الجهاديون على الجدار: الخطر المحدق باسرائيل بعيون استخباراتها
Sat, 01/25/2014 - 14:16 —
خاص - محمد مرار
خصصت صحيفة اسرائيل اليوم كبرى الصحف العبرية وأكثرها تأثيراُ في الاسرائيليين الجزء الأكبر من ملحقها الأسبوع لما وصفته "أحد أخطر التهديدات الجدية الخمسة التي يتوجب على اسرائيل مجابهتها خلال العام الجاري حسب جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" وتضمن التقرير المطول عرضاً لخريطة التنظيمات التي تعتنق ألفكر الجهادي السلفي والتي تعزز مواقعها في محيط اسرائيل وتحاول بناء بنية تحتية لها داخل الضفة الغربية والخط الأخضر.
وتستهل الصحيفة تقريرها بايجاز عن هذه التنظيمات فتقول " إنهم يطلقون الصواريخ على شمال اسرائيل وعلى إيلات ويعارضون الخط المعتدل التي تلتزم به حماس تجاه اسرائيل في قطاع غزة، وتضم هذه التنظيمات عشرات الآلاف من الأعضاء ويفرضون سيطرتهم حتى أجزاء واسعة من سوريا، وهولاء لهم هدف واحد هو إقامة دولة الخلافة ويتصدر اليهود قائمة أعدائهم ثم الصليبيون والشيعة".
وبحسب المعلومات الاستخبارية الاسرائيلية التي نشرتها الصحيفة فإن عدد أعضاء هذه المنظمات يترواح ما بين 50 إلى 70 ألف ينتشرون في الشرق الأوسط، من بينهم ثلاثين ألف متواجدون على الأراضي السورية، وتشير المعلومات الاستخبارية الاسرائيلية إلى أن عملية تجنيد المقاتلين تتم بوتيرة متسارعة جداً وتصف هذه العملية بوباء سريع الانتشار على حد تعبيرها.
وتكشف الصحيفة أن جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" التابع للجيش يصنف تنظيمات الجهاد العالمي كواحد من التهديدات الجدية التي ستضطر اسرائيل لمواجهتا خلال العام الجاري، بسبب حجم هذه التنظيمات، وإعداد أعضائها المتنامي، والوسائل القتالية والدافعية القتالية والرغبة بالموت لدى عناصرها لتحقيق أهدافهم، وتضيف الصحيفة " هذه السمات التي تميز هذه التنظيمات تضع أمام الأجهزة الاستخبارية والعسكرية الاسرائيلية تحدي جديد ومعقد يهدد بابتلاع جزء كبير من الجهد الاستخباري الاسرائيلي في ظل المخاوف من موجة هجمات تستهدف اسرائيل تنفذها هذه المنظمات انطلاقاً من سوريا ولبنان وشبه جزيرة سيناء
ويتصدر تنيظم القاعدة المركزي رأس خريطة التنظيمات التي نشرتها الصحيفة وتقول إنه نجح رغم الحرب العالمية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب والغربيين بعد هجوم الحادي عشر من ستمبر وإعلان الولايات المتحدة الأميركية نجاحها بتصفية التنظيم بعد زعيمه أسامة بن لادن عام 2011 بتعزيز قوته ونشر أفكاره الذي أثمر بإنشاء عشرات التنظيمات الإضافية التي تضم عشرات الآلاف من الأعضاء الذي يمتلكون قواعد لهم ليس في الشرق الأوسط وإنما في شمال افريقيا وفي الصومال وشبه جزيرة سيناء على حد تعبيرها.
وترجع الاستخبارات الاسرائيلية سبب نمو هذه التنظيمات إلى "الربيع العربي" الذي طوى صفحة حلفاء الولايات المتحدة الذي أداروا دولهم بطريقة بولسية بالإضافة إلى الانسحاب الأميركي من العراق الذي بدا في عيون الجيل الجديد في الشرق الأوسط هزيمة أمام المجاهدين.
وتزعم الاستخبارات الاسرائيلية في تقديراتها أن النشاط الميداني لهذه المنظمات يوجهها علماء مسلمين أرزهم الدكتور أيمن الظواهري نائب أسامة بن لادن التي ورث عنه قيادة تنظيم القاعدة.
وتخصص الصحيفة جزء من تقريرها للحديث عن الفرق بين أسامة بن لادن ووريثه في قيادة القاعدة أيمن الظواهري "بن لادن كان يفضل الهجمات على الصعيد الدولي الكبرى مثل الحادي عشر من ستمبر، ولكن الظواهري يقود استراتيجة أكثر خطورة مكونة من أربع مراحل: الأولى طرد الأميركيين من العراق وتم تحقيق هذا الهدف ثم إقامة دولة الخلافة الإسلامية، على أكبر مساحة ممكنة من الشرق الأوسط وتصدير الجهاد نحو اسرائيل والدول الغربية وهذا الهدف يتم تحقيقه بالتوزاي أي بالعمل لإقامة الخلافة ومهاجمة اسرئيل والدول الغربية."
وبالنسبة لاسرائيل طبقا للتقرير فإن هذه التظيمات ليست مجرد إشارة إنذار وإنما ضوء أحمر ساطع لأن التساؤول ليس هل ستهاجم هذه المنظمات اسرائيل وإنما متى ستبدأ هجومها.
وبحسب الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية فإن أحداث الربيع العربي منحت هذه المنظمات جبهة مباشرة مع اسرائيل هي في أمس الحاجة لها لتنجنيد الشبان العرب الغاضبين ولن تقصر هجمات هذه التنظيمات على استهداف السياح الاسرائيليين بالخارج لأن هذه المنظمات باتت تتملك حدود مع اسرائيل تمتد لمئات الكيلومترات وعدد كبير من الأهداف الاسرائيلية ستكون على مرمى النار.
وسبب تحول هذه المنظمات لتهديد ملموس لاسرائيل هو الخليط بين القرب الجغرافي وكمية السلاح الكبيرة المتوفرة لديها والخبرات العملياتية التي راكمها أعضاء هذه التنظيمات في الساحات التي قاتلوا فيها خصوصا سوريا والعراق بالإضافة إلى الأيدلوجية التي تعتنقها هذه المنظمات.
جبهة النصرة
وهو التنظيم الأبرز في الساحة السورية وغالبية أعضائه سوريون ويتمد نشاطه على كامل الأراضي السورية ويقوده أبو محمد الجولاني الذي يعتنق فكر وصفته الصحيفة بالمتشدد.
وتسيطر جبهة النصرة على مناطق واسعة على جزء كبير من المناطق المحيطة بهضبة الجولان، وعدد أعضائها في تلك المناطق يتجاوز المئات ويبذلون غالبية جهودهم الآن في محاربة الجيش السوري النظامي، ولكن الاستخبارات الاسرائيلية اكتشفت نوايا هولاء المقاتلين لتوجيه نشاطهم ضد الجيش الاسرائيلي بالجولان على حد زعم الصحيفة.
الدولة الاسلامية في العراق والشام
وهو من أبرز المنظمات التي تعمل في سوريا وتعود أصوله إلى العراق ويتزعمه أبو بكر البغدادي الذي يتصدر قائمة المطلوبين للولايات المتحدة الأميركية بعد زعيم القاعدة أيمن الظواهري.
وتمضي الصحيفة بالقول " رجال البغدادي هم الذي سيطروا على محافظة الأنبار والفلوجة بالعراق ويطمع البغدادي لتوسيع الدولة الإسلامية بالعراق والشام لاقامة الخلافة الاسلامية".
وبحسب الاستخبارات الاسرائيلية فإن عدد رجال يتجاوز الآلاف ويتملكون وسائل قتالية وهم متخصصين بتنفيذ الهجمات الانتحارية وعمليات الخطف الجماعي والاغتيالات.
تنظيم أحرار الشام
وهو تنظيم بحسب الصحيفة مقرب جداً من القاعدة ولكنه يتحفظ بعقيدة مستقلة ويحرض على استقلاليته ويقوده عبد الله الحموي الذي يحاول بناء جبهة اسلامية مكونة من ست تنظيمات سورية.
التنظيمات الجهادية في لبنان
وتشير التقديرات الاستخبارية الاسرائيلية إلى أن غالبية المنظمات الجهادية العاملة بسوريا تملك أذرع داخل لبنان وتضيف الصحيفة " انضمام حزب الله للقتال لجانب النظام العلوي تنفيذاً لتعلميات طهران أدخلت الحزب الشيعي في مواجهة مباشرة مع الجهاد العالمي التي باتت تستهدفه في عقر داره بالضاحية الجنوبية عبر السيارات المفخخة".
وترى الاستخبارت الاسرائيلية أن بناء قواعد وتعاظم هذه المنظمات في لبنان لا يبشر اسرائيل بالخير ليس بسبب احتمال شن الهجمات على اسرائيل في الوقت الراهن فقط وإنما بسبب المصاعب التي تواجه اسرائيل فيما يتعلق بردع هذه المنظمات وتنفيذ عمليات اغتيال واحباط للهجمات.
وتشخص الصحيفة الصعوبة التي توجهها اسرائيل في التعاطي مع هذه المنظمات بالقول "بخلاف الحكومات التي تمتلك مؤسسات مثل حزب الله وحماس، فإن منظمات الجهاد العالمي لا تمتلك مؤسسات تخشى من عملية استهدافها وبإمكان جيش الاحتلال استهدافها بالتدمير من أجل ممارسة الردع أو معاقبتها، أيضا اختراق هذه المنظمات أكثر صعوبة من اختراق الجيوش النظامية و المنظمات التي ذات أذرع سياسية واجتماعية ومالية.
وهذا التحدي يفرض على الاستخبارات الاسرائيلية بحسب الصحيفة اعتماد وسائل جديدة وطرق تفكير مبتكرة وجزء من النشاط الاستخباري ضد هذه التنظيمات يتم في ألفضاء الافتراضي لانة منظمات الجهاد العالمي تنقل تعليماتها لأنها باستخدام الانترنت وأيضا تستخدمها في جمع الاموال وتجنيد الأعضاء.
كتائب عبد الله عزم
وهو تنظيم لبناني محلي يتملك صلات بالجهاد العالمي أطلق عدة مرات صورايخ كاتيوشا إلى اسرائيل قتل زعيمه مؤخرا ماجد الماجد في ظروف غامضة، وثمة تنظيم أصغر يعمل في لبنان مكون من فلسطينين ولبنانين يتزعمه أسامة أمين الشهابي.
التنظيمات الجهادية في مصر
أنصار بيت المقدس
هو أكبر التنظيمات الجهادية التي تعمل في شبه جزيرة سيناء وتزعم الاستخبارات الاسرائيلية أنه يتقاسم المسؤولية مع لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية عن الهجوم في شارع 12 الواصل بين النقب وإيلات والذي أسفر عن مقتل ثمانية اسرائيليين.
وأنصار بيت المقدس هو المسؤول بحسب الصحيفة عن غالبية الهجمات التي نفذت ضد أنبوب الغاز المصري الذي ينقل الغاز لاسرائيل وإطلاق صواريخ الكاتيوشا على إيلات.
والتظيم الثاني الذي يعمل في شبه جزيرة سيناء كانت يتزعمه ابراهيم بركات الذي تم اغتياله قبل عام ونصف وأطلق هذا التنظيم عدة مرات صواريخ كاتيوشا على إيلات، ويضم هاذان التنظامن في عضويتهما المئات من الشبان العرب والبدو المحلين.
وهاذان التنظيمان بحسب الاستخبارات الاسرائيلية يبذلان جهودا كبرى لتنفيذ ثلاثة أصناف من الهجمات ضد اسرائيل: هجمات تستهدف دوريات جيش الاحتلال التي تحرس الجدار الحدودي وتنفيذ هجمات داخل إيلات واستهداف الطائرات الاسرائيلية التي تحط في مطار إيلات.
المنظمات الجهادية في غزة
منظمة مجلس شورى المجاهدين
أقيمت هذه المنظمة في شهر ستمبر عام 2011 بحسب الصحيفة العبرية من اتحاد ثلاثة منظمات صغيرة، وتعتبر هذه المنظمة أخطر المنظمات الجهادية في قطاع غزة ونفذت هجوم عام 2012 أودى بحياة موظف بجيش الاحتلال، القائد الاول لهذا التنظيم هو هشام السعدني واغتالته طائرات الاحتلال وورثه في قيادة التنظيم عبد الله الأشقر.
الجهاد العالمي داخل الخط الاخضر
تشير تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية إلى أن الاعوام الأخيرة شهدت نشاطاً ملموساً لجهات جهادية داخل الخط الأخضر في صفوف الفلسطينيين الذي يحملون الجنسية الاسرائيلية، بعض هولاء التحق بالقتال إلى جانب جبهة النصرة في سوريا.
وتلفت الصحيفة إلى أن مخابرات الحتلال اعتقلت إمام أحد مساجد الناصرة بتهمة الترويج لافكار تنظيم القاعدة ما دفع عدد من الشبان على إلى قتل إحدى الاسرائيليين.
وتضيف الصحيفة إلى أن شابيين بدويين من النقب اعتنقا الفكر الجهادي عام 2009 وحاولا تصينع عبوات ناسفة لشن هجمات ضد أهداف اسرائيلية قبل أن يتم اعتقالهم.
0 comments: