سيناريوهات الملك
Mon, 01/20/2014 -
بقلم: سمدار بيري
”يُبين تمرين قصير كيف يتصل كل شيء بكل شيء وراء الستار في حينا. في يوم الخميس الأخير وكان الاقتراع على دستور مصر الجديد لم يتم بعد، استضاف الملك الاردني عبد الله عنده في عمان رئيس الوزراء نتنياهو. فقد دعاه عبد الله فحضر نتنياهو ولم يكن ذلك لقاءا سريا.
نشر الداعي صورا واعلانا رسميا منظما ليؤكد أن قصر الملك يضغط من اجل حل يفضي الى دولة فلسطينية عاصمتها في شرق القدس. فقد حذر الملك كالعادة من أن الوقت ينفد. وتم التأكيد في الاعلان الذي نشره نتنياهو الحاجة الى تحسين العلاقات (هل بالاردن أم بالفلسطينيين؟) من اجل إنضاج المسيرة. وتوجد نقطة اخرى يجب الانتباه اليها، فقد أصروا في الاعلان من عمان على ذكر جهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي ملأ عندنا عناوين صحفية طولا وعرضا وعمقا.
كان السلوك الى هنا منظما وهو يعبر عن الموقف الاردني ويعبر عن الموقف الاسرائيلي، لكن كيف يتصل كل ذلك بمصر ولماذا كان المُلح على الملك عبد الله أن يدعو نتنياهو إليه؟ إنه قبل كل شيء بسبب العلاقات الاستراتيجية بين عمان وتل ابيب التي هي أقوى وأعمق مما يبدو للناظر وتوجد هناك مصالح وتحذيرات وتحديثات جارية وتعمل الهواتف الحمراء. وكذلك حصلنا على اشارة خفية ثخينة في مقابلة الملك الصحفية مع مراسل الصحيفة الامريكية ‘أتلانتيك’. فبعد أن هاجم القادة العرب بلا حساب، ألقى ملاحظة مفاجئة فحواها ‘علاقاتي بنتنياهو تحسنت وهي قوية جدا’.
ونتابع الى الأمام: إن الملك ونتنياهو يتفقان على رؤية سلوك الرجل الأقوى في مصر الفريق السيسي الذي يبدو أنه الرئيس القادم في حربه التي يشنها على الاخوان المسلمين في مصر وعلى حماس في غزة. فالذي لم يفعله سلفاه مبارك ومرسي يفعله السيسي بصورة كبيرة ومركزة على الهدف. والحقيقة أنه لا يحبنا وهو لا يحسب حسابا للاردن، ونجح في طريقه في مشاجرة قطر واردوغان في تركيا، وقد ضاقت تونس في نهاية الاسبوع ذرعا وهي التي عرضت فجأة على اسلاميي مصر لجوءاً.
حذر الملك عبد الله ألا يقول كلمة واحدة في الحرب للاسلاميين الذين أُخرجوا خارج القانون في مصر وعُرفوا بأنهم منظمة ارهابية من جميع جوانبها. فمئات النشطاء معتقلون والاموال والممتلكات صودرت. وللملك ‘فرع′ نشيط فوار في الاردن، فهو لا يُبيح لنفسه أن يسحقهم. لكنه يعلم أنه اذا ضغطوا على القاعدة الأم للاخوان في مصر فان الشرار سيتطاير في جميع الاتجاهات حتى الى ميدانه.
قبل سنة زار عبد الله البيت الابيض وضغط من اجل دولة فلسطينية بوساطة امريكية فاعلة لأنه لا يخطر بالبال أن يكون الاردن هو فلسطين. وهكذا ولدت خطة كيري، ويجب أن يواجه عبد الله الآن الحل الذي ينضج موجها عليه في غور الاردن. فهو لا يريد قوات أمن فلسطينية على طول الحدود. وهو يرى سيناريو ترفع فيه حماس رأسها في ضفتي الاردن. فكلما ضغط السيسي عليهم في مصر وغزة وجب عليه أن يستعد لجميع الاحتمالات. وحتى لو كان أبو مازن يُعامل عنده معاملة رائعة فانه يعتمد على نتنياهو كما يبدو أكثر.
إن جملة واحدة في اعلان القصر بعد زيارة نتنياهو الخاطفة تلخص الامر كله وهي أنه في كل تسوية تُحرز، سيحرص الاردن قبل كل شيء على تحقيق مصالحه. أو بعبارة سهلة: يطلب الاردن الحفاظ على مكانته الخاصة في شرق القدس، وعلى اتفاقات الماء معنا، وألا يخطر ببال أحد أن يُسلم الحدود الاردنية الى أيدٍ فلسطينية. ولن يضر من وجهة نظر عبد الله إسباغ إطراءات على كيري بعد الذي تلقاه عندنا من الضرب، لكن المفاتيح عند نتنياهو.
المصدر:
- يديعوت أحرنوت
0 comments: