شارون يمتلك وثائق عسكرية مهمة خلافا للقانون
Wed, 01/29/2014 -
بقلم: أمير أورن
تستعد وزارة الدفاع للحصول على وثائق عسكرية وأمنية كان اريئيل شارون يحتفظ بها عنده مخالفا القانون، وكانت عائلته ترفض منذ سنوات ايداعها في أرشيف الجيش الاسرائيلي. وفي تباحث تم هذا الاسبوع عند المسؤول عن الامن في جهاز الامن، استُعرضت خيارات الدولة اذا أصر إبنا شارون على رفضهما اطاعة القانون وتسليم الوثائق. وقد بُحث في جملة ما بُحث امكان العمل بفعل أمر، وأمر شرطة اسرائيل أن تداهم مزرعة شكميم وتصادر الوثائق.
ويفحص مراقب الدولة يوسف شبيرا ايضا في الايام الاخيرة شكوى امتناع وزارة الدفاع عن مصادرة وثائق شارون. وطلب رئيس قسم رقابة الامن العميد المتقاعد يوسي باينهورن في هذا الاسبوع من مديرة أرشيف الجيش الاسرائيلي، ايلانا ألون، أن تُبين للمراقب هذه القضية.
وقد شارك في المباحثات عند مسؤول الامن أمير كاين، مديرة الارشيف، ونائب المستشار القانوني لجهاز الامن المحامي بني كوهين. إن مسؤول الامن مسؤول عن تأمين معلومات امنية حساسة في المنشآت التابعة لوزارة الدفاع وديوان رئيس الوزراء. ويتجنب العاملون معه تجنبا خاصا لمنع تسرب مادة تتناول أو قد تتناول مواضيع في نطاق عمل لجنة الطاقة الذرية.
في تسعينيات القرن الماضي على اثر نشر مادة كهذه كانت موجودة في الارشيف الخاص لارملة رئيس الوزراء ليفي اشكول، استُصرخ مسؤول الامن آنذاك يحيئيل حوريف ليداهم مكتب مريم اشكول وليصادر المادة. واستعملت عملية مشابهة في مركز رابين حينما يتبين لمسؤول الامن أن مقابلات صحفية مع ضباط كبار متقاعدين كرئيس هيئة الاركان السادس تسفي تسور، كانت تشتمل على تطرق الى مواضيع حساسة ايضا. ومع ذلك كان شارون يتمتع بحصانة دائمة حتى في ثماني سنوات رقدته حينما رفض ابنه جلعاد أن يسلم الارشيف الامني الذي أُنشيء في مزرعة شكميم بخلاف القانون. وقد زعمت عائلة شارون قبل سنوات أن الوثائق أضر بها حريق وقع في بيوت مزرعة شكميم لكن أبناء العائلة نشروا بعد ذلك كتبا عرضت وثائق عسكرية.
إن حصانة شارون بصفته عضو كنيست ووزيرا منعت محققي الشرطة من أن يضعوا أيديهم في بيوت المزرعة على وثائق تتصل بالتحقيقات الجنائية التي أجريت مع أبناء عائلة شارون في بداية العقد الماضي. وكان شارون يحتفظ بوثائق مختلفة منذ ترك الخدمة الدائمة في الجيش في صيف 1973، وعلى إثر خدمته الاحتياطية في حرب يوم الغفران قائدا للفرقة 143، ومرة ثالثة بعد أن تولى وزارة الدفاع بين صيف 1981 وربيع 1983.
وقد حظرت عليه أوامر هيئة القيادة العامة وقانون العقوبات مثل سائر الضباط الذين اعتزلوا الى الحياة المدنية، أن يحتفظ بوثائق سرية، لكن شارون رفض أن ينقل المواد التي جمعها الى خزانة جُعلت له في ارشيف الجيش الاسرائيلي، في مسكنه في جفعتايم أولا وفي مباني واسعة في تل هشومير في السنوات الاخيرة. ولم يعلل شارون رفضه، لكن يبدو أنه فضل ابقاء المواد السرية في حوزته كي يستعين بها في نضالاته القانونية والسياسية ولتأييد روايته وقت كتابة تاريخ الجيش الاسرائيلي الرسمي ولا سيما حرب يوم الغفران وحرب لبنان.
إن القرار الذي يبدو في الأفق على الكف عن الطلب والالحاح والتوسل لأن يتم تسليم وثائق شارون بمقتضى القانون الى الدولة، والانتقال الى فرض القانون بالقوة سيضع حدا لاربعة عقود من الاستخفاف السافر بالقانون. في آب 1974 شهد اللواء (احتياط) شارون الذي كان آنذاك عضو كنيست، كان قد كف عن قيادة الفرقة وكان يوشك أن يحصل على قيادة طابور، شهد أمام لجنة أغرينات. وكشف الرئيس شمعون أغرينات ورفيقاه موشيه لندوي وكلاهما رئيس للمحكمة العليا واسحق نفنتسئيل، مراقب الدولة مع رئيس هيئة الاركان الثاني يغئال يادين عن حقيقة أن شارون أخذ وثائق الفرقة الى مزرعته. ويشهد محضر الجلسات بأن شارون لم يُظهر هذه المعلومة متطوعا بل أفشاها قطرة قطرة، متحدثا أولا عن ‘سلطة خاصة’ ومعترفا آخر الامر فقط بأن المادة موجودة ‘عندي في المزرعة’.
أغرينات: أردت أن أطلب منك شيئا واحدا. أنا أعلم أن يوميات الفرقة موجودة عندك. فاذا كان الامر كذلك فأريد أن تعرضها على اللجنة لأن اليوميات ليست معنا. وقد بحثنا عنها.
شارون: اجل، تلقيت توجها من مكتب رئيس هيئة الاركان (موتي غور). أعترف بأنني لا أعلم ما الذي يوجد بالضبط لأنه حينما ترك ضباط مقر قيادة الفرقة، خزنوا عندي في احدى الغرف صناديق مقفلة. ولم أفتحها قط. واعتقدت أنها تقرير الفرقة. وقد توجهت على كل حال الى من كان رئيس مكتبي للحصول على المفاتيح لاخراج ذلك، ومن المؤكد أنني سأنقل اليكم كل ما يوجد هناك. آمل أن يكون هناك. أنا نفسي لا أعلم أن هذه اشياء تلقيتها، وكنت أقول نُقلت وخُزنت، قبل بضعة اسابيع، حينما حصلت تبديلات في الفرقة. وليست معي مفاتيح هذه الصناديق. والصناديق موجودة، وأنا أفرض أننا سنفتحها ونجد كل ما يوجد هناك وننقله.
لندوي: لست أفهم، المعذرة، أليس ذلك ليس ملكا خاصا لشخص ما. حينما تترك الفرقة يجب أن يبقى ذلك في مكتب الفرقة أو في مكان آخر.
شارون: سأُبين. الامر هو كالتالي: يجب أن تقدم الفرقة تقريرا وهي لم تقدم تقريرا الى الآن. وقد عملنا على أجزاء من تقرير من اجل التحقيقات التي حدثت. وقد بُدل الآن في الفرقة كل الاشخاص. فلا يوجد هناك اذا استثنينا رئيس مقر القيادة أحد كان يخدم في تلك الفترة. ومع ترك الاشخاص أُخذت الصناديق من هناك وهي موجودة. أعترف بأنني لم أفتحها قط ولم أنظر فيها وأنا أعلم أنها مخزنة في غرفة مغلقة في مكان ما. إن الصناديق كلها مقفلة وليست عندي حتى مفاتيحها. فاذا كان السؤال لأجل ماذا وضعت تلك الصناديق فانها موضوعة في رأيي لأجل كتابة تقرير الفرقة لأنه لو تُركت تلك المادة لما وجد اتصال سلسلة القيادة، إن كل القيادة التي كانت في وقت الحرب غير موجودة هناك. وكي يمكن كتابة تقرير الفرقة فان تلك هي المادة التي بقيت كما يبدو. تلقيت توجها من مكتب رئيس هيئة الاركان في هذا الشأن. وقد توجهت أنا نفسي للبحث عمن كان مساعدي الثالث الذي أصبح اليوم يخدم في الخدمة الاحتياطية. وليست معي مفاتيح تلك الصناديق.
لندوي: حسن أيها اللواء شارون. لكنني خائب الأمل مع كل ذلك قليلا لأنه لا يمكن حتى لو بُدل الضباط جميعا، وأنا أتقبل اخراج مواد رسمية بطهارة قلب لأنه من ذا يعلم ماذا سيخرجون غدا ايضا. ألم يكن أسهل أن تتحدث مع من ورث منصبك وتقول له إهتم بأن تبقى هذه المادة مجموعة في ركن ما في المكتب، ألا يجب أن تكون مثل هذه الثقة بين قادة كبار في الجيش الاسرائيلي.
شارون: أقول لك إنني أعتقد أنه لو أجري تبادل المناصب بصورة منظمة فلربما حدث ذلك، لكن الوضع كان مختلفا. فقد تركت عملي حينما كانت الفرقة موجودة غرب القناة. ولم أسلم عملي الى أي أحد. لم أسلم عملا الى أي أحد لأنه لم يكن ثم نائب. وبقي هناك عدة ضباط النائب وغيره. وكنا نجري من حين لآخر تحقيقات حرب. ولم يكن يوجد مناص للاطلاع على اجراءات الحرب من امتلاك مادة. لم يكن ذلك من نوع الحالات، كنت أقول، لنفرض أنني كنت أقدر أن آتي بعد أن تركت، لا بسبب علاقات مضعضعة في المكان الذي تركته، كنت أقدر أن آتي لذلك المكان وأحصل على المادة. لقد استعملوا هذه المادة للادلاء بشهادات. وهي في الحقيقة المادة الوحيدة الموجودة اليوم لكتابة تقرير الفرقة. فمن المؤكد أنني أتقبل رأيك وهو أنه لم تم ذلك بصورة منظمة فكنت سأقول لشخص ما، وأقول بالمناسبة إنني حينما تركت لم آخذ معي أية مادة لا حقيبة ولا صندوقا ولا خريطة ولا أي شيء.
نفاتسئيل: لكن المادة المخزونة فيها أهي ملك الجيش أم ملك خاص؟.
شارون: ملك خاص.
نفنتسئيل: هذا ممنوع قطعا، مع كل الاحترام، لكن كان يجب في رأيي اعادة ذلك للجيش فورا. تخيل مثلا أن شيئا من هذه المادة كان مطلوبا لمحاكمة جنائية. كان يمكن أن تكون تلك مادة رئيسة في شأن خطير أو في دعوى مدنية أو في قضية عامة ما. ليس من الممكن ألبتة وضع اليد على هذه المادة ولا يوجد أي تسويغ لابقاء هذه المادة في ملك خاص.
أغرينات: هل تقول: في صناديق. أين توجد تلك الصناديق؟.
شارون: هذه الصناديق موجودة. وهي عدد من الصناديق الحديدية المقفلة باقفال والموجودة اليوم في غرفة مغلقة عندي في المزرعة. في غرفة مغلقة، غرفة مع ابواب مقفلة. وجيء بتلك الصناديق الى هناك مع مغادرة المجموعة الاخيرة من الاشخاص التي كانت في الفرقة وقت الحرب. وقد وضعت هذه المادة لاجل كتابة تقرير الفرقة. إن هذه المادة كلها يجب الاقبال عليها وقراءتها وكتابة التقرير واعلامها بعلامات.
أغرينات: لكنني اعتقد أن التركيب الجيد يقتضي كما اقترح رفيق أن يسلم ذلك الى قائد الفرقة أو الى المسؤول عن الامور التقنية.
شارون: استطيع أن اسلم ذلك الى قسم التاريخ.
اغرينات: يجب تسليم ذلك الى المسؤول عن تلك الاشياء كي تستطيع الوصول اليها لاجل كتابة التقرير. ونحن نريد الآن الحصول على يومياتك.
شارون: أضمن لكم أن يؤتى بكل ما هناك ليكون امامكم في اسرع وقت ممكن كما هو بالضبط.
يادين: لا اريد أن اصرخ هنا في وجهك أن هذا ليس من شأنك، لكن اذا توجهنا من قبل اللجنة الى ضابط مناسب في هيئة القيادة العامة وطلبنا يوميات فرقة اريك واضطر ذلك الضابط الى أن يقول ليست عندنا، واقول لكم بصورة غير رسمية هي موجودة عند اريك، وقد قال ذلك الضابط هذا في اماكن اخرى. فقد نشأ هنا تراكم كهذا غير منظم في امور النظام والانضباط. ألا ترى هذه المشكلة؟.
شارون: من المؤكد أنني أرى المشكلة كما تراها وتصفها، واستطيع الاتيان بامثلة اخرى. والحديث هنا في هذه الحال عن أمر أُعد لاجل الهدف الواضح وهو كتابة التقرير الذي لم يكتب بعد، وعندي صعاب.
يادين: كل واحد لا يفعل شيئا ما يكون عنده تفسير، ويقول الامر العسكري انه لا يحق لأي شخص ولا يجوز لأي شخص أن يتمسك بوثيقة سرية عسكرية لنترك الممتلكات العسكرية لا تكون في منشآت عسكرية وما أشبه، وتأتي أنت فتقول لي إنني افعل ذلك لاجل التاريخ. أنا لا أجادلك. أنا آتيك بهذا المثال الصغير لانه واضح وبسيط جدا وهو مخالف للقانون العسكري. أنت هنا ولا يهم الهدف، فالهدف مقدس، أنت تتعدى على القانون العسكري.
شارون: حسن، ليس عندي سوى أن اقبل ما تقول.
يادين: هل تتفق معي؟
شارون: لا يمكن الفصل بين الانضباط من نوع ما والانضباط من نوع آخر، أنا اقبل سلفا، يجب استعمال جميع الخطوات.
يادين: هل تقول، يد حديدية؟.
شارون: يد حديدية.
يادين: لو أنك كنت اليوم رئيس هيئة اركان وسمعت بحسب مبدأ اليد الحديدية أنه يوجد قائد اعلى يعتدي على قوانين أمن الميدان بحسب دستور الجيش، فما الذي يسمى يدا حديدية؟.
شارون: يجب ان يكون الجميع تحت تلك اليد الحديدية.
نشرت شهادة شارون بعد الحرب بـ 35 سنة حينما كان شارون غارقا في رقدته في موقع ارشيف الجيش الاسرائيلي في الشبكة، وهو نفس المؤسسة الرسمية التي رفض شارون وابناه منذ عشرات السنين أن يودعا فيها الوثائق العسكرية التي لديهم.
المصدر:
- هآرتس
0 comments: