصواريخ من سيناء على اسرائيل. لا يوجد ما يُفعل، ويجب الاعتراف بالحقيقة غير الطيبة: إن القادة العرب يدركون طاقة التهديد الكامنة ويعرفون علاج الارهاب العربي أفضل من وزير الخارجية الامريكي جون كيري ورئيسه براك حسين اوباما.
إن بقاء الاسد المتوقع في سوريا وحاجته الى الاعتماد على الروس، والحكومة المتوقع أن تنشأ في لبنان، والزعامة التي لا هوادة فيها لعبد الله في الاردن والفريق السيسي في مصر، واتفاقات الدول الغربية مع ايران، ‘تخنق’ أنبوب تزويد المنظمات الارهابية بالوسائل، وتضائل فضاء عيشها على الارض. وأخذ يكبر احتمال موجة ارهاب. لم يدرك أبو مازن بعد أن الارهاب أخطر على وجود السلطة الفلسطينية من التخلي عن القدس وعن حق العودة، ولا تفهم حماس الى الآن أننا بدأنا نضيق ذرعا بالخروج في عملية مرة كل سنة. اذا كنا نرغب في الامتناع عن ضربنا في داخل مدننا، فان هذا هو الوقت للمبادرة وللعمل في بيوت اولئك الذين يريدون الشر لنا كي نهزمهم وألا ننتظر قذيفة صاروخية توقع ضحايا منا.
”عميد احتياط
اسرائيل اليوم
ش
0 comments: