Monday, March 10, 2014

من هما رجلا العصابات اللذان قدما من لوس أنجلوس للقتال في سوريا؟

من هما رجلا العصابات اللذان قدما من لوس أنجلوس للقتال في سوريا؟

Tue, 03/11/2014 -

رام الله: منذ قرابة أسبوع انتشرت بعض الصور وفيديو لعنصري عصابات يقاتلان في سوريا إلى جانب القوات النظامية. وهذه العصابات تعرف بالعصابات "اللاتينية" وهي منتشرة في الأراضي الأمريكية وفي عدد كبير من بلدان القارتين الأمريكيتين. ويظهر الرجلان، والأوشام تغطي جسديهما، وهما يطلقان النار من بندقيات كلاشنكوف الروسية الصنع. فمن هما ولما انخرطا في الحرب الدائرة في سوريا؟

في الصور التي تم تداولها بشكل واسع على مواقع وصفحات المعارضة لنظام الحكم في سوريا، نرى الرجلين وهما "كريبر" من عصابة "ج.و. 13" من منطقة "سن فالي" و"وينو" من عصابة "القوة الأرمنية" العاملة في "المنطقة الغربية"، وكلا العصابتين تنشطان في مدينة لوس أنجلوس جنوب غرب الولايات المتحدة. ويظهر الرجلان بالزي العسكري والسلاح في يديهم. وفي الفيديو-  أدناه - يتكلم الرجلان بطريقة استفزازية وبالأسلوب الذي يعتمده رجال العصابات اللاتينية في لوس أنجلوس على الشاطئ الغربي للولايات المتحدة.

وقد قام المعارضون للنظام السوري، من الذين تداولوا ونشروا هذه الصور كما الفيديو، بوصف الرجلين على أنهما "يقاتلان في صفوف حزب الله اللبناني"، بينما أكد آخرون أنهما "يقاتلان في صفوف الجيش السوري النظامي".

بعد التدقيق والبحث تمكنا من التأكد من أن "وينو" و"كريبر" يقاتلان فعلا إلى جانب القوات السورية النظامية، إلا أنه اتضح لنا أنهما ليسا في عداد مقاتلي حزب الله اللبناني وأن "وينو" استعار الشال الذي نراه حول عنقه - أعلاه - من مقاتل حزب الله الواقف بجانبه. والشال يحمل شعار حزب الله كما صورة لوجه أمينه العام حسن نصرالله. واستطعنا أن نتأكد من أن الرجلين كانا فعلا ينتميان إلى عصابات لوس أنجلوس، إلا أن ما يفسر قتالهما إلى جانب القوات النظامية في حلب هو أصولهما الأرمنية السورية.

وينو" وهو أول من نشر الصور والفيديو على صفحة فيس بوك واسمه الحقيقي هو نرسيس كيلاجيان. ومن الواضح في الفيديو أن الرجلين لم يكونا في خضم معركة أو في حالة قتال حقيقي. فالفيديو عبارة عن تصوير بدائي ودعائي. وبعد تواصلنا مع عدد من مصادرنا من الطائفة الأرمنية في حلب تمكنا من التعرف أكثر على الرجلين ومن كشف هوية "كريبر" التي لم تكن قد انكشفت حتى الساعة، ذلك بخلاف هوية "وينو"، أو نرسيس كيلاجيان، التي كان من السهل التوصل إليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

هاروتيون سليميان هو قس أرمني من مدينة حلب. وهو أيضا عضو في جمعية أهلية أرمنية تجمع ما بين الطوائف الأرمنية الثلاث، أي الكاثوليك، الأورثودكس والبروتستانت، في مدينة حلب.

ويقول:" أحد الشابين الذي نراه في الفيديو ["كريبر"] اسمه الحقيقي هو دافيد ماداريان. عائلته تعتبر من أقدم وأعرق العائلات الأرمنية في مدينة حلب. وهذا الشاب لم يكن بسيء الصيت أو المسلك. لكن لدى عودته لسوريا علمنا أنه واجه مشاكل مع القضاء الأمريكي، ثم رأينا أن الأوشام باتت تغطي جسده من رأسه لقدميه. علما أنه لدى وصوله إلى حلب قام بحلق شعره، الذي كان طويلا، وانضم إلى إحدى الفرق المقاتلة الموالية للنظام والتي كانت مهمتها تقتصر على حماية الأحياء الأرمنية في حلب. وقد قال لي أحد أقربائه مؤخرا أنه أصيب خلال إحدى المعارك وهو اليوم يتلقى العلاج في المستشفى".

وتابع:" إلا أن الضخ الإعلامي الذي أضاء وركز على "رجلي العصابات القادمين من لوس أنجلوس" يفاجئني، فمقارنة بكل ما يجري في سوريا الأمر ليس بهذه الأهمية. فالرجلان وإن كانا من الطائفة الأرمنية، فهما لا يمثلان أرمن حلب ولا الأرمن كطائفة".

واضاف:" هنا أود أن أتوقف كي أذكركم بحال الطائفة الأرمنية في سوريا عموما وفي حلب خصوصا. فوضع الكثير من أبناء الطائفة مأساوي وحرج ونحن نشعر أننا مستهدفون على امتداد الوطن، فمن الطبيعي والبديهي أن ندافع عن أنفسنا وأن نقف في صف من يحاربون الإرهاب، فمنذ أقل من أربعة أشهر كانت أحياء الأرمن، كالميدان وبستان باشا، تحت الحصار من قبل المجموعات المسلحة المعارضة، وهكذا كان وضع باقي الأحياء الحلبية التي كانت وما زالت تحت سيطرة القوات النظامية. اليوم، ومع تقدم الجيش السوري على عدة محاور حول المدينة، فُك الحصار ولو جزئيا. لكنه لا يجب أن ننسى أن الطائفة الأرمنية تأثرت كثيرا بالتدمير والنهب والسرقة التي ضربت حلب وخصوصا المنطقة الصناعية [ الشيخ نجار]، فالكل يعرف كيف تم تفكيك الآلات الصناعية والمعدات ونقلها كي تباع في تركيا".

وقال:" في بداية الأزمة، كان عدد قليل من شباب الأرمن يشاركون في المعارك إلى جانب القوات النظامية وفي حماية أحياء المدينة كمتطوعين، لكنه مع الوقت جرى تنظيم الأمور رويدا رويدا. اليوم الأمور تختلف فالمقاتلون يتقاضون رواتب، حتى ولو كانت هذه الرواتب صغيرة ورمزية. وعائلاتهم تتقاضى التعويضات في حال سقط أحدهم خلال القتال أو في حال إصابته إصابة بالغة. فالمقاتلون الأرمن يُعاملون كأي جندي في الجيش السوري النظامي".

عدة تقارير صحفية تشير إلى أن أكثر من 60 بالمئة من أرمن حلب، أي 35.000 فرد، غادروا المدينة بسبب الحرب. وأغلبهم هاجر إلى أرمينيا وإلى لبنان، وأعداد قليلة توجهت نحو ألمانيا والسويد. فعدد الأرمن في حلب بات لا يتحاوز الـ 20.000.

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: