من الذي أسهم بإخراج المخيمات الفلسطينية الى الواجهة مجددا؟ سؤال يربط باحداث لبنان، هنا في هذا المخيم "البؤس" سيدا، الفقر رفق الدرب، السياسة تديرها أجهزة الامن الفلسطيني، الإقتصاد طار لأن الدولة اللبنانية تحظر على الفلسطيني مزاولة أي مهنة وبالتالي السؤال كيف يواجه الفلسطيني الحياة، شبابه عاطلون عن العمل وسيداته يمسكنّ بزمام المبادرة يصنعون الواقع الإقتصادي المهشم بفضل "التمييز" إزاء تعاظم الظروف الإقتصادية وقلة أفق الحياة يكون السؤال هل ينجر المخيم بشبابه الى الإقتتال والإنفجار وماذا عن الدور الذي يلعبه "حماة" المخيم الأمنين، هل يوجد رقابة؟ وماذا عن النازحين هل يوجد رقابة؟ أسئلة تراود الزائر ما إن تعبر حاجز الجيش اللبناني عند المدخل الوحيد ويطالعك مشهد "ألبؤس" بدء من الطرقات حتى الحياة.
فإلى المخيم در
العين على المخيمات الصورية هذه الأيام، مخيمات تلفها أحزمة البؤس، وتجتاحها بطالة وصلت الى الـ80% والتي تشكل الناقوس الخطير للتفلت، تلك الفئة من السهل تغريرها بالمال لأجل تنفيذ مآرب إرهابية، فالشباب الطعش هم اكثر فئة ممكن التحكم بها وممكن تجنديها عبر عدة وسائل: المال، النساء وحبوب البنتاغون ، وهذا ما يتخوف منه المسؤولون الامنيون المرابضون على أمن المخيمات، يجزم الكل أن هناك " حملة استهداف امني خطير يتعرض لها المخيم" بحسب يوسف موسى القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، حملة بدأت وفق موسى "بشكل مركز من قبل اجهزة الاستخبارات الامريكية بعد حرب تموز 2006 لاجل الفتنة بين المخيم والجوار"، مشيرا الى أننا "نلاحظ منذ مدة طويله تحريض كبير يُشن بدأته بعض وسائل الاعلام المحلية االلبنانية عبر تسليط الضوء على المخيمات بإعتبارها "فزاعة" ارهابية ومصدر قلق"، تلك الصورة دفعت بموسى للقول "نحن لسنا بمأمن من الإرهاب الذي يخطط لضرب مكامن القوى بمخيماتنا لذا نتابع الوضع بأدق التفاصيل وننسق مع الأمن اللبناني الجيش، حزب الله وحركة أمل".
في حضم التناتش السياسي في لبنان يعيش المخيم ازمة وجود على كافة الصعد، البؤس يفوح من بين ازقته المهترئة، اطفال يبحثون عن مركز لعب، فيما الملعب الوحيد المتوفر خضع للتقسيمات السياسية حسب ما يشير احد المسؤوليين.
في المخيم يوجد زعماء وقادة كثر ولا يوجد خدمات ميدانية، ابنية متلاصقة في تنظيم سكاني عشوائي اسلاك كهربائية تحجب اشعة الشمس عن الحياة، داخل مخيم يفترش مساحة كيلومتر مربع ويضم 33 الف نسمة معظم سكانه من منطقة الجليل المحتل يعتبر مكتظ نسبيا.
بلغة الارقام التي تكشف واقعا ماساويا 2% نسبة اليد العاملة، 12 % نسبة العجزة والمقعدين، 73% نسبة الفقر و7% نسبة الفقر المدقع، اما نسبة البطالة فاقت ال65% وفق احصائية اجرتها الاونرا بالتعاون مع الجامعة الامريكية عام 2011 والتي ارتفعت الى حدود ال80% حسب مصادر قيادة المخيم نسبة تستدعي التوقف عندها في ظل الصراع الجديد الذي يسيطر على المنطقة والمخيمات ليست ببعيدة ابدا عنها، فالشباب هي الفئة المستهدفة والتي يمكن تجنيدها لاي اعمال، فالبطالة هي الوجه الاخر للارهاب وهذا ما تخشاه مسؤولة الملف الاجتماعي وعضو قيادة منطقة في حركة فتح نادية قاسم التي ترى ان العين على المخيمات والوضع الامني خطير نحن امام تحديات جدا خطيرة، قاسم التي تشبه البطالة بالقتبلة الموقوته تشدد اننا "نحرص ان لا ننجر لاي فتن وان لا ندخل في صراعات وخلافات نحن في غنى عنها اذ بالكاد نملك زمام السيطرة على ازمتنا الداخلية فحياتنا صعبة جدا خاصة وان ما يخطط له تقسيم جديد للمنطقة".
عودة بالتاريخ للوراء يسجل أحداث عبرا بين الجيش اللبناني والاسير وأُريد منها جر المخيم للإقتال بوجه الجيش اللبناني، بعدها جرى إخراج الإنتحاريين وبينهم فلسطينين كبوابة عبور الى الفتنة والتي تصب وفق ما يشير أمين سر حركة فتح في مخيم الرشيدية توفيق عبد الله الى "جر الفلسطيني لحرب مذهبية خاصة وانه كان يوجد مجموعات مرتبطة مع الأسير ومن وراءه. معتبرا "أن من يوظف فلسطيني في عمليات إنتحارية هدفه شرخ العلاقة بين اللبناني والفلسطيني ضمن المخطط الصهيو-امريكي لشطب الهوية الفلسطينية وتهجير الفلسطيني من اماكن وجوده، ضمن مخطط غربي-دولي لتقسيم الوطن العربي الى دويلات، لغات، إمارات وان أحداث سوريا أعادت المخيمات اللبنانية الى الواجهة. ويرى عبد الله أنه كلما تعاظم دور المقاومة في الوطن العربي كلما إزدات المؤمراة وكل ما يجري اليوم من احداث يخدم إسرائيل الطامحة للسيطرة على الوطن العربي من النيل الى الفرات
0 comments: